كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
كان غراي يتصل بأمه كل مساء , ولكن ليس فى وقت محدد . وذات مساء اتصل باكرا , وكانت امه فى الحمام عقب وصولهما من الرسم فردت لوسيا .
- غراي هنا . كيف حالك ؟
لم تعكس لهجته ما حدث بينهما ليلة سفره .
- نحن بخير . امك فى الحمام . هل اطلب منها ان تتصل بك , ام ستطلبها فيما بعد ؟
- سأكون في الخارج الى ما بعد موعد نومكما , سنتحدث غدا . ماذا فعلتما اليوم ؟
- ذهبنا الى معرض للفنون , ثم تابعنا طريقنا الى قرية ذكرتها لنا أليس هندرسن , فيها بيوت قديمة .تديرها سيدات مسنات , ضيئلات الحجم , لكن اكثر عملهن هو نشر الأقاويل .
عدم وجوده معها فى الغرفة جعلها تسترسل فى الكلام بسهولة وتظهر الارتياح . وفى الوقت نفسه نبهها الحديث معه الى ما فى صوته من جاذبية أيقظت فيها بعض المشاعر التى تملكتها حين عانقها .
منتديات ليلاس
فقال :
" يبدو ان صورا معينة ستنتج عن ذلك "
علمت انه يعنى الرسوم التى تصور مشاهد منزلية او احداث من الحياة اليومية .
- لقد خططنا الكثير على دفاتر التخطيط لكي نعيد رسمها عندما نعود الى البيت .
استعملت كلمة البيت من دون وعي , وتساءلت عما إذا كان ذلك سيضايقه .
- ماذا ستفعلان غدا ؟
- سنذهب لنتفرج على " القصر " ثم نتناول الغداء فى مطعم.
ساد صمت قصير قبل أن يسألها :
" هل ما زال جوليان هناك ؟"
- لقد عاد إلى برشلونة .
- اخبري ماما اننى سأتصل بها غدا . تصبحين على خير يا لوسيا .
ردت تحيته ووضعت السماعة .
ربما رأى سخافة استمراره فى أن يمضيا دقائق فى حديث ودي .
كان سؤاله عن جوليان مشجعا لها وهي تراه مدفوعا بالغيرة , لكنها لم تستطع ان تصدق ذلك تماما .
تمنت لو سجلت محادثتها .. لاعادت سماع جملته ( تصبحين على خير ... يا لوسيا ) .. لكي تسمع مرة إثر مرة صوته وهو يلفظ إسمها .
ماذا ستشعر لو سمعته يقول ( حبيبتى لوسيا ؟ )
ربما لن تعرف ذلك أبدا , لكنها لا تستطيع منع نفسها من التساؤل الحالم .
* * *
في غرفة نومه في لندن , كان غراي يتهيأ للذهاب الى حفل عشاء رسمي عليه ان يلقي في بدايته خطابا . وبأصابع خبيرة عقد ربطة عنق حريرية سوداء ليكمل بها هندامه .
كان قد توقف منذ وقت طويل عن الشعور بالتوتر فى مثل هذه المناسبات , لذا , وبعد ان حفظ ما عليه قوله صار بإمكانه ان يعود بمخيلته الى غرفة الجلوس فى أسبانيا , والى الفتاة التى لم تبارح فكره منذ ليلته الاخيرة هناك .
بعد ان عانقها , ادرك ان الوضع بينهما لم يعد كما كان , فرائحة جسدها وشعوره الطاغي بها لن يدعاه بسلام بعد الآن .
شرع بتثبيت أزرار كمي القميص البلاتينية التى ورثها عن ابيه , وهو ينظر الى نفسه فى المرآة عابسا .
وراح يحدث نفسه بغضب بأنه احمق , فحياته معقدة بما يكفي لئلا يضيف إليها ورطة اخرى . الوضع الاخر لاحل له , اما هذا فيمكن حله بأسهل الطرق . سيغويها أولا ثم يتخلص منها بعد ذلك .
لكنه لم يكن واثقا تماما من أن فى استطاعته فعل ذلك . لقد غلبتها المفاجأة فى المرة الماضية فلم تقاوم , بل تجاوبت معه بحماسة لم يكن يتوقعها . لكن الإغواء , على كل حال , هو شئ آخر , فقد تقاومه بشدة , وهذا ما يجعل العلاقة بينهما أصعب مما هي عليه الآن .
منتديات ليلاس
كان من الافضل لو لم يلتقيا قط , فلن تكون النتيجة حسنة . ولكن ما دام الامر من دون حل , سيبقى الوضع بينهما مصدرا للإنزعاج . انها تحتل ذهنه معظم الوقت .. او اكثر , فتفقده بذلك ميزته الكبري وهي قدرته على التركيز فى الامور التى بين يديه من دون غيرها . لقد اصبحت لوسيا شغله الشاغل طوال الوقت وفى الليل كما فى النهار .
غادر الغرفة ثائرا , وبعدها بدقائق , كان فى طريقه ليستقل سيارة اجرة , كانت بانتظاره لتوصله إلى الفندق حيث يقام العشاء.
بعد ذلك بثلاث ساعات , اتصلت لوسيا من المستشفى برقم هاتف غراي الخلوي . ولما لم تستطع مكالمته , تركت له رسالة تقول :
" غراي , انا لوسيا ,امك مريضة واظنها اصيبت بذبحة قلبية خفيفة . لايمكنهم التأكد إلا بعد إجراء المزيد من الفحوصات . انها فى المستشفى فى " دينيا " وهي تلقى عناية فائقة , لقد نصحونى بالعودة الى المنزل ثم الحضور إلى المستشفى فى الصباح . رقم تليفون المستشفى هو .. "
وقرأت الرقم الذى تحمله بيدها اكثر من مرة .
كما تركت رسالة على المجيب الآلي لدي جيني تقول :
" ألحت على روز ماري بشدة كيلا أقلقك , لكنني شعرت بأن عليك أن تعلم .اتصل بي رجاء , حال عودتك وقراءة هذه الرسالة " .
*******نهاية الفصل 11*******
|