كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
سلاسل روايات احلام المكتوبة
وساد صمت مليء بالتوتر .. ثم ظهرت عروسة الكونت كالفاني المستقبلية ، وحدق الجميع بها بذهول .
وشهق غويدو :" ليزا !"
-لقد أحببتها منذ سنوات .. ولقد توسلت إليها أكثر من مرة أن تتزوجني ، لكنها كانت ترفض دائماً .. قالت إنني بهذا سأتزوج أقل من مستواي ، وهذا هراء .. فهي أعظم لايدي في العالم .
ابتسمت ليزا له ، وللحظة رآها الجميع كما يراها فرانسيسكو ، الفتاة الحلوة التي جاءت لتعمل هنا منذ مايقرب خمسين سنة . وفازت بقلب الكونت الشاب من اللحظة الأولى . وأصبحت امرأة عجوز مصابة بداء المفاصل ، وأعظم لايدي في العالم .. وللحظة تبللت عينا دولسي .
وكان غويدو أول من عانق ليزا ودعاها " امرأة عمي " ولحق به ماركو و ليو .
منتديات ليلاس
قال ماركو لغويدو بشيء من الخبث :" لا مهرب لك على أي حال ، سوف تضطر إلى تحمل أعباء أن تكون كونتاً ."
صاح به غويدو :" أغرب عن وجهي ."
سألته دولسي بنعومة :" وهل تمانع كثيراً ؟"
-وهل مازلت ستتزوجيني ؟
-طبعاً سأتزوجك .
-إذن لن يهمني أي شيء آخر .
وأمسك بيدها بتملك ، وأخذها بعيداً عن الآخرين إلى هدوء الحديقة .
وهناك واجها بعضهما و الحقيقة بينهما أخيراً .
همست :" لا أقنعة الآن ."
-لا أقنعة .. ولن يكون أبداً، ليس بيننا .
أمسك وجهها بين يديه ، يتفحصه ، وكأنما يراه للمرة الأولى ، ورأى فيه كل شيء يريده في الحياة . وتساءل كيف كان أعمى إلى هذا الحد.
توسل إليها :" قولي اسمي .. وليس اسم فيدي ."
قالت بنعومة :" غويدو ."
ورداً عليها تلفظ باسمها ، مرات و مرات ، ليجعله كالموسيقى ..
أخيراً قال :" كيف استطعت أن أسيء فهمك ؟ عرفت منذ البداية أن فيك الحقيقة و الشرف .. أما ما تبقى فقد كان وهماً ."
بدأت تحتج :" حبيبي .. لم يكن الأمر هكذا ."
قال بسرعة :" بلى .. كان هكذا ، ولقد رأيته بوضوح اليوم .. لقد كنت تعيسة جداً بحيث لم تكوني أنت .. ولونت تعاستك كل شيء فعلته ، وكأن شخصاً آخر يفعله . والآن عدت ، المرأة التي لم أستطع إلا أن أحبها ."
وضعت أصابعها بسرعة على فمه ، وقالت :" أنت تقول أشياء خطيرة . أنا من البشر .. وقد أخيب أملك أحياناً ."
قال بلهفة :" أوه .. لكنك لا تستطيعين هذا .. لأنني سأحرص على ألا تكوني أبداً ، أبداً تعيسة , وهذا ما سيحل المشكلة .. ألا ترين هذا ؟ إنه أمر سهل ."
قامت بجهد أخير :" لا تفكر أنني أفضل مما أنا عليه ."
-سأفكر بك كما يحلو لي .
وابتسم بعناد .
لقد قالت له ماهي عليه ولكن يبدو أنه في طبيعته لا يحب فقط بل يجعل من محبوبته المثل الأعلى . لقد حاول أن يغضب منها ، وكره هذا الإحساس لدرجة أن لو حدث أمر في المستقبل وهدد سعادتها ، فسيفعل المستحيل لكي تبقى صورتها الغالية رائعة في عينيه .
الأمر رائع .. لكن المسؤولية رهيبة . للحظة ، كادت تذوي تحت ثقلها . لكن عيناه كانت شاخصتين عليها ، ومليئتين بالدفء و الحب الحار .. لقد ألقى عبئاً ثقيلاً من الثقة على كتفيها .. لكن حبه سيبقى دائماً هناك ليدعمها .
يتــبع
|