تأملتها سكوتي بنظرة غامضة جعلتها أقرب الى أخيها قبل أن تقول:
" أتساءل هل صحيح أنك عازمة على المضي فيما تفكرين به؟".
ترددت ساري :
" في الحقيقة كرهت الفكرة للحظات".
فسألتها سكوتي:
" هل تستحق التجربة كل هذه المغامرة؟".
" أعتقد ذلك لأن فيها أنتصارا على بليك".
ركزت سكوتي أنظارها على وجه ساري المتمرد الصغير:
" الأنتصار على بليك! لكنني تصورت أن ما تفعلينه هو من أجل بيتر الذي تحبن!".
فرددت ساري :
" في هذه اللحظة لا يهمني أي شيء , ثم هل يتوقع بليك مني التقوقع في الزاوية؟".
" لا يسعني ألا أن أذكرك أنك زرت معه أنحاء العالم منذ تركت المدرسة".
" لكنني الآن في بيتي الذي يشعرني بليك أنه فخ".
تمتمت سكوتي :
" قد تحتاجين الخلاص من هذا كله لكنك الآن تتذمرين فقط , أنا لا أنكر أن بليك نادر القوة وخاصة عندما يمارس ضغطه".
تنهدت ساري قائلة:
" أنت على حق".منتديات ليلاس
كانت سكوتي تلقى المعلومات محاولة أن تعدل بين ساري التي تحب , وأخيها العظيم الذي تحترم , لم توضع في مثل هذا الموقف من قبل , كانت دائما تشترك مع بليك في ممازحة ساري وملاطفتها للقضاء على ثوراتها الصغيرة , لكنها تشعر الآن أن لدى ساري وجهة نظر معينة , وأن الوقت قد حان لمؤازرتها.
" أذا كنت تعتقدين أن في ذلك سعادتك فسأستر هربك , رغم معرفتي بالصعوبات التي سأواجهها من بليك عند أكتشافه ذلك ".
قالت ساري بأندفاع:
" يا ألهي ! أنت رائعة, لكن لا تكذبي عليه وتلطخي سجل صدقك , لا حاجة بك الى قول شيء أبدا , قد يكون ذلك أشد تأثيرا".
" سيعتقد سون الحبيب أنني حامل".
" أعتقد أن ذلك سيحصل عما قريب".
" عند هذا الحد أعتقد يا ساري أننا يجب أن نذهب الى الداخل , لأنك لا تعرفين ما تتكلمين عنه".
"شون يحبك وأنت محظوظة به كزوج".
أبتسمت سكوتي أبتسامة مشرقة وهي تقول:
" أعتقد ذلك , أفعلي ما تشائين , وسأحاول أن أبدو متعجبة كما يتوقع بليك".
قالت ساري بحماس:
" في الحقيقة كل شيء يسير بأنتظام , وهو نوع من الحب الممزوج بالحرب".
فكرت سكوتي( أن ما تتمنى ساري حدوثه لم يكن لتسعى اليه أبدا , لولا الحرب الباردة بينها وبين بليك , لو أنه سمح لها بالذهاب الى أدليد , لكان قد خفف من عدائها له), وحاولت سكوتي تهدئة الثورة في داخلها من دون جدوى:( كان بليك حكيما في كل أفعاله , لكن يظهر أن جستين بالغت في أظهار الأخطاء عند دراستها لموضوع بيتر , تقريرها عنه بالسلبيات).
وصلت الفتاتان الى الداخل , وفكرت سكوتي: ( الهدوء والسكينة مخيمان , لكن بذهاب ساري سيتغير كل شيء حتما , لا حظ لها بالنجاح , لقد زرت الكثير من بلاد العالم وأجتمعت بالكثير من الناس , لكنني لم أجتمع بمن يشبه أخي , قد تهرب ساري لفترة وجيزة لن تطول).
مضت ثلاثة أيام دون أن تسمع ساري كلمة من أحد , توقعت ذلك لكنها بقيت تأمل مجيء بليك مع كل زائر لعائلة شلتون , حتى جستين لم تكلمها هاتفيا , كانت خائفة منذ اللحظة التي ركبت فيها عربة جيك أوسلو , بعد مجموعة من الأكاذيب ظهرت صادقة في وقتها , لأن جيك لم يكن على علم بحقيقة الوضع , ولأنه كان صديق بليك , فقد وضعته ساري في موقف حرج ,ولكنه كان من الرجال الذين ينسون التساؤل أذا وقف أمام عيون كحلاء جميلة وقصة مقبولة , لذلك لم يخطر له على بال أنها كانت تكذب مخالفة بذلك مشاريع بليك , كانت قد أنهت طبع التقرير في أقل من ساعة وتركته على مكتب بليك ومعه رسالة وداع منها , راحت تتخيل ردة فعله العنيفة عليها , لكن ذلك لا يهم الآن : ( لا أحد يهتم بي , وموقف كهذا كان يجب أن يسرني , لكنني أحس بأنني أنسانة مهملة لا قيمة لها , لا أعرف ماذا دهاني هذه الأيام , طبعا سكوتي لن تتصل بي لأنها شريكتي في المؤامرة , لم تجر الأمور كما تمنيت).
كانت ساري تحاول أسعاد نفسها , بقيت تتوقع الأحتراق بنار غضب بليك في أية لحظة , أما عائلة شلتون فكانت رائعة معها والجميع يبذلون أقصى جهودهم لأسعادها , لكنه كان من الواضح أنهم أتخذوها وسيلة لتحقيق غاياتهم الخاصة , ففاجأتهم بتصرفات متزنة مليئة بالقوة , أبعدت عنها خطر الضياع في دنيا عواطف بيتر الذي أستغربت شخصيا كيف يمكنها حتى أن تفكر بحبه : ( لا شك أنه جذاب , مهتم بي , وفي هذا مجال لزيادة ثقتي بنفس , لكن لا وجود للأثارة معه , لو أن لدي الشجاعة الكافية لزرت جستين التي تشبه بليك في طباعها) , لكن مرور الأيام الثلاثة أشعرت ساري بعزلة فظيعة زعزعت ثقتها بنفسها : ( أنا لم أعرف نفسي يوما كما أعرفها الآن , وأخجل من الأعتراف بذلك ) , تأملت نفسها في المرآة طويلا قبل أن تلبس وتنضم الى الحفل الذي حوى ما يقرب من أربعين شخصا.
كانت ليا تطلق عليهم ساخرة لقب العائلة الملكية , لكن ذلك لا يمنع أنها كانت تحترم بليك ,أما بليك فقد تجاهلها لأنها صغيرة ,وهو كما كان يقول لساري ليس جادا في علاقاته مع الفتيات الصغيرات , وليس هناك من يستطيع أجباره على تغيير ذلك.
سمعت ساري قرعا على الباب دخلت بعده ليا الغرفة متسائلة:
" ألم تنتهي من أرتداء ملابسك بعد؟".
" لقد أكتملت زينتي وأنا على وشك الأنتهاء".
" ألاحظ ذلك , يا ألهي كم أنت جميلة , ولا غرابة في أن بيتر يشعر بالحب لأول مرة في حياته".
أجابت ساري بلامبالاة:
" أراهن أن بيتر سيقع في الحب مرات عديدة قبل أن يبلغ الأربعين".
" أظن ذلك , لكنك أنت التي يريد الزواج منها".