لست جاريتك!
ونهضت نورما عن فجر اليوم التالى,ونفضت الغطاء عنها, ثم سارت نحو النافذة لتنظر الى الخارج.كان البحر الممتد امامها كالفضة،هادىء وساكنوكانة بركة.وكانت (ميليسا) تبحر فى البحر الاحمر مثل طائر البطريق ،
يجرفها الريح.وكل شىء من حولها صامت،وارتدت نورما البيكينى، وغسلت وجهها ،ونظرت الى شعرها فى المرآه,وتذكرت اصابع آلان وهى تمر من خلالة,وصدمتها هذه الذكرى.. ماذا يحدث لها؟ وفكرت برد فعلها ليلة امس بين ذراعية,وطغت عليها موجة من الخجل.. يا الهى!لقد كانت على وشك فقدان السيطرة على نفسها ,
غير قادرة على التوقف عن الاستجابة له.
واسرعت بالخروج الى السطح ,كى تتمتع باخر نسمات باردة للفجر.
كانت الشمس قد بدأت تعلو ككرة ملتهبة على طول خط المشرقالرفيع، ذلك الخط الذى عرفت انة العربية السعودية.وتنهدت,ومالت على الحاجز فوق السطح ,وتأملت فى المياه المتسارعة المزبدة امام مقدمة اليخت.. الامس كان يوما شاقا,صوت رالف عبر الراديو استطاع ان يصدمها اكثر مماتصورت ,
ما بينهما من المؤكدانه وصل لنهايتة.
واخذت تفرك الحاجز النحاسى امامها محاولة ان تحدد بعض اسباب الالم فى قلبها.ومن حقها ان ترتبك لتطور الاحداث .ولكنها مع ذلك لم تكن مرتبكة,فهى اصبحت غير هيابة؟
وماذا عن الآن سان كلير؟
هل اصبح قادرا على تحطيم دفاعاتها,وان يمتلك قلبها؟وكيف تكون هناك عاطفة فى قلبه طالما كل ما يريدة منها هو ..؟ هل ممكنان يكون هذا هو الحب؟ وبعثت الشمس الدفءفيها ,واستدارت لتنظر الى الطريق التى اجتازها اليخت خلفها. البحر كان خاليا وساكنا , صفحة سائلة من الذهب تحت اشعة الشمس,
ونظرت الى جسدها الذى لوحته اشعة الشمس خلال الايام الماضية.وتساءلت كيف ينظر اليها الآن ؟ الكلماتالتى قفزت الى ذهنها كانت بشعة .كل ما ما يشعر بة هو الرغبه فقط .وهى فى متناول يده ,وهذاكل شىء
فبل اى شىء ..يجب عليها ان لاتفكر عاطفيا ب آلان...
فهذا قد يكون خطرا. فهو سيمزق قلبها الى قطع صغيرة , اذا سمحت له بان يمتلكة ,انة ليس من النوعالذى يحب ولا حتى نورما ليستر الصغيرة البريئة .ومع ذلكفكم كان سهلا علية ان يذيبها بين ذراعيه ,كم كان سهلا جدا!ونظرت الى السماء الزرقاء من فوقها وهى تفكر بآلان.
- هل انت من عابدى الشمس؟
منتديات ليلاس
والتفتت لتراه يخرج من باب القيادة وكان يضع المنشفة على رائسه يخفف بها وجهه ثم رمى بالمنشفة وشهقت لقد حلق لحيته.
وقال لها:سيكون الطقس حارا جدا مع اللحية فى الايام القادمة
وحدقت به ,كان قد ترك سالفيه طويلين ولكن وجهه كان نظيفا.وجه جميل بشكل مذهل! وفمه يبتسم بسخرية امام دهشتها. وقالت متنهدة: انت جميل !
