كاتب الموضوع :
زجاجة عطر
المنتدى :
الارشيف
لا يرى النور..
عتمة الديجور
1-2
دخلت إلى البيت وهي تشعر أخيرا بالراحة
يشوبها الحزن فقد كان يومها طويل جدا
قضته في تأدية أعمالها ولم ترتح ولو للحظات ليس لشيء
إنما هذه عادتها فعندما يطلب منها عمل لا ترتاح ولا يهدأ لها بال
إلا عند إنجازه في أسرع وقت وبإتقان...
دخلت إلى غرفتها لترتاح وتنام فهي تطمع بالراحة
بعد يوم عمل مرهق وشاق عانت منه الكثير من الأمور
أولاها التأخير وانتهى بخصم للمرتب ...
لم يهمها خصم مرتبها لكن ما جعلها تتضايق وتحزن
هو التهمة التي لفقت لها وورطت فيها
ولأن علاقاتها ليست واسعة لم تفلت منها برغم من براءتها
هذا هو الشيء الوحيد الذي يضايقها الظلم...
ما إن همت لتخلع عبأتها حتى فتح الباب بقوة دون استئذان
ودخل هو كأسد ثائر يستعد لبدء معركة...
زفرت بإنهاك والتعب بادي على صفحات وجهها بوضوح
:نعم ايش عندك ؟
أما هو فقد ثار بوجهها باتهام : ايش عندي ما تدري يا ست سلام وين الخاتم
سلام بصدق : أي خاتم
اقترب منها وهز ذراعها بقبضته: لا والله ما تدري
أفلتت نفسها من قبضته بصعوبة
:آه وسام ابعد عني أي خاتم تقصد تعرفني ما البس خواتم
وسام رد عليها بعصبية
:وأنا ايش أبى في خواتمك أنا أبى الخاتم طلعيه أحسن لك
سلام ببرود :وأنا أقولك ما عندي خاتم ولو سمحت أطلع برى
ليطلق أفا صغيرة ويخرج من الغرفة و لا يبالي بارتطام الباب وراءه
أما هي فأخذت تفكر فيما أصابه
فمنذ عاد من سفره الأخير وقد ازدادت أخلاقه سوءا
دخل لغرفته ليرى الآخر مضطجع فراشه
يقرأ كتاب رفع عينيه و نظر بلا مبالاته المؤلفة...
وسام بارتباك وحيرة: تقول مو عندها وأنت تقول مو عندك
وأصلا هالهبلا شكلها ما تردي عن شيء
الآخر تأمله للحظات ثم أجابه بهدوء
: مشكلتك صراحة وأنا مني فاضي لك
وسام بحيرة أكبر من قبل
: طيب ايش أسوي محد غيرك وسلام ساكن هنا
الآخر بنبرة تشكيك : متأكد
وسام بتساؤل: ربيع ايش قصدك ؟ وضح
ربيع ببرود : معليش قلتلك من قبل هذي مشكلتك
حلها بنفسك ويلا برا أبى ارتاح
وسام بتوسل : هذي أخر مرة
ربيع ببرود قاتل : ما عندي وقت اطلع برا من غير مطرود
خرج وهو يحمل أذيال الخيبة والغبن سيقتله عما قريب
ما الذي سيفعله الآن
وماذا يقصد ذاك بكلامه؟
رن هاتفه المحمول ينبئه بوصول رسالة
رص على زر الفتح وصدم ارتجف كلا فكاه وألجمته الصدمة
نص الرسالة
خلال عشرة أيام
إذا ما سلمت الخاتم
حنرسلك للمنفى
ق. ألين
المنفى أخذت هذه الكلمة تدور في عقله كثيرا
وتكرر بشكل مزعج بدا أكثر إيلاماً وصل لمرحلة أللاستيعاب
كيف له أن يجد هذا الخاتم أل... في مجرد عشرة
أيام أمسك رأسه بدأ الصداع يؤلمه و هو أخر ما ينقصه
جلس وأسند ظهره لباب الشقة وهو يشعر أن رأسه سينفجر
وأن حرارته بدأت بالارتفاع شيئا فشيئا ولن تنطفئ أبدا
منفى يا لوقع هذه الكلمة على نفسه
لم يستطع ابتلاع صدمت الكلمة فكيف إذا حدث في الواقع
أصبح رأسه ثقيل من شدة الألم وارتفاع الحرارة
قرب ركبتيه من بعضهما ووضع رأسه عليها
بدا شكله مخيف ومحزن في الوقت ذاته ...
أخذت تنظر إليه بشفقة لما آل إليه حاله
كانت تريد أن تذهب للمطبخ لتأكل شيئا
لكن منظره الجالس على عتبة الباب
مسند ظهره للجدار وضام رجليه إلى صدره
أوقفها لم تحتمل منظره بهذا اليأس ...
وتعلم ردة فعله لو حاولت أن تخفف عنه
تكره أن تراه يتألم فلا تستطيع مساعدته وإنقاذه مما هو فيه
لم تنتبه للوقت إلا حينما خرج ربيع من غرفته يريد الذهاب لعمله
ويأمره بأن يقوم عن الباب
كم بدا قاسيا بهذا الطلب
ربما تأثرها بالمشهد وأنها لأول مرة تراه بهذا الضعف
جعلها ترى تصرف هذا الطبيعي قاسيا...
ربيع: ابعد عن طريقي بسرعة
وسام قام بانقياد لأوامر ربيع نظر للواقفة
ولنظرة الشفقة التي اعتلت ملامحها
نظرة غضب:هي أنت يا هبله شموقفك هنا روحي لغرفتك
ابتسمت بأسى وأكملت طريقها للمطبخ
وهي تقول بصوت متهجد :استغفر الله العظيم ...
|