كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
4_ مناورات ليلية
*****************
لم تعد كيلي الى الكوخ فورا , فهي لا تشعر بالرغبة في النوم , بالرغم من أنها هي التي أقترحت أنهاء السهرة مع أندرو على الشرفة , ولذلك أتجهت نحو الحدائق الصامتة المحيطة بالفندق من كل النواحي , في محاولة للأنفراد بنفسها والتفكير بأحداث اليوم العاصفة.
صحيح أنها كانت مرتاحة مع أندرو الذي عرف كيف يخفف التوتر عنها ويعيد الأبتسامة الى وجهها المتعب ,لكن الأمر في النهاية أصبح أصطناعيا ومزعجا , خاصة بعد مجيء نيكولاس وسيرينا , المهم الآن أنها وحيدة , وتستطيع أن ترخي أعصابها المشدودة وتفكر بهدوء.
كان الطقس باردا الى حد ما , ون أن يؤثر ذلك عليها, كم تختلف هذه الليلة عن الليلة السابقة , فبالأمس كانت السماء مشحونة بالغيوم , والجبال تبدو كالأشباح تراقب الحادث غير المتوقع الذي ذهب ضحيته جورج المسكين.
أربع وعشرون ساعة مضت على بدء رحلة العودة من الجبل , كيلي وغاري وألكسندر وشيلا في مجموعة ,ونيكولاس ورجاله يحملون جورج الجريح في مجموعة أخرى , وبالنسبة الى كيلي تبدو هذه الساعات وكأنها أيام طويلة لما شهدته من تطورات متعاقبة .
عثرت كيلي في سرها على مقعد جانبي تظلله أغصان شجرة متدلية , فجلست عليه , المشهد من هنا رائع في النهار فهو يطل على الوديان والينابيع التي لا تعد ولا تحصى , لكنها لم تأت الآن لتأمل الطبيعة , بل هي لا ترغب حتى في الذهاب الى الكوخ المخصص لنومها...
منتديات ليلاس
وبالتحديد الى غرفة نوم جورج وماري , فهناك ستشعر أكثر بغربتها , وستعود اليها مشاعر الذنب والحزن.
قادها تفكيرها الى جورج نفسه, وكيفية وقوع الحادث , طيلة السنوات الماضية كان مال أبيها هو العامل الرئيسي في حياتها , وهو متوفر دائما بدون أن تفكر فيه أو تسعى اليه, وما يعنيه لها أنه قدرة شرائية لا تحد, وفي الوقت نفسه يملك تأثيرا سحريا في فتح الأبواب الموصدة
ومع أنها لم تفكر كثيرا في الشؤون المالية من قبل , ألا أنها تدرك الآن أن مال أبيها كان الكلمة السحرية ( أفتح يا سمسم) التي لا يعصى عليها شيء... حتى الناس.... فدائما كانت تجد من يغدق عليها الأهتمام ويسعى الى صداقتها تحقيقا لمصالح ذاتية معينة.
|