كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
سلاسل روايات احلام المكتوبة
اعادت التفكير في الايام الاخيرة، فلم تتمكن ان تتذكر اي شيء يمكن تفسيره على انه تصرف رجل مغرم، وتلك النظرات التي رمقها بها ليست على الارجح سوى من نسج خيالها.
واذا كان قلبها ، بطريقة ما قد بدأ يميل اليه، فلا تلومنّ سوى نفسها وقلة احترافها، ويجب ان تحل هذه المشكلة بأفضل ما تستطيع... لوحدها بعيداً عن هنا... وبطريقة او اخرى، ستكون الليلة هي النهاية.
بينما كانت تدخل الجناح الامبراطوري، رن جرس هاتفها، وقال روسكو هادراً:" لزمني وقت طويل لاتصل بك."
-انا آسفة سيد هاريسون، كنت مشغولة جداً.
-مع فيدي؟
-اجل.
-وهل روى لك قصته عن كالفاني؟
-ليس بالضبط.
-تعنين انه يمهد الطريق. هكذا سلب قلب جيني.. تأكدي من هذا الآن، لابد ان يكون كالفاني هذا وريث جديه واعرفي كيف يعيش واتصلي بي حين تفعلين هذا.
وانهى المكالمة.
ونظرت دولسي الى سماعة الهاتف:" كيف سوف..."
ثم سمعت صوتاً يقول من مكان بعيد في ذاكرتها:" شخص وسيم مثل هذا ياعزيزتي. كلنا احببناه بجنون... واحبنا جميعاً".
وكان صوت اللايدي هارييت مادوكس، شقيقة جدها. كانت امرأة جميلة تسلب الالباب في ايامها، وكانت قد جالت في كل اوروبا وخلفت وراءها الكثير من القلوب المحطمة، قبل ان تتزوج رجلاً لايتمتع بأي لقب، انما بحساب مصرفي هائل بذرته على نفسها.
منتديات ليلاس
كانت دائماً متكتمة حول ماضيها الفاضح. الا ان رجلاً واحد كانت ذكراه تأتي باللمعان الدافئ الى عينيها.. لو ان دولسي تستطيع ان تتذكر اسمه. وكانت هارييت قد سافرت الى ايطاليا، ربما قابلت الكونت كالفاني من بين العديد الآخرين . لكن، هل كان هو من كانت تدعوه " كازانوفا الايام الخالية"؟
فكرت دولسي: يمكن ان يكون هو .. وهذا كل ما احتاج اليه... حسن جداً... الى العمل.
لزمها ثلاث ساعات لتجعل مظهرها مناسباً تماماً. لكن حين غادرت الفندق، كانت راضية. فقد ارتدت ثوباً ثميناً وانيقاً وبدت اللايدي دولسي بحق.
استقلت مركبا الى قصر"كالفاني" وتقدم خادم ليلاقيها.
سألت:" هل الكونت كالفاني في المنزل؟"
رد الرجل:" لست متأكداً تماماً سنيوريتا.. لو اعطيتني اسمك...؟"
-أنا اللايدي..
وصمتت وقد غمرتها فجأة غريزة المغامرة التي افسدت عائلتها.
-... ارجوك، قل له ان اللايدي هارييت مادوكس هنا.
انحنى الرجل، وترك دولسي تتساءل عما اذا كانت قد جنت.
ولم تنتظر طويلاً لتعرف . فقد سمعت وقع اقدام مستعجلة على الارض الرخامية، وصوتا ينادي"عزيزتي" واستدارت لترى رجلاً مسناً يقف هناك. رأت نظرة السعادة على وجهه تتحول الى ارتباك، وحتى في الخطوط التي على وجهه، وشعره الابيض، استطاعت ان ترى بقايا الطلعة الجميلة.
قالت بسرعة:" سامحني.. لقد اعطيتك اسم عمة والدي على امل ان تذكر الاسم جيداً كما تتذكره هي"
مد لها يديه، وامسك بيديها بحرارة:" الجميلة هارييت.. كم اذكرها! لطف منك ان تزوريني."
قبلها على الخدين، ونظر بدفء في عينيها. على الرغم من سنواته السبعين، كان سحره لايزال يدير الرؤوس. لكنها لم تستطع ان تتبين اي شبه بينه وبين الرجل الذي امضت معه الايام الاخيرة.
يتــبع
|