كاتب الموضوع :
dalia cool
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
ومن خلال هذا الأهمال المؤلم حاولت سوزان أن تتخيّل عهد البهاء والأشراق عند عائلة فالكونيه....... وفكرت بالهاوية التي تفصلها عن هذه العائلة الأرستقراطية.
سألها مارشيللو بهدوء:
" بم تفكرين؟".
مستحيل أن تقول له بماذا تفكر , أكتفت بالرد بلهجة لامبالية :
" كنت أتساءل ماذا كان الناس من زمان يلبسون وقت النوم ".
أجابها مارشيللو وهو يستند الى طرف السرير:
" حتى القرن السادس عشر , كانوا ينامون عراة , ألا أذا كان الطقس باردا , فينامون بملابسهم".
أحمرت سوزان وأجابت:
" فهمت الآن".
" هل أنصدمت؟".
" لا , أبدا".
" لكنك تبدين هكذا".
" لم أولد في الأمس".
ثم راحت تهتم بمكتب صغير وقالت:
" آه , ما أجمله , أعتقد أنه من صنع فرنسي , أليس كذلك؟".
" نعم".
أقترب منها وأنحنيا معا لتفحص المكتب الصغير وأدراجه المستترة , فلامس كتفه كتفها وتشابكت أنفاسهما وعمّ صمت لا يطاق.
هتف مارشيللو في صوت مبحوح وهو ينهض ليضع يديه على كتفي سوزان التي أغمضت عينيها كأنها أصيبت بدوار رهيب.
منتدى ليلاس
أنحنى على جفنيها المغمضتين , ثم على خديها , وراح يعانقها مطولا ......... تهيأ لسوزان أن تيارا لا يقاوم جرفها وأنها الآن تسبح في بحيرة لا عمق فيها.
بيديه المداعبتين أراد مارشيللو أن يجذبها كليا نحوه , لكنها أقامت بحركة غريزية وحاولت التخلص منه فسألها:
" هل تخافين , يا سوزان؟".
" كلا.......".
" لكن من المفروض أن تخافي...........".
" آه ,مارشيللو!".
وجذبها نحوه من جديد وعانقها بعنف وشعرت بأرتياح بين ذراعيه , هو الرجل الذي تحب ............. بالنسبة اليهما , الزمان ليس له أهمية , ولما رفع مارشيللو أخيرا رأسه , نظر الى عيني سوزان وقال:
"يجب أن نخرج من هنا".
" أعرف".
" لا أنوي الأعتذار".
" أنا لا أطلب منك ذلك".
" تعرفين أنني أريدك.......".
" نعم أعرف , وأنا كذلك".
" آه , يا سوزان , أبتعدي عني قبل أن أفقد عقلي , لست سوى رجل..........".
" أنت تلومني؟".
" يا ألهي , لا! لكن يجب أن نعود الى الأرض , الى الواقع , أتبعيني".
أسند ذراعيه على العكازين وتوجه نحو الباب , فصرخت سوزان تقول:
" لماذا تستمر في أستخدام هذين العكازين؟ لم تعد في حاجة اليهما بعد الآن ؟ لماذا؟ هل هذه وسيلة لتحمي نفسك من الآخرين؟".
" لا تحاولي تشريحي وتحليلي نفسيا!".
" أريد فقط أن أفهمك, يا مارشيللو , هل هذا يعود الى الكدمات في وجهك؟".
لم يرد عليها.
" لماذا تستمر بالمسرحية ذاتها ؟ أنت تملك جميع وسائل النجاح وجميع المؤهلات".
" وما هي؟ لنكن جديين , أملك قصرا في حالة يرثى لها , وزواجا على وشك السقوط........".
" هنا يمكنك أن تفعل شيئا..............الطلاق......".
" لا مجال للطلاق في عائلتنا , لا تتوهمي يا سوزان".
" لم أفكر بالأمر قبلا".
" نعم , أعرف ذلك ......... أنه من المؤسف أن أفكر أنه لا يمكنني أن أحبك علنا..........".
|