كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
- مرحباً بك يا آنسة غراهام، أسمي روزماري.
مدت المرأة يدها وصافحت لوسيا بقبضة ثابتة
ثم تابعت ثابتة:
( لا بد أنك متلهفة إلي فنجان قهوة، ادخلي وارتاحي وسأوضح لك الوضع، لا بد أن الفضول يتملكك لمعرفة سبب مجيئك إلي هنا).
ثم تركت يد لوسيا وأمسكت بمرفقها لتقودها إلي الداخل وكأنها ضيفة عزيزة.
دخلتا ردهة فسيحة يقوم فيها سلم عريض منخفض وقد زينت الجدران بالعديد من اللوحات كما لاحظت لوسيا.
وكذلك لاحظت جدران غرفة الاستقبال حيث وضعت عدة القهوة علي مائدة صغيرة قرب نافذة واسعة مطلة علي "شرفة" وحديقة فسيحة جميلة.
دعت المرأة لوسيا للجلوس علي مقعد مريح ثم جلست علي مقعد آخر، ومدت يدها إلي إبريق القهوة الصيني، وهي تتحدث عن مديرة السجن.
- كنا، أنا والآنسة هاريس، زميلتين في مدرسة واحدة، وهي تصغرني كثيراً، فقد كانت واحدة من التلميذات الجديرات اللواتي كان علي رعايتهن عندما كنت في سنتي الدراسية الأخيرة. تقابلنا بعد التخرج في عدة مناسبات وتحدثنا في مختلف الأمور، ولولا معرفتي بها لما استطعت إقناعها بإحضارك إلي هنا.
لم تقل لوسيا شيئاً، فقد بدا لها هذا المنزل بسقفه العالي الرائع الجمال، مفرط الفخامة والترف بالنسبة للمكان الذي قدمت منه. شعرت وكأنها في حلم، قد تستيقظ منه في أية لحظة.
ناولتها المرأة فنجان القهوة قائلة:
( أرجوك ضعي بنفسك السكر والقشدة، إن كنت ترغبين).
منتديات ليلاس
عندها فقط، أدركت لوسيا أن روزماري أكبر سناً مما قدرت، ذلك لأن باب المنزل الواقع في الظل قد منعها من رؤية الغضون حول العينين وتجاعيد الفم بوضوح.
أما أمام أشعة الشمس، شمس الصباح المتدفقة من النافذة، فقد بدت المرأة، في نحو الخامسة والستين.
قالت المرأة باسمة:
( لن أدعك تنتظرين أكثر من ذلك. عندما تركت المدرسة، رغبت أن أكون فنانة. وأثناء سنتي الأولي في الكلية، تعرفت إلي زوجي الذي أرادني أن أكون زوجة وأماً، ولأنني كنت غارقة في حبه ويهمني إرضاءه، فقد تخليت عن طموحي ذاك).
وسكتت لحظة تستعيد ذكرياتها
ثم تابعت تقول:
( ومنذ سنتين، مات زوجي. وكمعظم الأرامل، وجدت صعوبة في التعود علي حياة الوحدة، لدي أربعة أبناء أعزاء للغاية ومتفانون تجاهي في الدعم والمساندة، لكن لديهم حياتهم الخاصة. أقترح أحدهم أن أعود إلي الرسم مرة أخرى. وهذا ما فعلته لذا أنا الآن بحاجة إلي من يصاحبني في رحلاتي خارج البلاد للرسم. أنا لا أحب السفر وحدي، ولهذا فكرت في أنك ربما ترغبين بمرافقتي... بصفة مساعدة في الرسم ومرشدة خاصة. ما رأيك بهذه الفكرة؟).
رأت لوسيا في هذا العرض نعمة من السماء هبطت عليها، لكنه بالنسبة إلي روزماري، كان عملاً جنونياً.
حدقت لوسيا فيها بحيرة وسألتها:
( وهل يمكنك الثقة بي؟).
- يا عزيزتي، لقد أدانوك بجرم الاحتيال وليس القتل، وبرأي أن إرسالك إلى السجن كان قسوة لا داعي لها. هناك مواقف تجعل الإنسان مستعداً للتصرف بشكل مناف للطبيعة. وأنت وجدت نفسك في أحد تلك المواقف. ما فعلته لم يكن صواباً.. ولكنه ليس بالذي ينفيك من المجتمع المدني. هذا هو رأي أنا، علي الأقل.
|