كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
سلاسل روايات احلام المكتوبة
جعلتها هذه العناية المفرطة تشعر بشيء من الذنب لأنها سمحت له بالظن انها اضعف مما هي فعلا. لكنها . وذكرت نفسها ان مهمتها هي ان تكتشف حقيقته. واذا اتضح انه رجل عظيم، محب، وشهم، فستقدم تقريراً بهذه الحقيقة وتكون سعيدة لاجل جيني. قال :" يجب ان اشتري الطعام هذا الصباح.. لذا نستطيع الذهاب سيراً."
-اتعني انني اكلت كل ماعندك من طعام؟
-بالكاد لمست شيئاً.
قالت فجأة :" دعني اطهو شيئاً لك اليوم... وجبة طعام انكليزية".
- نظر اليها بحيرة:" وهل تستطيع السيده النبيلة ان تطهو؟"
-هذه السيده النبيلة تقضي الكثير من الوقت في الطهو، لانها اهم شخص في المنزل، والالطف. منذو زمن بعيد وهي هكذا..المسكينة.
قال ممازحاً:" انت تصفين نفسك وكأنك عايشت الثورة وجاءوا لينفذوا الاعدام بحقك."
منتديات ليلاس
فكرت قليلاً، ثم قالت ممازحة ايضاً:" حسن جداً.. لو اخذوني الى المقصلة، لما ساعدتني مهارتي في الطهو كثيراً.. لكنني متأكدة ان "سارة" صورت نساء مسنات يجلسن عند اقدام المقصلة ويحكمن شعار اسرة مادوكس على الكفن.."
سألت بسرعة، بعد ان اوقع طبقا على الارض وتبعثر:" مابالك؟"
قال بعجلة وهو ينحني ليلقط القطع:"لاشيء"
-لقد اجفلت.. هل قلت شيئاً؟
-مجرد احساس انني سمعت هذا من قبل. دعينا نخرج لنأتي بالطعام.
اخذها الى السوق قرب جسر ريالتو حيث تتوافر منصات بيع الفاكهة والخضار واللحم والسمك. لكنه بقي بعيداً عن الانظار وهي تقوم بالشراء ، وهذا ماحيرها.
فيما بعد، اخذ الاكياس منها، رافضاً ان تحمل ولو واحداً.. وسارا يداً بيد.
تطعلت حولها وقالت:" هذا ليس الطريق الذي جئنا منه. على الاقل، لا اظن هذا. لكن الشوارع كلها تبدو متشابهة".
-لا... نحن نسير في طريق مختلف.. فكرت ان نقوم بجولة في ساحة" سان مارك" فأنت لم تريها بعد.
في ساحة" سان مارك" جلسا في احد المقاهي العديدة، وراحا يشربان القهوة ويصغيان الى الموسيقى، بينما شرعت دولسي تفتت الخبز وتطعم الحمام الذي يجتمع حول الزوار. ثم مالت الى الخلف، واغمضت عينيها وقد غمرها رضى لم تشعر به من قبل.
اخيراً فتحت عينيها والتفتت اليه مبتسمة. فرأت تعبيراً عفوياً على وجهه، يكثف مشاعر دافئة خطفت انفاسها.
استيقظت دولسي من افكارها عندما رأته يقف ويجمع الاكياس ويقول شيئاً عن المغادرة. وتمكنت من حمل احد الاكياس بالرغم من احتجاجه. وسارا طويلاً الى ان وصلا الى زقاق ضيق جداً بحيث اضطرت للسير وراء غويدو، ممسكة بيده.
لم تفارق ذهنها تلك التعابير السعيدة وتلك النظرة الهادئة. وارادت ان تغمض عينيها مجدداً لتستعيدها في فكرها.
سأل وهو ينظر الى الخلف نحوها:" ما الامر؟ هل تعبت؟"
-لا انا بخير.
-لقد ابقيتك في الخارج طويلاً.
ولف ذراعه حول كتفيها.. وكانت الابتسامة التي اعطاها اياها تشبه سابقتها، مجرد وديه، لكن من خلفها رأت شبح نظرة اخرى، ودست ذراعها حول خصره، وتركته يقودها الى المنزل عبر شوراع ذهبية.
يتــبع
|