كاتب الموضوع :
dalia cool
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
قال بليك وقد تراقصت في مخيلته بعض ذكريات الطفولة .
" الخرافات هي السبب فهي تشل قدرة الأنسان على التفكير والتحكم بأعصابه , جيمي متأثر لأن الخوف من المكان مزروع في داخله , وأنا أرى أن لا فائدة من الأستمرار في........".
وصرخ:
" ساري أبتعدي عن المكان".
بعد أن لاحظ أن ساري تحاول أزاحة الصخرة , أخافها صوته فتطلعت اليه قائلة:
" ماذا هناك؟".
" ربما كان المكان ملعونا بحق".
" لم يخطر لي هذا على بال".
" أنت تدوسين على آلاف السنين من التاريخ القبلي , وأنا لا أريد أزعاج الباقي من أفراد القبيلة , هذه أشياء مهمة بالنسبة لهم وخوفهم من الصخرة لن يموت أبدا , وأذا كان الأعتقاد أن هذا المكان ملعون فالأفضل عدم معارضتهم وألا تصوروا أن لعنة ما ستنزل على من بقي منهم".منتديات ليلاس
" أذن لماذا ترك جيمي العم هادو يستكشف المنطقة؟".
" يظهر أنها المرة الأولى التي يرى فيها جيمي العلامات بنفسه , ثم من يستطيع الوقوف في وجه هادو ؟ أنه القانون هنا , جيمي مثقف لكنه يبقى من أهل البلاد الأصليين , وربما كلفه المجيء الى هنا الكثير لكنه يحب أسعاد العم العزيز , وأذا كان هناك وجود لآثار أنسانية فمن الأفضل عدم الكشف عنها لأن ذلك قد يميت جيمي خوفا , وبما أنني المسؤول عن حمايتهم أرى أن يبحث العم في منطقة أخرى , سأغطي المكان لأنني لا أريد مشاكل , يكفيني ما أحمل من مسؤوليات".
أطاعته ساري وتركت المكان خائفة وكأنها على وشك أن تحضر أحتفالا محرما على النساء , كانت السماء زرقاء والشمس حادة , تأملت جسم بليك المنحني فلاحظت أنه يحملق في شق صخري خفي:
" يوجد هنا حجر الشورينغا التاريخي".
رجته ساري:
" أتركه".
" سأفعل لأنه لا يهمنا".
أعتدل بليك في وقفته وأستعد لوضع الصخرة في مكانها من جديد , بينما كانت ساري تتجه نحوه بدافع الفضول:
" أريد أن أرى الحجر التاريخي".
" لا تحاولي التأثير فيّ بشجاعتك , سيبقى الحجر في مكانه".
" أثّر الأمر فينا مثل جيمي".
" لكن جيمي يبقى أفضل مقتف للآثار وعالم بالأدغال , وأذكرك بأنه رفيق مخلص للعم العجوز".
" أنني أثق به وأحترم رغباته".
" لا داع للغضب , أنا لا أنوي الأساءة لأرواح الأجداد".
وما أن قالت ذلك حتى مرّت من فوقهما دوامة هوائية أرعبت ساري ودفعتها الى ذراعي بليك القويتين طالبة الحماية , وسمعته يقول:
"أخفي رأسك في صدري".
ألتصقت به بينما كان يغير وقفته لتلقي الدوامة عنها , لامستهما الدوامة برياحها الحارة ورمالها الحمراء لدقائق , ثم أبتعدت وعاد كل شيء الى هدوئه , عندها رفعت ساري رأسها اليه متسائلة:
" ما الذي حدث؟".
" لا شيء , عاصفة بسيطة , لا بد من الأعتراف أنه لا وجود للملل في هذه المناطق , وبما أنها أرض قبائل قديمة فلا بد من أن الدوامة كانت روحا تائهة".منتديات ليلاس
" لا تقل ذلك ........ أرجوك".
كانت ساري لا تزال ملتصقة به وهو يحاول تهدئتها , شعرت بشعور غريب فخفق قلبها , فقال لها:
" لا أتصور أنك الآن تريدين النوم وقد كنت قبل دقائق على وشك الركض".
" معك أشعر بالحماية الكاملة".
" الأعتراف بالحق فضيلة".
" كنت في الماضي تقوى على من هم أضعف منك لهذا لم أستطع الأعتراف".
" وهل أنا الآن مهدىء؟".
" لا ......... لست مهدئا , من الأفضل أن يترك العم هادو المكان على حاله".
" هو وحده من يقرر".
" ترى هل مرت الدوامة بالقرب منهما؟".
" لا أتمنى ذلك لأنها سنخيف جيمي لمدة أسبوع على الأقل , والآن يا صغيرتي هل عرفت من هو الأقوى؟ دعينا نذهب الى السيارة وتذكري أنني لا زلت مرشدك المسؤول عنك".
|