كاتب الموضوع :
سفيرة الاحزان
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
و نظرت إلي ساعتها ، تقريباً السادسة و النصف . ليس من عادة الان أن يتأخر ، وهي تعرف هذا ، من الأفضل أن تقفل الشقة و تنتظره في المدخل .
و سمعت هدير محرك عن بعد ، اقترب بسرعة منها ، فالتفتت لتنظر الي الخارج ، و شهقت . كان هناك هليوكوبتر قرمزية اللون تهبط عند المنتزه ، والهواء المنبعث من محركاتها يهز العشب بقوة . ثم أبطأت شفرات المروحة بالتدريج إلي أن توقفت ، وفتح باب القيادة ، ونزل منها رجل بثياب سهرة و سار نحو المنزل .. ألان .. و قبل أن تستطيع منع نفسها ، برزت ابتسامة فرح علي شفتيها ...ألان ! ألان وحده من يفكر بالوصول إليها بهذه الطريقة ! و ضحكت نورما و ركضت إلي الدرج لتلتقيه ، ثم توقفت ، وتفحصت نفسها في المراة الصغيرة في الردهة . و استقبلته بعينين باردتين و هى تفتح الباب .
- مرحباً نورما .
و اجفلت .. إنه رائع ! لقد اعتادت أن تراه بالشورت ، وصدره عار و أسمر . و لكن أن تراه الأن ، فاتن بشكل لا يصدق ، و تبدو عليه مظاهر الحنكة ، فهذا صدمها . وقال لها :
- أنت أجمل من أي وقت أستطيع تذكره .
- مساء الخير سيد سان كلير .
و مدت يدها له ، و القفاز عليها . و أخذ ذراعها بكل لطف ، وتوجه بها نحو الهليوكوبتر .
- هل سنتابع هكذا ؟ هل ستنادينى بالسيد سان كلير ؟ إذا الأفضل أن أناديك بالأنسة ليستر .
كان جيرانهم في المنطقة قد تجمعوا ليشاهدوا بذهول الظاهرة التي حطت في جوارهم ، و سار بها ألان إلي الالة الغريبة و كأنها أمر طبيعيي ، متجاهلاً الوجوه المذهولة ، و أخذ الأطفال يهللون و يقفزون في حدائق منازلهم .
و مد لها يده السمراء القوية ليرفعها إلي مدخل الهليوكوبتر .
منتديات ليلاس
كيف يمكن لأحد أن يساعد سيدة في الصعود إلي هليوكوبتر و كأنه أحد اللوردات يساعد ليدي علي الصعود إلي عربة تجرها الخيول ؟ و كان المقعد مريحاً بششكل جميل . وبينما يربط لها حزام الأمان حول خصرها النحيل قال :
- ألا يذكرك هذا بحزام الأمان علي متن " ميليسا " ؟
- لا .. لا يذكرنى بشيء .
- هل طرت في واحدة مثل هذه من قبل ؟
- لا .. إنها تبدو لي مزعجة وخطرة .
- و لكن هى ليست كذلك .
و أدار المحركات ، فبدأت شفرات المحرك تصدر الصوت المألوف للهليوكوبتر . و أغلق ألان باب القيادة ، واختفي الصوت تماماً .
اختاري شؤيطاً مسجلاً .
و مالت إلي الأمام لتخفي مدي تأثرها ، و اختارت شريطاً وضعته في المسجلة الجميلة ، وبدأت أنغام موزارت علي البيانو تملأ المكان .
و نظرت عبر النافذة إلي الخارج ، إلي السماء الخالية من الغيوم كم من الغريب أن تفكر بأنها سوف تصبح هناك في الأعالي تسبح في الهواء و كأنها الطير .
و انطلق ألان مرتفعاً بالطائرة ، وهو يلوح لجيران نورما . و أحست و كأن الأرض انزلقت من تحت قدميها ، فأمسكت بالمقعد بقوة وشهقت قائلة :
- ألان .. أظن أن هذا لن يعجبني !
- ظننت أنني السيد سان كلير .. أنا أكيد بأنك ستحبين الطيران .
و أصبح قلبها عند حلقها و هي تتحسس الحزام الذي يثبتها بمقعدها .
و ابتسم ألان بهدوء و قال :
- انظري ...
و أشار إلي أمامهما ، فتطلعت ، وزال عنها كل الخوف . لندن بأكملها من تحتها ، مدينة رائعة ساحرة تحت أشعة شمس بعد الظهر ، ورأت نهر التايمز يشق طريقه علي طول المدينة ، شريط عريض أزرق يمتد حتي الأفق البعيد ، نحو البحر البعيد . كانت لندن ، الأعظم بين المدن ، تمدت تحتها . كان الأمر كالحلم ، حلم طفولة له أجنحة .
