كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
قال هذا بابتسامة عريضة منعت إدعاءه من التحول إلي مبالغة في المباهاة.
تحايلت لوسيا لكي تجعله يتحدث عن هذا الموضوع طوال العشاء. كانت مهتمة حقاً، لكنها أرادت أيضاً أن تتجنب مزيداً من الأسئلة عن حياتها.
لم تعرف السبب الذي جعل غراي يشعر بالغيظ عندما دعاها جوليان للعشاء الليلة.
كل ما ظنته أنه لا يريدها أن تستمتع، وأنه كان يفضل إبقاءها في السجن أطول مدة ممكنة، لو أن الأمر بيده.
منتديات ليلاس
قال جوليان:
( ها قد بدا وجهك تعيساً مرة أخرى! هل قلت ما يذكرك بشيء يزعجك؟).
فأجابت بمرح:
( لا شيء. أنت تتخيل ذلك. أخبرني بالمزيد عن عملك في العلاقات العامة).
* * *
كان المنزل غارقاً في الظلام عندما أوقف جوليان السيارة وترجل منها ليفتح الباب.
- شكراً جوليان، كانت سهرة جميلة.
تكلمت بصوت منخفض، رغم أن غرف النوم تقع في الناحية الأخرى، ولم يكن متوقعاً أن يسمع من فيها أي صوت سوى جلبة الشارع.
قال وهو يضع يديه علي كتفيها ويميل إلي الأمام ليقبلها علي وجنتيها:
( تصبحين علي خير، يا حلوة، ونامي جيداً، كما اعتادت مربيتي أن تقول لي).
كانت تمسك المفتاح بيدها فأخذه منها وفتح الباب ثم أعاده لها. عندما دخلت وأغلقت الباب، سمعت صوت سيارته وهو ينطلق.
لم تكن الستائر مسدلة علي النوافذ، لذا أنار الشارع ضوء الغرفة. فتحت باب المطبخ لتحضر لنفسها كوباً من الشاي، فتنبهت أن أحد مصابيح غرفة الجلوس قد ترك مضاء.
توجهت إلي غرفة الجلوس لتطفئ مصباحها، لكن الغرفة لم تكن خالية كما ظنت، وجدت غراي جالساً علي إحدى الأرائك وبيده كتاب وعلي المنضدة بجانبه، كأس مستطيلة.
قالت:
( آه، لم أتوقع أن أجدك مستيقظاً).
وضع الكتاب جانباً ثم نهض وتناول كأسه الفارغ:
- نادراً ما أذهب إلي الفراش قبل منتصف الليل، كيف أمضيت سهرتك؟
- ممتعة جداً، شكراً. هل خرجتما، أنت وأمك؟
- إلي القرية لتناول شراب قبل العشاء تحت الأشجار.
فسألته:
( أريد أن أصنع كوباً من الشاي. هل تريد واحداً؟).
- لا، شكراً.
أخذ الكأس وملأه بالماء ثم سألها:
( هل سترين هرناندز مرة أخرى؟).
منتديات ليلاس
شيء ما في نبرة صوته جعلها ترد:
( ربما. هل لديك اعتراض علي ذلك؟).
- لا. طالما تدركين أن الرجال الأسبان يعتبرون نساء شمال أوروبا أكثر حرية وسهولة من فتياتهم هنا، ولا تستغربي إذا حاول في المرة التالية أن يتحرش بك.
فقالت ساخطة:
( سأدهش جداً، فأنا لا أعتقد أن جوليان من أولئك الذين يتقربون من الناس بناء علي تصميم مسبق. أنا واثقة من أنه لن يتجاوز الصداقة بدون تشجيع واضح).
رفع غراي كأس الماء إلي شفتيه وأحنى رأسه ليأخذ جرعة طويلة. حركته تلك لفتت انتباهها إلي رقبته القوية، فحولت عينيها عنه، غاضبة من نفسها لاهتمامها بهذه التفاصيل في حين أن ذهنه ملئ بالكراهية لها.
قال ببرود:
( قد يعتبر خروجك معه تشجيعاً كافياً له. إذا لم تكوني مهتمة به حقاً، فلماذا تخرجين معه؟).
- لأنني مهتمة به. ولكن ليس بالطريقة التي تعنيها. إنه أول رجل أسباني أقابله، كما أنه يتكلم الانكليزية لذا لا يوجد بيننا حاجز لغوي. كان يحدثني عن عمله.. عن برشلونة، عن المناطق الاسبانية الأخرى. ألم يدر بينك وبين امرأة حديث جاد قط؟ هل كل مواعيدك مع النساء قائمة علي الهدف الذي تتهمه به؟
كانت قد بدأت الكلام بهدوء وتعقل. وإذا بها فجأة تفقد صبرها معه فتنتهي بتوجيه الأسئلة بشكل عدائي واضح.
ما حدث بعد ذلك كان أشبه بالرعد في يوم مشمس فبخطوتين واسعتين صار قربها وأمسك بكتفيها بطريقة مختلفة جداً عن حركة جوليان حين افترقا، ثم انحنى ليعانقها عناقاً خشناً.
******نهاية الفصل العاشر******
|