كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
لم يكترثا بالكثير من تقاليد الزفاف، وخططا للأمر وفق رغبتهما. كانا قد أمضيا الليلة منفصلين، غراي في المركب، ولوسيا في الفندق الذي أقاما فيه الليلة الماضية حفلة لبعض أصدقائه من غير المدعوين إلي حفل الزفاف.
رن جرس التلفون بجانب السرير، فرفعت لوسيا السماعة.
- الو؟
- السيد كيلدروود في الردهة، يا آنسة غراهام.
- أرجو أبلاغه بأنني سأكون عنده بعد لحظة.
لم يكن ثمة أحد معها في المصعد الذي أوصلها إلي الردهة.
تمنت ألا يكون غراي يتوقع ثوب عرس بتنوره واسعة، ونقاباً شفافاً، جربت مجموعة من أثواب الزفاف ولم يعجبها سوى هذا.
منتديات ليلاس
عندما انفتح باب المصعد، كان يدير ظهره يقوم بجولة في أنحاء الردهة، كان يرتدي بذلة رمادية فاتحة لم ترها عليه من قبل.
تفصيلها الممتاز أبرز عرض كتفيه واستقامة ظهره. كلما نظرت إليه، ومهما كانت الملابس التي يرتديها، تري جسده القوي الرائع. وهذا لا يعني أنه سيضطر إلي ارتداء بذلة العمل الرسمية لفترة طويلة، فمن الآن فصاعداً يمكنه ارتداء ما يريد.
عندما خرجت من المصعد، التفت، ورآها فتقدم نحوها بخطوات واسعة يأخذه الشوق الذي يترافق دوماً مع خفقان قلبها. ما زالت لا تستطيع أن تصدق أن هذا الرجل يريدها.
قال وهو يرفع يديها إلي شفتيه:
- لا تخافي، لن أفسد حمرة شفتيك أو أميل بقبعتك جانباً، فأنا أكثر حكمة من أن أفعل ذلك.
كان يضع ربطة عنق حريرية صفراء باهتة وقرنفلة صفراء في عروة السترة.
أضاف:
( اشتقت إليك. في السنوات الخمسين المقبلة، دعينا نمضي بعض الليالي متباعدين قدر الإمكان).
- تبدو لي فكرة جيدة... ولكن لعلني أسأت اختيار هذه القبعة التي منعتك من تقبيلي.
- قبلة حذرة إذن.
أحنى رأسه متجنباً حافة القبعة، ثم طبع علي خدها قبلة ناعمة.
ثم استقام وهو يقول:
( تبدين خلابة).
عندما ينظر إليها بهذا لشكل، تشعر بأنها خلابة فعلاً. وتساءلت عما يجعلها تظن أن عينيه باردتان وملامحه قاسية.
- سيارة الأجرة تنتظرنا، فلنذهب.
ووقف وقفة عسكرية ثم قدم لها ذراعه فأمسكتها وهي تشعر بقوة عضلاته تحت ملابسه الغالية الثمن.
ما زالت تجهل أين سيمضيان هذه الليلة، لكنها ليست بحاجة لأن تعرف، فأي مكان سيختاره غراي سيعجبها تماماً.
ستبقي توقع لوحاتها باسم "لوسيا غراهام" وستبقي دوماً هي ذاتها، لكنها سترتبط دوماً روحاً وجسداً، بغراي.
منتديات ليلاس
ساعدها علي ركوب سيارة الأجرة ثم صعد إلي جانبها، وعندما تحركت بهما السيارة، أمسك يدها شابكاً أصابعه بأصابعها.
الدقيقة الأخيرة من التوتر التي توقعت لوسيا أن تشعر بها، لم تمر، وأدركت أنها لم تعد قلقة لرأي حماتها. وفجأة، ملأتها الثقة بالنفس، وتملكها الارتياح والشعور بالبهجة، فهذه أسعد لحظة في حياتها، فهي عروس في طريقها إلي حفل زفافها.
النهاية
|