كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
سلاسل روايات احلام المكتوبة
5 – حاضر سيدي
فتحت دولسي عينيها على ظلام دامس، كان صداعها قد زال ولكن عندما نهضت من السرير اكتشفت انها لم تستعد عافيتها بعد ولزمها الكثير من الجهد لتسير حتى النافذة وتفتحها.
في الخارج ، كان الظلام مخيماً، وحده نور القمر كان يخترق المياه الهادئة كانت الشقة الصغيرة تطل على قناة مياه ضيقة ولم تستطع دولسي تحديد مكانها.
اضاءت المصباح قرب السرير ، ورأت ان ثوب الحمام كان مرمياً فوق السرير ، إلا انه لم يكن هناك عندما نامت. . فمتى فعل غويدو هذا؟ لم يكن لديها فكرة.
ارتدت الثوب وفتحت باب غرفة النوم بهدوء . وتوجهت مباشرة إلى الحمام الذي دخلته واغلقت الباب خلفها بصمت.
أول مارأته كان ثيابها معلقة فوق المغطس ، ومرتبة بإتقان.
صورتها في المرآة كانت صادمة ، فقد تلاشى لونها الشاحب ليحل مكانه لون زهري لم تجده مناسباً، كانت الشمس قد احرقت ماتمكنت منها . وفكرت بسخرية : " هذا كله لم يكن جزءاً من الخطة".
ورشت الماء البارد على وجهها ،لكن هذا لم يفدها كثيراً . كانت قد استنزفت الكثير من الطاقة لتصل إلى هنا وبدت رحلة العودة ماراتونية.
وإذ خرجت من الحمام ، رأت شخصاً نائماً على الكنبة وقد بدا عدم ارتياحه واضحاً ، حتى تحت الغطاء الذي بالكاد يغطيه . تساءلت دولسي منذ متى وهو هنا ، وفي إي حالة سيكون حين يستيقظ.
وبدأت تشق طريقها عائدة إلى غرفة النوم لكن الأمر كان صعباً وبعد بضع خطوات ، توقفت ، وتمسكت بكرسي وبدأت تخطط كيف يمكن ان تصل ومالبثت ان اصطدمت بالكنبة ماأسقط النائم ارضاً فاستيقظ وهو يلعن ويشتم.
شهقت ، وهي تمسك بالكنبة : " أنا آسفة".
ووقفعلى قدميه في لحظة . . كان يرتدي سروالاً قصيراً ، ليس إلا وقال بسرعة : " لابأس . . هاك . . تمسكي بي".
وفعلت هذا بامتنان ، وهي تتمتم : " ظننت انني افضل حالاً ، لكن حين نهضت . . لست أدري . .".
- سيلزمك يوم او يومان . كيف حال صداعك؟
- لقد زال . . لكنه يعاودني الآن .
- سآخدك إلى السرير إذن ، وأعد لك الشاي . تناولي قرصين آخرين من الدواء . لقد تركت الطبيبة تعليمات واضحة.
ووصلا إلى السرير لكنه اجلسها على كرسي ، وطلب منها ان تبقى هناك ، ثم راح بكل نشاط يغير أغطية الوسائد ، وينفض الشراشف.
قالت بإعجاب : " انت معتاد على الحياة المنزلية ".
- لقد علمني والدي . قال لي الا أعتمد على امرأة في مثل هذه الأمور ، لأن النساء لايعتمد عليهن.
كان يتكلم بوجه صارم ، لكن عيناه كانتا تلمعان.
- عودي إلى السرير . منتديات ليلاس
وأشار إلى بعض الأدراج.
- ستجدين بعض الثياب هنا.
وغادر الغرفة .
اختارت قطعة من ثيابه ، وكانت قد تسللت إلى الفراش حين عاد ومعه الشاي .وشربته بامتنان واخذت قرصين من الدواء للصداع الذي عاودها بشدة.
يتـــبع
|