لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > روايات احلام المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات احلام المكتوبة روايات احلام المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (3) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-08-10, 12:17 PM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 156978
المشاركات: 676
الجنس أنثى
معدل التقييم: سفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 575

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سفيرة الاحزان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سفيرة الاحزان المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

لست جاريتك!


ونهضت نورما عن فجر اليوم التالى,ونفضت الغطاء عنها, ثم سارت نحو النافذة لتنظر الى الخارج.كان البحر الممتد امامها كالفضة،هادىء وساكنوكانة بركة.وكانت (ميليسا) تبحر فى البحر الاحمر مثل طائر البطريق ،
يجرفها الريح.وكل شىء من حولها صامت،وارتدت نورما البيكينى، وغسلت وجهها ،ونظرت الى شعرها فى المرآه,وتذكرت اصابع آلان وهى تمر من خلالة,وصدمتها هذه الذكرى.. ماذا يحدث لها؟ وفكرت برد فعلها ليلة امس بين ذراعية,وطغت عليها موجة من الخجل.. يا الهى!لقد كانت على وشك فقدان السيطرة على نفسها ,
غير قادرة على التوقف عن الاستجابة له.
واسرعت بالخروج الى السطح ,كى تتمتع باخر نسمات باردة للفجر.
كانت الشمس قد بدأت تعلو ككرة ملتهبة على طول خط المشرقالرفيع، ذلك الخط الذى عرفت انة العربية السعودية.وتنهدت,ومالت على الحاجز فوق السطح ,وتأملت فى المياه المتسارعة المزبدة امام مقدمة اليخت.. الامس كان يوما شاقا,صوت رالف عبر الراديو استطاع ان يصدمها اكثر مماتصورت ,
ما بينهما من المؤكدانه وصل لنهايتة.
واخذت تفرك الحاجز النحاسى امامها محاولة ان تحدد بعض اسباب الالم فى قلبها.ومن حقها ان ترتبك لتطور الاحداث .ولكنها مع ذلك لم تكن مرتبكة,فهى اصبحت غير هيابة؟
وماذا عن الآن سان كلير؟
هل اصبح قادرا على تحطيم دفاعاتها,وان يمتلك قلبها؟وكيف تكون هناك عاطفة فى قلبه طالما كل ما يريدة منها هو ..؟ هل ممكنان يكون هذا هو الحب؟ وبعثت الشمس الدفءفيها ,واستدارت لتنظر الى الطريق التى اجتازها اليخت خلفها. البحر كان خاليا وساكنا , صفحة سائلة من الذهب تحت اشعة الشمس,
ونظرت الى جسدها الذى لوحته اشعة الشمس خلال الايام الماضية.وتساءلت كيف ينظر اليها الآن ؟ الكلماتالتى قفزت الى ذهنها كانت بشعة .كل ما ما يشعر بة هو الرغبه فقط .وهى فى متناول يده ,وهذاكل شىء
فبل اى شىء ..يجب عليها ان لاتفكر عاطفيا ب آلان...
فهذا قد يكون خطرا. فهو سيمزق قلبها الى قطع صغيرة , اذا سمحت له بان يمتلكة ,انة ليس من النوعالذى يحب ولا حتى نورما ليستر الصغيرة البريئة .ومع ذلكفكم كان سهلا علية ان يذيبها بين ذراعيه ,كم كان سهلا جدا!ونظرت الى السماء الزرقاء من فوقها وهى تفكر بآلان.
- هل انت من عابدى الشمس؟
منتديات ليلاس

والتفتت لتراه يخرج من باب القيادة وكان يضع المنشفة على رائسه يخفف بها وجهه ثم رمى بالمنشفة وشهقت لقد حلق لحيته.
وقال لها:سيكون الطقس حارا جدا مع اللحية فى الايام القادمة
وحدقت به ,كان قد ترك سالفيه طويلين ولكن وجهه كان نظيفا.وجه جميل بشكل مذهل! وفمه يبتسم بسخرية امام دهشتها. وقالت متنهدة: انت جميل !
ولم تخرج منها الكلمات, وأدار وجهه وهو يبتسم ثم قال:
-ارجوك, لاتقفى هكذا وفمك مفتوح ,
انا اكيد بأننى لست مغريالهذه الدرجة.
وابعدت عينه عنة وحاولت ان تقلد الهدوء فى صوتة:
- لا...انت لست مغريا ابدا. هل تحب تناول الفطور؟ورد علها وهو يتجاهل سخريتها

نعم...ولكن اولا لنرفع مزيدا من الاشرعة. اريد ان استفيد من اى ريح قد تهب.
ورفعا الشراع الاضافى, واستجابت (ميليسا )بقوة غريبة فوق المياه.
ولم تستطع نورما رفع عينها عنة.
انة ليس من النوع المختال.متعجرف اجل , فخوربقوتةولياقت جسدة,فخور مثل جواد سباق,ولكن ليس مختالا بنفسة.ليس مختالابالطريقة التى كان بها رالف بوجهه الجميل كالفتيات,وكم يبدو رالف فارغا مقارنة بهذا الرجل!وتناولا الافطار بصمت.ولم يشر اى منهما لماحدث امس.
وسألتة نورما:كم يستغرقنا من وقت للدخول الى المتوسط؟
فهز كتفة وقال:يتوقف هذا على الريح وامور آخرى,
ولكن حوالى الاربع والعشرين الساعة تقريبا.
-فى وقت قصير كهذا؟
-اذا استمرت الريح هكذا فأننا نسير فى سرعة ممتازة.

ومسح ماتبقى من البيض بقطعة خبز واكلها.ثم نظر اليها متفرسا:
لستر..من اين انتم اصلا؟
فأبتسمت وردت علية:
جدى الاكبر كان تاجرا يونانيااسمة جورجيوس لستر اورس.
ولكن لم يستطع احد ان ينطق اسمة كاملا فتغير تدريجيا الى لستر.
وتطلع الى شعرها وبشرتها الذهبية ثم قال:
لا تبدين لى يونانية.
لا. فجدى كان له شعر اسود ،ولكن اجدادى الاخرون كان شعرهم اشقر.
ووالدتك؟

كان شعرها بلون شعرى.هكذا كان والدى يقول لى.
ربما..اطفالك سيكون لهم شعر اسود وبشرة سمراء

ربما.. سانت كلير اسم غير عادى,
من اين انت اصلا؟
اعتقد انة على اسم القديسة كلير. من مقاطعة فى فرنسا.
اعتقد ان عائلتك جاءت الى انجلترا مع الغزاه
لقد اتو عب ممر دوقر -كاليس. على الاقل والدى جاء من هذا الطريق.انه فرنسى الاصل
حقا.ووالدتك؟
كانت انجليزية التقت بوالدى اثناء الحرب.
كان من رجال المقاومة وكانت قاعدتة فى طولون,وعندما اطر للهرب من النازين .جاء الىالى لندن والتقى بوالدتى واحبها.وبعد انتهاء الحرب تزوجها.
لقد قال بيتر انة من ابرع مصممى المراكب فى اوروبا

وابتسم آلان وقال:سيسعد والدى لسماعه هذا.كان دائما متقدما زمنة بعشرين سنة.وعادتة تستغرق افكارة هذة المدة.وبعد ان اصبح فى الستينيات بدأت عبقريتة تصبح معروفه.
وأنت تصمم طائرات نفاسة للاثرياء.
اجل ..
لسبب ما انجذبت للطيران أ كثر من البحر.
منذثلاث سنوات اسست شركة((طيران كلير)) وقد كلفتنى ثروة طائلة ,ونحن الان ندفع ما تبقى علينا من الديون.ولكن فى السنة القادمة واذا اشترى الالمان احدى طائراتى الهيلوكوبترالمصممة لبوليس السير عندهم سنصبح فعلا فى مقدمة العاملين فى هذا المجال.
وانت آنسة لستر هل انت احد الاثرياء.
وشرحت له عملها فى ترميم اللوحات .ولدهشتها اهتم بالامر.
- لم اكن اعرف ان مثل هذا العمل قد يهمك
على العكس ..ما تفعلينة هام جدا ,
فالماضى ثمين ومعرض للتلف.ويجب ترميمه,والا سيتلف بكل سهولة,ونخسر جميعا الاتصال بالامكنة التى اتينا منها.وهذا يجعل صعبا ان نعرف الى اين نحن سائرون. على كل. علينا ان نقطع الحديث الان فسوف نصل الى ارخيبيل قريبا وامامنا عمل كثير.
ووصلا الى ما بين الجزرعن العاشرة والنصف .
روابى رملية لا تعد ولا تحصى ترتفع من البحر,بعضها مكسو بالعشب الخشن,والاخرى بأشجار النخيل.وانسل اليخت من بينها
واخذت نورما تنظرالى الخارج بحذر خوفا من المياه الضحلة, وبعد نصف ساعة ظهرت جزيرة اكبر من غيرهاكأنها هضبة رملية مكسوة بالعشبتبرز من قلب الماء.

ونظرت اليها نورما بذهول ,فقد ظهر على متنها اثار قصر.فنادت آلان وسألتة .فقال:
هذا قصر ((مارابى))
هل هو قصر حقيقى!
- لست ادرى....يبدو لى طرازة اندلسى....ربما من بقيا الحروب الصليبية.
عنما اقتربوا منه استطاعت نورما ان ترى انه قصر بالفعل.
العديد من جدرانه متساقط,فتحات اطلاق النارمن اعلى اسوارة ذات طراز اندلسى دون ريب .انة مكان مخيف وغريب.واستدارت الى آلان الذى اقبل الى جانبها ليحدق بالقصر.
انستطيع التوقف الان ياآلان؟لنلقى نظرة علية؟

هذه ليست رحلة استمتاع يا نورما .ولكن لدينا وقت كاف,حسنا...تعالى نلقى نظرة.
كان الى جانب الجزيرة خليج طبيعى,وهنا القوا المرساه فى اقرب مكان ممكن من الشاطىء,
وكانت المسافة الى القصر قصيرة وهما يتسلقان المرتفع نحوه.ولسعادة نورماوجدت العشب مليء بالخشخاشالارجوانى والاحمر.جدران القصر ترتفع عالية فوقهما,وهما يدخلان عبر البوابة الضخمة للقصر.
داخل القصر دون سقف كانت مرجة من الخشخاش والعشب الشائك,وكان هادئا ساكنا كالمقابروحدها الريح تتنهد برقةعبر الفتحات فى الجداروبين النبتات المتأرجحة.وسارا بصمت فى القاعات الضخمة يستمعان الى الى الموسيقى الغامضة التى تعزفها الرياح.
ووجدا سلما محطم يصعد الىجانب احد الجدران.
وتسلقاه بحذرالى اعلى القمة,وجلسا معا عند فتحات الرمي فى اعلى السورينظران حولهما.واليخت بدا شكلا جميلا رماديا يقبع فى الخليج الازرق تحتهما, انعكاسة على صفحة المياةالساكنة كأنة جناح نورس.

البحر الاحمر بدا مهجورا من حولهما.يمتد كالبحيرة الواسعة نحو الافق.حيث شواطىء مصر تلوح كطيف,وجزر الارخبيل تنتشر كأنها جواهر صفراءعلى صفحة مياة حريريه.
وتنهدت نورما وقالت:
هذا جميل جدا!
- اجل ..لابد وان هذا المكان بناة المسلمون لمراقبة تحركات الصليبين.
كم تعتقد عمره؟
حوالى سبعة او ثمانمائة سنة...
انة مكان غريب...(( مقدس وقديم كأنة موجود تحت القمر مثل أمرآة تبكى على من تحب))
وأبتسم لها ابتسامة ساخرة .فقالت:
كنت احاول ان اتذكر هذ البيت من الشعر هذا الصباح لمن هو؟

_انة من قصيدة(كلورليدج)(كبولاخان)...هيا بنا لنعد الى اليخت. امامنا طريق طويل
وتبعتة الى اسفل وهى مازالت مأخوذة بجمال ووحشة (مارابى)
وهمايسيران عبر الخشخاش توقف آلان فجأة وألتقط شيئا,
كان طوقا من معدن ما,مدفونا فى التراب وفركة فوق العشب لينظفه,واخذ يتفحصه.انه سوار.. ..سوار من فضة.
وتقدمت منه نورما وهى تصيح من الفرح:
-آلان ..انه جميل.. ما هو؟
انة سوار عبيد كما اظن,انة على الارجح قديم كالقصر,الم يكن اقدم.
وتفحص تصميمه,وراقبت وجهه وهو يقلبه بين اصابعة,كان ثقيلا من الفضة الصافية.ومزين بالزخارف العربية.وبسبب صفاء معدنة لم يؤثر علية الزمن.
كما قد يفعل بالفضة الحديثة.وفتح قفلة تحت ضغط اصابع آلان,فقالت نورما:
-انه من صنع يدوى اليس كذلك؟

_اجل لابد وان احد اسياد الحرب قد صنعه لعبدته المفضلة.... ولابدانه كان يحتوى على قفل صغيرعلية للتأكد انالفتاةلن تخلعة لتبيعه
كم هو جميل ...ايمكن ان يكون مصنوعا لجارية عادية؟
انت احيانابريئة جدا يا نورما,هل انت فعلا بريئة ,ام ممثلة بارعة؟
اتعنى انها كانت.............
-المحظية المفضلة ,اجل.ولابد انه كان مكافأة لها...لبعض الخدمات الخاصة.
وأمسك آلان يدها وبأبتسامة غير مريحة,اقفل السوار على يديها فحدقت به غير مصدقه .فقال:انه لك.

