كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
انتقلوا بعدها إلى غرفة الطعام حيث كانت المائدة المستطيلة معدة لثلاثة أشخاص .
سحب غراى كرسيا لتجلس عليه أمه ، بينما جلست لوسيا بنفسها.
ثم أحضرت شرائح كستليتة لحم الغنم مزينة بالفلفل الأحمر اضافة إلى أنواع السلطات المختلفة والبصل والصنوبر والنعناع .
وأثناء تناولهم الطعام .
سألها غراى فجأة :
" هل تضعين الجهاز ؟ " .
وقبل أن تتمكن لوسيا التى أفزعتها عودته المفاجئة إلى العدوانية ، من الإجابة
سألته أمه :
" أى جهاز ؟ " .
فقال غراى وهو ينظر إلى لوسيا بنفور واضح : "اساليها تخبرك" .
فقالت لوسيا بهدوء :
" إنه جهاز إثبات الهوية وهو يوضع فى المعصم وبحجم ساعة الغواص تقريبا . ولكن بالإمكان وضعه أيضا حول كاحل القدم .وهويرسل إشارات إلى جهاز إستقبال راديو يسمى وحدة التحريات فإذا لم يستطع المكلف بالتحرى أن يتقصى الإشارة ، يبعث برسالة لاسلكية إلى مركز التحريات حيث سجلات المذنبين والأوامر المفروضة عليهم بحظر التجول . وبهذه الطريقة يبقى أمثالى ممن خرجوا حديثا من السجون قيد المراقبة " .
كانت تتحدث إلى السيدة كلدر وود لكنها توجهت بنظرها مباشرة إلى الابن وتابعت :
" أنا لا أضع جهازا ، يا سيد كلدر وود . وربما ظنوا أنه غير ضرورى . لذا لم أتلق أى أمر بعدم التجوال " .
- ربما لم يفعلوا ، لكننى أعتقد بأنك لن تجدى نفسك حرة تماما من غير المعقول أن شروط إطلاق سراحك تسمح لك بمغادرة البلاد ، وإذا لم يكن بامكانك السفر إلى الخارج ، فما فائدتك لأمى ؟
منتديات ليلاس
لم تكن لوسيا قد وضعت فى حسابها هذا الوضع ، وتملكها شعور بالخوف من احتمال صحة كلامه .
فقالت السيدة كلدر وود :
" لقد ذكرنا هذا الأمر حين تحدثنا أنا والآنسة هاريس ، عن قضية لوسيا . ومن حسن الحظ أن لدى صديقا فى المحكمة ، أو لعل من المفيد أنه فى وزارة الداخلية ، وقد تلطف بالسعى فى الأمر سرا . ولأننى شغلت منصب قاضى صالح لمدة عشرين عاما صدر قرار يسمح لى بالإشراف على حياة لوسيا إلى أن تصبح حرة فى الذهاب إلى حيث تشاء ، وما دامت معى . فليس هناك قيود على تحركاتها " .
لكن ما أعلنته الأم ، جعل ابنها أكثر عنادا . إذا كان يعتقد بأنه يمتلك ورقة رابحة وعندما شعر بالخسارة ثار غضبه , وتساءلت لوسيا عما إذا كان يعرف هو أيضا أصدقاء نافذين فى مراكز رفيعة .
خطر لها بأنه رجل ذو إرادة لا تقبل الهزيمة ، وكان فى تكوين فكه عناد قاس .
انتهى الغداء بحلوى الرواند مع القشدة وقالت لوسيا لمضيفتها وقد نسيت للحظة الكراهية التى فرضها عليها هذا الرجل الجالس معهما :
" سأتذكر هذا الغداء طوال حياتى . كان الطعام لذيذا جدا فى كافة أصنافه ، أما بالنسبة إلى . . . "
|