وحين ركبوا السيارة كانت الأفكار نفسها تشتعل في رأس ليا , لكنها نجحت في السيطرة على أعصابها : ( لم أتوقع أن تصبح ساري عدوتي عندما أتيت الى مالبارا , لا يمكن أن يكون ما أشعر به صحيحا , لكن وجه ساري يفضح مشاعرها , لا شك أنها تحب بليك رغم مقاومتها له) , صدمتها الحقيقة وأغرقتها في دنيا الأفكار أكثر : ( كرهت ساري بليك سنينا طويلة لأنه يمثل بقوته وأستبداده ما تكره في الرجل , لكنها الآن تحبه وتريده لنفسها , صحيح أنه لا وجود للصداقة بوجود رجل! في الواقع يعجبني بليك وأتمنى لو أستطيع الخلاص من منافسة ساري , لكنه سيكون دائما واقفا بالمرصاد لحمايتها , لذلك يجب أن أكون يقظة حذرة , لأن ساري عنيدة , متسرعة , وسأحاول ترتيب خطة مع بيتر).
أسترخت ساري في سريرها وراحت تتأمل أرجاء غرفتها الحلوة , كان القلق يتلاعب بها ومنع النوم من مداعبة أجفانها , فكرت في بليك : ( رفضت بليك كثيرا في الماضي , لكن بعد تلك الليلة أشعر أنني أريد الوصول الى قلبه بأية طريقة , سيظل ينظر الي نظراته الى أية مراهقة , لكنني تغيرت , أصبحت أنسانة تحب بكل مشاعرها وأحاسيسها, وتتمنى الوصول الى من تحب!).منتديات ليلاس
فتحت نافذتها وأخذت تتأمل الليل بكل عظمته وجماله وسكونه , وداعب النسيم العليل وجهها وكأنه يحاول مساعدتها في السيطرة على أحاسيس جديدة بدأت تغزو كيانها : ( بليك هو حبي الأول والأخير رغم أن هذا الحب لم يخطر يوما على بال أحد).
شق خيال بليك تحت نافذتها كبد الظلام , فأنسحبت وأغلقت النافذة خجلة وكأنه عرف ما تفكر به , ضمت يديها الى صدرها في وجل فأكتشفت فقدها للخاتم الثمين , هدية العمة ألثيا تقديرا منها لعناية ساري بها طوال فترة مرضها ,حاولت أن تتذكر متى كان في أصبعها : ( لقد كان في أصبعي اليوم أثناء الوليمة , وقد أبدت ليا أعجابها به , على الرغم من أنها لم تكن معجبة بما يجري حولها , لقد تزعزع بنيان صداقتنا بسبب بليك الذي لم يخف أعجابها به على أحد , علي أن أجد الخاتم , وأن أتذكر أين وضعته آخر مرة , فقد يزعج ضياعه العمة العزيزة).
تركت غرفتها ونزلت الدرجات بسرعة فوجدت غرفة الجلوس مضاءة , مما أكد لها أن بليك لا زال مستيقظا , ترددت قليلا في الدخول لكنها أستجمعت أطراف شجاعتها ودخلت الغرفة على أمل أن يساعدها في العثور على الخاتم , ومن ثم تعود الى غرفتها وكأن شيئا لم يكن , لم تجد أحدا في غرفة الجلوس فتسللت بخفة الى غرفة الطعام ونادت:
" بليك.........هل أنت هنا؟".
" نعم , لماذا لم تنامي حتى الآن؟".
" أنا لا أنام في ليلة عيد ميلادي".
" أذكر ذلك".
أتخذت خطوة الى الأمام وهي تقول:
منتديات ليلاس
" أين أنت ؟ وماذا تفعل؟".
" أشرب كوب من الحليب , هل تريدين مشاركتي؟".
" لا , شكرا".
" آسف لرفضك , لأنني بحاجة الى من يشاركني هذه اللحظات ".
" لماذا لا تضيء أنوار الغرفة؟".
" ولماذا؟".
" لكي نرى بعضنا بوضوح".
" أستطيع أن أراك".
" أنت الأفضل في كل شيء يا بيك , يا لك من رجل".
أمسك بيدها قائلا:
" ماذا أتيت تفعلين هنا؟".
أضاء الغرفة فجأة , وتركها تتأمل أسترخاءه , في جلسته قبل أن يقول:
" لم تجيبي على سؤالي؟".
" لقد أضعت خاتم العمة ألثيا , بل قل أخفيته في مكان أمين نسيته".
" أنه معي , وسأحتفظ به حتى يتم أصلاحه , لأنه واسع على أصبعك".
" أنك لا شك تتصورني مهملة".
" لم أقل شيئا من هذا , أنما أريد أصلاحه فقط".
" أعرف رأيك به مسبقا , لكنني أحمد الله أنك وجدته ,كنت قلقة".
" لكنك الآن حسب أعتقادي في حالة أسترخاء".
" لماذا تتوقع مني الكثير يا بليك؟".
" الأجابة على مثل هذا السؤال ليست سهلة".
" كل شيء سهل بالنسبة لك".
" كل شيء سهل بالنسبة لك".
" أنت مخطئة يا صغيرتي , ما هو شعورك الآن وقد أصبحت في العشرين؟".
" لن أنجرف معك في الأستهزاء".
" أنا لا أسخر , لكنني أريد جوابا صادقا , تعالي نتكلم في غرفة المطالعة".
" هل هذا تحد؟".
" نعم , هو كذلك ".