كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
وفجأة تغيرت ملامح غاري , وظهرت على وجهه نظرة تمنت كيلي لو أنها لم ترها أبدا ,كانت هناك مشاعر التذلل والأستعطاف , وكأنه يلمح ثروة طائلة تفلت من بين يديه وهو لا يدري ماذا يفعل للحفاظ عليها , وجاء صوته هادئا متوترا:
" حبيبتي .... ربما كنت قاسيا معك الى حد ما , لكن...".
قاطعته وقد أزعجها تصرفه الى أبعد الحدود:
" دعنا من هذا الآن , سأعود الى الفندق بالقطار كي أتأكد من أن جورج على خير ما يرام".
" يمكننا أن نعود كلنا........".
هزت رأسها بحزم , وقالت وهي تشعر بالرغبة في أن تكون وحدها:
" لا ......... سألتقيك فيما بعد في دوربان , أرجوك يا غاري , لا أريد أن أسمع المزيد , لقد صممت على العودة بمفردي".
لم يبد موظف الأستقبال في الفندق أستغرابا لرؤيتها مجددا ,وردا على أستفسارها قال لها أن السيدة أندرسون عادت لترتاح قليلا بعد أن أمضت معظم الليل الى جانب زوجها في المستشفى .
أستدارت كيلي وسارت في القاعة ببطء , دون أن تدري ماذا تفعل الآن.
لقد عادت أساسا كي تكون الى جانب ماري أندرسون , لكن السيدة الحامل ترتاح بعد عناء الليل ,ولم تشأ أن تحجز غرفة لقضاء الليلة في الفندق لأنها خططت لرؤية ماري , ثم العودة الى أيسكورت ومنها الى دوربان.
سارت على غير هدى من القاعة الى الشرفة المطلة على السهول الفسيحة, عليها أن تنتظر لبعض الوقت , فلا بد أن تخرج ماري من غرفتها عاجلا أم آجلا وعندها ستتحدث اليها , أما في الوقت الراهن فليس أمامها الا القيام بنزهة في هذه الحدائق الغناء.
" حسنا.. حسنا .... أليست هذه الآنسة ستانويك؟".
أستدارت كيلي فجأة وقد أفزعها هذا الصوت الذي أخترق عليها أفكارها العميقة دون أستئذان
كان نيكولاس يحدق فيها ويداه في جيبي سروال رمادي أنيق , لقد عرفت أسمه الكامل بالأمس , نيكولاس فان ميجدين , يستطيع أن يكون واثقا وحاضر كما لا يستطيع أي رجل آخر عرفته في حياتها.
منتديات ليلاس
أخفت أضطرابها وقالت:
" أهلا يا سيد فان ميجدين".
" لقد سمعت أنك وأصحابك غادرتم الفندق هذا الصباح!".
" بالفعل غادرنا .... لكنني قررت العودة بمفردي".
" لماذا؟".
أستغربت كيلي جرأة نيكولاس الموظف في الفندق على توجيه مثل هذه الأسئلة المباشرة الى الضيف ,وللحظات أرادت أن تدير له ظهرها وتقطع الحديث معه
لكن نظرة الأحتقار التي أطلقها نحوها ليلة أمس لم تمت بعد , ولهذا فهي تريد أن تعيد أظهار صورتها الحقيقية أمامه , والغريب أنها لم تسأل نفسها عن أهمية رأيه فيها وهو الأنسان الذي لم ترتح له أبدا!.
قالت ببساطة:
" أنني أريد أن أعرض مساعدتي".
رد دون أن يرفع عينيه عن وجهها :
" هذا شيء مهم!".
كان بأستطاعة كيلي أن تترك الأمور عند هذا الحد , فهي قد عادت لرؤية ماري وليس أي أنسان آخر , لكن نظرات نيكولاس الحادة والمتفحصة أشعرتها بالحاجة للحديث ... من أجل أزالة التوتر الذي بدأ يتراكم في داخلها , قالت:
" سوف أقابل السيدة أندرسون وأتحدث اليها".
أجاب:
"كاري ترتاح الآن , وأنا أريد أن أسمع عرضك بنفسي..... يمكننا أن نتحدث في غرفة الأستقبال".
صرخت كيلي بلا وعي:
" لا......".
لم تكن راغبة في الذهاب الى غرفة الأستقبال وحيدة مع هذا الرجل , فهي لا تريد أن تتعرف اليه أكثر , وتدخله في شأن خاص يتعلق بها وبالسيدة أندرسون .
لكن قبضته القوية على ذراعها ألغت كل مقاومتها وكأنه يجبرها على مرافقته الى غرفة الأستقبال.
هزت يدها بعنف قائلة:
" حسنا....... مع أن الأمر لا يعنيك أبدا".
سألها فجأة بعد أن أستقر بهما المقام:
" أين السيد سلون؟".
|