فشهقت نورما وركضت وراءه بعد ان عاد للسيرمسرعا هابطاالتل نحو الخليج حيث ترسوا(ميليسا).
-آلان ززهذا لايقدر بثمن!لايمكن ان تتخلى عنه هكذا...
-ولماذا؟اتخافين ان اجعل منك جارية لى؟هيا لنصعد الى المركب.
وسبحا فى المياه الدافئة المنعشة نحواليخت وصعدا اليه.وكان السوار الفضى ثقيلا فى يدهازوجود ثقل اضافى الى جسدها ,ونظرت الى السوار بغبطة ,
سوف تلمعة ليصبح براقا.
وسارا فوق السطح متوجهين الى المرساة ليرفعاها.وفتحت لة القفل وأخذ يرفع السلسلة,ثم استدار اليها,وعيناه تتجولان فى جسدها الذهبى والتقى بعينها فى نظرات حامية كالنار.
وشعرت بشىء يتقلص فى معدتها,تقلص قوى من العاطفة جعلها تتنهد بصمت.واخذها بسرعة بين زراعيه,والتقى جسدهما المبتلين.
وحاولت المقاومة,ولكن آلانشدها اكثر فلم تعد تستطع المقاومة .وهمست له,وهى تشعر بضعف فى ساقيها: لا!
-انت تعنين نعم..
منتديات ليلاس

فتأوهت محاولة مقاومة الرغبة التى تتصاعد فى داخلها.والتوت من زراعيه لتفلت منه.
-ارجوك ياآلان..لقد قلت لك الليلة الماضية..ارجوك لاتفعل هذا بى.
-لاافعل هذا بك يا نورما؟
وماذا تريدنى ان افعل؟
هذا شىء لا اريده

-لاتريدينه ولكن عيناك تقولان شيئا مختلفا.
واغمضت عينيها وقد ادركت ان الرسالة فيهما واضحة.
-ارجوك توقف هذه ليست تصرفات رجل مهذب.
- ومن قال اننى رجل مهذب ؟
- وامسكت بمعصمية لتبعد يدة عنها.....
-سأدخل الى غرفتى.
-فقال بسخرية: فهمت ....... انت تلعبين دورالطهاره من جديد,اليس كذلك؟ لايجب ان تدعى يا نورما.
- وقالت همسا:
أنا أدعى...لقدقلت لك يا آلان........أنا لست مستعدة!
- لا؟

- هل هكذا تغوى جميع صديقاتك؟
-لاتكونى كثيرة الفضول. وللحظات ضاعت فى عالم آخر,عالم آلان,وامتلأت عينيها بألوان ناعمة براقه,لم تكن تحلم بها من قبل,
ونظرت الية بعد قليلوعيناة تلمعان وقالت وهى ترتجف من الغضب:
-هذه مجرد لعبه لك .اليس كذلك؟أنت لاتهتم ابدا!كل ما تريده هوأن.............
- وماذا لديك لتقدميه غير هذا؟
- أنا لن اقدم لك شيئا,أتركنى آلان... لقد سئمت من هذا!
- لم نبدأبعد........ لاتتلاعبى معى نورما,لقد قلت لك مرة...لاتتلاعبى معى!

- أنا لااتلاعب معك. أنت من تتلاعب بى! اتظننى نوع من التحدى تود التغلب عليه.؟
- اى تحد ممكن ان تقدمية قد تم التغلب عليه منذ زمن.
- اللعنة عليك !
- وانفلتت منه بساقين مرتجفين ,
ثم ألتفتت اليه ,والدموع التى لم تستطع كبحها تنهمر من عينها
- اللعنة عليك حتى الجحيم يا آلان سان كلير!
- ونظر اليها بزهول وقد ارتفع حاجباه وقال بصوت خافت:اظن انك تعنيه ما تقولين!!!

وأستدارت نورما ثانية ودخلت الى كبينتها,وأخذت تنتحب بأحباط وخجل.ونظرت من النافذة الى البحر.وقد حولت الدموع البحر فى عينها الى ملايين من القطع اليلكية المتراقصة,ومسحت وجهها المبلل بأصابع مرتجفة,
وكان آلان يقف عند الحاجزمستندا بيدة,يحدق فى البحر.وانزلق السوارمن زراعها الى معصمها مصطدما بالحاجز النحاسى,ونظرت اليه برعب .
واحست بمعدتها وحلقها يتقلصان ببؤس,وتقدم منها آلان وقال:أنت فعلا تعنين ما تقولين.
ولم ترد عليه ورفعت نظرها الى القصرالمدمر.والتفت آلان قائلا:؟ أنت لازلت عذراء اليس كذلك؟
- واحنت رأسها موافقة .فتنهد محبطا والغضب على وجهه.
- كان عليك ان تقولى لى هذا منذ مدة طويلة يا نورما.
كنت وفرت علينا الكثير من الازعاج.
- أنه ليس من الامور التى يقولها الناس لبعضهم,لمجرد انك اعطيتنى السوار الفضى اننى اصبحت جاريتك ياآلان.
- نورما..

وللمرة الاولى لاحظت انه يتردد,وتابع:
- يجب ان تعترفى ان الطريقة التى تسللت بها الى يختى تعنى فقط انك......
- اننى آلاحقك ؟واننى بأنتظار ان تغوينى ؟
وتقريبا فالفتيات الطيبات لايقصصن شعرهن ليخدعن رجلا غريبا للصعود الى يختة.والفتاة التى تفعل ذلك يكون فى ذهنها شىء واحد فقط
- حسنا لم يكن هذا فى ذهنى..
-لا .. اذا اخبرينى ...
ماذا كان في ذهنك؟
- ونظرت اليه بأرتباك وللحظة طويلة نظرا لبعضهما ,ثمهز آلان كتفيه وقال:
- الامر لايهم ..اليس كذلك؟

- واستدار ليذهب نحو الحبال ليرفع الشراع الرئيسى.ووقفت نورما صامته وسؤال يدور فى ذهنها مرات ومرات.
بحلول بعد الظهركانت شبه جزيرة سيناء تلوح امامهما.وكان اليوم حارا.وعندما اصبح الحر لايطاق,ضخا الماء من البحر ليصباة علي بعضهما.بصمت ودون أبتسام.ولكن بحلول الشفق الغربى من حولهما ادركت أنها مرتبكه .
مرتبكة أكثر من أى وقت مضى حتى خلال تلك الايام السوداءبعد فقدان ابيها.
- وبقى سؤال آلان يرن فى رأسها... لماذا تصرفت بهذا الجنون؟لم تكن تصرفت فى حياتها بمثل عدم الاتزان هذا.

وكان قريبان من اليابسه حتى اشتمت رائحتها عطرثقيل من نبات الصبارواشجار الصمغ كان يحملة الريح الساخن من ارض سيناء الى البحر.وكان الغسق بنفسجيا وقرمزياو باردابما فيه الكفاية لارتداء( تى شرت وجينز).واصبحت الريح تهب ضد اشرعة اليخت.
فآدار آلان المحركات,وتنهدت ثم نزلت الى المطبخ لتحضير شىء من الطعام.ونظرت فى الثلاجه واكتفت بأخراج بعض من أضلاع الحمل والخضار.
وكان آلان يستخدم الراديو عندما احضرت له الطعام.
والسماعات على اذنيه وهز رأسه شاكرا وهى تضع طبقه امامه.وأخيرا نزع السماعات وبدأ يتناول طعامة.وقال:
كنت اتلقى التقرير عن الطقس ,هناك ضغط جوى يمر فوق المتوسط الان
- وهل هذه اخبارسيئه؟

لا انها أخبار جيدة فى الوقت الحاضر.ولكن قد يتغير الطقس بعد بضعة ايام.وبقليل من الحظ سوف نبتعدفبل تغير الطقس.
واكمل الطعام بصمت ونظر اليها بعينين هادئتين وهو يدفع طبقة بعيدا عنه.وقال لها:
- سنكون فى خليج السويس بعد نصف ساعة ,
وفى المتوسط بعد الظهر اذا سار كل شىء على ما يرام.ووقف قائلا :
لنخرج الى السطح ونراقب اقترابنا من السويس. ووقفا يتأملان صخور شبة جزيرة سيناءوهما يمران بها,كانت الشمس قدغابت تاركتا نورا قرمزيا فى السماء التى كانت تظلم لتصبح قاتمة الظلمة فوق رأسيهما.وبرزت اولى النجوم.فقال لها آلان:
اخبرينى عن والدك؟
- وألتفتت اليه ولكن وجهه كان الى الامام وعيناة تراقبان السماء المعتمة امامة.
فقالت مترددة:
حسنا .لقد كان رجلا ضخما ملتحيا على الدوام .ولم اشاهده ابدا بدون لحية...اظن انة كان بحارا فى صميم قلبة ,ولكن كان عليه ان يفى بألتزاماته لاسرتة.
- تابعى........
كان يحب البحر..
وكان يبحر كل نهاية اسبوع,وكان لدية مركب تدعى(نورما ),كان يعمل فى هندسة المدارس والمستشفيات,وما شابة ولكن كان يبدواانة لا يجد عملا كافيا . ربما لم يحاول ان يعمل بجهد.كان يقنع عندما يكون معة ما يكفى لعيشنا ,ولأبقاء المركب مجهزا.
- هل أعتدت على الخروج معه ؟
منتديات ليلاس

- نعم.. غالبا كان يحب الابحار لوحده.ولكننى كنت ابحر معه كلما أستطعت.
ايام عطلى المدرسية كنا نذهب الى كل مكان( النرويج,الدنمارك-فرنسا )
حتى اننا ذهبنا الى ايطاليا
- ولكنك لم تكونى معه فى آخر رحلة له ؟
- هزت رأسها متذكرة تلك الايام المرعبة.
- لا لقد ابحر ظهر الجمعة وبحلول الاحد لم نسمع عنه شىء.وهبت عاصفه هوجاء,وكان علينا الانتظار للجمعة التالية قبل ان يجدوا قاربة.وعندما وجدوا القارب استمروا بالبحث عنة.
أنا آسف.
- الامر من الماضى الآن.
- كم كان عمرك؟
- ستة عشر .
وساد الصمتزومرت (ميليسا)بمركب شراعى,
وكان الرجل على الدفه يغنى لحنا جميلا وغريبا,لحن يعود الى آلاف السنين.ووصل اليهما الصوت الحزين عبر المياه.صوت عربى صبور.مستكين..ميال للحزن.وما ان تلاشت الاغنية وراءهما حتى امسكـها آلان بزراعين حنونين بشكل مذهل وشدها الى الخلف حتى ارتاحت الى صدره ,فوضعت رأسها على كتفه واستراحت بين زراعيه بهدوء.
- وقال لها كيف تدبرت أمورك؟
- بشكل سىء ,
لقد بكيت للاسابيع حتى جفت دموعى,ثم صدمت أننى لن آره ثانية,وعدت للبكاء مجددا لايام.لم يكن له قبر لابكى عليه.ثم أدركت ان البحر قبرة..وضريح ذكراه.
- ووالدتك؟
كل ما أعرفها عنه قبر رخامى... الامر مثير للاحزان ..اليس كذلك؟
وضحكت لم تكن ضحكتهابعيدة عن البكاء ذراعاة كانتا دافئتين حولها,وصدره العريض كان الوسادة لكل آلامهاوأرتباكها.واصبحت (ميليسا )فى خليج السويس الآن.ورائحة الارض تعبق بأتجاههما,رائحة نار المخيمات والبيوت المعزولة.
هناك فى ضوء الغروب الخافت لابد من وجود عندليب يغنى,والرجال يسكنون الى زوجاتهم,والبعض يلتقى والبعض يفترق.والحياه تستمر.
-وأحست بمشاعر فى قلبها لم تعرفها من قبل,حنين يملأ كيانها.وسألته:
آلان....ألست متزوجا؟
وبعد لحظه تركها فألتفت اليه.وفى الضوء الخافت استطاعت ان ترى عينيه باردتان وصافيتان, وقال ببرود:
اسمعى يا نورما...لقد قلت لك لاتفكرى بأفكار رومانسية حولى..الم أفعل هذا؟
منتديات ليلاس

وهمست وقد ازعجتها لهجته ..........بلى
وأنا اعنى ما قلتة لا تتورطى معى.اما بالنسبة لسؤالك ..
نعم لم أتزوج أبدا..هل رضيت؟
فهمست ثانية اجل .
- جيد علينا ان نتناوب الحراسة,فالمنطقة مليئه بالقوارب الصغيرة.ولا اريد ان يحدث اى اصتدام قبل الوصول الى أنجلترا,وسوف تتناوبين عند الصباح من الثالثة الى السابعة.
ولو كنت مكانك لذهبت الى النوم الآن..أفهمت هذا؟
نعم....فهمت.


سأوقظك عند الثالثة...تصبحين على خير يا نورما
تصبح على خير.
وسار الى غرفة القيادة ليشغل الاضواء على متن اليخت.
واخذت الاطباق وغسلتها فى المطبخ,
ثم تمددت على المقعد.وهى تحس بالتعب.
ولكن أمضت وقتا طويلا قبل ان تنام.....................
( نهاية الفصل الخامس )

 
 

 

عرض البوم صور سفيرة الاحزان   رد مع اقتباس
قديم 13-08-10, 12:20 PM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 156978
المشاركات: 676
الجنس أنثى
معدل التقييم: سفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 575

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سفيرة الاحزان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سفيرة الاحزان المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 


6- جراح قديمه
الجو في قناه السويس كان حارا والابحار فيها طويل مضجر وجلست نورما تعبه في ظل غرفه القياده تراقب الصحراء على الجانبين التي تبرز قليلا من فوق جدران القناه الاسمنتيه وكانا قد مرا عبر البحيره المر الكبرى عند الصباح عندما كانت تنام بعد نوبه حراستها الباكره لتستفيق وتجد ميليسا قد اصبحت داخل القناه الطويله
حلمها برؤيه الاهرامات يبدو لن يتحقق كما ادركت وحدقت في التلال الممتده من حولها وفكرت الان ... لقد كانت رده فعله غاضبه عندما سالته عن الزواج...
لماذا؟ هل حدث شئ له شئ جعله يشعر بالمراه باتجاه النساء! هذا على الاقل قد يفسر تصرفه القاسي المرير نحو المراه فهل سببت له امراه الاذى امراه كانت قاسيه وحمقاء انها بحاجه لان تعرف عنه اكثر لان تجد اشياء اكثر عنه لتتمكن من ان توضح مشاعرها نحوه ربما كابينته في اول فرصه وترى ما تستطيع ان تجده
وامتدت القناه امامها تغلي من الحر موجه هواء ساخن تلفح كل شئ وكانما الارض تشتعل بالنار السماء لم تعد زرقاء
منتديات ليلاس