ولم تخرج منها الكلمات, وأدار وجهه وهو يبتسم ثم قال:
-ارجوك, لاتقفى هكذا وفمك مفتوح ,
انا اكيد بأننى لست مغريالهذه الدرجة.
وابعدت عينه عنة وحاولت ان تقلد الهدوء فى صوتة:
- لا...انت لست مغريا ابدا. هل تحب تناول الفطور؟ورد علها وهو يتجاهل سخريتها
نعم...ولكن اولا لنرفع مزيدا من الاشرعة. اريد ان استفيد من اى ريح قد تهب.
ورفعا الشراع الاضافى, واستجابت (ميليسا )بقوة غريبة فوق المياه.
ولم تستطع نورما رفع عينها عنة.
انة ليس من النوع المختال.متعجرف اجل , فخوربقوتةولياقت جسدة,فخور مثل جواد سباق,ولكن ليس مختالا بنفسة.ليس مختالابالطريقة التى كان بها رالف بوجهه الجميل كالفتيات,وكم يبدو رالف فارغا مقارنة بهذا الرجل!وتناولا الافطار بصمت.ولم يشر اى منهما لماحدث امس.
وسألتة نورما:كم يستغرقنا من وقت للدخول الى المتوسط؟
فهز كتفة وقال:يتوقف هذا على الريح وامور آخرى,
ولكن حوالى الاربع والعشرين الساعة تقريبا.
-فى وقت قصير كهذا؟
-اذا استمرت الريح هكذا فأننا نسير فى سرعة ممتازة.
ومسح ماتبقى من البيض بقطعة خبز واكلها.ثم نظر اليها متفرسا:
لستر..من اين انتم اصلا؟
فأبتسمت وردت علية:
جدى الاكبر كان تاجرا يونانيااسمة جورجيوس لستر اورس.
ولكن لم يستطع احد ان ينطق اسمة كاملا فتغير تدريجيا الى لستر.
وتطلع الى شعرها وبشرتها الذهبية ثم قال:
لا تبدين لى يونانية.
لا. فجدى كان له شعر اسود ،ولكن اجدادى الاخرون كان شعرهم اشقر.
ووالدتك؟
كان شعرها بلون شعرى.هكذا كان والدى يقول لى.
ربما..اطفالك سيكون لهم شعر اسود وبشرة سمراء
ربما.. سانت كلير اسم غير عادى,
من اين انت اصلا؟
اعتقد انة على اسم القديسة كلير. من مقاطعة فى فرنسا.
اعتقد ان عائلتك جاءت الى انجلترا مع الغزاه
لقد اتو عب ممر دوقر -كاليس. على الاقل والدى جاء من هذا الطريق.انه فرنسى الاصل
حقا.ووالدتك؟
كانت انجليزية التقت بوالدى اثناء الحرب.
كان من رجال المقاومة وكانت قاعدتة فى طولون,وعندما اطر للهرب من النازين .جاء الىالى لندن والتقى بوالدتى واحبها.وبعد انتهاء الحرب تزوجها.
لقد قال بيتر انة من ابرع مصممى المراكب فى اوروبا
وابتسم آلان وقال:سيسعد والدى لسماعه هذا.كان دائما متقدما زمنة بعشرين سنة.وعادتة تستغرق افكارة هذة المدة.وبعد ان اصبح فى الستينيات بدأت عبقريتة تصبح معروفه.
وأنت تصمم طائرات نفاسة للاثرياء.
اجل ..
لسبب ما انجذبت للطيران أ كثر من البحر.
منذثلاث سنوات اسست شركة((طيران كلير)) وقد كلفتنى ثروة طائلة ,ونحن الان ندفع ما تبقى علينا من الديون.ولكن فى السنة القادمة واذا اشترى الالمان احدى طائراتى الهيلوكوبترالمصممة لبوليس السير عندهم سنصبح فعلا فى مقدمة العاملين فى هذا المجال.
وانت آنسة لستر هل انت احد الاثرياء.
