كاتب الموضوع :
LUCKLUCK
المنتدى :
روايات زهور
السلام عليكم
اعذروني تأخرت شويه عليكم .....
ونكملهـــــــا.....
8-العريس...
انتاب إيمان سخط شديد إزاء هذا القرار المتعجل الذي اتخذته دون أي رويه أو تدبر بعد أن انفردت بنفسها في حجرتها وأخذت تستنكر موقفها السلبي في حنق وقد بدا لها الأمر كاه سخيفا ممجوجا....
من قال أن قبولها الزواج على هذا النحو يمكنه أن خمد مشاعرها تجاه فتحي ....
وكيف تقبل عرض نفسها هكذا كالجواري أمام رجل يطلب زواجها وهي لم تره ولو مره واحده...
وألقت طلاء الشفاه من يدها في حنق قبل أن تضبغ به شفتها وغمغمت في عناد:
-يجب أن يرى العريس عروسه على طبيعتها.
ولكن عقلها لم يلبث أن اعترض وهو يحاول تكييف الأمر قائلا:
-وماذا في ذلك...
أمك تزوجت أبيك على هذا النحو وهاهما ذان يعيشان في سعادة.....
انك ترفضين الحب وليس الزواج...
وهذا النوع من الزواج بالذات هو الذي يمنحك ماتردين....
إنه لايطلب عواطفك أو مشاعرك....
إنه الزواج المثالي لك....
ولك يرق الحوار لقلبها فاندفع يهتف في جزع:
-وماذا عن فتحي؟؟؟
انك تحبينه ...
كلا لاتنكري ....ذلك....
قد يمكنك خداع عقلك ولكن لن تخدعيني أنا....
أنا الذي اخفق حينما ترينه....
انا الذي ارتجف عندما تصافحينه...
أنا أعلم حقيقة شعورك نحوه.....
ارتسمت الحيره هلى قسمات ايمان وهي تستمع إلى حديث عقلها تاره والى هتاف قلبها تاره اخرى...حتى حسمت رأيها فجأة فعقدت حاجبيها وهي تقول في صرامة:
-نعم انها الطريق المثلى للزواج....
ثم التقطت طلاء الشفاه وصبغت بها شفتها في حزم .....
لقد انتصر عقلها هذه الجوله...
واندحر نداء القلب...
ووصل العريس ...
لم تره حين وصوله ولكنها شعرت بذلك من الحركة العجيبة التي تصاعدت الى المنزل وتأكد شعورها حينما وصل إلى مسامعها صوت والدها وهو يرحب به في حراره وحينما اندفعت والدتها الى حجرتها وهي تهتف في لهفة:
-هيا ياايمان لقد وصل عريسك هنيئا لك يابنيتي انه وسيم الطلعة جميل المحيا كالبدر المنير....
لم تشعر ايمكان بفرح أمها وحماسها وهي تلقي نظرة على مرآتها وتتتبع امها في استسلام على حجرة الجلوس....
وازدادت تلك القشعريره وتحولت الى بروده قاسيه حينما تناهى الى مسامعها صوت الخديث الداسر بين أبيها وشقيقها حسام...وذلك العريس المنتظر وجارتهم السيدة سمير وهي تقترب من حجرة الجلوس خلف أمها.....
وتوقف ذلك الحديث دفعه واحده حينما وصلت إلى هناك....
وتجمدت الدماء في عروق أيمان....
لقد كان العريس وسيما فعلا أنيقا تبدو سلامة ذوقه في أناقة الحله التي يرتديها ولكن ذلك التعبير الذي ارتسم على وجهه هو الذي جمد الدماء في عروقها....
لقد تهللت أسارير والدها حين رأها وابتسم شقيقها في هدوء في حين ارتسمت ابتسامه نتحذلقه على شفتي السيدة سهير أما العريس فقد اتسعت عيناه قليلا زانفرجت شفتاه لحظة ثم تجمدت ملامحه تماما ونهض يصافحها في بورد زاد من ارتجافها وارتباكها....
وعاد الحديث يدور بين الجميع دون أن يلتفت اليها العريس مره واحده أو يوجه اليها حديثا ولو مقتضبا....
كان يتجاهلها تماما وكأنه يتعمد ذلك....
وبدلا من أن تشعر بالغضب أو تثور كرامتها لذلك وجدت نفسها تنكمش في مقعدها وتفقد ثقتها بنفسها تماما....
وحتى في أثناء تناول طعام الغداء لم يتحدث اليها بكلمة واحده وانما اقتصر حديثه على والدها وشقيقها فقط...
ولكن عباره واحده تبادلها مع قيقها طعنت كيانها في الصميم.....
عباره واحده قالها في هدوء لم يخل من لمحه استنكار عجيبة...
عبارة قتلتها تماما....
لقد كان يتحدث مع شقيقيتها حوا دارسته بكلية الهندسه حينما بتر حديثه فجأة وهز رأسه في تعجب ثم قال في هدوء:
-عجبا!!....إن ملامك تختلف تماما عن ملامح الدكتوره ايمان ياحسام على الرغم من أنكما شقيقان....
ولم ينتبه إلى مغزى عبارتاه سواها وسوى جارتهم السيدة سهير التي ابتسمت في خبث ووهي تنقل بصرها بينها وبينه...أما هي فقد انكمشت حتى كادت تتلاشى في مفعدهل وشحب وجهها في شدة وغص حلقها بماره شديدة وكادت تبكي في ألم لولا قدرتها على كتمان مشاعرها والتي اكتسبتتها مع مرور الوقت....
وانتهى الغداء وانتهت معه ايمان....
ولقد بدت يدها كقطعه من الثلج وهي تصافح العريس قبل انصرافه وهرعت فورا الى حجرتها دون ان تنتظر رأي أسرتها فيما حدث...
لقد كانت النتجة واضحه جليه منذ وقع عليها نظر العريس...
واندفعت دموعها من مقلتيها وهي تتطلع الى وجهها الدميم في المرآه.....
وراحت تلعن نفسها في غضب وسخط.....
كيف لم تخطر هذه النتيجة ببالها قط؟....
كيف غاب عنها قبحها الذي ينفر منه أي شب ...
لقد تصورت حينما حدثتها أمها عن العريس أنه قد رآها على الأقل...
تصورت انه يريد مهنتها لاملامحه...
وكان من الواضح أن دمامتها قد صدمته...
ولاشك عندها في انه قد رفضها...
رفضها لنفس السبب الذسي ترفض هي من أجله نفسها...
ولكن رفضه كان أقوى صدمه لمشاعرها في حياتها كلها....
إنه رفض علني....
إعلان للرفض أمام كل من يعلمون أملاه....
طعنه نجلاء في ميدان عام مزدحم....
ولكنها هي المسؤوله...
لقد تصورت أن الزواج يختلف عن الحب.,,,,
وبكى قلبها في مراره وصرخ عقلها في ألم:
-حذار من تكرار الخطأ ياايمان....حذار!!...حذار!!!...حذار....
ولم يجرؤ قلبها هذه المره على الاعتراض........
************
|