بل رماديه غامقه معتمه والهواء رطب وخرجت نحو السطح ترتدي البيكيني وقبعه قش الايام القليله الماضيه على متن ميليسا ازالت كل شحم زائد في جسدها واصبحت نحيله واكتسبت اللون الاسمر اللذيذ لو ان شعرها فقط يطول بسرعه اكثر! انه مازال كتله قصيره ذهبيه وقد سارعت الشمس في تحويله الى اللون البلاتيني الابيض عند قمته حتى بدا وكانه الخوذه ومع ذلك فقد قال الان عنه انه جذاب
وتذكرت اصابعه القويه وهي تمر برقه واثاره من خلاله واحست برعده
كان واقفا على السطح يراقب القناه امامه من خلال منظار فقالت
متذمره
-الجو رطب ولا احبه وللسماء لون رهيب
-اجل وانا لا احبه ايضا يمكن ان نواجه طقسا سيئا في وقت قريب كما تنبأ مكتب المراقبه الجويه
-وهل تعتقد هذا؟
-اجل...ويجب ان تنتبهي بشكل خاص الى تقرير الطقس هذه الليله
والتفت اليها وطافت عيناه فوق جسدها
-يبدو ان ميليسا قد افادتك -كنت اتمنى لو ان شعري يطول بسرعه
-النساء دائما تافهات...
في الواقع قصه الشعر هذه تناسبك تماما يا نورما
-اتظن هذا؟ في الواقع اكثر الناس تفاهه ممن قابلتهم في حياتي كانوا من الرجال
-ربما ولكن ليس بالنسبه للامور مثل شعورهم او ثيابهم...اتمنى لو اننا نخرج من هذه القناه اللعينه الى المتوسط فلا تعجبني فكره مواجهه عاصفه بوجود بحار واحد هو انت!
-وما المشكله معي؟ الم اكن ناجحه؟
-اجل...اعتقد ان ما قلته ليس عادلا لقد كنت رائعه ولم اقصد ما قلته كما بدا لك
-اذا ستواجهه العاصفه معي؟
-سنرى...
واحست وكانه يصرفها فابتعدت عنه غاضبه ..
.لماذا لا تستطيع ان تخترق دفاعاته؟ لماذا عليها هي ان تخرج دائما مهزومه وباكيه من صداماتها؟اللعنه لو تستطيع ان تؤثر عليه بطريقه ما...
في منتصف بعد الظهر كانا يمران باخر مئه يارده من القنال ليدخلا بحيره ميناء بور سعيد القذره من الصعب التصديق ام مياه المتوسط النظيفه الزرقاء لاتبعد كثيرا عن هذا الميناء المكتظ الرطب ورفعا كل الاشرعه المتوفره معهما وهما يخرجان من بين الحواجز الاسمنتيه عند مدخل الميناء ودفعت ريح منعشه ميليسا الى الامام باتجاه الامواج الزرقاء وثبت الان الحبال وقال انه سوف يتفحص المحرك الايمن لليخت
-صوته لا يعجبني..
.ربما يكون هناك مشكله صغيره والافضل ان يكون المحركان جاهزان في حال قدوم طقس سئ
كانت تسمع الان وهي واقفه على السطح تراقب يعمل في المحرك ونزلت الى الكابينه لتحضر كتابا تقراه وكان باب كابينته مواربا وترددت للحظه وقلبها يخفق بشده الان سيكون مشغولا لساعه على الاقل
فهل تستطيع ترك مكانها على السطح لدقائق؟ ودفعت الباب ودخلت وقد تملكها شعور بانها تتجسس
وتطلعت حولها فوق الطاوله الصغيره رف كتب
وتقدمت لتنظر الى الكتب هناك مزيج غريب كتابان عن الملاحه بضع نسخ قديمه من مجله التايم بضع قصص مثيره مختارات من الشعر بعض الكتب بالفرنسيه كتاب في المكيانيك نسخه مغلفه بالخلد من رباعيات الخيام ومدت يدها واخذت الكتاب وفتحت الصفحه الاولى منه
كان عليه اهداء بخط انيق لامراه يقول بكل بساطه
-الى الان...مع كل حبي
دون توقيع واحست بالغيره تسري في جسدها وهي تعيد الكتاب من هي التي تمنح كل حبها لالان؟
تحت رف الكتب البوم صور تفحصته بضع صور لرجل فضي الشعر رجحت بانه والد الان وصوره امراه مسنه يجب ان تكون والدته من تشابه العينين وصور اخرى لمراكب
واخرى لهليوكبتر تطير مرتفعه قليلا عن الارض وحدقت بالصوره الطيار كانه الان والى جانبه امراه لها شعر بني طويل وترتدي نظاره وفتشت في المجموعه محاوله معرفه شئ عن الان
على الطاوله وجدت عده رسائل وفواتير وسندات ثم وجدت رساله فتحتها كانت تبدا بكلمات
-يارجلي الحبيب...
وبدات تشعر بالغيره تتاكلها كالاسيد وتطلعت بنهايتها لتجد الامضاء
المخلصه لك جودي واهتزت الرساله في يدها هل من حقها ان تقراها؟ بالطبع لا الخط كان يشابه الاهداء على كتاب الشعر وكرهت نفسها لفضولها هذا ولكنها امسكت بالرساله وهي تعلم بانها اذا لم تقراها الان فسوف تطاردها الافكار حولها
الى الابد وكانه التاريخ منذ بضعه اشهر وقرات اول سطر وارتعدت عندما فتح الباب ودخل الان وهو ينظف يديه بخرقه من القماش..
والتقت عيناه بعينيها بدهشه بارده


-ماذا تفعلين هنا؟
واسرعت الى اخفاء الرساله خلف ظهرها
-لاشئ كنت ابحث عن كتاب لاقراه
ونظر الى الطاوله ثم اليها ثانيه وبدا عليه الغضب
-ماذا تخبئين وراء ظهرك؟
فهزت راسها وجف فمها من الخوف
-لا..لاشئ
ومد يده
-اعطيني ما بيدك!
-انه لاشئ ...مجرد ...مجرد كتاب
وبغضب ادارها واخذ الرساله من يدها وما ان استدارت ثانيه حتى شاهدت الشر في عينيه وظنت انه سوف يضربها فصاحت
- الان...!
وقال بصوت اجش وقد تحول الغضب وجهه الى اللون الابيض
-اذا انت تضيفين التجسس الى جميع مزاياك اللعنه عليك! ماذا كنت تفعلين بحق الشيطان ..
.اتتجسسين علي في هذه الرساله ؟
-انا...
واغلقت فمها..بماذا تستطيع ان تبرر عملها ؟اتقول له اظن انني واقعه في حبك..واحتاج ان اعرف المزيد عنك؟ وقالت
-اريد ان اعرف المزيد عنك يا الان...انا....
وتجهم وجهه غضبا غضب لم تستطع فهمه هل هو الم؟
وبخفقه قلب بارده مؤلمه احست بانها متطفله لقد تطفلت على منطقه خاصه من حياه الان لم يكن يريد ان يفكر بها ثانيه فقالت
-انا...انا اسفه
وقال لها بصوت اجش من الغضب
-ايتها المتسلله الحمقاء
ورمى الرساله على الطاوله ومد يده السمراء اليها بوحشيه وشد مؤخره شعرها وجذبها قريبا جدا منه حتى انها شهقت من الالم فصاحت ويدها تضغط على عضلات صدره
-الان..
منتديات ليلاس

.لم اقرا الرساله اقسم لك
وكانت عيناه مثبتتان في عينيها والتعبير فيهما يتغير من البروده الى شئ اخر شئ جعل ساقيها ترتجفان وقلبها يخفق وهمس بصوت خفيف
-يالهي كم انت جميله!..
وبشهقهخفيفه وجدت نفسها في احضانه وبعد قليل وبالتدريج
شعرت بان الخجل والاخلاقيات قد بدا بالتبخر مثل الضباب تحت اشعه الشمس انها تريده تريده لدرجه الالم لدرجه ان قلبها يتمزق واغمضت عينيها وشعرت بانها تسبح في بركه زيت ثقيل ثم فتحتهما لتنظر في عينيه كانتا تحتويان تعبير الانتصار باردتان بحيث جعلتاها ترتجف حتى العظام فهمست
-هذا لايعني لك شيئا اليس كذلك؟ انك لاتهتم ابدا بمشاعري
-وما المعنى في كل هذا انه حاله انجذاب فقط ليس اكثر
-اذا كنت تؤمن بهذا فانا ارثى لحالك
-وهل انت خبيره..
.ايتها الطاهره الصغيره؟
-طاهر ام لا...يبدو انني اعرف الطثير عن هذا اكثر منك ان ما تبغيه لمجرد الرغبه هو اعلى تعبير عن الحب بين اثنين من البشر
-الحب بين اثنين من البشر! وفري على سماع هذا لقد اكتفيت منه وممكن انك عرفت لو انك قراتي الرساله
-من هي جودي ؟امراه احببتها؟
-اجل امراه احببتها فيما مضى ..
قبل ان اكتشف ان الحب غير موجود
-انك كمن يقول ان السماء غير موجوده ..ماتقوله غير معقول ...هل المتك كثيرا؟
وابتعد عنها...وقد اسود عيناه وقال وعضلات فكه تتقلص
-اجل .
..لقد المتني كثيرا ولكنها غلطتي الغبيه لانني ظننت انني احببتها ..
-اخبرني بالامر
والتقت عيناه بعينيها وفيهما ذلك التحدي الذي اعتادت عليه وقالت له بنعومه
-الافضل ان تفعل الامر يحرقك من الداخل ياالان ويوما ما سيخترق قلبك..ارجوك اخبرني
-ولماذا اضيع وقتي ووقتك انها قصه معروفه
-الاني لست شيئا لك لانني لا اعني اي شئ لعين لك الهذا لا تريد اخباري
وفجاه وضع يده على خدها ناعمه رقيقه حنونه كبد ابيها تذكرتها بضبابيه من ايام طفولتها
-انت لست لاشئ نورما انت لست لاشئ وهذا نصف المشكله
وخفق قلبها ولكنها علمت ان عليها ان تكون حذره ويجب ان تجبره على اخبارها بامر جودي والا لن تستطيع الاقتراب منه ثانيه
-هل تخلت عنك؟
وابتسم الان ابتسامه قاسيه مليئه بالالم
-اسمها جودي ويلفورد كانت جميله جدا وكانت تعني الكثير لي بعد ان تقابلنا..اعتقد بانني جننت بها قليلا وقررنا الزواج .
.اشتريت لها مئات الهدايا ...هدايا مجنونه حتى قبعه من الفرو لم اكن اعرف ماهي...بعض الناس حاولوا اخباري احد اعز اصدقائي حاول اخباري ولكنني فقدت اعصابي وضربته استطيع تخيل وجهه حتى الان
واصغت اليه نورما بصمت كم كان حبه كبيرا حتى يؤلمه هكذا
وبهذا العمق؟ وهل باستطاعته ان يشعر بشئ مماثل مره اخرى ؟
وكانما قرا افكارها فابتسم وقال
-انه ليس الشعور الذي اريد ان احس به ثانيه لقد تحطم ايماني بالطبيعه الانسانيه ..عندما اسست مصنعي استدنت الكثير من المال من المصرف وفي السنه الاولى حدثت كارثه اندلعت النار ودمرت بعض النماذج المهمه التي كنا نبنيها وخسرنا عقدا ضخما لهذا السبب والاسوأ من هذا ان احد مهندسينا هرب الى شركه بناء طائرات في بلجيكا
واخذ معه الخرائط ذات اهميه كبيره وقبل ان نستطيع فعل شئ كان البلجيكيون ينتجون الطائرات وهذا امر مؤلم يانورما ان تري
الاخرين يصبحون اثرايء من وراء تصميم بذلت الدم لتحقيقه
وهزت راسها وهي تتوق لتحضنه ولكنها علمت ان عليها البقاء هادئه وتابع كلامه
-بعد كل كارثه كان المال ينتاقص بين يدي يتناقص وبدات محبوبتي جودي تبتعد وتبعد وتبرد وتبرد وكان المصرف لطيفا معي قدر استطاعته ولكنني اصبحت في وضع بائس..
.فبين المصنع وجودي اصبحت حياتيممزقه...ولو استطاع والدي لساعدني ولكنه كان يمر بظروف صعبه بدوره كان مشغولا بتصميم ميليسا وبحاجه ماسه لراسمال حسنا اتى الظرف المناسب عندما اخفقنا في العقود ووجدنا انفسنا مدينين بملايين الجنيهات في امكنه مختلفه وكنت بحاجه ماسه للعون ...حتى ولو لقليل من التفهم ولكن يبدو ان جدودي لم تكن
تفهم تريد ان تعرف اين ذهب مالي ..
.واين ذهبت الهدايا الغاليه والاوقات السعيده ولم استطع فهمها يانورما اعتقد ان هذا يبدو كالجنون الان ولكنني بكل بساطه لم استطع التصديق بانها كانت مهتمه بالمال اكثر من اهتمامها بي وكان هذا غرور الرجال وهكذا حاولت شرح الامر لها وكا ما استطاعت استعايه انني لم اعد املك المال...وهكذا تركتني
-الان...

