كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
وأخيرا أستجمعت شجاعتها لتقول:
" طبعا أنا أعرف ماذا أريد , أريد أن أترك هذا الفندق وأنضم الى خطيبي , وأكثر من ذلك , أريد التأكد من أنني لن أراك بعد ذلك أبدا... بدا...".
ثم أضافت بصوت متهدج:
" أنني أنتظر بفارغ الصبر عودة ماري من المستشفى!".
وعلى نقيض ما توقعت , رأته يضحك بصوت مرتفع وقد أنفرجت شفتاه عن أسنان ناصعة البياض , أنها تكره هذا الرجل بشكل لا يوصف
فالمشاعر التي يثيرها فيها لا يمكن أن تكون الا الكره العظيم... أو الحب الكبير , وهي تعرف أنها لا يمكن أن تحبه.
ومرت الدقائق وهما يتناولان الطعام بصمت متوتر , كانت كيلي خلالها تفكر بأسئلتها حول سيرينا وأجوبته لها , لقد أتهمها بالغيرة من سيرينا , لكنها نفت بشدة , ومع ذلك فهي تعرف أن هناك شيئا من الصحة في أتهامه ...
آه لو يبقى تعاملها معه على أساس التعاون في الفندق فقط , لربما أستطاعت أن تمضي بقية هذا اليوم على خير ريثما تعود ماري ... وترجع هي الى دوربان لتنسى كل ما حدث لها هنا.
كانا على وشك الأنتهاء من الطعام , عندما جاء ريئيس الخدم يسألهما عن حاجة ما , كان يريد أن يعرف طريقة ترتيب الطاولات أستعدادا لحفل غداء يقيمه المؤتمر غدا ,ولم تكن كيلي لتهتم بالحديث الدائر بين الرجلين بأعتبار أنها ستكون غدا بعيدة مئات الأميال عن الفندق ومشاغله .
غير أنها لم تستطع أن تتجاهل قدرة نيكولاس على التعامل مع المسألة , فعلى الرغم من أنه مزارع في الأصل وموجود في الفندق للمساعدة في وقت الحاجة فقط, ألا أن الحلول التي قدمها تظهر كم هو قادر على التعاطي مع مختلف الظروف والسيطرة عليها.
وأنتبهت كيلي الى أنها أكتشفت الآن جانبا آخر من شخصية نيكولاس , فهو معها ساخر ,أرعن , مغرور , ومع ماري لطيف ومتفهم
أما مع كبير الخدم , فهو حازم ومدرك وذو سلطة مؤثرة , وأستغربت كيف أن هذا الأكتشاف جعلها تشعر بسعادة غامضة لم تعرف لها معنى.
وتساءلت في سرها : هل هو قاس معها فقط ؟ لقد رفضت ماري الأعتقاد بقسوته ورعونته, في حين أن سيرينا تعامله برقة ومحبة وأحترام...
ومرة أخرى أحست بتلك الطعنة التي لا تعرف الرحمة , فأزاحت طاولتها ونهضت واقفة وهي تقول:
"أنني ذاهبة لتغيير أغطية الأسرة".
ودون أن تنتظر منه جوابا سارت بأتجاه الباب غير عابئة بنظرات نيكولاس المندهشة!
*******نهاية الفصل الخامس******
|