وشرحت له عملها فى ترميم اللوحات .ولدهشتها اهتم بالامر.
- لم اكن اعرف ان مثل هذا العمل قد يهمك
على العكس ..ما تفعلينة هام جدا ,
فالماضى ثمين ومعرض للتلف.ويجب ترميمه,والا سيتلف بكل سهولة,ونخسر جميعا الاتصال بالامكنة التى اتينا منها.وهذا يجعل صعبا ان نعرف الى اين نحن سائرون. على كل. علينا ان نقطع الحديث الان فسوف نصل الى ارخيبيل قريبا وامامنا عمل كثير.
ووصلا الى ما بين الجزرعن العاشرة والنصف .
روابى رملية لا تعد ولا تحصى ترتفع من البحر,بعضها مكسو بالعشب الخشن,والاخرى بأشجار النخيل.وانسل اليخت من بينها
واخذت نورما تنظرالى الخارج بحذر خوفا من المياه الضحلة, وبعد نصف ساعة ظهرت جزيرة اكبر من غيرهاكأنها هضبة رملية مكسوة بالعشبتبرز من قلب الماء.
ونظرت اليها نورما بذهول ,فقد ظهر على متنها اثار قصر.فنادت آلان وسألتة .فقال:
هذا قصر ((مارابى))
هل هو قصر حقيقى!
- لست ادرى....يبدو لى طرازة اندلسى....ربما من بقيا الحروب الصليبية.
عنما اقتربوا منه استطاعت نورما ان ترى انه قصر بالفعل.
العديد من جدرانه متساقط,فتحات اطلاق النارمن اعلى اسوارة ذات طراز اندلسى دون ريب .انة مكان مخيف وغريب.واستدارت الى آلان الذى اقبل الى جانبها ليحدق بالقصر.
انستطيع التوقف الان ياآلان؟لنلقى نظرة علية؟
هذه ليست رحلة استمتاع يا نورما .ولكن لدينا وقت كاف,حسنا...تعالى نلقى نظرة.
كان الى جانب الجزيرة خليج طبيعى,وهنا القوا المرساه فى اقرب مكان ممكن من الشاطىء,
وكانت المسافة الى القصر قصيرة وهما يتسلقان المرتفع نحوه.ولسعادة نورماوجدت العشب مليء بالخشخاشالارجوانى والاحمر.جدران القصر ترتفع عالية فوقهما,وهما يدخلان عبر البوابة الضخمة للقصر.
داخل القصر دون سقف كانت مرجة من الخشخاش والعشب الشائك,وكان هادئا ساكنا كالمقابروحدها الريح تتنهد برقةعبر الفتحات فى الجداروبين النبتات المتأرجحة.وسارا بصمت فى القاعات الضخمة يستمعان الى الى الموسيقى الغامضة التى تعزفها الرياح.
ووجدا سلما محطم يصعد الىجانب احد الجدران.
وتسلقاه بحذرالى اعلى القمة,وجلسا معا عند فتحات الرمي فى اعلى السورينظران حولهما.واليخت بدا شكلا جميلا رماديا يقبع فى الخليج الازرق تحتهما, انعكاسة على صفحة المياةالساكنة كأنة جناح نورس.
البحر الاحمر بدا مهجورا من حولهما.يمتد كالبحيرة الواسعة نحو الافق.حيث شواطىء مصر تلوح كطيف,وجزر الارخبيل تنتشر كأنها جواهر صفراءعلى صفحة مياة حريريه.
وتنهدت نورما وقالت:
هذا جميل جدا!
- اجل ..لابد وان هذا المكان بناة المسلمون لمراقبة تحركات الصليبين.
كم تعتقد عمره؟
حوالى سبعة او ثمانمائة سنة...
