كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
أما غراي فكان أطول منه بحوالي ستة سنتمترات، ولو لم تكن تعرفه لاعتقدت من طريقته في السير: انه جندي محترف، كان يبدو كولونيلاً في الجيش أكثر منه رجل أعمال ثرياً.
أغاظها أن تتأثر بقوة بهذا الرجل الذي لا تربطها به أية مودة متبادلة. لا يعني هذا أنها كانت تعيش حياة اجتماعية ناشطة قبل أن تسجن، ذلك لأن الشهور التي أمضتها في تمريض أبيها قد منعتها من ذلك وهي حتى قبل ذلك
حين كانت تعمل في المكتب التجاري، ما كان ليعجبها قط تلك العلاقات العابرة التي تعتبرها بعض زميلاتها ومعارفها طبيعية.
فكرت جيني قليلاً في سؤال لوسيا
ثم أجابت:
( غراي يشبه أباه كثيراً. كنت شغوفة بأبي، فقد كان مثالاً ممتازاً للرجل المتفوق، ولا يخفف من هذا، أن معظم أبناء جيله كانوا كذلك............
أنا واثقة من أنه عندما تزوج أمي بقي مخلصاً لها كلياً، ولكنها كانت بحاجة إلي أكثر من كونها جاريته المعبودة وذلك ما لم يكن يخطر بباله. ........
كان سيضحي بحياته من أجلها لو أقتضي الأمر، إلا أنه لم يشأ أن تكون لها حياتها الخاصة التي لا تتمحور حوله، وقد ورث غراي عنه غريزة الحماية تلك علي الأقل نحو قريباته من النساء. أثق بقدرة أمنا على الاعتناء بنفسها أكثر منه. هل لديك أية دوافع خفية لوجودك هنا؟).
أضافت الجملة الأخيرة بجرأة
فأجابت لوسيا:
( ومن أين لي ذلك وأنا لم أعرف بمجيئي إلى هنا إلا بعد وصولي؟ ما زلت أشعر بأنني أعيش في حلم سأستيقظ منه يوماً فوالدتك لديها من الأسباب ما يدعوها لكرهي أكثر مما لدي الآخرين لأن ابنها تضرر في جملة من تضرروا).
فقالت جيني:
( في ماله فقط. لقد شعرت بعد قراءة البراهين أنك أيضاً كنت ضحية لذلك الرجل الذي ما زال في السجن. هل كنتما على علاقة يا تري؟).
منتديات ليلاس
تذكرت لوسيا ذلك اليوم الذي راودها " أليك" فيه ولأنها كانت تعلم بطبيعته المغرورة بحيث يحاول اصطياد أية امرأة تمثل تحدياً لثقته بنفسه وإرضاء لغروره، فقد رفضت الوقوع في حبه رغم كونه شاباً وسيماً وهي وحيدة ومتعطشة للحب لذا أجابت:
( لا. ما بيننا كان مجرد علاقة عمل لا غير).
- ألم يكن لديك صديق حميم قبل السجن ينتظرك عند البوابة حين أطلق سراحك؟
- لا.
- قد أكون مخطئة، لكنني أميل إلى الوثوق بك لمظهرك الخارجي.
وفي النهاية، كان هناك بوابة أخرى مقفلة بخمسة مزاليج خشبية عليهم اجتيازها. قفز غراي من فوقها بخفة، ثم مد يده إلى أمه التي ارتدت بنطلوناً قبل خروجها فتسلقت البوابة برشاقة ولم تكن بحاجة إلى مساعدة أكثر مما كانت ابنتها جيني.
أما لوسيا فرغم الحبس شهوراً دونما تمرين، إلا أن ذلك لم يمنعها من التسلق، ولكن لسوء حظها أنها تسلقت إلى أعلى البوابة حيث كان المزلاج الأخير قد ضرب بشيء ثقيل ربما لتحريك المزلاج الخشبي، فانشق وأصابت يدها شظية منه.
عندما تابعوا جميعاً سيرهم، نظرت إلى الشظية الحادة المغروزة في أسفل راحتها والتي سال منها الدم.
رفعت يدها إلى فمها وإذا بغراي إلى جانبها يسألها:
( ماذا حدث؟).
- ليس ثمة مشكلة، مجرد شظية صغيرة.
لا بد أنه كان يراقبها كالصقر مما جعله يلحظ ما حدث لها.
|