و نظرت إلي ألان . كان يبتسم لنفسه . يداه علي المقود ثابتتان واثقتان ، يسيطر علي الألة بقوة الخبير . وقال لها :
- ألم أقل لك إنك ستحبين الطيران .
- الأمر رائع . مثل الحلم .
- هناك حديقة هايدبارك .
- أنا مندهشة لسماح جودي لك بالخروج الليلة .
فضحك ألان .. و بدت ساحة ترافلغار تحتهما . و فيها المعرض الكبير ، و الأعمدة المرتفعة في الوسط . سطوح المدينة كانت جميلة بشكل لا يصدق . ومرا فوق الحدائق الرمادية للبركان . وطارا بسرعة فوق النهر .
السفن فوق مياهه تبدو بقعاً سوداء فوق صفحته اللامعة . كم من الوجوه تري تلتفت الان لتنظر إليهما ؟ و هل يمكن أن تجد هذه المدينة الصاخبة لحظة للنظر إليهما ؟
- هل أحببت لعبتي ؟
- إنها لعبة للأولاد الأثرياء المدللين .
- ليس صحيحاً . يمكنك أن شراء واحدة مثلها بثمن أقل من ثمن رولزرويس .
- هل هي أحد تصميماتك ؟
- كل عقدة و برغي فيها من تصميمي .
- لقد بدأت أفهم سبب تفضيلك الطيران فوق الماء ، لم أشاهد شيئاً بهذا الجمال في حياتي يا ألان .
- أنت تستحقين معاملة خاصة ، لصبرك علي .
- بينما أنت تلتهي مع ... ملكة الإثارة ؟ أرجو أن لا تظن أنني ..
- - هس .. لنترك هذا إلي ما بعد . أيتها الطاهرة الصغيرة . هناك أشياء عديدة في هذا العالم يجب عليك أن تفهميها بعد .
و بدأت الضواحي المزدحمة تختفي لتظهر مساحات أكبر من الخضرة ، و الحقول ، والريف الواسع . و التفتت إلي ألان متعجبة :
- أين نحن ذاهبان ؟
- إلي مكسيم .
- مكسيم ؟ في باريس ؟
- بالطبع .. لقد حجزت طاولة هناك عند الثامنة . وسوف نصل في الوقت المناسب .
- ألان !
- علي فكرة ، إننا الأن فوق " كرايدون " هل تتمعين بالرحلة ؟
و نظرت إليه و قد أدهشها هدوءه :
- ولكن .. باريس ! ألان .. ليس معي جواز سفر !
- لا أظن أن أحداً سيطلبه منك عند " مكسيم " .
- و لكن هذا سيكلفك ثروة ، ألم يكن بإمكانك أن تأخذني إلي مكان في لندن ؟
منتديات ليلاس
- سوف يكون أمامنا وقت للاقتصاد فيما بعد . بعد الزواج .
- بعد زواج من ؟
و لفت معطف الفرو جيداً حولها ، فتجاهلها ، و نظر إلي مقبض القيادة فوق رأسه . وقال :
- سوف أزيد سرعتنا قليلاً ، " تونبريدج وايلز " قريبة منا ، هل تريدين أن تريها ؟
و بدت " كنت " أمامهما ، حقول لا نهاية لها من الخضرة ، والحقول البنية و الصفراء ، يتخللها بيوت صغيرة ، و قطعان من الأبقار و الخيول ، و سواقي صغيرة تلمع تحت شمس المساء ، وجلست نورما في مقعدها لاهثة الأنفاس . لقد كانت تنوي أن تكون باردة ، قاسية مع ألان ! و لكن كيف لها أن تحلم بهذا !
مهما حدث الليلة ، ومهما توصلت مع ألان ، فقد كانت تعلم بأنها لن تنسي هذا أبداً ، و لن تنسي ألان سان كلير ... و تسارعت الحقول تحتهما ، وبدأت العتمة تحل مكان الزرقة ، وبدأت النجوم تظهر واحدة واحدة من حولهما .
و فجأة مرا فوق المرتفعات الصخرية بين " هايستتغز " و " دنكنز " و أصبح المانش تحتهما صفحة رمادية ، تغطيها تحركات الموج الأبيض .
و سألته :
- هل انتهي اصلاح " ميليسا " ؟
فهز رأسه بالإيجاب .