-تركتني ...وفي جيبها ثلاثه تصميمات من اخر تصميماتي لقد تعلمت من ذلك النذ ل الذي هرب الى بلجيكا وكان عندها تمييز كاف لتعرف التصميم الثوري المناسب
عندما تراه وهكذا اخذت ثلاثه تصمميات لبناء الطائرات اقتصاديه خفيفه الى شركه منافسه وقدمتها مع جسدها لصاحب الشركه وكان عرضا لم يستطع رفضه وهكذا بينما اناضل كي افي بالفواتير بمليون جنيه وبقلب محطم كانت قد اصبحت زوجته وامتلكت قصرا في كومبريا واخر في اسكتلندا
وصمت قليلا فقالت نورما
-ثم ماذا حدث؟
-ثم بدات العمل من لاشئ ..
.استطعت ان ادفع اجور موظفي بطريقه ما...وكانوا متفهمين جدا...وانجزنا بعض التصاميم وانتظر المصرف باركهم الله ونفذنا بعض العقود وفي نهايه السنه المنصرمه اصبحنا متعادلين تقريبا وفي الوقت الحاضر يدرس البوليس الالماني احد التصميمات طائرا هليوكبتر من اجل الدوريات الجويه
واذا وافقوا عليها فهذا يعني انتاج الفي قطعه خلال السته اشهر القادمه واحاول ايضا ان ابيع بعض الطائرات الجاهزه الى السعوديه ..
.وهو نوع قد يستخدمه الامراء في التنقل لحضور الاجتماعات
-وجودي؟
-نلتقى معا بالطبع...ولم اترك ماحدث يظهر ابدا على وهذه الرسالهالتي كنت تقراينها كانت عرضا منها لمقابلتي في مكان ما لاقامه علاقه اضافيه معي ولقد استبقيتها للذكرى كشاهد شرف وصدق البشر...على كل الاحوال..
عندما اصبحت مرهقا واحتجت الى فرصه وهكذا اقترح على والدي ان احقق هذه الفرصه وامرني ان اخذ ميليسا في اول تجربه ابحار لها واحصل على عطله في نفس الوقت وهكذا ابحرت مع بيت البحار الذي اصيب ووصلنا الى كينيا حيث دخلت انت واصدقائك في حياتي
وتنهدت نورما واكتشفت ان راحه يدها اصبحت متعرقه وقالت
-لقد بدات افهم لماذا غضبت كثيرا في مومباسا..
.عندما افكر كيف تصرف بيتر والاخرون ..يالهي دمي يغلي من الغضب الان ..هذه قصه شجاعه خارقه واعتقد انك اشجع رجل قابلته في حياتي
والتقت عيناه بعينيها ثم القى راسه الى الخلف وضحك وقال لها وهو يبتسم
-نورما...كم تبدين طفله احيانا!
منتديات ليلاس

-واعلم الان لماذا تكره النساء ولماذا تريد ان تحول كل عاطفه الى رغبه فقط
وسمعا قرقعه بسيطه عند الطاوله...
فنظر الى مصدر الصوت الساعه الصغيره قرب المصباح كانت تتحرك تصطدم بالمصباح ثم تعود ثانيه وادركا فجاه ان ميليسا قد تغير نمط ابحارها من النعومه الى القساوه واخذت تتحرك بقوه جعلت نورما تشعر بعدم الارتياح ونظرت الى الان فتنهد وبدت على وجهه نظره قلقه
-لقد وصلنا منطقه الضغط الجوي المنخفض اظن ان من الافضل ام نصعد الى السطح نقفل جميع الفتحات والافضل ان لا ترتبك
على السطح كان الظلام مخيفا ماعدا شعاع اصفر عند الغرب يشير الى ان الشمس لم تغب تماما بعد وكانت ميليسا لاتزال تشق صفحه المياه بمقدمتها التي تشبه السكين
ولكنها بدات الان تغوص وترتفع مع ان الامواج لم تصبح عاليه بعد وتحركا فوق السطح بسرعه واغلقا كل الفتحات والنوافذ...
ولاحظت ان الان كان يتفحص بعنايه الزورق الصغير في مؤخره اليخت وادركت للمره الاولىانهما حقا يواجهان طقسا رديئا
بعد ان امنا كل شئ على السطح اخذت الاشرعه تحدث اصواتا حاده وتنفخ بفعل الريح النتزايده ونظر اليها الان مفكرا فسالته
-هل تريد ان تنزلها ؟
-ليس بعد اذا ساءت الامور اكثر .اجل..
.لنذهب ونستمع الى تقرير الطقس
بينما كان الان يستمع الى التقرير والسماعات فوق اذنيه حضرت نروما كوبين من الكاكاو الساخن لقد اصبح الكثير من الامور واضحا لها حول الان خلال النصف ساعه الاخيره حتى انها لم تستطع استيعابه كله وحملت الكاكاو الساخن اى غرفه القياده وبدا على الان التفكير الجاد وهو يدون اخر الملاحظات امامه ...وسالته
-هل الانباء سيئه؟
-جدا هناك عاصفه قادمه نحونا وبسرعه واتساءل ماذا كان علينا العوده الى بور سعيد للالتجاء هناك...
-هل انت قلق؟.
-لا اريد خساره صوراي ميليسا

وبتسم قليلا واضاف
-لاتظني انني احاول النيل من المعلوماتك الملاحيه
-الاتستطيع الوصول الى الاسكندرريه والانتظار هناك؟
-نستطيع هذا مع انني لا احب فكره الهروب
-ليس هناك جبن في الخوف من البحر
-لديك اسباب جيده لتعرفي هذا..نعم..
انت على حق ولكن الامر لايجدي اذا ادرت ظهرك للبحر ولكنني اكره ان اخذل والدي
-الان...جودي ويلفورد كانت ساقطه...
-هذا كلام كبير يصدر منك.
-اشعر به ماحدث لك...لايعني ان كل النساء سواء...ولايجب ان تشعر...
-اعتقد انني اعرف ماذا تحاولين ان تقولي ..
.انت تعتقدين بانني اشعر بالمراره ..اليس كذلك؟
-حسنا..
منتديات ليلاس

-انت مخطئه يانورما انا عملي فقط واكبر سنا منك لذا ارجوك لاتلقى على محاضرات عن الاخلاق الانسانيه...اوكي؟
وهزت كتفيها وهي تجلس وتقول
-اوكي الان ..هل استطيع ان اسال سؤال واحدا بعد؟
-ماذا؟
-حول جودي ...لقد كتبت لك تلك الرساله هل قبلت دعوتها؟ وكيف تشعر نحوها الان؟
-اتعنين هل اركض اليها لو دعتني ثانيه؟
-شئ من هذا القبيل
-هل يمكن لك ان تكرهي شخصا كنت تحبينه فيما مضى؟
-ليس ان كان حبا حقيقيا
-هذه مساله لم اجد لها جوابا بعد يانورما ارجوك لا تتحدثي بعد عن حياتي الخاصه الامر يضجرني علينا ان نفكر بانفسنا وباليخت
ونشر الخريطه امامه واشار باصبعه فوق سوريا وقال
-من هنا العاصفه قادمه
-من خلفنا؟
-اجل ...
لذا اذا كان علينا ان نعود الى مصر فيجب ان نسرع وانا شخصيا اشك في اننا سننجح هل تريدين ان نحاول؟
-هذا عائدا اليك يا الان؟
وتلاقت عيونهما وفي الصمت الذي تلا تهاوت ميليسا بعنف مفاجئ ثم استقرت ثم عادت ترتفع وتهبط ثانيه ودوى صوت عنيف هز اليخت ..
.فقال الان بسرعه
-لم يعد الامر بيدي....

***********
نهايه الفصل السادس

 
 

 

عرض البوم صور سفيرة الاحزان   رد مع اقتباس
قديم 13-08-10, 12:23 PM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 156978
المشاركات: 676
الجنس أنثى
معدل التقييم: سفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 575

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سفيرة الاحزان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سفيرة الاحزان المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 


7- سنكون على مايرام
ومد الان يده الى الخزانه وراءه واخرج سترتي نجاه برتقاليه اللون واعطاها واحده وقال
-ارتدي بنطلون جينز وكنزه سميكه ثم ارتدي ستره النجاه ولا تخلعيها حتى اقول لك من الان وصاعدا ستعيشين وتاكلين وتنامين وانت ترتدينها ..
هل فهمت هذا؟
وهزت راسها نورما وخرجت نحو كابينتها لتفعل ما قاله لها كانت ستره النجاه ضخمه ولكن خفيفه الوزن وضغطها على صدرها اعطى نوعا من الطوارئ في نفسها تحضيرا لما قادم وعندما عادت الى غرفه القياده قال لها الان وهو يشير الى عقده في الستره
-ما ان ترتطمي بالمياه اجذبي هذه
وسوف تنتفخ في خمس ثوان واذا بدا الهواء يخرج انفخي في هذا هل فهمتِ؟
واشار الى انبوب قصير الى جانب العقده ثم مد يده حول خصرها وربط حزاما من النايلون حولها وقال
-عندما تخرجين الى السطح علقي هذا هنا

وعلق الطرف الاخر للحبل في حلقه مثبته في ارضيه السطح
-تعالي ...
.لننزل بعضا من الاشرعه
الريح الشديده كانت تجعل من انزال الاشرعه امرا صعبا واحرقت
الحبال الفولاذيه يدي نورما وهي تنزلق بسرعه وانزل الان الشراع الكبير وربطه الى الساريه واصبح البحر هادرا الان وتحول الى اللون الاسود
وفي الظلام بدات الريح تعوي وتنثر الرذاذ المالح على سطح ميليسا
وكانت نورما شاكره لوجود الحزام الذي يربطها بارضيه اليخت لقد مرت بها عواصف من قبل في المانش ولديها فكره كافيه عما سيحدث واذا تم كل شئ بسلام فسوف تتغلب ميسليسا على العاصفه دون صعوبه

-سوف اشغل المحركات الان ولا يعود امامنا شئ نفعله سوى ان نجلس متيقظين
وبدات تحس بضجيج المحركات المريح تحت قدميها واخذت ميليسا تعلو وتنخفض وهي تشق الماء من جديد تحرك مخيف غير مريح لكنه لم يصل بعد الى درجه الرعب
وضغط الان على زر في لوحه القياده المعقده الى جانب المقود وقال لها باختصار
-انه الرادار معظم الالكترونيات في اليخت من صنعي هل لاحظت الشبكه على الصاري؟ سوف يرسل اشارات الى اي رادار في المنطقه فيظهر اليخت على شاشتهم ليقول لهم اننا هنا وساستخدم رادارنا ايضا ..
.لما هو اسوأ
وتقدمت لتقف الى جانبه واخذ الخط الشعاعي يدور بانتظام وكانه عقرب الساعه وسيظهر اي شئ اكبر من زورق تجذيف كنقطه ضوء عليه
-في هذا الطقس الردئ يمكن للامواج العاليه ان تظهر ايضا من وقت الى وقت واذا حدث اي اضطراب الالكتروني سيظهر على الشاشه الاله جيده فقد صممتها بنفسي وستعطينا انذارا بوجود اي شئ في المنطقه على بعد خمسين ميلا منا
وهزت نورما راسها ثم جلست على المقعد ولفت نفسها ببطانيه وامسك الان بالمقود وراقبه ويداه القويتان تستندان الى المقود هذه الرحله على متن ميليسا كانت كرحله الى داخل حياه شخص ما كذلك كرحله الى داخل قلبها كم من توقعاتها واحلامها تغيرت منذ ذلك اليوم الذي التقيا فيه! وضحكت بصوت خفيف فسالها الان دون ان يلتفت
-مالذي يضحكك؟
منتديات ليلاس

-كنت افكر بما قلته لي منذ بضعه ايام ..
.ليس في البحر الاحمر ورود يبدو الامر مضحكا الان
وازدادت حده الريح تدريجيا واستيقظت من اغفاءه خفيفه لتجد ميليسا تتطاير مع الريح كورقه الشجر وشعرت بالقلق الان كان لا يزال يمسك بالمقود ووقفت الى جانبه
-اتريد بعض الكاكاو؟

ورد عليها وهو يلوي رقبته من التعب
-فكره جيده
ونظرت اليه بقلق الساعه تقارب التاسعه وهو وراء المقود منذ وقت طويل نزلت الى المطبخ وكانت تفقد توازنها عندما يغوص اليخت ثم يرتفع ثانيه
وهناك وجده عده اشياء تتحرك بغرابه ثلاثه زجاجات عصير انقلبت واخذ ما فيها ينساب الى المغسله عده اشياء غير ثابته في الثلاجه بدت تضرب بعضها البعض وطار الحليب فجاه من الوعاء في الهواء لينتثر على الارض ونظفت نورما المكان وبحذر نجحت في صنع كوبين كبيرين من الكاكاو وحملتهما عبر السطح وانسكب نصف محتوياتهما على الطريق
تحرك المركب بدا يقلقها وارتشفت الكاكاو ومعدتها تتقلص لا يمكن ان يسبب لها شرب الكاكاو الغثيان؟ ربما الحليب فاسد؟ وشمت الحليب اجل. له رائحه غريبه .
.مثل ..مثل..
ووقفت بسرعه واحساس غريب يتصاعد في داخلها وتوجهت نحو الباب واسرع الان للامساك بها وقال
-الى المغسله بسرعه...
واسرعت عائده الى المطبخ ومالت فوق المغسله واخذت تتقيأ بقوه اهتزاز اليخت كان مرعبا اهتزاز كان يجعلها تشعر بالالم وراء عينيها ووقع طبق كبير عن الرف وانكسر فوق الارض
مهما كلفها الامر يجب ان تتغلب على هذا الدوار.
.لا تستطيع ان تترك الان يصارع العاصفه وحده وبدات تدور في المطبخ محاوله تثبيت كل ماتستطيع من الاشياء وتضع الباقي في الخزانه ..ثم عادت تتقيأ من جديد
وغسلت وجهها وهي تشعر بالحراره ثم عادت الى غرفه القياده وعلى الضوء الاصفر هناك كانت مع الان في عالم منفصل عن الكون بوجود النوافذ مغلقه والعتمه من حولهما لولا ان برق العاصفه وبعض الموج كان يظهر من النوافذ
-هل سنكون بخير؟
-هذا لاشئ ..
ميليسا مصممه لمثل هذا الطقس
ولكنه بدا متعبا فقالت له
-الان دعني امسك بدفه القياده لفتره


ولكنه تردد ثم هز راسه وقال
-لا...انا بخير واستطيع ان استمر هكذا طوال الليل
-وفي الغد...طوال يوم الغد ؟
دعني اساعدك يا الان كنت اجيد هذا دوما
ونظر اليها بسرعه ثم تراجع ليترك لها الدفه وشهقت وقد احست بالمقابض الخشبيه تتحرك بقوه تحت اصابعها لقد اصبحت الان وكان لها حياه خاصه بها وقال الان بهدوء
-انه قاربي بين يديك فلا تفعلي به شيئا مخيفا
واحست بالدفه بين يديها تشد وتنحرف بقوه غريبه تهدد بجرها الى جانب واحد ثم تغير اتجاه الضغط فجاه مما جعلها تترنح

-التيار قوي ...وهذا مسارنا
واشار الى خط فوق البوصله
-ابق اليخت ثابتا في مساره اتظنين ان بمقدورك فعل هذا؟
وهزت راسها بالايجاب ثم شهقت وقد احست بالمقود يجرها من جانب الى جانب ووقف الان وراءها وضغط كوعيها الى الاسفل قائلا
-لايتوجب عليك ان تمسكيه بهذه القوه اعطيه قليلا من الحركه
وافتحي ساقيك اكثر

