2-اوهام و اجنحة
مضى صباح ذلك اليوم والطائات الخاصة تتهادى على المهبط حاملة أصحاب القطعان الذين أستولى عليهم الحماس لرؤية نتاج مالبارا من ثور سانتا جيروترودس الثمين المسمى كلوادي ,والذي يزن حوالي ألفين وستمائة رطلا ,ويعتبر أفضل منشىء للقطيع في المركز , كان تناسل القطعان هو عصب المراكز الكبيرة , لأن أصحاب الماشية يهتمون بأصالتها , أما أثمان المبيع المرتفعة في مالبارا , فقد كانت تعتمد على السلالات الأصلية التي تربى فيها- أصالة مستمدة من سنين طويلة من التناسل , والفحوص , والتحاليل أعطت للمركز سمعة طيبة تثبتها غرفة مليئة بكؤوس الفوز وشهادات التقدير , كانت سلالة السانتا جيروترودس سلالة فاخرة محمرة اللون , تستطيع تحمل الشروط الطبيعية القاسية في ذلك القسم الجنوبي الغربي من البلاد.
يوم معاينة القطيع كان يوم عمل للرجال فقط , وهو بذلك يختلف عن المزاد الرسمي الذي يأتيه الأنسان مع فرد من أفراد عائلته , كما كان يقول هادو ميريديث عم بليك ,كانت المبايعات الشهيرة في مالبارا تتم في جو يختلط فيه العمل بالمتعة مما يعطي للموجودين وعائلاتهم أنواع التسلية والترفيه بعد الظهر , وقبل البدء بعمليات البيع , ثم يأتي مهرجان اللحوم المشوية في المساء , وعرض الأسعار في صباح اليوم الثاني , وفي الليلة الأخيرة يجري الأحتفال الراقص المكتظ بالزائرين والمشترين , كانت تلك الفترة من الفترات المنتظرة طوال السنة , يجتمع خلالها صفوة المربين في عالم الماشية بالكثير من المرموقين أجتماعيا ,وفيما يتعلق بأنسباء عائلة ميريديث , فقد كانت الزيجات جيدة , لكن شقيقة بليك الصغرى سكوتي , المولودة بأسم ستيفاني , فقد تزوجت زواجا ممتازا من أحد المستقرين أمثالهم.منتديات ليلاس
كانت سكوتي في ذلك الصباح مسترخية الى جانب بركة السباحة سعيدة بلون جلدها الذهبي , أما شعرها الداكن اللامع ,فقد جمعته على قمة رأسها غير عابئة بمن كان يسعى لخدمتها , كانت فتيات البيت الصغيرات ,يأتين لتحيتها بأبتسامة كانت تردها لهن ,أما ساري فلطالما أعتبرت سكوتي منبع أخبار البلد وأهلها , لأنها من المعروفات بالثرثرة ,ورغم أنها لا تعرف شيئا عن عائلة شلتون ,ألا أنها حين أطلعت على الأحداث من وجهة نر ساري قالت لها :
" لكنه لا يستطيع يا عزيزتي".
أكدت ساري:
" لا بل يستطيع وقد أستطاع فعلا , أنه مجنون بالقوة".
" مهلك يا عزيزتي".
قالت سكوتي بأنزعاج , لأنها على الرغم من بلوغها الرابعة والعشرين لم تتعود أنتقاد أخيها الذي تحب:
" بليك يعرف كل شيء حوله".
" أتعنين أن لديه عيونا في كل مكان".
" نعم.... ولن تنفعك مقاومة تياره , لذلك لا يسعك ألا الأعتراف بمكانته في حياتنا جميعا بما أنك من العائلة , فكري في ذلك بعمق يا عزيزتي".
" لقد فكرت وأعتقد أن طريقتي هي الأفضل".
تطلعت اليها سكوتي بحب لا أثر للحسد فيه قبل أن يقول بمرح:
" أعتقد أن عدم وقوعه في حبك حتى الآن هو الجنون بعينه!".
رفعت ساري رأسها قبل أن تسأل خائفة:
" من تعنين؟".
أجابت سكوتي:
" بيتر طبعا , أليس هو المقصود بحديثنا؟".
عادت ساري الى الأسترخاء قبل أن تقول:
" أجل طبعا".
كانت في تلك اللحظات تشبه بطلة طال أحتجازها , وتابعت:
" بيتر صاحب منزلة أجتماعية , أشقر ورقيق في معاملنه ,ثم أنه زار أماكن كثيرة ونعم بأشياء كثيرة".
" أذا صح ما تقولين أتمنى أن تكون أفعاله ضمن حدود المقبول ".
رمتها ساري بقطعة ثلج قبل أن تقول:
" لا تكوني سخيفة! سأفعل كل شيء على طريقتي , أنت تستطيعين فهمي , لأنك لست جستين".
" لا سمح الله! على فكرة , أعتقد أن حزب كلايف في طريقه الى السلطة".
صرخت ساري:
" ليذهب كل هذا الى الجحيم , دعينا من السياسة والكلام عن الجميع , لأنهم يتهافتون على السلطة لأرضاء أنفسهم فقط".
" معك حق , كلايف من هذا النوع فعلا".
تجاهلتها ساري قائلة:
" أذا كنت من المحوات فسأستطيع الهرب مع جيك , لقد قال لي قبل ساعة أنني أجمل أمرأة في العالم".منتديات ليلاس
" لقد قال لي ذلك أيضا! لا أعتقد أن بأستطاعته البحث عن زواج متميز مرة ثانية , زواجه الأخير كلفه الكثير , لا أنكر أنه مرجع في دنيا الماشية لكنه ليس كذلك في دنيا النساء".
قاطعتها ساري:
" جيك عائد الى أدليد".
قالت سكوتي بلا مبالاة:
" أحذري يا عزيزتي من التلاعب بالنار , وأنا لا أقصد هنا بيتر , أنما بليك بعينيه الباردتين , أعتقد أنه من الأفضل عدم أثارته".
فقالت ساري ثائرة:
" أنا ذاهبة الى أدليد".
" ليكن ما تريدين".
" هل بأمكانك تغطية هربي".
" وماذا أجني من وراء ذلك الموت! لا يا عزيزتي لا أستطيع , لأن بليك بارع في أكتشاف داخلي".