- لقد اشتراها إيفنز في النهاية ، وسيبدأ السباق عبر الأطلسي خلال شهر ، وهناك حظ كبير له في أن يربح السباق بها . و هذا سيكون أكبر دافع لشهرة والدي .
- و هل حصلت علي أي تعويض عن الأضرار من بيتر ؟
- لم أهتم بالأمر ..... انظري ها هي فرنسا .
و أشار إلي الأفق أمامهما .
- لا بد أننا نطير بسرعة الريح .
- يمكن للهليوكوبتر أن تكون خادعة . فنحن نطير بسرعة تماثل سرعة النفاثة ، و نحن نتبع طريقاً مختصراً . و أخشي بأننا سنصل باكراً جداً . و لكن ، لا أظن أن " مكسيم " سيعارض . أتظنين هذا؟
و نظر إليها بعينيه الرمادتين الساخرتين ، والشمس الغاربة تضيء وجهه ، وتابع :
- إنها مسافة طويلة للذهاب للعشاء . و لكن علينا أن نعترف أن الإنكليز لديهم نقاط ضعف ، و الطعام هو نقطة الضعف الرئيسية !
و ابتعدت الهليوكوبتر من فوق شوارع باريس المتألقة ، وتوقفت كالفراشة الرائعة فوق سطح " كرايلز سنتر " و ما أن استقر ألان بالالة فوق الدائرة المخصصة للهبوط علي السطح ، حتى فركت نورما عينيها خلسة للتأكد من أنها لا تحلم . أمامهما مباشرة يتعالي برج إيفل في سماء باريس . ووصلت إليهما رائحة باريس التي لا يمكن لأحد أن يخطئها .
مزيج من رائحة الشوكولا ، والوقود ، وعطر ملايين النباتات و الأزهار .
وساعدها الحرس بثيابهم الرسمية مع ابتسامة ، شعرت بالدوار . و أمسك ألان بذراعها ، و كأنه فهم ما بها . و قال لها مبتسماً :
- سوف ترتاحين عند تناولك أفضل كوكتيل في العالم في باريس بعد لحظات .
و سارع رئيس الخدم لاستقبالهما عند مدخل المطعم الشهير ، وحيا ألان و كأنه صديق قديم ، وتحدثا بالفرنسيةبسرعة لم تستطع نورما أن تفهمها . وتمسكت بذراع ألان و هما يسيران عبر المدخل المغطى بالستائر المخملية ، و استقبلتهما باقة ورود كبيرة . كانت الفرقة الموسيقية تعزف ألحان الجاز الناعمة " البلوز " للعشرات من الراقصين في قاعة الرقص الضخمة و همست :
- ألان .. هذا رائع !
- أجل .. و لكننا سنجلس الليلة في زاوية خاصة .. أليس كذلك يا جان ؟
- أجل مسيو سان كلير .. الغرفة جاهزة .
ورافقهما الساقي نحو باب خشبي كبير . كانت الغرفة المستطيلة تحتوى علي أجمل الثريات التي رأتها نورما في حياتها ، و كأنها نافورة ثلجية من الكريستال المذهل الجمال يلتمع بوحشية تحت الأنوار . في الطرف البعيد للغرفة ، ‘لي جانب صف عريض من الورود والزنبق كان هناك طاولة بيضاوية محضرة لاثنين . و ما تبقي من الغرفة مفروش علي طراز القرن الثامن عشر ، مع مقاعد وثيرة من طراز لويس السادس عشر ، و ستائر من المخمل ، و سلة أخري من الورود علي الرف الرخامى و نافذة كبيرة ذات طراز قديم مغطاة بستائر سميكة ، و استدار ألان إلي الساقي :
أرجو أن ترفع الستائر يا جان .
- بالتأكيد مسيو سان كلير .
و جذب الستائر السميكة و ربطها علي الحائط . وشاهدت باريس تمتد أمامها ، مدينة لامعة مضيئة . تعود إلي الحياة في وقت مغيب الشمس ، وسارت صامتة مع ألان نحو النافذة . وتأملت بالمنظر الرائع أمامها . وقوس النصر كان يشع تحت الاضواء . و التفتت نورما لالان قائلة :
- ألان ... أنت تعنى ما قلته .. أليس كذلك ؟
- أعنى ماذا ؟
- أنا .. و أنت .
- أجل كنت أعني ما أقول .
و التقت عيناهما ، يتفحصان بعضهما ويبتسمان . وكان الساقي يرتب الزهور علي الرف الرخامي . فالتفت ألان إليه و قال :
- أحضر لنا شراب يا جان ، أعتقد أ السيدة تحب أن ترتاح قليلاً قبل تناول الطعام .
