كاتب الموضوع :
LUCKLUCK
المنتدى :
روايات زهور
1-حبيبهــــــــــــ
((هيا يا إيمان لقد حان موعد ذهابك إلى الكلية))...
تسللت كلمات الأم الحانية إلى أذني إيمان وهي تجلس أمام مرآه حجرتها الصغيرة...تضيف بعض اللمسات إلى وجهها قبل ذهابها إلى الكلية.... وحمل إليها الصوت قلق الأم ولهفتها فأجابتها بهدؤ وهي تبدأ في تصفيف شعرها بعناية :
-حالا يا أمي..اطمئني..ستبدأ محاضرات اليوم متأخرة بعض الشئ.
تأملت الأم ابنهتا في مزيج من الحنان والإشفاق ثم غمغمت في صوت خافت وكأنها تحادث نفسهــا:
-أخشى أن تتأخر الحافلة أيضا.
ودون أن تنتظر جوابا من اينتها غادرت الحجرة في خطوات خافته وأغلقت الباب خلفها في رفق وكأنها تعلن استسلامها لإرادة ابنتها...
ولم تكد ايمان تسمع صوت الباب وهو يغلق حتى تنهدت في صوت مسموع وتوقفت عن تصفيف شعرها ومطت شفتيها في ضجر وهي تتأمل ملامحها في المرأه الصغيره التي اختفــى بريق أطرافها بفعل القدم وردأه النوع....
كان من الصعب أن توصف إيمان بالجمـــال....
وهي نفسها كانت تعترف بذلك ...
كان نحيلة للغاية حتى أن عظام وجنتها كانتا تبرزان على نحو عجيب وعيناها تبدوان غائرتين....على الرغم من اتساعها وسوادهما الفاحم ....أما أنفهــا فيميل إلى الطول ويستدق في نهايتة مبرزا شفتيها الرفعتين اللتين تبدوان كخطين حمرواين فوق ذقنها الحاده....
ولكنها كانت تمتلك شعــرا ناعمــا فاحمــا ينسدل على كنفيها في رقـه ونعومه...
وكانت تعلم أن شعرها هو أجمل مافيها لذا فقد كانت توليه عظيم عنايتها واهتمامها لتحافظ على لمعانه وتألقة ونعومته....
في تلك اللحطة وهي تتأمل وجهها في المرأه انتابها ذلك الحنق الذي يراودها دوما كلما تطلعت إلى ملامحهـا وتفرست في وجهها النحيل الذي يثير ضيقها وكأبتها.....وايتسمت في مرارة.....
ايتسمت وهي تلعن قوانين الورثة التي شأت أن تمنح شقيقها الوحيد جمال أمها وعينيها الخضرواين...ووجهها الممتلئ دون بدانة ...في حين اختصتها هي بنحول والدها وأنفه الطويل وشفتيه الرفعيتين....
وتسألت في حنق: لم عكست قوانين الوراثة الأمر إلى هذا الحد؟
لقد بدأ شعورها بذلك وهي طفله صغيره حينما كانت تسمع تعليقات الأقارب والأصدقاء وهم يعجبون لذلك التناقض بين ملامحها وملامح أخيها وهو يظنون أنها لاتفهم تعليقاتهم ولاتشعر بالسخرية المختفيه خلفها....
وكان ذلك يؤلمهـــا.....
ومع وصولها إلى مرحلة الأنوثة والنضج تحولت الامهــا إلى حزن عميق وشعور قوي بالنقص...
كانت تقارن ملامحها بملامح زميلاتها في المدرسة فتجدهن جميعـا أكثر ملاحه وجمـالا وترى نفسها أكثرهن قبحا ودمامة.....
لم تكن دميمة كما تتصور نفسها وإنما كان شعورها بالنقص هو الذي يصور لها ذلك....
ومن العجيب أن أحدا لم يشعر بحزنها ومرارتها وبشعورها بالنقص فبدلا من أن يدفعها ذلك الشعور إلى الانطواء والعزله كما يحدث عاده وحدت نفسها تنغمس في النشاطات والداقات وتبدو دائما شديدة المرح ساخره وكأنما تخفي كل مشاعرها الحقيقة خلف ذلك القناع الللاهي البسيط....
وأصبح لها العديد من الصديقات....
كانت تشعر في بعض الأحيان أنهن يلتصقن بها ليبرزن جمالهن فدمامتها وهي تســير إلى جوارهن سيمنحهن مزيدا من التألق والجمال بحكم التناقض والمقارنة فالفتاة العادية ستبدو إلى جوارها جميــلة والجميلة ستبدو رائعة الجمال.....
وهكذا وقسر في أعماقها أن كل صديقاتها لايبغين سوى استغلال دمامتهه.... فمت في أعماقها مع مرور الوقــت شخصيتنا متناقضتان....
/
/
/
|