واطاعته نورما وفتحت ساقيها بالطريقه التي شاهدت الان يفعل وارتاحت ذراعاها وسالها بعد لحظات
-مارايك بهذا؟
-افضل كثيرا
-جيد انا ذاهب الى المطبخ لاصنع بعض القهوه اذا احتجت لمساعده فاصرخي
وحدقت من النافذه امامها لو انه كان يعرف كم هي خائفه لما تركها لوحدها ابدا وقاومت خوفها بغضب وركزت على المقود الخشبي الثقيل
الشعور بالمسؤوليه كان مقلقا في البدايه ولكنها نسيت نفسها اثناء سيطرتها على المقود وادركت انها ممسكـه بقلب ميليسا
تحاول ان تفرض ارادتها على روح اليخت الجامحه وتحول خوفها الى اثاره فهناك فن للقياده للتحرك واستخدمت قوتها ومرونتها للتكيف معها وتفحصت البوصله بعنايه تدير المقود بحركات ثابته خفيفه كي تبقى مقدمه اليخت الى الامام
ولكنها كانت مهمه قاسيه وبدات تشعر بكل عضلاتها جسدها تشتد وتتلوى وبعضلات جبينها تؤلمها وبمعصميها يتوتران ووصل الان وتمتم من وراءها

-اسلوبك وكانه مولود معك...
وتقدم ليشغل المقود الالي .
-لندعه يعمل قليلا بينما نتناول قهوتنا ولكننا لا نستطيع تركه طويلا
في مثل هذا الطقس فقد يغير الاتجاه
وجلسا على المقعد الخشبي .
.يدها التي امسكت بالفنجان كانت ترتجف وابتسم الان بسخريه
-يبدو انك كنت تتمتعين بهذا العمل
-فعلا..قياده ميليسا تشعرني بالاثاره
-لنامل ان تستمر هذه الاثاره عندما تنفجر العاصفه الفعليه
ونظرت اليه مشدوهه

-اتعني ان العاصفه ستصبح اسوأ من هذا؟
-اسوأ؟ بالطبع ستكون سوا بكثير هذه مجرد مقدمه

واستيقظت نورما ولديها شعورا بان شيئا مرعبا قد حدث كانت قد نزلت الى كابينتها لتنام حوالي منتصف الليل تاركه الان عند المقود كم ياترى نامت؟
ونظرت الى ساعتها انها تقارب السادسه صباحا لقد مكث واقفا عند المقود طوال الليل ووقفت على قدميها متثاقله وشعرت بتجدد الغثيان ثم احست وكان ميليسا هبطت من حافه العالم وخفق قلبها فاسرعت راكضه الى فوق وتحرك اليخت يصدمها بجوانبه وهي تسير

ظلمه الليل حل مكانها ضوء رمادي مخيف ودخلت الى غرفه القياده لتجد الان لايزال ممسكا بالمقود بالقوه وعضلات ذراعيه البرونزيه منتفخه واسرعت نحوه ارضيه الغرفه كانت مليئه بمياه البحر وانزلقت فتمسكت بقوه بخصره ثم نظرت الى خارج النافذه برعب وهي تشهق للمنظر الذي التقطته عيناها قطعه افقيه من مياه البحر الخضراء
تعلوها زبد ابيضتتجه نحوهما اول ما استوعبته انها غرقا ثم عاد اليخت الى الصعود وانحسرت الموجه العملاقه عندما وصلا الى قمتها وتعلقت بالان عندما صدمت الموجه ميليسا وانتشرت فوق سطحها وحدقت بذهول كان اليخت على قمه واد طويل لايصدق من مياه البحر منحدر اخضر يفتح فمه وكانه رؤيا من الجحيم في لوحات القرون الوسطى وبدا اليخت يهبط بسرعه خارقه نحو وسط العاصفه في الاسفل وهما يتجهان الى قعر جهنم

ودفنت راسها في كتف الان تحدق بعينين مرتعدتين بجبل الماء وهو يتجمع فوقهما واغمضت عينيها بقوه وهي تشعر بالامتنان في اعماق قلبها لانها مع الان ولانهما سوف يدفنان معا تحت هذه الكتله الضخمه من الماء
وارتفع السطح ثانيه تحت اقدامهما واخترقت ميليسا جانب الموجه وكانها زورق ورقي في مجرى مياه طاحونه وشهقت قائله وهي تمسك بذراعه
-اين نحن الان؟
-في مكان ما قرب اليونان من الصعب تحديد المكان فالبوصله لا تعمل جيدا
والتفتت لتنظر الى وجهه فابتسم وقال
-هل انت خائفه؟
-بل مرتعبه ...هل سنموت؟
منتديات ليلاس

-ليس في هذه السنه ...يالهي كم انا تعب...وجائع
-ساحضر الشاي اتريد اللحم والبيض؟
-انت ملاك ..وانتبهي لدي استخدامك الطباخ..
.للزيت الساخن
وانتظرت نورما لتصل ميليسا الى قمه احدى الموجات اسرعت نحو المطبخ ..تحضر الافطار كان مهمه صعبه جدا واكتشفت ان افضل ما تفعله هو الامساك بالمقلاه فوق النار لتوازنها حسب تحركات اليخت وبهذه الطريقه استطاعت تحضير خليط غير متجانس من اللحم والبيض وقطعت الخبز ووضعت الطعام بين طبقين ثم انتظرت اللحظه المناسبه
وركضت عائده الى غرفه القياده وقالت
-ساخذ عنك الدفه الان
ولكن الان هز راسه
-انها قاسيه جدا ولن تتمكني من الامساك بها سنجرب تشغيل المقود الالي
وشغل المحرك الالي وتراجع قليلا ليختبره وشقت ميليسا طريقها عبر الموجه التاليه فجلس على مقعده بارتياح واخذ يتناول الطعام ببطء وجهه تعب وساكن
-الن تتناولي طعاما...؟

-الافضل ان اترك معدتي فارغه الى ان اتحسن قليلا
-لاالومك
-هل هذا شئ عادي
واشارت الى البحر الهائج في الخارج فاجاب مفكرا
-ليس بالضبط لم اعرف شيئا كهذا في المتوسط من قبل هذه ظروف نادره هذه العاصفه سوف تحدث اضرارا في كل اوروبا
ولاحظت ان وجهه قلق فقالت متوسله
-خط قسطا من الراحه ساراقب الدفه بنفسي
وفرك الان مؤخره عنقه وقد بدا عليه الارهاق

-حسن جدا لاتحاولي الامساك بالدفه وايقظيني عندما تلاحظين اي شئ خاطئ ...اوكي؟
وهزت راسها واخذت الطبق منه ثم ساعدته كي يقف ورمتهما حركه البحر عبر غرفه القياده ووقعت على المقعد وركزت نفسها مسنده المقعد وفتحت ذراعيها لالان وارتمى راسه على صدرها فامسكت به قريبا منها وضاعت تحت ثقل جسده
وبعد لحظات احست به يرتاح وبدا يتنفس ببطء ونظرت فوق راسه الى البحر الواسع عبر الزجاج الصغير الذي يفصلهما عن العاصفه وحاولت ان تحميه من تقلب اليخت ...ونام
وسط العاصفه في مكان ما قرب اليونان بدا افعالها تحيرها العديد من الاسئله راودت فكرها لماذا قصت شعرها؟ لماذا كانت يائسه هكذا لتهرب من بيتر ورفاقه ؟ وعندما اعترف لها رالف بعلاقته مع جولي كيف شعرت فعليا ؟ العجب الارتياح؟

الان هو الوقت المناسب لبدء البحث فياعماق روحها في هذه اللحظه المخيفه التي قد تكون اخر لحظات حياتها ورقدت حيث هي محتاره فيافكارها لما يقارب الساعه والان نائم وميليسا تشق طريقها الى الامام عبر الشقوق والجبال من مياه البحر
وتحرك الان بين ذراعيها وهزراسه فسالته وهي ترفع صوتها فوق صوت العاصفه
-كيف تشعر الان؟
-بشكل افضل.
ووقف ليمسك الدفه واقفل المقود الالي وعادت نورما الى المطبخ لتحضر المزيد من القهوه وما نا عادت حتى كانت الامواج قد اصبحت قاسيه وعاتيه وعندما تصل ميليسا الى قمه الموج لم تعد تنزلق بسهوله فوق حافتها بل كانت تغوص تحتها وتهتز بعنف وعند كل هجمه جديده كانت تصدر اصواتا مرعبه وكان الان يصارع الدفه وجهه يلمع من العرق
وارتفع اليخت فوق موجه ضخمه وتهادت نورما وهي تحمل القهوه وكادت تقع واستطاعت ان ترى قسما من الحاجز النحاسي امام موجه ثانيه اعقبت الاولى مباشره وسمعت صوتا رهيبا جعل اسنانها تصطك ثم اخذت الدفه تدور بين يدي الان من غير فائده وانجرفت ميليسا الى جانب الوجه الابيض لارتفاع الموجه الذي تلا فصرخت
-ماذا حدث؟

والتفت اليها بوجهه المصفر من التعب والاحباط
-لقد تعطل المقود لقد فقدنا السيطره على الدفه
وحدقا ببعضهما وبدا قلبها يخفق بقوه بين ضلةعها
-اتعني...انك لم تعد قادرا على اداره اليخت؟ وماذا سيحدث لنا؟
-علينا ان ننتظر لنعرف النتيجه

وبصمت راقبا اليخت وهو يرتفع فوق الموجه ثم يهبط على غير هدى الى الاعماق ووجدت نورما نفسها بين ذراعي الان
-نورما ...انا اسف...لم يكن يجب ان تكوني هنا ..
-لقد اخترت هذا بنفسي الافضل لي ان اغرق معك على ان اعيش من دونك الان
-نحن لم نغرق بعد...لايزال هناك...

وتوقف وسمعا صوت انذار الكتروني وركضا نحو الرادار ليشاهدا بقعه خضراء تلتمع فوق الشاشه تاركه وراءهما شهبا اخضر وعادت الاشاره ثانيه ولمعت البقعه الخضراء مره اخرى
-انها سفينه
-اجل ...سفينه كبيره
-هل هي قادمه باتجاهنا؟
-انتظري...
واطفا جهاز الانذار ثم ضغط على عده ازرار في لوحه الرادار
وقال بهدوء
-اجل ...انها قادمه باتجاهنا

-وهل سيروننا؟
-ربمالا... فهذه الامواج اعلى من جسم ميليسا وسوف نظهر على شاشتهم وميضا خاطفا هذا اذ ظهرنا
-سارسل لهم اشاره ناريه فقد يشاهدونها
واخرج المسدس الاطلاق من الخزانه والتفت الى نورما...
-تمسكي جيدا
وفتح باب غرفه القياده ودخلت العاصفه اليهما غضب ريح ومطر غطت الرؤيه واصمت السمع واخذت مياه البحر تضرب قدميها وهي متمسكـه بحبل النجاه ومد الان يده الى الخارج واطلق النار نحو العاصفه وفي بضع ثواني شع النور الاحمر في السماء القذره فوق راسيهما ثم انجرف مبتعدا الى الامام واطلق النار ثلاث مرات متتابعه بنفس النتيجه
ثم عاد الى غرفه القياده وهو يكاد ان يقع ارضا واغلق الباب وراءه
-هل سيرون الاشارات؟
-اشك في هذا فالريح قويه انها تحمل الشعله الى البعيد حتى ولو راوها فلن يستطيعوا معرفه مكاننا..انت شجاعه جدا..
.ولن يستطيع احدا ابدا ان يفعل ما فعلتيه ...اخشى ان لا يكون بامكاننا عمل شئ الان ياعزيزتي علينا فقط ان نصلي ..كي لا يصطدموا بنا ..اوكي؟
-اوكي
وامسكت به بشده وتمنت لو ان ستره النجاه لا تفصل بينهما
واراحت راسها على ذراعه وامسكا ببعضهما بشده وراقبا الضوء الاخضر على شاشه الرادار يقترب منهما بسرعه ولم يكونا قادرين على الرؤيه لاكثر من بضع ياردات امام اليخت
وفتشت نورما في ذهنها عن صلوات تتلوها محاوله السيطره على الرعب الذي يملأ قلبها وراقبت الضوء الاخضر على شاشه الرادار ثانيه
وكانه نبض منتظم مخبرا بان الخطر زاحف اليهما في قلب العاصفه قد اصبح قريبا منهما واحست بخوفها يتلاشى وكانه حلم ردئ وعلمت ان مشاعرها نحو الان قد اصبحت واضحه انها تحبه كان امرا واضحا بسيطا حتى انها احتارت لعدم تمكنها من ادراكه من قبل
ونظرت الى وجهه...كانت عيناه ثابتتان على المطر في الخارج ومدت يدها لتلمس خده وفتحت فمها لتقول له ما اكتشفت لتوها لكنه سبقها ليقول
-سنكون على ما يرام
ثم اظلم المكان في الخارج فجاه
منتديات ليلاس

وبدا لهما شئ خضم عند المقدمه ,مقدمه عملاقه فولاذيه وبين انيابها زبد ابيض ودفعت الموجه ميليسا الى الخلف وتوجهت المقدمه السوداء والحمراء نحوهما تشق البحر المجنون كانا قريبان منها لدرجه رؤيتهما المسامير تلصق الواحها ببعضها والصدأ الذي يكسوها ولم تعد قادره ان تنظر فدفنت راسها في صدر الان ومالت الدنيا بها وارتجفت ثم وقعت
...
وعادت الى رشدها بذعر ورئتيها مليئتين بالملح الذي كان يحرقها كالنار وكان الظلام دمسا واحست بالام مختلفه اين هي ياترى؟
وادركت انهاممده على جنب اليخت قريبا من النوافذ المستديره ونصف طن من الماء المالح مع مجموعه من الحطام حولها لقد كانت ميليسا منقلبه على جنبها
ثم بدا اليخت ببطء يستدير على نفسه ثانيه مرسلا نورما لترتطم بالمقعد
ووقعت على السطح بقسوه كادت تحطم عظامها وكان باب غرفه القياده مفتوحا ودخلت موجه قويه اليها من جديد لترميها الى الخلف وتندفع من الخارج الى قلب اليخت ثم شاهدت الان وهو يثبت نفسه بحبل النجاه في غرفه القياده وركضت نحوه وهي تبكي وساعدته في اقفال باب غرفه القياده لتمنع العاصفه من الدخول .ثم القت بذراعيها حوله وبكت فقال لها بخشونه
-هس...سنكون على مايرام

*********
نهايه الفصل السابع

 
 

 

عرض البوم صور سفيرة الاحزان   رد مع اقتباس
قديم 13-08-10, 12:28 PM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 156978
المشاركات: 676
الجنس أنثى
معدل التقييم: سفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 575

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سفيرة الاحزان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سفيرة الاحزان المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

