كاتب الموضوع :
زجاجة عطر
المنتدى :
الارشيف
لا يرُى النور
عتمة الديجور
1-3
انتبهت من النوم على صوت طرقات خفيفة على باب غرفتها
تحركت بضجر وقليل من الانزعاج فهي
لم تنم سوى للحظات على أكثر حد لتوقعاتها ...
وببطء شديد تحركت نحو الباب بخطوات ثقيلة
وبينما كان عقلها يحث قدميها في السير قدما
اعترتها رغبة في التراجع والعودة لأحضان فراشها الدافئ
وككل مرة عقلها ينتصر ..
فهاهو يمنيها أنها إن أطاعته فقد تحظى بقيلولة
على أي أريكة شاغرة في الأسفل
و بكذا فهي ستهرب من التوبيخ و غيره مما ستلاقيه
إن استسلمت لأهوائها وستحظى بالنوم أيضا ..
وهكذا تطايرت ذرات النعاس في الجو بعيدا عنها دابة فيها
نشاط غريب على من لم ينم أكثر من نصف ساعة
ولم يأخذ هذا التفكير سوى جزء من الثانية...
أخيرا فتحت الباب ونظرت إلى الطارق ثم أجابت
:خلاص قمت
وبعد أن أنهت جملتها ابتسمت على غباء الجملة
فلم يكن هناك حاجة لقولها إلا أنها تذكرت
أنه يوجد من قد يفتح باب منزله وهو نائم
فلا بأس ببعض الغباء هنا..
نظرت لها الأخرى وقد تبدلت ملاحمها من الدهشة إلى السخرية
: أكيد اليوم بينكتب في التاريخ
لم تستفزها تلك النبرة الساخرة
فطالما كانت هذه ساخرة منها ومن تصرفاتها
وتعد كل ما تقوله مجرد فلسفة لا هدف يرجى من وراءها..
لذا أقفلت الباب بهدوء في وجه أنامل
و فجأة شعرت برغبة عارمة في الضحك بقوة
ربما هذه هي المرة الأولى التي تلتفت
إلى أن اسم تلك كان أنامل اسم يشعرك أن حامله
يتسم برقة خالصة وعذوبة متناهية
إلا أن هذه لو سميت ب(شعشبونا) لكان أفضل بكثير..
نفضت الأفكار من رأسها ليس لديها وقت لتفكر بأنامل و اسمها..
الأولى أن تعجل في ارتداء ملابسها و أخذ تلك القيلولة ..
وبسعادة فتحت دولابها ولأنها لا تزال طالبة في المدرسة
فلم يكن لديها عدد من الخيارات في اللبس أخذت زيها المدرسي..
واتجهت للذهاب إلى الحمام وما إن انتهت من ارتداء لباسها
خرجت من الحمام ومن الغرفة بأكملها
لم تهتم في كونها لم تسرح شعرها فقد اكتفت بربطه
لم تكن ممن يهتم بمظهره ..
ولو إنها تمنت في وقت ما أن تكون كأولئك
لكنها في النهاية تقنع نفسها أن هذه هي
وستبقى هكذا للأبد وأن أي تغيير سيكون تغيير لحظي ...
نزلت بسرعة وفي طريقها رأت والدتها
تعد الفطور أرادت الذهاب قبل أن تراها والدتها
حتى لا تجبر على تناول الفطور..
إلا أنها صدمت بصوت أنامل تناديها وكأنما قرأت أفكارها
:وسن ما بتجي تأكلي ولا بتهربي من الفطور اليوم كمان
شعرت بالغضب وتحركت باتجاه الكرسي مرغمة
وكالعادة بدون أن تتفوه بحرف جلست ..
بعد دقائق كانت مستلقية على تلك الأريكة الحمراء
المحببة لها كثيرا ولحسن حظها اليوم لم يكن والدها
قد استيقظ مبكرا لذا فإنه سيتأخر قليلا
مما يتيح لها فرصة في أخذ تلك القيلولة
الذي يمنيها عقلها بها منذ الصباح ...
بعد نصف ساعة سمعت صوت والدها يأمرها
بأن تسبقه في الذهاب إلى السيارة
فأجبرت نفسها على القيام والذهاب إلى السيارة وتشغيلها
كانت هذه بمثابة عادة يومية تقوم بها كل صباح
تشغل السيارة وتنتظر والدها وبعد دقائق يأتي
ويوصلها إلى مدرستها ثم يعود إلى المنزل فهو متقاعد الآن ...
أما أنامل فهي تذهب مع أختها بالرضاعة
سلام إلى العمل ويوصلهم سائق خاص
كم تمنت أن يكون لديها سائق خاص حتى تتأخر
متى شاءت وتذهب متى أرادت ذلك
فتحت حقيبتها لتتأكد من وجود جميع الكتب
فهي لم ترتبها البارحة وتخشى أن تكون قد نسيت كتاب
ولكن ما أن فتحت الحقيبة تذكرت أنها لم تذاكر لاختبار الرياضيات
حمدت الله أنه مجرد اختبار رياضيات أمسكت الكتاب
وأخذت تتصفحه بهدوء لأن الرياضيات كانت المادة الأسهل لديها
من بين كل تلك المواد والوحيدة برأيها التي لا تحتاج إلى مذاكرة
فقط مراجعة بعض القاعدات تفي بالغرض ...
|