كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
كان يعلم أن الطائرات معرضة للتأخير الممل ، فحجز مقعدا فى الدرجة الأولى على الطائرة النظامية ، لكن كان عليه الانتظار ساعة قبل بدء الرحلة .ورغم أن لديه ملاحظات عليه تدوينها استعدادا لخطاب سيلقيه إلا أنه وجد صعوبة فى التركيز .
ما حدث الليلة الماضية لم يبارح مخيلته بعد ، ولم يستطع التخلص من ذكرى احتضانه للوسيا ، وكم صعب عليه التوقف عن معانقتها .
تساءل عن حقيقة شعورها حين نزلت من غرفتها ووجدت أنه رحل و ربما شعرت بالارتياح ! أولا المواجهة على مائدة الفطور كانت لننسبب بإحراجهما معا ، بعد استجابتها المتلهفة ، وانجذابها الجسدى إليه . لقد فضحها جسدها وليس عقلها ، فكيف بمقدورها أن تشعر تجاهه باللهفة والانفعال فيما شهادته فى المحكمة هى التى وضعتها خلف القضبان ؟
إن تجاوبها معه لا يثبت شيئا سوى أنها استعادت حيويتها الطبيعية وبالتالى حاجتها كأى امرأة اخرى فى سنها . من سخرية القدر أن تظنه قد أطلق العنان لمشاعره وأراد إقامة علاقة عابرة معها فيما الأمر لم يكن كذلك . لأنه ومنذ فترة ، وجد ان العلاقات العابرة لم تعد ترضيه ، فأصبح يبحث عن علاقة ثابتة مع رفيقة دائمة . ولكن عليه أولا أن يجد مخرجا للمأزق الذى غرقت فيه حياته . ولم يكن ثمة مخرج . . .
* * *
اتصل جوليان فى الصباح الذى تلا رحيل غراى ، وسأل إن كانتا ترغبان بالخروج فى نزهة إلى أعماق الريف .
منتديات ليلاس
ردت روزمارى على مكالمته وقبلت الدعوة ثم خاطبت لوسيا قائلة :
" يقول إنها قرية رائعة للرسم "
كانت الرحلة رائعة حقا . وفى الساعة التى سبقت الغداء كانت روزمارى ولوسيا قد خطتا صورة رائعة لنافورة فى الساحة الرئيسية تمثل طائرا .
وبينما كانت السيدة هندرسن تتمشى فى الأنحاء وهى تثرثر مع أهالى القرية بلغتهم المحلية ، كان جوليان يلتقط صورا فوتوغرافية .
بعد أن تناولوا الغداء بجانب النهر ، قالت أليس :
" أحتاج قيلولة لنصف ساعة " .
فقالت روزمارى :
" أظننى سآتى معك . فما أكلناه يسبب النعاس "
وابتسمت لجوليان الذى كان قد أحضر الطعام ونصب المظلة . فقال :
" سنتمشى أنا ولوسيا على ضفاف النهر . لا أظنك تريدين أخذ قيلولة ، اليس كذلك يا لوسيا ؟ " .
هزت رأسها نفيا وهى تنفض عن تنورتها فتات الخبز ثم وقفت .
قال جوليان :
" اتساءل عما يفعله الراعى ، طوال النهار . لوكنت مكانه لتملكنى الضجر . ماذا عنك أنت ؟ " .
- هناك أشياء أكثر مدعاة للضجر .
- مثل ماذا ؟
- آه ، ان تلتصق بمكتب طوال النهار تطبع على الآلة الكاتبة .
لم تشأ أن تخبره عن أسوأ ما يسبب الضجر وهو ساعات لا نهاية لها تمضيها حبيسة من دون ما يكفى من الكتب لتملأ وقتها .
بدا واضحا أن ذلك لم يكن الموضوع الذى يريد جوليان الخوض فيه . فغيره بقوله :
" إذن عاد كلبك الحارس إلى لندن فتركت حرة فى تناول العشاء مرة أخرى الليلة " .
|