كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
لقد كان ذهابها الى بيته قبل وصول امه هو آخر ما تريده .
- لست واثقة بعد , لدي قائمة طويلة بما يتوجب علي عمله . آه تذكرت .. ستكونين بحاجة الى بعض المال . لم نتحدث بعد عن راتبك , ولكن هذه دفعة على الحساب .
وفتحت حقيبتها فاخرجت منها ظرفا وضعته على حجر لوسيا :
" ربما تجدين بين أمتعتك ثوبا مناسبا ترتدينه الليلة على العشاء او ربما ترغبين بشراء ثوب جديد , اتحبين شراء الثياب ؟ عندما كانت بناتي في مثل عمرك , كان هذا همهن الوحيد " .
- قبل أن يمرض أبي , كنت انفق راتبي على شراء معدات الرسم وكتب الفن وكنت أملك بعض الملابس الجيدة للعمل . اما بقية الوقت , فأقضيه وانا ألبس بنطلون جينز وقميصا مقفلا . هل ارتداء بلوزة حريرية وتنورة سوداء مناسب لهذه الليلة ؟
- مناسب تماما .
* * *
فى تلك اللحظة , كان غراي يقف فى غرفته وهو يحلق ذقنه .
كان من عادته أن يستيقظ باكرا , فيصل الى مكتبه قبل ساعتين من مباشرة موظفيه أعمالهم . لكنه ليلة البارحة بقى يعمل حتى ساعات الفجر الأولى مما جعل تاخره فى النوم طبيعيا , لانه بحاجة الى ست ساعات ينام فيها ليستعيد طاقته المرآة التى فوق المغسلة عكست صورة جسمه الأسمر الذى كان يعرضه دوما لأشعة الشمس أثناء " هربه " القصير الذى يتبع فى العادة معظم أسفاره العملية وهذا ما جعله يحافظ باستمرار على لونه المشرق .
حركة ذراعه اليمنى وهو يمرر موسى الحلاقة , اظهرت حجم عضلات ذراعه القوية والتى يمكنها تحمل الاعمال الشاقة كما ان عضلات صدره كانت تنبئ عن رجل يتماثل عمله الجسدي مع جهده العقلي .
اما خصره ومعدته فما زالا كما كانا منذ عشر سنوات ليس لأنه زاهد فى حياته ولا يطلق لنفسه العنان في تناول الوجبات الطيبة الغالية في مطاعم لندن الفخمة , بل لأنه عندما يحضر مثل هذه المناسبات , كان يدقق فى اختيار طعامه .
* * *
كان مستورا عن المرآة بالمنضدة لكنه لم يكن يدرس تفاصيل جسمه , كان يفكر باستياء بالغ , بوصول ( تلك الفتاة المجرمة ) كما يسمي لوسيا ذهنيا .
كان يحب ان تستعمل امه بيته باعتباره مركزها اللندني , فيحرص على ان ياخذها الى امكنة لا تذهب اليها عادة النساء فى مثل سنها , كالمطاعم اليابانية الشعبية , حيث يجلس جميع الرواد على مصاطب خشبية مستطيلة امام موائد مستطيلة فيتحدث اكثرهم الى جيرانه وكان غراي يذهب بمفرده الى هناك احيانا . وقد ألف التردد عليه ما أبقاه على صلة بذلك العالم المزدحم الذى يغص به المكان .
منتديات ليلاس
انتهى من الحلاقة فانحنى ليغسل وجهه بالماء البارد ثم وقف تحت الدوش , وغسل رأسه كما يفعل كل صباح وهو يحاول أن يطرد من ذهنه , ذلك الضيق الذى يشعر به لاضطراره ان يستضيف تلك الفتاة .
كان موقفا صعبا .
أمه متمسكة بصداقتها , وهو بالقدر نفسه على التخلص منها . ولكن كيف ؟
حتى جيني , التى كان يأمل مناصرته ,قد انسجمت مع الفتاة . ويبدو ان جيني وجدت الموقف مسليا وليس مزعجا .
ولكن كل اخواته يتمتعن بروح الفكاهة هذه .
أسلوب التفكير الانثوي الذى عرفه من خلالهن , كان ينبغى ان يبعده عن النساء طوال حياته لكن ذلك لم يردعه من الزعم بانهن الجنس الاضعف من الرجال بعشرة أضعاف .
ولولا وظيفتهن التناسلية , وما يبدو عليهن من ضعف لاضمحل العالم منذ الازل .
وقف تحت الماء مغمضا عينيه , انه اول حمام ساخن له هذا النهار , ومن عادته ان ياخذه مرة اخرى بعد عودته من العمل مساء .. كان الاستحمام متعة يحب إطالتها بنفس الطريقة التى يستمتع فيها بفطور لذيذ .
لكن ما أفسد متعته هذا الصباح , ذكري تلك الفتاة ممددة داخل حوض الحمام في بيتهم في لاركوود .
إزداد غضبا ولعنا وهو يغير ماء الدوش من الساخن الى البارد عسى ان يطفئ أفكاره المرفوضة , لكن ذلك لم يحصل .
ثم هبط عليه الإلهام .. وجد طريقة ليتخلص منها حتما , كل ما عليه فعله هو ان يتحرش بها بوقاحة , وبهذا تنفر من البقاء معه.
|