كاتب الموضوع :
dalia cool
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
أسرعت ساري للبحث عن بليك بأعصاب محطمة: ( لا يمكن أن أتحمل فكرة خسارة العمة ألثيا مع أنها في التاسعة والسبعين , لأنها مع بليك , مالبارا , والعائلة بكل أفرادها جزء مني),وبدأت ساري تراجع تصرفاتها مع العائلة منذ قدومها لتعيش معهم في مالبارا: ( العمة ألثيا كانت لطيفة دائما , ذات قلب طيب رغم لسانها الحاد الذي طالما سلطته على كل أفراد العائلة , لكنها أحبتني وكانت تختلق الأعذار لتسوغ تصرفاتي أمام بليك منذ أن أتى بي الى هنا).
كانت ساري تتنفس بصعوبة والدماء تغزو وجهها بينما خصلات من شعرها تتشبث بجبينها وقد أتسعت عيناها من الخوف , وحين أندفعت ال المكتب كان بليك وجيف آلان جالسين يتكلمان بود , لكن دخولها أخافهما ةما أن رآها بليك حتى وقف بسرعة الى جانبها متسائلا:
" ماذا هناك؟".
أتكأت ساري على الباب وقد تقطعت أنفاسها , عندئذ نهض جيف على قدميه وسألها:
" ماذا هناك يا ساري!".منتديات ليلاس
أنسابت دموع الخوف من عينيها قبل أن تقول:
" العمة ألثيا .......".
فكر جيف: ( العمة ألثيا دنيا بحد ذاتها , حتى أنها في بعض النواحي أفضل من العم هادو الرائع), ثم تساءل:
" هل ماتت؟".
" لا.....".
كانت ردة فعل بليك عنيفة على ضعف ساري الذي أخافه:
" ساري... بالله عليك.... أصابتها نوبة أذن؟".
" نعم".
كان صوت ساري المرتجف ووجهها الخائف , ونظراتها المضطربة أشياء لم يكن بليك ليتحملها لولا أنها جزء منه , جذبها الى جانبه قائلا:
" مسكينة ساري .......هذه هي نتيجة حمايتنا المتزايدة لك .... من مع العمة ألثيا؟ جيس؟".
تمالكت نفسها :
" نعم".
" حسنا ........ أنا آـ".
سأل جيف:
" هل بأمكاني المساعدة ؟".
فأجاب بليك :
" كلا........ كل شيء على ما يرام , أستمر أنت مع العجول غير الموسومة , لا يمكن لأحد التأكد من هذه النوبات لكن الحبوب تساعد حتما , سأذهب الى المنزل وأطلب أنت من أرمسترونغ مساعدتك فأن عنده ما يكفي من التعليمات".
بقيت ساري منقبضة على الرغم من كل شيء:
" لا أحد أهم من عمتي ...... أسرع أرجوك".
تباطأ في خطوه قليلا وتطلع اليها بنظرات قوية كلها أهتمام مما دفعها للأعتذار قائلة:
" آسفة.......لم أقصد ما قلت.... ما أغباني ........من حقك ألا تميل اليّ!".
" أنا لا أميل اليك أطلاقا.. لكن هذا ليس هو الوقت المناسب لمثل هذه الأحاديث ........ أسرعي".
كانت العمة ألثيا تعود الى حالتها الطبيعية شيئا فشيئا بمساعدة جيس وميرا الخادمة اللتين كانتا تحيطانها , أرتاحت جيس لمرآهما:
" أنا سعيدة بعودتك".
قال بليك:
"الى السرير يا عمة!".
أجابته بضعف:
" لن أعارضك".
أتجه بليك نحو المقعد وحمل السيدة العجوز وكأنها طفل صغير قائلا:
" أياك والمعارضة لأننا نريد الوصول الى تفاهم بيننا , أرتاحي أنت ولا تشغلي بالي وسأذهب لأحضار الطبيب بارت أيرنشو لأجراء فحص عام لك وبذلك تقرب موعده لا أكثر".
قالت العمة ألثيا رغم ثقتها بنفسها وبقيمتها:
" أنا خجلة من نفسي".
أجابها بليك:
" كفاك سخفا...... أنت رائعة عندما لا تحاولين تعقيد الأمور".
فشكرته قائلة:
" لطالما أهتممت بي يا بليك , أنت أروع رجل عرفته!".
" ما عدا هادو الذي يتميز بصفات ولا أحلى , ترى أين هو؟".
رجته العجوز:
" لا تناده ......فالقلق يؤذيه وخاصة أذا كان الأمر يتعلق بي ".
تجاهل بليك العمة ألثيا وسال ساري:
" هل رأيته في مكان ما؟".
أجابت:
"رحل مع جيمي".
غضب بليك:
" أصحيح ما تقولين؟ هذا يفسر أشياء كثيرة , تعالي معي يا ساري وساعديني في وضع السيدة في فراشها , يعجبني منظرك يا عمتي ولكن لماذا هذه الملابس كلها؟".
أكدت السيدة العجوز:
" أنها أشياء أساسية".
وحينما أستدار بليك ليخرج من الغرفة ذكرته:
" لا تنسى أن تأتيني بالطبيب".
" سأفعل".منتديات ليلاس
أحتجت السيدة :
" يظهر أنني سأضطر للبقاء في حجرتي ".
فأكد بليك :
" لا بد من ذلك".
" لكن الراحة تتعبني".
" تحملي ذلك يوما أو يومين على الأكثر وأذا أردت حضور أحتفالات البيع والتأثير في الحاضرين فعليك أستعادة قواك أولا".
ضحكت السيدة:
" سأترك مهمة التأثير في الناس لساري فهي جميلة العائلة لكن لا تدع جيل تسمعني".
ثم قالت لساري بعد أن لاحظت شحوبها:
" لا تخافي يا صغيرتي .....كانت نوبة بسيطة".
قبلت ساري يد العجوز قائلة:
" أنت عزيزة علي يا عمتي".
أجابتها السيدة :
" كلنا سنموت في يوم من الأيام يا صغيرتي".
ضحك بليك قائلا:
"لكن أياك والرحيل أيام المبيع".
" أطمئن لن أفعل ......لكن الموت حادث لا بد منه وقد عشت حياة هنيئة , فلا تبكوني يا أولادي".
"حقا أن الحياة لها قيمتها ولكن عندما يتعب الأنسان يكون سعيدا بأستقبال الموت".
أجابها بيك بينما كانت ساري تحضر فراش العجوز:
" لكن دورك لم يأت بعد , ما حصل لم يكن ألا خروجا عن المألوف وحسب".
|