كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
حبست دموعا مفاجئة في عينيها , خائفة مما سيؤدي اليه هذا الموقف من تعقيدات , وقالت برجاء:
"أرجوك يا أندرو ألا تفعل".
" يجب أن أخبرك".
همست:
" لا... أرجوك".
"هل ما زلت متعلقة بغاري ؟".
لم تكن قادرة على الأجابة الواضحة , كما وأنها لا تستطيع أن تكذب عليه وهي ترى فيه الصديق اللطيف , لذلك هزت رأسها بالنفي
فتابع يقول:
" أنه نيكولاس أذن... لكن لا مستقبل لك مع هذا الرجل".
" أنني أعرف...".
" أنا أحبك يا كيلي , وأستطيع أن أقدم لك الكثير".
منتديات ليلاس
أبتلعت ريقها بصعوبة وردت بحزن:
" لكنني لا أستطيع أن أقدم لك شيئا بالمقابل".
قال بعد تردد:
" يجب أن تصبحي زوجتي".
ردت بهدوء:
" لا أعتقد أنك تريدني بدون حب... فأنت تستحق كل خير يا أندرو".
لم يعمد أندرو الى الألحاح , بل أخذها بيدها وسارا معا بصمت عائدين الى الفندق , وفي هذه الأثناء كانت كيلي قد حسمت مجموعة من الأمور العالقة بنفسها.
كانت تشعر بالأسف لأنها جرحت مشاعر أندورو, ولكنه رجل ناضج ويعرف كيف يتقبل الجروح وينتصر عليها ,ولا شك أنه سينسى كيلي عندما يعود الى المدينة , ويتعرف الى أخريات , وينهمك في أعماله الناجحة.
ثم هناك غاري , وقد بات من الواضح أن كيلي لا يمكن أن تتزوجه ,وليس من المناسب أبقاؤه منتظرا دون أمل
وعليها هي أن تبادر الى أنهاء الموضوع بأسرع وقت ممكن ,ومهما كانت ردود فعله , فأنه لا يلام
لكن كيلي وجدت نفسها تتساءل ما أذا كان غاري يحبها فعلا؟ أما أذا كانت مشاعره مجرد نزوة عابرة
فهو قادر على تجاوز المحنة بما يملك من حيوية ومقدرة على أجتذاب النساء.
ويبقى نيكولاس في النهاية , وهو مشكلة تبدو صعبة الحل خاصة فيما يتعلق بكيلي نفسها , بأعتبار أنه لم يظهر مشاعره الحقيقية أتجاهها حتى الآن , فمنذ أن شاهدته مع سيرينا في الحديقة
أستطاعت أن تتجنبه كلية دون أن تزول من نفسها تلك الغيرة اللعينة ... بل على العكس ,لقد حان وقت التفكير الجدي بمستقبلها بعد أن تجد مهنة خاصة تشغلها عن قضايا القلب والحب والزواج.
عادت الى ذاكرتها الأيام الطويلة التي أمضتها في المستشفيات مع الأطفال المرضى , فشعرت ببعض الرضى عن الذات المتعبة , لكن هذا العمل التطوعي في أوقات الفراغ لم يعد يكفي ,بل هي تريد عملا دائما فيه الكثير من التحدي لقدراتها ومواهبها
لعل الأهتمام بحضانة للأطفال هو نوع العمل الذي ترغب فيه... في كل حال , عدما تعود الى دوربان سوف تقلب كل الأحتمالات المتوافرة.
منتديات ليلاس
سألها أندرو وهما يقتربان من الفندق:
" هل تشاركينني في فنجان من الشاي على الشرفة؟".
ألتفتت اليه وأجابت بلطف:
" لا أظن ذلك , شكرا في أي حال , لكن أفضل لنا أن نفترق".
أجابها بأسى حقيقي:
" لربما كنت على حق , أنت فتاة رائعة يا كيلي , وأتمنى لك كل السعادة الممكنة في المستقبل".
ثم رفع يدها الى شفتيه وطبع عليها قبلة رقيقة , وفجأة جاء صوت مألوف:
" يا له من منظر عاطفي.
أستدارت كيلي بسرعة لتجد نيكولاس واقفا على بعد خطوات منهما , وقد تقلصت عضلات وجهه غضبا , وتابع يقول:
" أذن هكذا تمضين أوقات فراغك يا كيلي؟".
أجابته بغضب مماثل دون أن ترفع عينيها عن وجهه:
" أنني أنا التي تقرر الناس الذين أتعاطى معهم والأمكنة التي أذهب اليها".
أمسك ذراعها بقسوة صارخا:
" أريد أن أراك على أنفراد يا كيلي".
صرخت وهي تشد ذراعها من قبضته القاسية:
"لا....".
|