كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
أجابته بتحد ساخر:
" لن تكون هناك أية شكاوى".
وقبل أن يستدير عائدا قال:
" كوني في المطبخ الساعة الثانية عشرة تماما".
ودون أن ينتظر منها جوابا أستدار عائدا الى المكتب تاركا كيلي لمهمتها الجديدة.
كانت كيلي ترتجف وهي تلقي نظرة متفحصة في أرجاء الغرفة الأولى , وأفزعتها على الفور رؤية وجهها في المرآة
أذ ظهرت عليها علامات التوتر والضعف من جراء هذين اليومين الطويلين , لكن أبرز ما لفت نظرها عيناها الممتلئتان أثارة وحيوية
ومهما حاولت التجاهل , فأنها تعلم تمام المعرفة ما هو الشعور الذي ولد في نفسها تلك الأحاسيس.
من غير المعقول أن تجد كيلي ستانويك , الفتاة التي يتمناها أي رجل, نفسها عالقة في شباك رجل فلاح لا يحبها ...
ولا يخفي أحتقاره لها , أنها تدرك تماما أن جاذبية نيكولاس أقوى من أن تقاوم , لكنها تقدم تنازلات كثيرة بحيث تفسح له المجال أكثر ...
مما يشكل خطرا عليها ,ومن هنا ضرورة أن تمنع ذاكرتها من العودة اليه عندما تغادر هذا المكان كي تتزوج من غاري.
نظرت الى ساعتها وهي تتنهد , ساعات قليلة وتعود ماري , وحتى ذلك الحين عليها أن تتجنبه قدر المستطاع ,وبعدها لن تفكر فيه أبدا, وعلى الرغم من أن الأمر سيكون صعبا في البداية
ألا أنها ببعض الأرادة الفورية ستتمكن من نفيه نهائيا , ويكفي أن تلتقي بغاري حتى يصبح نيكولاس والفندق وكل هذه المنطقة في خبر كان.
أستغرقت كيلي بعض الوقت في تفحص كامل الغرف , وما أن أنتهت من جولتها حتى حان موعد الذهاب الى المطبخ للأشراف على وجبة الغداء
وبينما هي منهمكة وسط العاملين , لاحت منها نظرة عابرة نحو الباب , ففوجئت بنيكولاس واقفا هناك يراقب حركاتها وغدواتها بشكل متفحص
ترى هل جاء عمدا كي يقف بنفسه على مجريات الأمور؟ مهما كان, فهي لن تدع وجوده يزعجها ... لذلك أنصرفت الى الحديث مع أحد الطباخين , وعندما ألتفتت بعد لحظات كان نيكولاس قد أختفى.
منتديات ليلاس
أستطاعت كيلي بشكل ما أن تتجنب طعام الغداء معه , فبدلا من الذهاب الى المطعم , طلبت من أحد الخدم أن يحضر لها طعامها الى الكوخ , وأكدت لنفسها بسرور وهي تأكل منفردة :
" فليفسر كما يريد!".
أنتهت وجبة الغداء , ولم يعد أمام كيلي أي شيء ملح للأنجاز ... فقط أنتظار عودة ماري كي تغادر هذه القرية الى الأبد
بعد ساعتين تقريبا عليها التوجه الى الشرفة للأشراف على تقديم الشاي, أما الآن فوقتها ملكها.... اللهم ألا أذا جاء نيكولاس يدعوها الى عمل ما غير متوقع.
كانت ترغب في الأستلقاء والنوم تعويضا عن الأستيقاظ المبكر , لكنها لم تفعل ,وبعد دقائق من التجول دون هدى في الكوخ
جاءتها فكرة أن تعمل في الحديقة لتقليع بعض الزهور والأغصان , ودون تردد توجهت الى الفندق , وعادت بقفازين وقفص وسكينة حادة
, فالزهور المنتشرة حول بركة السباحة بحاجة الى تقليم وتنسيق
وبما أن هواية أمها الأعتناء بالزهور وترتيبها ... فهي لن تجد صعوبة في أنجاز هذه المهمة , الهدوء يعم الحديقة في مثل هذا الوقت من النهار, فالشمس حادة جدا
لا يلطفها الا بعض النسيم المنعش الذي يهب بين الحين والآخر , وقد شعرت كيلي بالسكينة تهبط على نفسها لعدم وجود أحد يزعج هذه اللحظات الهادئة مع الطبيعة , فالجبال المتناثرة والسهول الممتدة حتى الأفق تجعل المرء يطلق العنان لنفسه متخلصا من كل هموم الحياة اليومية.
|