كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
9_غصة في صدر السعادة
***********************
كان النوم حلما مستحيلا بالنسبة الى كيلي هذه الليلة , فأفكارها موزعة ومشتتة في كل أتجاه , وبين الحلم واليقظة , أستطاعت أن تسرق دقائق معدودة من النوم.
وهكذا, عندما أنبلج شعاع الفجر الأول كانت كيلي أول المستيقظين , وفي غرفة الجلوس , شاهدت نيكولاس ما زال غافيا فوقفت تتأمل وجهه الذي أخذ منه النوم قسوته , وتركه جذابا هادئا كما لم تشاهده من قبل.
هذه هي المرة الأولى التي تراه على حقيقته , دون قسوة أو سخرية أو غضب , وقد أشعرتها سكينته بالرغبة في لمس وجهه وشعره , لكنها أستدارت بعنف وعادت الى غرفة النوم للأستعداد ليوم آخر في الفندق.
وأذا ما أستغرب نيكولاس أستيقاظها المبكر وأنهماكها في العمل قبل مطلع الفجر , فعليه أن يدرك أنها لم تنم جيدا بالأمس بعد المواجهة الحامية بينهما في الحديقة...
في حين أنه نام ملء جفونه دون أن يؤرق ضميره شيء عندما ألتقيا في وقت لاحق ذلك الصباح.
منتديات ليلاس
أخبرها بهدوء ولطف أن المؤتمر على وشك الأنتهاء ,وأن المنظمين قرروا أقامة حفلة غداء خاصة تكريما للمهندسين المشتركين .... وطلب منها أن تتول بنفسها الأشراف على هذه الحفلة.
سألته بدهشة:
" أنا؟".
أجابها ببساطة:
" أجل, أنت".
" لا يا نيكولاس , لا أستطيع ذلك".
رد بلا مبالاة:
" بلى , ستتولين الأشراف بنفسك ".
نظرت اليه طويلا , ثم قالت:
" ولماذا يا نيكولاس؟".
" هذا شيء تتولاه ماري عادة ... وأنت تقومين مسؤولياتها الآن".
" لكن يا نيكولاس....".
رددت باحثة عن الكلمات المناسبة التي تخفي أضطرابها :
" أقصد أن المأدبة مهمة جدا , فماذا أذا أرتكبت خطأ ما؟".
أحست كيلي في تعابير وجهه شيئا جديدا أتجاهها , شيئا لم تعهده فيه من قبل , لكنه قال بهدوء:
" لن ترتكبي أي خطأ يا كيلي".
" لكن.....".
قاطعها بأبتسامة دافئة , وهو يحدق فيها مباشرة:
" أنت قادرة أكثر مما تتصورين ".
شعرت بخفقات غريبة في صدرها , وهي تتساءل بلهفة :
" هل تقصد ذلك حقا؟".
أجابها بالأبتسامة الدافئة نفسها:
" طبعا... سوف تنجحين يا كيلي!".
لو أن هذه الكلمات جاءت من أي أنسان آخر , لما تركت التأثير الذي تركته عبارة نيكولاس , لكن من نطق بها هو الرجل القاسي الجذاب الذي لا يشبهه أحد...
والذي لم تخف كراهيتها وأحتقارها له منذ اللحظة الأولى التي وقعت عيناها عليه.
والغريب أن هذه الكلمات غمرتها بسعادة طاغية فور رحيل نيكولاس عنها , فهو أظهر ثقته بها , خاصة وأن المأدبة تعني الكثير بالنسبة الى مستقبل الفندق
ورجل مثله لا يمكن أن يضع ثقته الا أذا كان متأكدا من أهلية الشخص الذي منحه أياها.
باتت مشاعرها خارج أطار السيطرة , أن أية كلمة طيبة من هذا الرجل تجعلها تطير من الفرحة وتحلق في سماوات لم تعرفها من قبل , لربما كان نيكولاس لا يحبها
ولربما كان يكرهها ... لكن مجرد أعرابه عن الثقة بها يعني أن هناك تحسنا ما في العلاقات , ويعني أيضا أنه يراها أنسانا ويا ذا قيمة خاصة بعيدا عن أموال الأب الثري
ومع ذلك فهي تريد أكثر من الأحترام ... خاصة وأن نظرته اليها لم تعد نظرته الى أنسان هامشي يعيش على جهد الآخرين وتعبهم , وتعهدت لنفسها بأن تنجح
مع أنها لم تواجه مثل هذه المهمة الصعبة من قبل ...
وأن كانت ضيفة الشرف في عشرات الحفلات المماثلة
فمن أجل ماري وجورج ستحاول أن تجعل المأدبة مناسبة لا تنسى كي تجذب المهندسين مرات أخرى , أما فيما يتعلق بنيكولاس فسوف تثبت له مرة والى الأبد أنه أساء الظن بها كثيرا.
منتديات ليلاس
وهكذا مر اليومان التاليان وكيلي لا تجد وقتا للراحة , كان من المفروض أن يقوم الخدم بالطهي وأعداد الموائد
لكنها أصرت على الأشراف عليها بنفسها أضافة الى تنظيم القاعة وتنسيق الزهور وأقامة نوع من الديكور الخاص
في البدء كانت الأمور صعبة نوعا ما , غير أن الشكل النهائي بدأ يأخذ طابعه الخاص مع مضي الوقت وأضافة لمسات جديدة كل لحظة.
حاول أندرو التقرب منها خلال هذه الفترة , لكنها كانت ترده بسبب أنهماكها في العمل , وحدث عندما رفضت بأدب لاحظت على وجهه تعبيرا هو مزيج من الضيق والأشمئزاز
ولم يدم هذا التعبير سوى لحظات قصيرة , عاد بعدها كما عهدته ودودا ولطيفا , ليذكرها بأنه باق في الفندق بعد أنفضاض المؤتمر ... فأكدت له أنها سترافقه في النزهة حينذاك.
|