انة مكان غريب...(( مقدس وقديم كأنة موجود تحت القمر مثل أمرآة تبكى على من تحب))
وأبتسم لها ابتسامة ساخرة .فقالت:
كنت احاول ان اتذكر هذ البيت من الشعر هذا الصباح لمن هو؟
_انة من قصيدة(كلورليدج)(كبولاخان)...هيا بنا لنعد الى اليخت. امامنا طريق طويل
وتبعتة الى اسفل وهى مازالت مأخوذة بجمال ووحشة (مارابى)
وهمايسيران عبر الخشخاش توقف آلان فجأة وألتقط شيئا,
كان طوقا من معدن ما,مدفونا فى التراب وفركة فوق العشب لينظفه,واخذ يتفحصه.انه سوار.. ..سوار من فضة.
وتقدمت منه نورما وهى تصيح من الفرح:
-آلان ..انه جميل.. ما هو؟
انة سوار عبيد كما اظن,انة على الارجح قديم كالقصر,الم يكن اقدم.
وتفحص تصميمه,وراقبت وجهه وهو يقلبه بين اصابعة,كان ثقيلا من الفضة الصافية.ومزين بالزخارف العربية.وبسبب صفاء معدنة لم يؤثر علية الزمن.
كما قد يفعل بالفضة الحديثة.وفتح قفلة تحت ضغط اصابع آلان,فقالت نورما:
-انه من صنع يدوى اليس كذلك؟
_اجل لابد وان احد اسياد الحرب قد صنعه لعبدته المفضلة.... ولابدانه كان يحتوى على قفل صغيرعلية للتأكد انالفتاةلن تخلعة لتبيعه
كم هو جميل ...ايمكن ان يكون مصنوعا لجارية عادية؟
انت احيانابريئة جدا يا نورما,هل انت فعلا بريئة ,ام ممثلة بارعة؟
اتعنى انها كانت.............
-المحظية المفضلة ,اجل.ولابد انه كان مكافأة لها...لبعض الخدمات الخاصة.
وأمسك آلان يدها وبأبتسامة غير مريحة,اقفل السوار على يديها فحدقت به غير مصدقه .فقال:انه لك.
فشهقت نورما وركضت وراءه بعد ان عاد للسيرمسرعا هابطاالتل نحو الخليج حيث ترسوا(ميليسا).
-آلان ززهذا لايقدر بثمن!لايمكن ان تتخلى عنه هكذا...
-ولماذا؟اتخافين ان اجعل منك جارية لى؟هيا لنصعد الى المركب.
وسبحا فى المياه الدافئة المنعشة نحواليخت وصعدا اليه.وكان السوار الفضى ثقيلا فى يدهازوجود ثقل اضافى الى جسدها ,ونظرت الى السوار بغبطة ,
سوف تلمعة ليصبح براقا.
وسارا فوق السطح متوجهين الى المرساة ليرفعاها.وفتحت لة القفل وأخذ يرفع السلسلة,ثم استدار اليها,وعيناه تتجولان فى جسدها الذهبى والتقى بعينها فى نظرات حامية كالنار.
وشعرت بشىء يتقلص فى معدتها,تقلص قوى من العاطفة جعلها تتنهد بصمت.واخذها بسرعة بين زراعيه,والتقى جسدهما المبتلين.
وحاولت المقاومة,ولكن آلانشدها اكثر فلم تعد تستطع المقاومة .وهمست له,وهى تشعر بضعف فى ساقيها: لا!
-انت تعنين نعم..منتديات ليلاس
فتأوهت محاولة مقاومة الرغبة التى تتصاعد فى داخلها.والتوت من زراعيه لتفلت منه.
-ارجوك ياآلان..لقد قلت لك الليلة الماضية..ارجوك لاتفعل هذا بى.
-لاافعل هذا بك يا نورما؟
وماذا تريدنى ان افعل؟
هذا شىء لا اريده
-لاتريدينه ولكن عيناك تقولان شيئا مختلفا.
واغمضت عينيها وقد ادركت ان الرسالة فيهما واضحة.