~8- حلمى الذى مات~

وسارت ميلسا مترنحه فى العاصفه خلال ايام ، والرياح العاتيه تتقاذفها دون رحمه نحو اسبانيا . سفينه الشحن التى مرت بهما لم تصدمهما ، ولكن الموجه الضخمه التى خلفتها ، رمت باليخت الى جانبه الى ان اعاده ثقل جسمه الى وضعه الافقى ثانيه .
وبدأت العاصفه تتلاشى تدريجيا ورفع آلان الشراع عندما خفت الريح .
وجهها فى نفس الاتجاه الى ان يتمكن من اصلاح المقود المكسور من قطع الغيار المتوفره لديه . ولكن كان هناك اضرار اخرى لا يمكن اصلاحها ، فعامود الالتقاط الخاص بالراديو حطمته الريح وقذفته المياه بعيدا ، ولم يعودا قادرين على التقاط السائل .
ولم يبق لديهم سوى اشارات المورس يلتقطونها على جهاز الطوارىء ، واصغيا الى تقارير الطقس الملاحيه بواسطه الترانزستور الصغير .
وكاليخت ، كانت نورما وآلان يعانيان اثار العاصفه ، كدمات وجروح ولكن ما كانت تشعر به نورما من فرح طغى على كل شىء اخر . واحست انها قد عادت الى الحياه ثانيه لاول مره فى حياتها ، وبأنها الان قد اصبحت مكتمله الانوثه .
وغمرها شعور بالاثاره والسعاده ، وبحب آلان الى ما لا نهايه . وراقبها آلان بعينيه العميقتين ، وكأنه يتسأل ما الذى تغير فيها خلال العاصفه . وعملا معا كفريق متكامل ، افكارهما كانت متجانسه الى درجه انهما احيانا لم يكونا بحاجه الى الكلام كى يعبرا عن رغباتهما .
وبرزت الشمس الدافئه ،
فى الوقت الذى كان اليخت فيه يعبر ممر جبل طارق ، بوابه العبور نحو الاطلسى ، واستدار حول فادش ، واستلقت نورما على السطح تستقبل اشعه الشمسوهى مرتديه البكينى . وكان قلبها يتفجر بالحب لآلان ، وتاقت لان تخبره ، وان تكون بين ذرعيه ... غريزتها الانثويه منعتها من قول اى شىء له ، وحتى من ان تظهر له ، بالتعبير ،
كم تشعر نحوه من حب عميق . واحست بانه يشعر بها ، بحاجه لان يفكر بها ، ومنعتها حساسيتها من محاوله دفعه لمعرفه مشاعرها ، فآلان يملك روحا حره ، كما روح اليخت الجميل ، ولا يجب عليها ان تقيده ، او تمسك به . فلو فعلت فسوف ينفضها عنه كما نفض اليخت الامواج العاتيه عنه ، وتابع طريقه . ولكن ، لو جاء هو اليها .. لا ..
عندما ياتى اليها ، فسيكون هذا الى الابد .
عندما يعودان الى انجلترا سوف تصرف بعض المال لشراء ثياب جديده . فقد اشتاقت للاحساس ببروده القماش الناعم على جسدها بدل البيكينى والتى شيرت . ونظرت الى السوار الفضى الثقيل حول معصمها .. انها جاريه آلان .. اجل سوف يجعل منها جاريه له .. وابعدت عنها الفكره وعادت الى التفكير فى الثياب ، اما بالنسبه لشعرها ، فان عليه بكل بساطه ان ينمو .
السماء كانت زرقاء من فوقهما ،
وليس كلون النحاس الغامق ، كسماء افريقيا ، بل ناعمه دافئه ، زرقاء ، كشمس اوروبا ، تتخللها بضع سحابات بيضاء . وكان الدفء لذيذا ، واسندت نورما نفسها على كوع واحد ، وشاهدت آلان على السطح يحاول وضع الحاجز النحاسى المخلوع فى مكانه . فوقفت وتقدمت منه . ساحل اسبانيا البنى والاخضر على يمينها ،
والهواء يحمل الرائحه الخفيفه للصيف من اليابسه الى البحر . ووقفت الى جواره ، تراقبه وهو يعمل . واستوى آلان فى وقفته ، ومدد عضلاته ، ثم استدار اليها ، فابتسمت له وقالت: ( مرحبا ..)
وابتسم لها ببطء ، واثاره . ولكن كان يبدو عليه توتر لم تفهمه ، وكأنها عدوه له ، عدو خطر يجب ان يبقى عينه مفتوحه عليه ليراقبه ويحذر منه . وكانت تعلم ، ان وقتا طويلا سيمر قبل ان يتخلص من عدم ثقته الراسخه بالمرأه .
وحمل الريح اليهما اريج الورود ، عطر ورود الصيف الحلو الثقيل ... ورفرفت بعينيها من الدهشه ، ورفعت انفها كى تشم الهواء الملىء بهذا العطر .. وضحك آلان قائلا :
( هذا يحدث احيانا ..
فهناك حقول واسعه من الورود فى جنوبى اسبانيا ، تزرع لاستخدامها فى استخراج العطور ، وعندما تهب الريح تحمل معها الروائح الى البحر . وقال لى احدهم مرة انه استطاع ان يشم هذا العطر فى وسط الاطلسى .)
- ( تخيل نفسك وانت وسط هذه الحقول .)
منتديات ليلاس

وابتسم ، ناظره الى عينيه ،
ثم تلاشت بسمتها ببطء . عينا آلان كانت تقلبان قلبها رأسا على عقب ، وتجعلانها تحس بضعف فى ساقيها . ولم تعد ، فجأه ، قادره على النظر اليهما ، فأحنت رأسها وقالت :
- ( آلان ... انا ... )
وانزلقت ذرعاه حول خصرها ،
دون اراده تقريبا ، وجذبها نحوه بلطف ، واحست بدفء بشرته ، وبرائحه الملح فيها . ورفعت رأسها اليه ، وضاعت فى عمق عينيه الرماديتين . وقال لها بثبات :
- ( اذهبى واستلقى تحت الشمس ايتها الصغيرة .
_ ( ولكن ... آلان ....
- ( امامى عمل اقوم به .
فابتسمت له وسألته :
- ( ولماذا لا تتركنى اساعدك . )
وهز رأسه بهدوء وقال :
- ( انا كبير السن عليك يا نورما ، كبير ، وقاس ، ومتشكك . )
ومدت ذراعيها الى رقبته ، وجذبته اليها اكثر ، وهى مصممه على جعله يتجاوب مع عناقها ، فاشتدت ذراعاه حولها ، ب
عاطفه هزتها . وسرعان ما ابعدها عنه ، فشهقت ، وصاح بها وصوته يرتجف :
- ( لاجل الله ! ماذا تحاولين ان تفعلى يا نورما ؟ )
- ( آلان .. اريد ... )
- ( انت لا تريدين ما تريدينه .
لا تتلاعبى معى يا نورما ، اذهبى وخذى حماما شمسيا . )
وابتعد عنها وأرجع الحاجز الثقيل مكانه بحركه واحدة ، فاستدارت ببطء مبتعده ، وقد لاحظت ان يديه البنيتين القويتين ترتجفان .
......
آخر ايام رحلتهما كانت مليئه باشعه الشمس . وبقى آلان مشغولا ببعض الاصلاحات الضروريه ، وساعدته نورما قدر استطاعتها .
وفى صباح احد الايام ، ظهر امامها الخط الابيض للساحل البريطانى . واستخدم آلان جهاز الارسال اليدوى لارسال رساله الى ولده ، يبلغه بانه قادم باليخت الى حوض شركه سان كلير فى بلايموث وهكذا فجأه ، وبطريقه ازعجت نورما ، وصلت رحلتهما على اليخت الرمادى الى نهايتها القريبه . واستندت الى الحاجز الامامى ،
بينما كانت ميليسا تمر بانتصار الى داخل ميناء بلايموث وهى تشعر بمزيج معقد من السعاده والحزن ، فكره افتراقها عن آلان كانت تحطم قلبها ... يجب ان تراه ثانيه 1 النورس الذى كان يطوف بهم صائحا ، وكأنه ينادى بالوداع حتى ان عينيها امتلأتا بالدموع . وفى وسط الانشغال برسو اليخت وتسليمه لوالده ،
هل ستتمكن من ان تقول له بانها تريد ان تراه ثانيه ؟ وتطلعت بحزن الى الرصيف الذى يقترب منهما محاوله ان لا تبكى.
وبدا امامهما حشد صغير عند الميناء . وما ان اقتربت ميليساحتى صدر عن مئات
الاشخاص صيحات الترحيب . وناداها آلان


- لا تقفي هكذا، تعالي و ساعديني في انزال الأشرعة!

- من هؤلاء الناس؟

فحدق قليلا ثم قطب:
- لست أدري.

وحدق مرة أخرى فلاحظ سيارتين كبيرتين كتب عليهما((بي بي سي. الارسال الخارجي)) ونظرا الى بعضيهما بحيرة. وما ان التصقت ((ميليسا)) بالرصيف، حتى رمى آلان حبل الربط الى الشاطئ. وأسرعت الأيدى الى التقاطه وربطه جيدا الى اليابسة. بضعة أعضاء من الاتحاد البحرى كانوا يلوحون لهما من ضمن الحشد وهما ينزلان الى البر. وصاح أحد مراسلى الصحف وهو يضعهما أمام كاميرا التلفزيون:

- أهلا بك في بريطانيا سيد سان كلير. كيف تشعر لعودتك الى الوطن؟

وحدق آلان من حوله بعينين باردتين وسأل بحدة:
-ماهذا كله ؟

وتقدمت نورما لتقف الى جانبه بارتباك، وهي تشعر بأن الأرض غير ثابتة تحت قدميها بعد هذه الأيام التى قضتها فى البحر

وقال مراسل آخر، وهو يضع الميكرفون تحت أنفها:

- أنسة ليستر..هل كنت خائفة خلال العاصفة ؟

- أنا ...وكيف عرفتم بأمر العاصفة ؟

ونظرت بذهول الي الميكرفونات وكاميرات التصوير وأنوارها التى تلمع. وتكلم شخص آخر، وقال أنهم أبطال وطنيون، وأن الأمة كانت تتابع تقدمهم بأهتمام بالغ. . .

وفجأة، تجاذبهم الجمع، يسألون، بطالبون، يسجلون، يصورون.

وأحست نورما بيد قوية صغيرة تمسك بكوعها، وامرأة جذابة جميلة في الأربعينات تجذبها الى جانب، وقالت لها بصوت محترف:

- أنا لوليتا باترسون، من الصنداي تايمز ...لا تتكلمي مع أحد يا نورما . .ليس قبل أن تستمعي لشروطنا .

- شروطك لماذا ؟

- عقد . .لقصتك بالطبع. خمس مقالات، كل منها بألفي دولار، ما رأيك؟ القصة ستكون بعنوان (( كيف أنقذت حياة حبيبي من العاصفة)) وليس عليك أن تكتبي كلمة منها. هل كان لديك كاميرا؟ هل التقطت أية صور؟ لا بأس، سوف نخترع بعض الصور في وقت قصير . . .
منتديات ليلاس

وجذبت نورما ذراعها من المراسلة، وعادت لتخترق الجموع باتجاه آلان ، وبرز ميكرفون آخر تحت أنفها:
- هل كان لديك أية أفكار عن الاهتمام التى تابع فيه البريطانيون أخباركما آنسة ليستر؟

- لا . . أبدا.

وحاولت الابتعاد، وشاهدت والد آلان يحاول الوصول اليه وسط حلقة من المراسلين، ووضع أحدهم نسخة من جريدة يومية بين يديها، ونظرت اليها بذهول: ((العشاق الضائعون)) وكان المقال يحتوي على صورتين: صورة لها بالبيكيني، كيف حصلوا عليها بحق الله، والأخرى لآلان يخرج من الهليكوبتر . . .وتقول المقالة: ((يخشى أن يكون العاشقان الهاربان، آلان سان كلير و نورما ليستر، قد ضاعا ليلة أمس بعد عاصفة قوية كانت تضرب أوروبا، وقطعت أي خبر عن مكان وجودهما)). . .
وتطلعت بالتاريخ. . . انه الأسبوع الماضي. ورمت الجريدة، وشاهدت عنوان جريدة أخرى: ((العاشقان الهاربان يعودان اليوم بسلام)).

ولوحت امرأة جميلة متوسطة العمر، ليس بمايكرفون واحد أمامها، بل بأثنين، وقالت:
- أرجوك، قولي شيئا لمشاهدينا.

وصاح مراسل شاب من خلفها:
- ما هو برج ميلادك يا نورما؟

وأجابت بارتباك وهي تنظر من حولها تبحث عن آلان:
- لا أريد أن أقول شيئا.

وكان آلان يحاول تخليص نفسه من مجموعة مراسلي التلفزيون. ثم برزت من بين الجموع امرأة طويلة لها شعر كستنائي طويل، ورفعت النظارة لتكشف عن عينين زرقاوين. . وصاحت بصوت مثير:

- آلان. !

واستدار آلان، وغلى وجهه تعبير غريب. وسقطت يداه الى جانبه وقال بهدوء:
- مرحبا جودي.

- آلان !

وأسرعت اليه، وأوقعت النظارة لتنكسر على الأرض. ورمت بذراعيها حول رقبته، وضمته بجنون.
وراقبتهما نورما وقد تجمدت. وشهقت: ((آلان. .)) ولكنه لم يسمعها وصاح أحد المراسلين:

-استديري الى هنا آنسة ويلفورد. وبدأت الكاميرات تركز عليهما بسرعة. ولمع نور كاميرا في وجه نورما من جديد، وكانت لوليتا باترسون الى جانبها، وقد أمسكت بمعصمها وهمست وعيناها تلمعان.

- الوغدة الغادرة! أليس كل الرجال سواء؟ هذه جودي. .أتعرفينها يا نورما؟ لا تهتمي. .اسمعي! سنجعل المبلغ ألفين وخمسماية للمقال الواحد. اضافة الى مقال آخر: ((عودتي المريرة الى الوطن)) كي ننهي بها السلسلة، ما قولك؟ هذا سيقارب الثلاثين ألف جنيه بالمجموع النهائي. عدا عن حقوق الصور و. . .

ولم تكن نورما تصغي. فقد كانت عيناها مثبتتان على الأثنين الرائعين أمامها وهما يتعانقان أمام عدسات التصوير وكاميرات التلفزيون. وكأنهما جائعان لبعضهما بعد طول فراق. مبعثرين بهذا كل آمالها، وأحلامها، وحياتها.