- بالطبع سيدي .
- أحضر لي شرابي المعتاد و للسيدة النعنع البارد .
و قالت له نورما بعد أن خرج الساقي :
- أنا مدموزيل و لست سيدة .
فابتسم وقال :
ليس لمدة طويلة .
ثم أصبحت بين ذراعيه ، تحس بقوة جسده ، وبذراعيه تسحقانها ، وتلاشت كل مشاعر الوحدة و الألم و البؤس دفعة واحدة . و همس لها :
يا عزيزتي
و مرر أصبعه علي وجهها الناعم و علي كتفيها السمراوين من الشمس ، فتنهدت ، وبشرتها تقشعر من لمسته ، و تركت خدها يرتاح في راحة يده .
- تعالي لنجلس . انظرى لقد أتي لنا جان بالشراب .. حتي أننا لم نلاحظه ..!
و نظرت إلي يدها النحيلة ترتاح بين راحتي ألان ، و أقفل أصابعه فوقها ونظر إليها .. فقالت له :
- ألان .. قبل أن أموت .. قل لي ، أين كنت في العشرة أيام الماضية ، لأجل الله !
- كنت في ألمانيا ، وما إن وصلت هناك حتي كان رئيس المتفاوضين معي منتظراً بالعقود . حتي أنني لم يكن لدي الوقت لأحلق ذقني ، قبل أن أصعد إحدي طائرتي الهليوكوبتر متجهاً إلي بون .
- و قد اشتروا تصميماتك .. أليس كذلك ؟
و هز رأسه :
- أجل .. لقد طلبوا عدداً مضاعفاً لما قدرناه أول الأمر . وربما سيشترون أيضا بعضاً من طائرتي النفاثة الخفيفة ، إذا قدمت لهم عرضاً مغرياً .
و ضحك مقلداً لها :
- أوه .. ألان ! أظن أننا سنصبح أثرياء يا نورما .
- و حتي و لز كنا لا نملك سوى جنيهاً واحداً ، فسأكون أغني امرأة في العالم .
- ستجديني ضعيفاً أمام الإطراء .. الامر غريب يا عزيزتي .. أنت الأن أكثر إثارة .. ترتدين كالالهة ، وهذا أجمل من البيكيني الذي كنت ترتدينه في البحر الأحمر .
- أنا لم أعد أحمر خجلاً . ولكنني كنت أفكر بنفس الشيء عنك .
- صحيح ؟
- انتظر ! أخبرني عن تلك المرأة الفظيعة ..
- جودي ؟ إنها ليست فظيعة ، إنها مجرد مستغلة للفرص .
- عندما قرأت بأنها ستتزوجك ، ظننت أنني سأموت ، كنت سأقتل نفسي يا ألان .
- في الوقت الذي كان هذا الخبر في الجرائد ، كنت أشرح تفاصيل دقيقة عن الالة الدقيقة لحوالي الستين من المهندسين الألمان من هايدلبرغ .
- - و لكن لماذا لم تنفي الخبر ؟ لماذا لم تقاضيها ؟
- - سيكون هذا هدر لوقتي ! و لن أتنازل بإصدار أي تصريح عن علاقتنا إضافة إلي أنني لم أعرف بالأمر سوي بعد أسبوع . عندما عدت إلي انجلترا !
منتديات ليلاس
- - كنت واثقة أن الأمر صحيح !
- - و متي لم تعودى واثقة ؟
- - عندما فتح جان الستائر ، اتضح كل شيء أمامي فجأة .
- - مثل فكرتك بالتسلل إلي يختي تحت اسم طوني هيستون .
- - ألم يكن الاسم تيمي ؟
- - لا .. أنا واثق أنه كان طوني .
- - هل سيكتشف ايفنز ، الذي اشتري اليخت ماذا حدث علي متنه يا تري ؟
- - لقد غير اسمه إلي " اولاف " .
- - اسم سويدي جداً
- - والدي سيبني لنا " ميليسا " أخري يا نورما ، كهدية زواج لنا .
- - أتشوق لمقابلته يا ألان .
- - سنذهب إلي " بلايموث " في الغد ، إنه متشوق جداً لرؤيتك ، منذ أن أخبرته بأننا سنتزوج .
- - و متي كان ذلك ؟
- - يوم عدنا .
- - ألان ! لماذا لم تقل لي ؟
- حسناً كان الامر يبدو غريباً يومها ، لم يكن عندي فكرة عن الموضوع إلي أن خرجت الكلمات من فمي دون إرادة ، ثم انشغلت كثيراً ، لقاءات مع الناس ، عقود للتوقيع ، جنيهات للعد
- - كدت أضربك يوم وضعت ذراعيك حول جودي .