-ارجوك توقف هذه ليست تصرفات رجل مهذب.
- ومن قال اننى رجل مهذب ؟
- وامسكت بمعصمية لتبعد يدة عنها.....
-سأدخل الى غرفتى.
-فقال بسخرية: فهمت ....... انت تلعبين دورالطهاره من جديد,اليس كذلك؟ لايجب ان تدعى يا نورما.
- وقالت همسا:
أنا أدعى...لقدقلت لك يا آلان........أنا لست مستعدة!
- لا؟
- هل هكذا تغوى جميع صديقاتك؟
-لاتكونى كثيرة الفضول. وللحظات ضاعت فى عالم آخر,عالم آلان,وامتلأت عينيها بألوان ناعمة براقه,لم تكن تحلم بها من قبل,
ونظرت الية بعد قليلوعيناة تلمعان وقالت وهى ترتجف من الغضب:
-هذه مجرد لعبه لك .اليس كذلك؟أنت لاتهتم ابدا!كل ما تريده هوأن.............
- وماذا لديك لتقدميه غير هذا؟
- أنا لن اقدم لك شيئا,أتركنى آلان... لقد سئمت من هذا!
- لم نبدأبعد........ لاتتلاعبى معى نورما,لقد قلت لك مرة...لاتتلاعبى معى!
- أنا لااتلاعب معك. أنت من تتلاعب بى! اتظننى نوع من التحدى تود التغلب عليه.؟
- اى تحد ممكن ان تقدمية قد تم التغلب عليه منذ زمن.
- اللعنة عليك !
- وانفلتت منه بساقين مرتجفين ,
ثم ألتفتت اليه ,والدموع التى لم تستطع كبحها تنهمر من عينها
- اللعنة عليك حتى الجحيم يا آلان سان كلير!
- ونظر اليها بزهول وقد ارتفع حاجباه وقال بصوت خافت:اظن انك تعنيه ما تقولين!!!
وأستدارت نورما ثانية ودخلت الى كبينتها,وأخذت تنتحب بأحباط وخجل.ونظرت من النافذة الى البحر.وقد حولت الدموع البحر فى عينها الى ملايين من القطع اليلكية المتراقصة,ومسحت وجهها المبلل بأصابع مرتجفة,
وكان آلان يقف عند الحاجزمستندا بيدة,يحدق فى البحر.وانزلق السوارمن زراعها الى معصمها مصطدما بالحاجز النحاسى,ونظرت اليه برعب .
واحست بمعدتها وحلقها يتقلصان ببؤس,وتقدم منها آلان وقال:أنت فعلا تعنين ما تقولين.
ولم ترد عليه ورفعت نظرها الى القصرالمدمر.والتفت آلان قائلا:؟ أنت لازلت عذراء اليس كذلك؟
- واحنت رأسها موافقة .فتنهد محبطا والغضب على وجهه.
- كان عليك ان تقولى لى هذا منذ مدة طويلة يا نورما.
كنت وفرت علينا الكثير من الازعاج.
- أنه ليس من الامور التى يقولها الناس لبعضهم,لمجرد انك اعطيتنى السوار الفضى اننى اصبحت جاريتك ياآلان.
- نورما..
وللمرة الاولى لاحظت انه يتردد,وتابع:
- يجب ان تعترفى ان الطريقة التى تسللت بها الى يختى تعنى فقط انك......
- اننى آلاحقك ؟واننى بأنتظار ان تغوينى ؟
وتقريبا فالفتيات الطيبات لايقصصن شعرهن ليخدعن رجلا غريبا للصعود الى يختة.والفتاة التى تفعل ذلك يكون فى ذهنها شىء واحد فقط
- حسنا لم يكن هذا فى ذهنى..
-لا .. اذا اخبرينى ...