********

عندما بدأ جرس الهاتف يرن عند الساعة السادسة ونصف صباحا في اليوم التالي، عادت نورما بذاكرتها الى الوراء، بالكاد تذكرت رحلتها بالقطار الى لندن، أو ما فعلته ليلة أمس، كل ما تذكره هو الألم الذي بدأ صباح الأمس، والذي كان يؤلم أكثر اليوم.

وخرجت متنكرة وهي تخفي وجهها بوشاح لتشتري عدة أغراض من بينها العديد من الصحف، التي كانت منقسمة في ردة فعلها حول عودة اليخت. البعض منها التزم بالمقولة السابقة: ((العاشقان الهاربان وصلا الى الوطن أخيرا)) وآخرون قالوا: ((العاشقان فى الميناء. . .فتاة آلان السابقة تظهر معه)) ونشرت صور العناق، واحداهما نشرت صورة وجه نورما المذهولة وهي تنظر الى جودى تعانق آلان.

في غياب أية قصة متما***، معظم الصحف لجأ الى نشر الصور فقط. مع تعليق عن آلان ((البلاي بوي)) وامرأتيه.

ووضعتهما ((التايمز)) في الصفحة الأولى مع عنوان بسيط: ((بريطانيان يعودان الى الوطن بسلام)).

عند الظهر، سمعت قرعا على بابها، وذهبت لتفتح دون حذر.
- أنا فرانك أدامس. . . من مجلة ((الفتيات الشهيرات)). . .نرغب في أن نعقد معك عقدا لسلسلة مقالات أنسة ليستر. . .

وصفقت الباب بوجهه، وقررت أن لا تفتح لأحد بعد الآن.

وكان عليها أن تنتظر. . .كما انتظرت الأنباء عن والده خلال ذلك الأسبوع الرهيب، وبداخلها شعور بأنه رحل، ولن يعود، ولن يجده أحد.

وخرجت بعد الظهر لتتمشى بالحديقة العامة، خلال تجوالها مفكرة لمحت جوناثان، صديق قديم لها. وكان بائع جرائد، أبله بالمولد في أواخر الستين من عمره. عيناه دائما تنظران الى الدنيا بلطف، وفمه المفتوح دائمأ، يبدو وكأنه يبتسم. وكانت نورما تفضل الحديث معه، لأنه لا يضجرها أبدا.

فسارت نحوه فحياها بضحكة واسعة فرحة، فابتسمت له:
- مرحبا جوناثان.

- لقد رأيتك في الجرائد يا أنسة. أنت والسيد ملاك الغيوم.

- صحيح يا جوناثان. أنا و السيد ملاك الغيوم.

- أنت أيضا في الجرائد الليلة.

ولف جريدة وقدمها لها.
- ثمانية عشر بنسا.

فابتسمت وأعطته جنيها.
- خذ الباقي لك يا جون، لأنك الوحيد في بريطانيا الذي استقبلني بابتسامة.

- اقرأي كل شئ. . .سوف تسرين بها !

وأخذت الجريدة منه وفتحتها، وشاهدت الصورة التى أصبحت مألوفة لها الآن: صورة العناق، وتقول العناوين: ((جودي ويلفورد ستتزوج آلان سان كلير)) وتراقصت الكلمات أمام عينيها وهي تقرأ ما قالته جودي المثيرة: ((لقد حاولت الابتعاد عنه، ولكنني لم أستطع. انه أعظم رجل في العالم، وأنا أحبه كثيرا)).

((جودي، التي هي الآن تحاول الطلاق منذ ستة أشهر من بيتر فولروك، رئيس مجلس ادارة شركة ((تمبل للتصميم الجوي)) المتوسط العمر. وهي تشق طريقها الآن في عالم التمثيل في أحد الأفلام. . .)).

وقال جوناثان:
- أليست أخبار جيدة يا أنسة.
منتديات ليلاس

وامتلأت عيناه بالدموع استجابة لدموعها، ورمت الجريدة، ثم عادت الى منزلها، غير عابثة بجوناثان أو بالناس الذين توقفوا ليحدقوا بدموعها.

حسنا، لقد جاء الرد على السؤال القديم الذي طرحه آلان بنفسه: (( هل سأعود راكضا اليها لو دعتني؟ هذا سؤال لم أجد الرد عليه بعد يا نورما !)).
كان هناك سياره جاغوار مالوفه امام منزلها وما ان وصلت حتى فتح الباب وخرج رالف كلارك
-نورما حبيبتي ..!هل كنت تبكين ؟
-كيف تجرؤ على منادتي حبيبتي ؟وماذا تريد؟
-كنت احاول الاتصال بك طوال النهار ويبدو ان جميع اهل لندن عندهم نفس الفكره اسمعي نورما لندخل الى المنزل ...وساصنع لك فنجان شاي اذا رغبت ...اوكي؟
-اوكي...
واحست فجاه بالسعاده لوجود من تتكلم معه حتى ولو كان رالف كلارك وجلست لوحدها بينما ذهب رالف الى المطبخ واراحها الشاي الساخن ونظرت الى رالف من فوق فنجانها
-ماذا اتى بك الى هنا رالف؟ اعتقد ان كل ما بيننا قد انتهى...
-انظري نورما ...اننا حقا لم نكن ملائمان معا...اليس كذلك؟
-لا ... اعتقد هذا
-انظري ...لقد عاملتك بطريقه شريره وسيئه ...وانا اسف يا نورما
-لايهم...لقد انتهى كل شئ
-وهل انتهى كل شئ؟ اخبريني ...هذا ...الان سان كلير ..هل يعني لك شيئا؟
وحدقت به محاوله ايجاد طريقه لتخبره بها وكلمات لتصف له شعورها عن الرجل الذي ارادت ان تتزوجه وارادت ان تنجب اطفاله ..وقال بهدوء
-لاباس...استطيع قراءه الرد في وجهك ..اسمعي...كل هذه الضجه في الصحف كانت غلطتي...كما اخشى
-غلطتك؟وكيف؟
-حول جودي فولروك
-وكيف عرفتها؟
-انها شهيره جدا واصبحت صديقا لها لقد شدتني اليها..
-اتجمع بين جولي وجودي؟
-لست ابلها لاكتفي بجودي فولروك لمده طويله
-ولكنك اخبرتها عني وعن الان ؟ وهي اخبرت الصحف؟
-الامر كله بسبب فلمها الجديد يبدو انها كانت تتوق لتحقيق هذا الحلم منذ زمن بعيد واخيرا اقنعت غبيا يدفع المال واقحمت نفسها كبطله والفيلم يصور منذ اشهر واحتاجت لبعض الدعايه للترويج للفيلم اللعين .على كل جو الفيلم يرتكز على البطل والبطله وهما معزولان على متن يخت في وسط جنوب الاطلسي ..اجل... وهذا كان قريبا مما حدث لك ولالان على متن ميليسا
-اتعني؟
-لديها الكثير من المعارف في الوسط الصحفي بما يكفي لان تبقى قصه ميليسا في عناوين الاخبار الاولى وللتاكد من ان وصولكما سيكون محور الاهتمام لكل صحيفه وشركه تليفزيون في البلاد
-ولكن...لماذا؟
-فكري بكل هذه الدعايه المجانيه يانورما وبالتغطيه الاعلاميه في كل البلاد كلها دعايه مجانيه للفيلم سيعني هذا لها الملايين عند شباك التذاكر
وتجمدت في كرسيها
-لقد قرات المقال لتوي تقول فيها انها والان سوف يتزوجان
وهز رالف راسه
-وهذا ايضا جزء من المشروع الاعلاني يافتاتي... ولست ادري اذا كانت تنوي المضي بمشروع الزواج هذا ام لا وعلى الارجح ستتخلى عن كل شئ وعن الان عندما تحس بانها قطفت افضل الثمار هذه المساله ..لاتجعلي الاسى يسيطر عليك هكذا .سوف تستعيدينه في النهايه
-الان يحبها ولهذا استطاعت ان تعمي بصيرته هكذا يارالف
-اوه ..هل الامر سيئ الى هذه الدرجه؟
-الامر كان سيئا من ايام كان في سيرنجيني يارالف وربما قبل ذلك بكثير يالهي ...اشعر بالبؤس
-تماسكي ...لن يدوم الامر وانت تعرفين لقد قفزت جودي الى طريقكما لتستفيد ...وربما يعود يوما اليك...
-ما ان تنتهي منه؟لا ..لست لقمه سائغه لهذه الدرجه يارالف
-لن يكون الامر سهلا يانورما
-اوه...بل سيكون فانا لا اهتم بما تتركه باقي النساء يارالف فلدي كبريائي واذا كان الان قد عاد الى جودي ..كائنا ماكان اسمها فليبقى هناك معها
وصاح بها قلبها ...كاذبه ...كاذبه..
ونظر اليها رالف وقال وكله امل
-بامكاننا الزواج في اي وقت او على الاقل لنمنح بعضنا فرصه اخرى.مارايك؟ لنخرج الليله معا كما في الايام الماضيه؟
-الايام ليست ماضيه لهذه الدرجه
-نورما..انظري... كنت خنزيرا قذرا معك واعلم هذا وعندما قلت لي بانني خططت لاخبرك عن جولي كنت على صواب ولسبب مجنون كنت ياس كي اتركك
-ولكن جودي فولروك ليست ذلك السبب المجنون
-لو يكن الامر هكذا فقط يانورما كنت مشوش الفكر ولم اكن ادري ما اريد بعد ان..
-بعد ان تخلصت مني؟
-بعد ان افترقنا على الهاتف ظننت اني فعلت ماهو مناسب ولكن الان...
-بدات تغير رايك؟
-حسنا ..انت الان مختلفه بعض الشئ بشرتك اصبحت بلون جميل وشعرك انه يناسبك جدا بهذا الطول لست ادري اين قصصته ولكنه جميل ..وجسدك يانورما.. وكانك من حوريات هيوليوود
منتديات ليلاس

-هذا اطراء جيد...انظر يارالف ..لوني اسمر سيزول وجمال جسدي كذلك...وعاجلا ام اجلا سيطول شعري ولايمكنك ان تقيم علاقه على مجرد المظهر الخارجي للناس يجب ان يكون هناك اكثر...
-ولكن هناك اكثر...لقد كنت افكر مؤخرا يانورما ولقد تحسنت شخصيتي كثيرا..صدقا فلنحاول من جديد ...ما قولك؟
وتفحصته مقارنه اياه بالان بقوته بحيويته وصدقه وروحيته
وقال بلطف
-لا اظن هذا يارالف ..ولكن شكرا لعرضك هذا على كل الاحوال
-ارجوك يانورما لنذهب ونركب الخيل عبر السهول كما كنا نفعل لمره واحده؟
-الافضل لا..
وتنهد رالف والحزن على وجهه
-اعتقد انني استحق كل هذا لقد كنت غبيا واعتقد انني استحق العقاب..
-انا لا احاول معاقبتك يارالف بكل بساطه لا ارغب في بدء اي شئ جديد معك ...او مع اي انسان اخر
-انت تحبين الان هذا فعلا اليس كذلك؟
-لا تسالني هذا طبيعي ..يبدو انه شاب ممتاز ..لقد سمعت بعض المعلومات عنه من جودي ..انه الافضل في كل شئ ..على ما يبدو ..
واجابته بحده وهي تقف
-لااريد ان اعرف
ووقف رالف وزر سترته
-انا اسف اتمنى لو استطيع ان افعل شيئا لمساعدتك ربما اذهب الى الان لاقول له..
-ارجوك ..لاجل الله ...لاتفعل ..اتعلم يارالف ...سوف تحطم قلبه مره اخرى ..عندما يكتشف انها تستغله من اجل مستقبلها الفني.. سوف يحطم هذا قلبه
-ولماذا لاتقوليه له؟ اكتبي له اتصلي به اخبريه كل شئ عن جودي قولي له ما قلته لك...
-قلت لك يارالف لدي كبريائي ولن اعود الى الان ولو عاد الي جاثيا على ركبتيه ..فلتحطم قلبه اذا كا غبيا لدرجه ان يتركها تفعل وهذا لم يزعج نومي
وصاح قلبها ..كاذبه ..كاذبه..كاذبه.
...
ولكن غضبها استمر..واصبحت غاضبه اكثر عندما لم يتصل بها ..وامتد هذا اليومين ثم ثلاثه واربعه وخمسه.وانطفا الامل فيها ببطء وفي اعماق نفسها كان صوت يقول:انها غلطه بشعه...وسوف يعود
ولكن الصوت بدا يخف ثم مات
وذهبت في مهمه عمل لثلاثه ايام امضتها في منزل ريفي يملكه رجل يدعى دونكان كانيعتقد ان اللوحات على جدران منزله لوحات اصليه وامضت الساعات في اصلاح المجموعه لتكتشف مجموعه غير معروفه من الكلاب غير المتجانسه وبعض الطيور الحجل واسلاف قدامى بشعين بشكل لايصدق واطفال كئيبي المنظر واواني مليئه بالفاكهه غير الصالحه للاكل
وتنهد السيد دونكان وهو يوقع لها الشيك باتعابها وقال
-كنت افضل ان تبقى كما كانت
وعادت نورما الى لندن
انباء عدم ارتباطها مع رالف كلارك وافتراقها عن الان سان كلير جلبت لها العديد من المكالمات الهاتفيه المتكرره من اصدقاء قدمى لها على امل مصادقتها من جديد واستاءت قليلا عندما اكتشفت ان العاطفه المشكوك بها قد تحركت في صدور عده معارف لها من الرجال ولكنها كانت ترفض باستمرار واصرار دعواتهم الى ان حذرتها صديقه لها
-الافضل لك ان تنسيه يانورما احرصي قليلا .اخرجي وقابلي الناس.. وانفضي غبار ذكراه عنك
وقررت ان تقبل الدعوه التاليه وكانت من شاب صيني جذاب يدعى شونغ بول كان ساحرا مهذبا مسليا مثيرا ولكنه لم يكن الان سان كلير
وفي نفس الوقت كانت تبقى عينيها على الجرائد منتظره اي نبأ عن الان وجودي...الا تستطيع الاعتراف بينها وبين نفسها بانها تنتظر ان تسمع اخبار انفصالهما .ولكنها لم تقرأ مثل هذا النبأ
ووصلتها طلبات لمهمات جديده واخذت تدرسها عند الافطار ولكنها لم ترد على اي منها
في مانشستر دخل تلميذ فنون مخبول الى معرض وثقب احدى اللوحات الفنيه الحديثه واتصل المدير بنورما فقال له بتوتر
-اجل..اظن ان بامكاني ان اصلحها سوف احضر الى عندك لنقل..يوم الخميس ؟...من دواعي سروري ...اجل ..شكرا لك...وداعا
ووقفت قرب الهاتف ومررت يدها عبلا شعرها الاشقر الذي بدا يعود تدريجيا الى طبيعته واحست بشئ ثقيل يهبط الى معصمها وهي تنزل يدها وكان السوار الفضي الذي وجداه في ركام القصر الاندلسي في تلك الجزيره في البحر الاحمر.ونظرت اليه...وضاعت في ذكرى دافئه مهتزه ..ورن جرس الهاتف ...فاجفلت ...ورن الجرس ثانيه...
فالتقطته ..وكان الان
***نهايه الفصل الثامن

 
 

 

عرض البوم صور سفيرة الاحزان   رد مع اقتباس
قديم 13-08-10, 12:35 PM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 156978
المشاركات: 676
الجنس أنثى
معدل التقييم: سفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 575

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سفيرة الاحزان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سفيرة الاحزان المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

الفصل التاسع ( حلم له أجنحة )

- نورما ؟

- اهلا ... الان .

