كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
" ربما, لكنني أتعقد أن فان ميجدين يجد سرورا في القسوة عليك".
وأنتبهت كيلي الى أن لهجة أندرو أصبحت أكثر حدة , فأستدارت نحوه لترى شفتيه مزمومتين غضبا وعضلات وجهه متقلصة ومرة أخرى تجد نفسها تقارن بين أندرو وغاري
فهذا الرجل هادىء الطباع على نقيض المراهقة الدائمة لخطيبها التي راقت لها في مرحلة ما , لكن تلك الرحلة كانت محكومة بمرض أمها ,حيث أضطرت الى لعب دور سيدة البيت لعشرات من رجال الأعمال الذين يتوافدون على منزلهم العائلي ....
وعندها دخل غاري الى حياتها دون أن تهتم كثيرا ببعض جوانب شخصيته.
ولكن ماذا عن أندرو مقارنة بنيكولاس ؟ الرجلان يبدوان في العمر نفسه تقريبا , كما أنهما صاحبا شخصيتين قويتين , وناجحان تماما كل في حقله, غير أن أندرو يملك شيئا من رجولة نيكولاس وقوته وجاذبيته
ويضاف الى ذلك السحر الذي تشعر به كيلي مع ذلك المزارع القاسي الذي لا يوجد أبدا مع المهندس الأنيق الناجح.
لماذا هذا الأصرار على المقارنة؟ ومن أين يأتي هذا الصوت غير المعقول الذي يؤكد لها أن نيكولاس أفضل بكثير من أندرو ... رغم أنها تريدأن تقنع نفسها بالعكس؟
ولم ينقذها من تساؤلاتها وحيرتها ألا مجيء الخادم بالمرطبات التي طلباها , من الضروري ألا تترك لأفكارها أن تجرفها في متاهات خطيرة لن تؤدي ألا الى المصاعب
فحتى لو كانت فعلا منجذبة ناحية نيكولاس ,فليس هناك أمل يرجى , فهي مخطوبة لرجل آخر وتخطط للزواج منه
ومن ناحية أخرى , فأن نيكولاس لم يخف أحتقاره لها وعدم أهتمامه بها ... حتى لو كانت هي مهتمة به .
منتديات ليلاس
رشفت كيلي جرعة كبيرة من شرابها
ثم قالت:
" حدثني عن بعض الأمكنة التي زرتها خلال أعمالك!".
بدا أندرو مسرورا ,وهو يتساءل:
" هل يهمك الأمر حقا؟".
ردت بحماس حقيقي:
" طبعا.... طبعا, أنا شخصيا سافرت كثيرا , لكن مع أهلي في معظم الأحيان".
حدثها طويلا عن رحلاته وأسفاره , وأخيرا عن وسط أفريقيا حيث عمل لأطول مدة , وظلت كيلي جالسة تستمع بتمعن وأهتمام ... الى أن توقف للحظات قبل أن يتابع:
" يا له من قدر غريب... أن يلتقي الأنسان بفتاة أحلامه ليجد أنها مخطوبة أو متزوجة!".
حبست كيلي أنفاسها لوقع هذه المفاجأة , وحتى لو كان أندرو لم يقصد بكلماته ما فهمته هي, فأن عينيه فضحتا مشاعره الحقيقية
وظلت للحظات عاجزة عن الرد ,أذ ماذا يمكن أن تقول لشاب ترى فيه صفات أفضل من صفات خطيبها , وأخيرا قالت:
" القدر غريب حقا".
|