كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
سارت كيلي ناحية أحدى الطاولات وأنهمكت في ترتيب المناشف , عليها أن تتجنب نيكولاس , أو على الأقل جعل أجتماعاتهما محدودة قدر المستطاع
فأذا كانت العواطف العمياء قد أوقعتها في الفخ, فأن المنطق العاقل سوف يخفف مخاطر السقوط المريع.
كان النهار قد أنتصف عندما لمحت كيلي سيارة نيكولاس البيضاء تتوقف أمام مدخل الفندق , وفور رؤيته توترت أعصابها بشدة , لكنها عادت وسيطرت على نفسها بجهد بالغ
فلقد أتخذت قرارها وعليها الألتزام به, وهكذا أسرعت الى المطبخ للأشراف على أعداد الطعام , متعمدة عدم النظر ناحية الباب كي لا تفاجأ به واقفا هناك كعادته.
وراحت تفكر كيف يمكنها تجنب تناول الغداء معه ,ولكن الأمور كانت أسهل مما توقعت , أذ يظهر أن نيكولاس كان مشغولا بأمور تعلق بالمزرعة
وعندما أبلغته كيلي بواسطة الخادم أنها غير قادرة على مشاركته الغداء لم يعترض, بل أنهى طعامه بسرعة وغادر الفندق متوجها الى المزرعة.
كان أندرو جالسا على الشرفة عندما أنهت كيلي طعامها, وتساءلت وهي تجلس الى طاولته ما أذا كان ينتظرها عمدا , أم أن الأمر حدث صدفة؟ وقد أبدى سرورا ممزوجا بالأستغراب لقرارها بالبقاء في الفندق وقال:
" هل ضغط عليك فان ميجدين للبقاء؟".
أبتسمت كيلي وقالت:
" نيكولاس؟ لا أبدا, فجورج لم يتحسن بعد , وفي مثل هذه الظروف من الأفضل أن تبقى ماري الى جانبه".
ظل أندرو صامتا للحظات وكأنه لا يصدق ما أخبرته به كيلي
لكنه قال أخيرا:
" لست متأسفا لبقائك , بل أنا سعيد جدا , المؤتمر سينتهي غدا يا كيلي , لكنني أستحق أجازة , وربما أمضيها هنا أيضا!".
منتديات ليلاس
كانت كيلي تحدق في الجبال البعيدة , غير أن دفء عبارات أندرو جعلها تلتفت ناحيته فتابع يقول:
" ما رأيك في ذلك يا كيلي؟".
لم تستغرب هذا السؤال المليء بالعبارات والمعاني , فقد أظهر أندرو منذ البداية أعجابه بها , ومحاولة التقرب منها
ألا أنها ليست في وارد أضافة متاعب جديدة الى ما هي عليه الآن , فهناك غاري أولا والخطوبة التي بدأت تشعر بالندم للأقدام عليها
ثم يأتي نيكولاس والأنجذاب الذي فجره في نفسها ,وأخيرا جاء أندرو الرجل الذي تحترمه وتعجب به ... كصديق فقط
وكانت ترغب أن تطلب منه ألا يدمر هذه العلاقة الطيبة وهي بأمس الحاجة الى صديق.
لكنه سبقها متسائلا:
" ماذا قلت يا كيلي؟".
ردت بثبات:
" أظنها فكرة جيدة , فقد تعبت خلال المؤتمر , وليس أفضل من هذه المنطقة الساحرة للترويح عن النفس".
أزدحمت تعابير وجهه بمشاعر الأحباط وهو يستمع منها الى ذلك الجواب العام , لكنه سرعان ما سيطر على نفسه وعاد يبتسم بهدوء .... غير أن كيلي شعرت بالأسف العميق لأنها جرحته من حيث لا تعلم.
|