كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
- الضغط علي الأعصاب قد يسبب ضغط الدم، وأظنها كانت تعاني كثيراً من إرهاق الأعصاب أثناء حياة أبي. فحياتها معه لم تكن سهلة خاصة عند تقدمه في السن ونادراً ما يكون محبو الكمال كذلك.
- هل تعتبر نفسك محباً للكمال؟
فكر قليلاً ثم أجاب بجفاء:
( نعم. لكنني أختلف عن أبي لأنه كان متسلطاً. أنا أتوقع أن يبذل الموظفون في شركتي قصارى جهدهم خلال ساعات العمل، ولكنني لا أتدخل في شؤونهم خارج المكتب عكس انطباعك عني حين تقابلنا في لاركوود).
فأجابت:
( لقد أعجبني، في الواقع، حرصك علي أمك. ولو أنك أصريت لحرمتني من وظيفة مريحة كما أسميتها أنت).
واحمر وجهها وهي تتذكر الظروف التي جعلته يقول ذلك.
ويبدو أنه فهم سبب خجلها هذا فقال مازحاً وعيناه تتألقان:
( هل سامحتني علي اقتحامي خلوتك؟).
نظرت إلي صحنها لتتجنب نظرته المثيرة للاضطراب، وقالت:
( لقد غضبت منك حينذاك، فاقتحامك أظهر ازدراءك لي).
- كان هذا شعوري حينذاك، وكنت مخطئاً. أنا آسف.
ومن دون أن تنظر إليه، أدركت كم هو مخلص في اعتذاره. وعندما رفعت نظرها إليه، رأت في عينيه ذلك التعبير الذي خفق له قلبها. لم تتوقع قط أن ينظر إليها غراي بمثل هذه الرقة التي توشك أن تكون حناناً.... توشك!
- شكراً. شكراً لقولك هذا.
تكلمت بصوت منخفض، محاولة ألا تجعله يري كم أثرت فيها كلماته.
- والآن، بعد أن أعتذر كلانا ووصلنا إلي تفاهم أفضل، يجب أن تكون علاقتنا في المستقبل سهلة، فلنشرب نخب ذلك.
منتديات ليلاس
ورفع كأسه منتظراً أن ترفع كأسها.
فقالت:
( ونخب عودة صحة أمك إليها).
فقال:
( وهذا أيضاً).
وتلامس كأساهما، وشربا مزيداً من العصير وهما ينظران إلي بعضهما البعض من فوق حافة الكأس.
* * *
عاد النادل:
( قهوة؟).
أتت مقاطعته في الوقت المناسب، فسألها:
( هل تريدين قهوة، يا لوسيا؟).
- نعم من فضلك.
وطلب لنفسه فنجاناً صغيراً من القهوة السوداء الثقيلة ونظر في أنحاء المطعم. لم يكن ممتلئاً بالرواد هذه الليلة، وأراد صرف أفكاره عن لوسيا.
ما حدث بينهما في زيارته السابقة موضوع آخر لا يمكن تجاهله وعليهما مواجهته. لكن كيف يمكنه أن يشرح لها أن ذلك لن يتكرر إلا إذا اتفقا؟ وأنه لم يكن مسروراً من نفسه آنذاك، فهل ستتقبل ذلك منه؟
في الماضي، لم تكن تزعجه علاقاته العابرة بالنساء، لكن ذاك هو الماضي، أما الآن فأمامه لوسيا وهي ليست مثل بعض النساء، تستمتع برفقة الرجل فترة ثم تنساه.
|