- - أنا لم أضع ذراعي حولها ، هي من لفت ذراعها حولي !
- - كان يبدو عليك أنك تتمتع بهذا .
- - لقد فاجئتني ، وهذا كل شيء ، وربما عندها أنني أستجيب .
- - بدوت ؟
- - لقد كان ذلك هجوم علني ، وذهلت به .
- - و لا شيء غير هذا ؟
- و التقت عيناها و قيهما ضوء حب ساطع .
- - لا شيء غير هذا يا نورما ، وكل شيء قد مضي في طريقه الأن ، كله و أنت ستمحين كل شيء من قلبي يا حبي . كل الارتباك ، كل المرارة ، كل الألم .. لقد تلاشي كل شيء مثل السحر ، حتي أنني لم أحس بذلك .
- - ألان .
- - جودي لا تعني لي شيئاً ، ولم تعني شيئاً أبداً ، كنت غبياً .. غبي كبير حتي أنني لم أعرف ما بقلبي ، كنت أقاوم حبك منذ لحظة التقينا ، أقاوم الحب الذي كان ينمو ، أقاوم الحب الذى كان ينمو ، أقاوم الرغبة بك التي كانت تحرقني .
- - وأنا كنت خائفة منك ، خائفة و مسحورة ! لقد أحببتك منذ رأيتك في " سيرنجيتي " ، و علي متن (ميليسا) تأكدت من حبي لك ، يا ألان .
- - هه .. لقد كنت تقاوميني و كأنك قطة برية .
- - بالطبع .. كل ما كنت ترغب به هو علاقة عابرة .
- - و هذا مع الزمن كان سيؤدي إلي نفس النتيجة . و لكنني فهمت سبب تحفظك يا حبيبتي .. أعتقد أنني كنت متوحشاًُ في بعض الأوقات .
- - متوحش ؟ لقد بدا سفاك الدم و كأنه المبشر في مدرسة الأحد أمامك! و لكن طيبتي الطبيعية أنقذتني من مصير أسوأ من الموت .
- - أرجو أن لا يكون لديك أفكار سخيفة عن الزواج ؟
- - و ما هذه الأفكار السخيفة ، هل هي أفكار جيدة أم سيئة ؟
- - أتعنين بأنك لا تعرفين شيئاً ؟ نورما !
- - كل ما أعرفه أنني أحبك يا ألان ، أحبك كثيراً لدرجة الألم .
- - نورما .. أنت كل شيء لي في هذه الدنيا .. و أكثر . أحبك ، أكثر مما أستطيع أن أقول لك .
- و مد يده ليمسك بيدها ، ونظر إلي السوار الفضي في معصمها :
منتديات ليلاس
- - لدي صديق يعمل في صناعة الفضة هنا في باريس ، إنه يصنع لنا قفلاً لهذا السوار .
- - لن أخلعه مهما كان الأمر .
- - أثق بك ، سأعطيك مفتاح القفل ، أيام الأربعاء و أيام الأحاد .
- - ولماذا أيام الأربعاء و أيام الأحاد ؟
- أنها أيام عطلتي .
- عطلتك ؟ كنت أظن أنك رب العمل!
- - يجب أن أكون القدوة .. اه ، بالمناسبة .. سوف نتزوج الأسبوع القادم .
- - الأسبوع القادم ؟ و لكنني أكره أن تكون فترة الخطوبة طويلة !
- - انظري يا محبوبتي .. رئيس السقاة سيبكي الأن . الأفضل أن نأكل .
- - تشرفنا يا مسيو ..
- فانحني الساقي مبتسماً :
- - عن إذنك مدام !
- و قالت نورما و عيناها تلمعان :
- - علي فكرة حبيبي .. أنت مدين لي بأجري .
- - أي أجر ؟
- - لقد وعدتني أن تدفع الأجر المتعارف عليه عند الاتحاد هل تذكر ؟
- - أوه .. ذلك الأجر . ساعطيك أجرك بشكل لطيف أخر ، ما رأيك ؟ - بشكل أخر ؟ و ما الذي يجول في ذهنك بالضبط سيد سان كلير ؟
- - هذا النوع ..
- و مال نحوها ، و عندما أنهي عناقه لها كانت ترتجف :
- - أنت أرباب العمل جميعكم سواء ، أنت تدوسون علي رأس الفقير ..
- و أخرس احتجاجاتها بأصابعه و هو يضمها ثانية .
تمت ( فوفو )
|