ماذا كان في ذهنك؟
- ونظرت اليه بأرتباك وللحظة طويلة نظرا لبعضهما ,ثمهز آلان كتفيه وقال:
- الامر لايهم ..اليس كذلك؟
- واستدار ليذهب نحو الحبال ليرفع الشراع الرئيسى.ووقفت نورما صامته وسؤال يدور فى ذهنها مرات ومرات.
بحلول بعد الظهركانت شبه جزيرة سيناء تلوح امامهما.وكان اليوم حارا.وعندما اصبح الحر لايطاق,ضخا الماء من البحر ليصباة علي بعضهما.بصمت ودون أبتسام.ولكن بحلول الشفق الغربى من حولهما ادركت أنها مرتبكه .
مرتبكة أكثر من أى وقت مضى حتى خلال تلك الايام السوداءبعد فقدان ابيها.
- وبقى سؤال آلان يرن فى رأسها... لماذا تصرفت بهذا الجنون؟لم تكن تصرفت فى حياتها بمثل عدم الاتزان هذا.
وكان قريبان من اليابسه حتى اشتمت رائحتها عطرثقيل من نبات الصبارواشجار الصمغ كان يحملة الريح الساخن من ارض سيناء الى البحر.وكان الغسق بنفسجيا وقرمزياو باردابما فيه الكفاية لارتداء( تى شرت وجينز).واصبحت الريح تهب ضد اشرعة اليخت.
فآدار آلان المحركات,وتنهدت ثم نزلت الى المطبخ لتحضير شىء من الطعام.ونظرت فى الثلاجه واكتفت بأخراج بعض من أضلاع الحمل والخضار.
وكان آلان يستخدم الراديو عندما احضرت له الطعام.
والسماعات على اذنيه وهز رأسه شاكرا وهى تضع طبقه امامه.وأخيرا نزع السماعات وبدأ يتناول طعامة.وقال:
كنت اتلقى التقرير عن الطقس ,هناك ضغط جوى يمر فوق المتوسط الان
- وهل هذه اخبارسيئه؟
لا انها أخبار جيدة فى الوقت الحاضر.ولكن قد يتغير الطقس بعد بضعة ايام.وبقليل من الحظ سوف نبتعدفبل تغير الطقس.
واكمل الطعام بصمت ونظر اليها بعينين هادئتين وهو يدفع طبقة بعيدا عنه.وقال لها:
- سنكون فى خليج السويس بعد نصف ساعة ,
وفى المتوسط بعد الظهر اذا سار كل شىء على ما يرام.ووقف قائلا :
لنخرج الى السطح ونراقب اقترابنا من السويس. ووقفا يتأملان صخور شبة جزيرة سيناءوهما يمران بها,كانت الشمس قدغابت تاركتا نورا قرمزيا فى السماء التى كانت تظلم لتصبح قاتمة الظلمة فوق رأسيهما.وبرزت اولى النجوم.فقال لها آلان:
اخبرينى عن والدك؟
- وألتفتت اليه ولكن وجهه كان الى الامام وعيناة تراقبان السماء المعتمة امامة.
فقالت مترددة:
حسنا .لقد كان رجلا ضخما ملتحيا على الدوام .ولم اشاهده ابدا بدون لحية...اظن انة كان بحارا فى صميم قلبة ,ولكن كان عليه ان يفى بألتزاماته لاسرتة.
- تابعى........
كان يحب البحر..
وكان يبحر كل نهاية اسبوع,وكان لدية مركب تدعى(نورما ),كان يعمل فى هندسة المدارس والمستشفيات,وما شابة ولكن كان يبدواانة لا يجد عملا كافيا . ربما لم يحاول ان يعمل بجهد.كان يقنع عندما يكون معة ما يكفى لعيشنا ,ولأبقاء المركب مجهزا.
- هل أعتدت على الخروج معه ؟منتديات ليلاس
- نعم.. غالبا كان يحب الابحار لوحده.ولكننى كنت ابحر معه كلما أستطعت.
