كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
وتساءلت كيلي في سرها , هل هذا هو غاري الحقيقي؟ هل يعقل أن تكون كل المزايا الأيجابية التي وجدتها جذابة في فترة ما , مجرد قناع يخفي خلفه شراك رجل لا يهتم بشيء أو بأحد ... ألا ما يتعلق به شخصيا؟
ولاشعوريا راحت تعبث بخاتم الخطبة في أصبعها , هل دفعها حادث اليوم التي التفكير الموضوعي , بحيث شعرت أنها مخطوبة لرجل لا تعرف عنه أي شيء؟
ولكنها أحبت غاري , وحب شخص ما يعني قبول حسناته وسيئاته على حد سواء , أنها أيضا غير كاملة , وكيف ستشعر أذا ما توقف غاري عن حبها لمجرد أن بعض تصرفاتها لا تعجبه؟ ويضاف الى ذلك أنها تعهدت بالزواج منه ... وهي ليست من النوع الذي يتراجع في كلامه.
منتديات ليلاس
مضى بعد الظهر بطيئا ثقيلا , وبدأت ظلال الأشجار الطويلة ,والجبال تغطي الممر , وبين الحين والآخر كانت كيلي تسير الى نقطة تكشف مساحة أطول من الطريق الآتي من القرية ...
لكن لم يظهر أحد , وقد شكرت كيلي ربها أن جورج ما زال غائبا عن الوعي , ذلك أن أية حركة منه ممكن أن تؤدي الى أنهيار الحافة ...
وبالتالي الى الهاوية , غير أن حالته هذه لها مخاطرها أيضا , فمع بدء غياب الشمس أخذ الطقس يبرد ,وقد يصاب جورج بالبرد أذا لم يجدوا وسيلة لأخراجه بسرعة .... أو حتى لتدفئته
نظرت كيلي الى شيلا مطولا وقالت:
" أتمنى أن يكون غاري وألكسندر وصلا الى الفندق".
" سوف يرى ألكسندر ما لا يعجبه أذا ضيّعا وقتهما في اللهو!".
" هل تعتقدين ...( وترددت في أكمال العبارة , ثم أضافت) هل تعتقدين أن فرقة الأنقاذ ستجد طريقها الينا وسط الظلام؟".
رجت شيلا بصوت قاس:
" يجب أن يجدونا........ فأنا لا أنوي قضاء الليل في هذه المنطقة الضائعة".
ولم تستطع كيلي أن تكبح جماح تساؤلاتها الغاضبة:
" أنت غير مهتمة بمصير جورج أبدا , أليس كذلك؟ أنه معرض للموت أيضا!".
ردت شيلا بسخرية لم تكن خافية على كيلي:
" لقد كان يعرف المخاطر عندما قبل عرضك المالي ( وواصلت قبل أن تتمكن كيلي من الرد) ولا ضرورة للتظاهر بالحزن ,فقد كنت تعرفين ماذا تفعلين عندما قدمت الرشوة له".
كظمت كيلي غيظها وسكتت , ليس هناك فائدة من المناقشة , ولذلك حولت نظرها الى الطريق وجلست تنتظر.
كان الظلام قد خيم حالكا عندما وصلت فرقة الأنقاذ , وبحركة لاشعورية هبت كيلي واقفة فور رؤيتها أضواء المشاعل المطلة عند المنعطف , ولكنها أصيبت بالدهشة عندما وجدت مع غاري وألكسندر الرجل الذي لم ترتح له أبدا ... نيكولاس
وقد أكتفى الرجل بطرح عدة أسئلة على الفتاتين حول وضع جورج , ثم أنهمك في أدارة عملية الأنقاذ الدقيقة.
منتديات ليلاس
وأبرز ما لفت أنتباه كيلي في عملية الأنقاذ سيطرته على الأمور وقيادته للدفة بعناية كاملة , ومع أنها لم تكن تعرف أيا من الرجال المشاركين في الحملة ,ألا أنهم جميعا كانوا ينظرون اليه على أنه قائدهم.
وعلى الرغم من المخاطر المحفة بعملية الأنقاذ , ألا أن الرجال عملوا بهدوء وهم واثقون من أن قائدهم قادر على أتخاذ القرارات الحكيمة في ظل هذه الظروف , ومع الوقت, بدأت كيلي تشعر نفس شعور الرجال ..... دون أن تستطيع تفسير هذا التغيير في موقفها.
نيكولاس كان أكثر من مجرد قائد يعطي الأوامر , فقد نزل شخصيا الى الحافة حيث يوجد جورج وأعدّ العدة لرفعه الى أعلى , وطيلة هذا الوقت , كانت كيلي تحبس أنفاسها قلقا وترقبا
وحتى عندما وصل جورج الى أيدي الرجال المنتظرين , لم يخف قلقها, فقط رؤية نيكولاس يخرج من الحافة جعلتها تطلق زفير الأرتياح والفرح .
وضع جورج على حمالة خاصة وغطي بالبطانيات الصوفية , دون أن يعود اليه وعيه , ولعله من الأفضل أن يظل على هذه الحالة ريثما يصل الجميع الى الفندق.
وقبل أن تبدأ رحلة العودة , وجه نيكولاس نظرة قاسية مليئة بالأشمئزاز الى كيلي , ومع أن تبادل النظرات لم يستغرق أكثر من لحظات معدودة ,ألا أن كيلي أحست بتعب النهار كله يتجمع في موجة غضب عارمة أختنقت في صدرها!
*******نهاية الفصل الاول********
|