كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
ابعد يدها بلطف: " لا دعيني امشط شعرك بنفسي لطالما أحببت شعرك يا جو فهو لامع كجناح الطائر الاسود ، هل تذكرين الأوقات التى كنا نقضيها في منزلنا في لندن وكيف كنت امشط لك شعرك قبل ان ننام ؟ وكم كنت احب تلك الأمسيات الدافئة في فصل الصيف عندما كنا نجلس على الشرفة ونشرب النبيذ والنهر الذي يمر تحت شرفتنا يتهاوي بهدوء وأضواء المدينة معكوسه في مياهه الصافية ورائحة البحر تملأ الاجواء الهادئة التى يكسوها الضباب "
" كلامك شاعري جداً ".
قالت هذا جوانا وسحبت المشط من يده وتابعت: " حصل كل هذا في حياة اخرى بالطبع " .
ومشطت شعرها بسرعة وعندما انتهت ناولته اياه وقالت: " شكراً لك والآن من الأفضل لك ان تخبرني بما تنوي فعله لاني لا اعرف ماذا ستفعل؟ " منتديات ليلاس
" لا لن اقول هذا "
قام من مكانه وجلس على الكرسي وتابع: " يمكنك اقناع نفسك بأنك سترتاحين اكثر من مكان آخر ولكن ان اعدت النظر في الموضوع لوجدت انها فكرة سخيفة الى اين ستذهبين ؟ الى المستشفي او الى الفندق ؟ او الى العزيز غيلز ؟ اشك في اهتمامه بك كما افعل انا ،فهو مشغول بقضية الفندق الملكي في نيس "
" لا اعرف ماذا تعني ؟ وأتمني ان لا تتكلم بالألغاز وعلى اى حال ماذا تعرف عن غيلز ؟ "
" اعرف ما يكفي "
نظرت جوانا الى وجهه وفهمت انه قال ما يريد عن غيلز ولا ينوي اضافة المزيد وبعد انقضاء فترة بسيطة سألها: " الن تسأليني شيئاً بصدد الامور التى أعرفها عن خطيبك ؟ "
" لو سألتك اعرف بانك لن تجيبني "
" هذا صحيح ،انها قضية عمل ولا اريد التحدث عن العمل في الوقت الراهن ".
مرت دقيقة صمت قبل ان يقف هال ويضيف: " سأذهب حالاً الى المطبخ لاحظر لكك الغذاء بعدها سأذهب الى القرية لاحضر الوصفة الطبية وأذهب بعدها للتسوق هل تريد السيدة عشاءً مميزاً "
بدأ الصداع يضرب في رأس جوانا وعادت الى حالتها الأولى فلم تستطع ان تجيب واكتفت بهز رأسها ، اقترب منها وعلامات الاهتمام بادية في عينيه وسألها: " جو عزيزتي هل انت بخير ؟ هل تشعرين بالتعب ؟ ".
ولف ذراعيه حول كتفيها وتابع: " انا آسف لاني ازعجتك بكلامي والآن استلقي وخذي قسطاً من الراحة وانا سأقوم باحضار الغذاء الى هنا "
سمعت اصوات الصحون في الطابق السفلي عاد على اثرها هال وهو يحمل صينية صف عليها الصحون وقال: " اعرف ان الغذاء متواضع ولكن سأقوم بعمل افضل اذا احضرت الأغراض من المدينة اعدك بان اعود بسرعة كي ننفذ وصية الطبيب ".
هزت جونا رأسها وابعدته عنه كي ترتاح فاقترب منها وداعب شعرها بيده وتابع بهمس: " ارتاحي يا حبيبتي " ثم تركها ومضي .
ولدي تأكدها من ذهابه الى القرية أطلقت العنان لدموعها المحبوسة، فقد مضى وقت طويل ولم تستطع من خلاله البكاء لتريح نفسها ولكنها لا تستطيع ان توقفها الآن ، فلا يمكنها ان تفكر بوضع اكثر حراجة من وضعها مع هال خصوصاً انها لا تزال تحبه وتحبه بجنون .
كان عليها مواجهة الواقع المؤلم الذي تحاول انكاره جوارحها وهو معاملة هال الرقيقة والحنونة لها بغض النظر عن وجودها في الفيلا الخارج عن ادارتها واعترفت لنفسها بانه تغير فمازال يحفظ بقوته القديمة ولمساته المثيرة والتى أصبحت اكثر حناناً من ذي قبل .
يت***بع
|