ايام عطلى المدرسية كنا نذهب الى كل مكان( النرويج,الدنمارك-فرنسا )
حتى اننا ذهبنا الى ايطاليا
- ولكنك لم تكونى معه فى آخر رحلة له ؟
- هزت رأسها متذكرة تلك الايام المرعبة.
- لا لقد ابحر ظهر الجمعة وبحلول الاحد لم نسمع عنه شىء.وهبت عاصفه هوجاء,وكان علينا الانتظار للجمعة التالية قبل ان يجدوا قاربة.وعندما وجدوا القارب استمروا بالبحث عنة.
أنا آسف.
- الامر من الماضى الآن.
- كم كان عمرك؟
- ستة عشر .
وساد الصمتزومرت (ميليسا)بمركب شراعى,
وكان الرجل على الدفه يغنى لحنا جميلا وغريبا,لحن يعود الى آلاف السنين.ووصل اليهما الصوت الحزين عبر المياه.صوت عربى صبور.مستكين..ميال للحزن.وما ان تلاشت الاغنية وراءهما حتى امسكـها آلان بزراعين حنونين بشكل مذهل وشدها الى الخلف حتى ارتاحت الى صدره ,فوضعت رأسها على كتفه واستراحت بين زراعيه بهدوء.
- وقال لها كيف تدبرت أمورك؟
- بشكل سىء ,
لقد بكيت للاسابيع حتى جفت دموعى,ثم صدمت أننى لن آره ثانية,وعدت للبكاء مجددا لايام.لم يكن له قبر لابكى عليه.ثم أدركت ان البحر قبرة..وضريح ذكراه.
- ووالدتك؟
كل ما أعرفها عنه قبر رخامى... الامر مثير للاحزان ..اليس كذلك؟
وضحكت لم تكن ضحكتهابعيدة عن البكاء ذراعاة كانتا دافئتين حولها,وصدره العريض كان الوسادة لكل آلامهاوأرتباكها.واصبحت (ميليسا )فى خليج السويس الآن.ورائحة الارض تعبق بأتجاههما,رائحة نار المخيمات والبيوت المعزولة.
هناك فى ضوء الغروب الخافت لابد من وجود عندليب يغنى,والرجال يسكنون الى زوجاتهم,والبعض يلتقى والبعض يفترق.والحياه تستمر.
-وأحست بمشاعر فى قلبها لم تعرفها من قبل,حنين يملأ كيانها.وسألته:
آلان....ألست متزوجا؟
وبعد لحظه تركها فألتفت اليه.وفى الضوء الخافت استطاعت ان ترى عينيه باردتان وصافيتان, وقال ببرود:
اسمعى يا نورما...لقد قلت لك لاتفكرى بأفكار رومانسية حولى..الم أفعل هذا؟
منتديات ليلاس
وهمست وقد ازعجتها لهجته ..........بلى
وأنا اعنى ما قلتة لا تتورطى معى.اما بالنسبة لسؤالك ..
نعم لم أتزوج أبدا..هل رضيت؟
فهمست ثانية اجل .
- جيد علينا ان نتناوب الحراسة,فالمنطقة مليئه بالقوارب الصغيرة.ولا اريد ان يحدث اى اصتدام قبل الوصول الى أنجلترا,وسوف تتناوبين عند الصباح من الثالثة الى السابعة.
ولو كنت مكانك لذهبت الى النوم الآن..أفهمت هذا؟
نعم....فهمت.
سأوقظك عند الثالثة...تصبحين على خير يا نورما
تصبح على خير.
وسار الى غرفة القيادة ليشغل الاضواء على متن اليخت.
واخذت الاطباق وغسلتها فى المطبخ,
ثم تمددت على المقعد.وهى تحس بالتعب.
ولكن أمضت وقتا طويلا قبل ان تنام.....................
( نهاية الفصل الخامس )