كاتب الموضوع :
LUCKLUCK
المنتدى :
روايات زهور
وعاد يخط رموزا وهمية بطرف الغصن فوق الرمالل وشملها الصمت وهي تتأملة في شغف ووله وتملأ عينيها بوسامته وملاحته دون أن تبالي بما تفصح عنه نظراتها الواضحه ثم سألته في خفوت:
-ألا تريد أن تخبريني مايقلقك؟؟
غمغم دون أن يلتفت إليها:
-لاشئ ياإيمان لاتقلقي.....
كان يطلب منها أن لاتقلق ولكن عبارته حملت إليها كل القلق فاصطنعت ابتسامة مرحه وهي تسأله:
-ألم نتفق أننا صديقان يامنير؟؟
أجابها في حماس :
-بالطبع.
أسعدها حماسه فعادت تقول في اهتمام :
-أليس من حق الصديق إذن أن يعلم ماذا يقلق صديقة؟؟
فتر حماسه بغته وتردد وهو يعمعم:
-نعم ..أعتقد ذلك.
هتفت في لهفة:
-من حقي إذن أن أعلم ماذا يقلقك؟؟
ظهر تردد واضحا في قسماته وهو يشرد ببصره متمتما :
-نعم....ولكن......
بتر عبارته ولاذ بالصمت ثم قال في حزم وكأنما حسم رأية:
-نعم ياإيمان من حقك أن تعلمي....وأعتقد أنك المخلوق الوحيد الذي يمكنه أن يعاونني..
-بالطبع يامنير...ثق أنني سأفعل أقصى مايمكنني لمعاونتك.
ثم اسنطردت في اهتمام:
-والآن ماذا يقلقك؟؟
عاد إلى شروده بضع لحظات قبل أن يغمغم في لهجة حالمة ارتحف لها كيان إيمان كله:
-(نــاهـــد).
ارتجف قلبها في قوة ثم اعتصرته قبضة بارده كادت توقف نبضاته وهي تتطلع إلية في ذهول وصوره ناهد تقفز إلى ذهنها واضحه جليلة....
(ناهد)
تلك الفتاه الحسناء ذات الشعر الكستنائي الجميل والبشرة الوردية والعينين الزرقاويين والشفتين المتوردتين الفاتنتين....
تلك الفتاة الثرية التي تختال بأثوابها الأنيقية الغالية الثمن المنتقاة من أرقى بيوت الأزياء الباريسية ...
تلك الفاتنة التي انضمت اخيرا إلى الجوالة لا لتشارك في أنشطة الكلية وإنما لتضيف ثوب الجوالة وشعارها إلى صوان ملابسها....
قفزت صورة ناهد كلها إلى ذهنها وهي تسأله في صوت مخنوق متحشرج:
-ماذا تريد من ناهد؟؟
كانت تعلم الجواب مسبقا قبل أن تنطق بها شفتاه ...كانت تقرؤة في صوته الحالم ونظراته الولهى الشادره ....
كانت تعلم ولكن ذلك لم يمنع تلك الصاعقة التي أصابت قلبها حينما أجابها في حزن:
-إنني أحبها ياإيمان....
ترجعت في مراره وألم وكأنما طعن جوابها قلبها طعنه نجلاء مزقت كيانها وعواطفها بلا رحمة أو شفقة.....
ترجعت وقد انتزعت إجابته روحها وتركتها جسدا بلا روح...
ولم يعد قلبها يخفق ...
بل لم يعد ينبض ....
لد اختلج اختلاجته الأخيره ثم هوى كطير ذبيح....
وغمغمت في مراره لم يشعر بها سواها:
-تحبها؟!
لم يشعر منير يالامها ومرارتها لم يشعر لأنه كان يهيم في صورة ناهد التي ملأت كل خياله وقلبه....
كل مافعله هو أن هتف في شغف:
-نعم ياإيمـــان احبها ...أحبها منذ وقعت عيناي عليها لأول مره ياإيمــان إنها أول حب في حياتي ولكنها لاتعلم أني أحبها...
أول حب في حياته ؟!
لاعلم أنه يحبها؟!
شحب وجه إيمان حتى خلا من الدماء تماما وسرت قشعريرة باردة في جسدها وتصلبت أطرافها وهي تصرج في أعماقها في ألم ومراره ....
إذن فهو لم يحبها...
لم يحبها ابدا....
لقد كانت علاقته بها لاتعدو نوعا من الشفقة والعطف....
إنه يحب ناهد
يحبها منذ البداية
يالسخرية القدر !!!
لقد أوصدت باب قلبها في وجه الحب طويلا واحتملت حياتها بلا عواطف أو مشاعر وقتلت في أعماقها كل شعور وإحساس حتى تصورت أن منير يحبها ففتحت قلبها للحب وأطلقت لمشاعرها....
ثم جاء منير نفسه ليحطم هذا القلب المفتوح ويذبح المشاعر المنطلقة....
وسقطت الشخصية المرحه قتيلة تحت قدمي القلب الذيح ونهضتالشخصية البائسة كالعنقاء من الرماد وتنفست الصعداء والتقطت القناع الملقى جانبا وأعادته إلى وجه إيمان الممتقع وتناولت ريشتها لترسم في براعة ابتسامة هادئة على شفتيها الرفعتين وهي تقول في برود:
-وماذا تريد مني أن أفعل؟
تناول كفها في راحته في لهفه وتطلع إلى عينيها في ضراعة وهو يهتف في رجاء:
تحدثي إليها ياإيمان ..أخبريها أنني أحبها...
تتحدث إليها...ياله من مطلب!!....
أيريدها أن تتحول من حبيبة إلى همزة وصل بيمن من أحبت ومن أحب؟!!...
أيطلب منها أن تعد ينفسها مذبح حبها؟!
ياللعجب!!
إنها تشعر بكفها باردة في راحته في حين أنه لو التقط كفها على هذا النحو منذ ساعة واحده ماترددت في إلقاء نفسها بين ذراعية....
وكادت ترفض ولكن لسانها أجاب في هدوء لم تدر كيف أمكنها افتعاله:
حسنا يامنير سأخبرها.
تهللت أساريره وهو يهتف في سعاده:
-شكرا ياإيمان ...شكرا ... أنت خير صديقة..
منحته ابتسامه شاحبه , ثم نهضت وهي تقول في برود :
-سأفعل حينما أجد فرصه مناسبة فلا تتعجلني.
هتف في لهفة:
-لن أتعجلك ياإيمأأأت ولكن اجعليها أقرب فرصه منايبة ...أنت لاتدركين كم يعني ذلك لحياتي ومستقبلي.
ابتسمت ابتسامه هي أقرب إلى البكاء وغمغمت في صوت مختنق:
-اطمئـــن.
ثم أسرعت تبتعد قبل أن تنهمــر تلك الدموع التي تحبسها في عينها....
ولم تتجه لقاعة المحاضرات بل غادرت الكلية كلها؟؟؟؟
وتركت دموعها تنهمر في غزاره ...
لقد ضاع الحـــب....
وضاع الأمل.....
****************
|