و جف فمها فجأة ، فجلست ،
و قد أحست بضعف ساقيها .

- أنا أسف لأنني لم أتصل بك منذ فترة طويلة .. ولكنني ..

- أوه .. أنا أفهم تماما .. فلديك سمكة أخرى تصطادها الان .. أليس كذلك ؟


- تبدين و كأن بطلة إحدى الروايات المأساوية .

- صحيح ؟ يجب أن تكون خبيراً يا الان بالمأسي .

- اسمعي نورما ..
أنت وأنا سنخرج الليلة معاً .

- أوه و هل سنخرج حقاً ؟ حسنا ، عليك أن تفكر بالأمر مرة ثانية يا الان ! فانا مشغولة جداً .


- لست مشغولة كثيراً لما سأقوله لك .

- لديك أعصاب باردة يا ألان !
لقد رميت بي كما ترمي البطاطا الساخنة بعد لمسها .. لم أسمع منك لأسابيع ثم ...

- إنه أسبوع واحد .

- ولديك الجرأة بعدها لأن تتصل بي و تأمرني بالخروج معك ! من تعتقد نفسك ؟

- هيا نورما ، خففي من كبريائك .

- و لماذا هذا الاهتمام المفاجئ بالمسكينة الصغيرة نورما ليستر ؟
هل انتهت منك جودى
و ساد بينهما صمت متوتر .
. و قال الان بصبر ظاهر .

- اسمعى نورما .. أعلم أنك تألمت و تكدرت .. ولكن ..

- تألمت ؟ لم أتألم علي يدك يا الان ، أنت مغرور بنفسك لو ظننت أن أي شيء تفعله قد يؤلمني !

- لم أتوقع أن تكونى غاضبة لهذه الدرجة .

- إذاً ، أنت لا تعرف شيئاً عن النساء .
ليس بقدر ما تظنه بنفسك . أو، ربما تغيرت النساء منذ كنت شاباً !

- نورما !

- عد إلي جودى يا الان ، أم أنها لا زالت تدعو نفسها باسم زوجها تمبل ؟


- لست أدرى بماذا تدعو نفسها .. و لست أهتم .. نورما ..

- أنت كبير السن بالنسبة لي يا الان . لقد قلت هذا بنفسك ، ألم تفعل ؟ أنت كبير و قاس ، ومتشكك ،
مع أنني أعترف أن تقديري لقسوتك قد انخفض كثيراً منذ أخر مرة رأيتك فيها .. و أنت تعانق جودى اللعينة أمام عشرين مليون مشاهد !

- كان هناك العديد من المرات خلال رحلتنا كنت فيها علي وشك وضعك فوق ركبتي لأضربك و أوذيك .. و أنا نادم لأنني لم أفعل ..
ولكتتي أعدك .. أيتها السيدة الشابة .. إذا تكلمت معي بهذه اللهجة ثانية ، فسوف تندمين كثيراً و بمرارة !

- دعنى و شأني يا الان . أنا لست مهتمة بك .

و قال بصوت ثابت :
- ولكنني مهتم بك يا نورما .


- فعلاً ؟ حسناً .. أنا ليس عندي رغبة في من علكته جودى ثم بصقته يا الان ..

- نورما .. سوف أحضر لأخذك عند السادسة والنصف مساء . من منزلك . هل فهمت ؟
منتديات ليلاس

- لا تحاول أن تأمرني يا الان .
أنا لست ...

- في السادسة و النصف يا نورما .

- و إذا قررت أن لا أكون موجودة ؟


- سأبحث عنك إذاً .. و بالمناسبة .. ارتدي ثياب سهرة .

- لن أكون موجودة في المنزل . أنا ..

و أقفل الخط في أذنها ،
وضربت السماعة مكانها بغضب و صاحت :
( ليتني أكسر الان شيئاً ، أحتاج لشئ أكسره ! )

و خرجت كالعاصفة من منزلها ،
إلي حديقتها الصغيرة ، ثم باتجاه المنتزه ... الخنزير المتعجرف ! إذا كان يظن أنها ستركض إليه عندما يصفر لها ، إذا فهو مخطيء ، مخطيء كثيراً ! ماذا يظنها ؟ و اهتز السوار في معصمها الرقيق . و بغضب مفاجيء انتزعته و رمته إلي أبعد ما تستطيع في دغلة قريبة . وعلي الفور ندمت علي عملها ، و التوى قلبها بالألم بعدما ارتطم السوار اللماع بالعشب . و عضت شفتها ، واستدارت علي عقبيها و انصرفت ،
مرددة لنفسها بأنها سعيدة ، سعيدة ، سعيدة ، وتتساءل أين يمكن لها أن تختبيء الليلة لتتهرب من الان سان كلير ..

كان جوناثان ، بائع الجرائد ، يقف عند طرف المنتزه ، يمسك برزمة من الجرائد تحت إبطه . و التفت إليها و هى تتقدم نحوه .
- لقد كنت أنتظرك يا أنسة .

- صحيح يا جوناثان ؟ .. ولماذا ؟

- أنا أسف لإعطائك تلك الجريدة يا أنسة . لم أكن أعلم أنها ستدفعك إلي البكاء . أنا حقا أسف يا أنسة ..
صدقاً !

- أوه يا جون ، أنا لم أقصد أن أزعجك ببكائي الغبي . كنت تعبة تلك الليلة .

- تعبة ؟ هل كنت في أفريقا يا أنسة ؟ و هل رأيت النمور يا أنسة ؟

- أوه .. أجل ..
كانت مخططة و لها عيون خضراء . ولها أسنان بهذا الحجم ..

و رسمت شكلاً في الهواء بأصابعها ففغر جوناثان فمه بدهشة غبية .


و أكملت طريقها نحو منزلها الصغير ، و قد بدأت تحس بالهدوء . و قررت أن لا تخرج مع الان ، لا الليلة و لا في أي وقت أخر ، فقد بدأت لتوها تتغلب علي مشاعرها نحوه ، و هى بكل بساطة لن تكون في المنزل عندما يصل .
و تذكرت أن اليزالبيت مانسفليد ستأتى لزيارتها و تناول الشاي بعد الظهر ، و ستقضي الليل عندها ، وسرت لتذكرها زيارة ليز . وخرجت من المنتزه و دخلت محل حلوي و اشترت بعض الحلوي بالمربي . وصلت ليز عند الثالثة ، نورما كانت دائماً مولعة بصديقتها و صداقتهما كانت تعود إلي أيام الدراسة ،و أخبرتها نورما بالقصة كاملة ، وأخذت ليز تنظر اليها متفهمة . و عندما انتهت نورما قالت لها مفكرة : - هكذا .. ماذا ستفعلين الأن ؟
كنت أرجو أن تقضي الليل معاً في شقتك يا ليز .أنا لا أريد أن أكون هنا عندما يصل .
- و لماذا لا ؟ أنت تحبينه ، أليس كذلك ؟
السؤال المباشر فاجأ نورما ،
فرمشت عينيها باضطراب : - لا .. لا أحبه !

- بل تحبينه . أنت تحبي رالف يا نورما ، كنت دائما أعرف هذا . و لكن مع هذا الرجل الأمر المختلف ، أستطيع رؤية هذا علي وجهك ، نظراتك ، في كل شئ تفعلينه ، اذهبي و اشتري ثوباً جميلاً ،
سأتي معك لأساعدك في اختيارك .
- ماذا ؟ هل أقبل ، ثانية ، بعد أن كان عاشر تلك .. تلك المخلوقة!
- إنها ليست مسألة قبول به ثانية . فأنت لم تكوني تمتلكينه أصلاً . أليس كذلك ؟

و ترددت نورما ، أكملت ليز :
- أعني أنكما لم تكونا عاشقان ،
أليس كذلك ؟ و إذا لديه شيء لم ينته بعد مع هذه الجودى ، فهذا ليس من شأنك .
- و لكن .....
- أين رميت السوار الذي أعطاه لك ؟
- هناك .

و أشارت نورما إلي الدغل الذي كان بادياً من حديقتها .
- يبدو الدغل شائكاً ، هل لديك قفازا واقية ؟
- اليزالبيت ! لن أذهب لأبحث عنه ،
و لن أخرج مع الان ، الليلة ، مجرد التفكير بالجلوس معه في نفس السيارة .
- ماذا ؟ هل تثير الفكرة ؟ لنخرج و نجد ذلك السوار ، ثم نخرج لنصرف بعضاً من مالك علي ثوب طويل حريري و مثير .
- أنت لا تصغين إلي يا ليز . أنا أكره الان ! و لا أريد رؤيته ثانية!
- وهل تعنين هذا ؟

- بالطبع .
- إذا قوليه له .
- ماذا ؟
و ابتسمت ليز ، و التقطت أخر قطعة حلوي في الطبق .
- قلت لك .. قولي له هذا بنفسك ،
وجهاً لوجه . و ليكن لديك بعض الكرامة . نورما ، لأجل السماء .. لا يمكن لك أن تجبني و تهربي بينما هذا الرجل يركض خلفك . إنها أجبن طريقة للهرب .
- و لكن ....
منتديات ليلاس

- من دون و لكن .. هل انت امرأة أم فأر ؟
- ليز .. أنا ....
- لا تسطيعين التهرب الان يا نورما ، و اختباءت منه فلن تعرفي حقيقة مشاعرك نحوه أبداً ، صدقيني . ولماذا ، فأنا لم أسمع قصة مثيرة كهذه أبداً .

التقيت به و أنت تتجولين بين الأسود و الفيلة ، وقصصت شعرك لتتسللي إلي مركبه ، ومررتما معاً عبر عاصفة هائلة .. و الأن تريدين أن تهربي و تختبئ عندما يجيء إليك ليخرج معك !

و حدقت بها نورما مفكرة ، وتابعت صديقتها :
- استمعي إلي يا نورما .. إذا أردت نسيان الان سان كلير ، فعليك أن تقابليه للمرة الاخيرة ، مرتدية أجمل الفساتين ، لتظهرى له كم أن جمالك باهر !
اجعليه يشعر بالدوار ، قفي في وجهه ، ثم تخلي عنه ، إذا أردت هذا .
- و لكن .. و لكن يا ليز .. أنا .. أنا لا أثق ...
- لا تثقين بمن ؟ أنت لا تثقين بنفسك ..

- أنت تجعلينني أرتبك يا ليز .
- أنت من تربكينى . هل أنت نفس نورما ليستر التي تسلقت شجرة التفاح معي لننزل قطتنا عنها ؟ و التي ضربت أنف قبضاي المدرسة؟ ووقفت اليزابيت بكامل طولها الذي يبلغ أربعة أقدام و أحد عشر إنشاً فقط . و جذبت تنورتها إلي الأسفل و قالت : هيا بنا نخرج لنفتش عن تلك الاسوارة .

عند السادسة و النصف ، كانت نورما لا تزال تجلس أمام المراة ، و كانت قد اختارت الثوب الأكثر إثارة ، و الأغلي ثمناً ، في البوتيك .
وحدقت بالحرير الليلكي اللماع فوق كتفيها الذهبتين . هل هو مكشوف كثيراً فهو يكشف الكثير من جمالها بدل أن يخفيه . لم تكن تحلم أن ترتدي مثل هذا الثوب . وعلقت ليز علي ذلك قائلة :
- لو أنك تريدين أن تجعلي لسانه يتدلي ، فعليك أن تذهبي إلي أخر الطريق

 
 

 

عرض البوم صور سفيرة الاحزان   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
احلام, دار الفراشة, جين لوغان, روايات, روايات احلام, روايات رومانسية, هزيمة القمر, كنوز احلام القديمة
facebook




جديد مواضيع قسم روايات احلام المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t146951.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
19 - ظ‡ط²ظٹظ…ط© ط§ظ„ظ‚ظ…ط± - ط¬ظٹظ† ظ„ظˆط؛ط§ظ† - ظƒظ†ظˆط² ط§ط­ظ„ط§ظ… ط§ظ„ظ‚ط¯ظٹظ…ط© ( … - ظپطھط­ظٹط© (طھظˆط¶ظٹط­) This thread Refback 06-05-16 07:19 AM
19 - ظ‡ط²ظٹظ…ط© ط§ظ„ظ‚ظ…ط± - ط¬ظٹظ† ظ„ظˆط؛ط§ظ† - ظƒظ†ظˆط² ط§ط­ظ„ط§ظ… ط§ظ„ظ‚ط¯ظٹظ…ط© ( … - ط§ظ„ط¬ط§ظ†ط¨ ط§ظ„ظ…ط¸ظ„ظ… ظ…ظ† ط§ظ„ظ‚ظ…ط± This thread Refback 18-03-16 05:20 AM
19 - ظ‡ط²ظٹظ…ط© ط§ظ„ظ‚ظ…ط± - ط¬ظٹظ† ظ„ظˆط؛ط§ظ† - ظƒظ†ظˆط² ط§ط­ظ„ط§ظ… ط§ظ„ظ‚ط¯ظٹظ…ط© ( … - ط§ظ„ط±ط¬ظ„ ط§ظ„ظ…ظ„طھط­ظٹ This thread Refback 07-03-16 12:50 PM


الساعة الآن 05:16 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية