-9-

تركت جوانا الفندق صباح اليوم التالي وقادت سيارتها باتجاه الفيلا فقد أمضت وقتاً طويلاً امام طاولة الزينة في محاولة لازالة مظاهر التعب الناتج عن الارق في الليلة الماضية، وكانت النتيجة النهائية غير مرضية ولكنها أفضل ما تستطيع القيام به، فلبست ثوباً من الكريم فوقه سترة من اللون نفسه وحملت حقيبتها ثم القت نظرة الى نفسها في المرآة فشاهدت انعكاس صورتها وبدت هائة باردة ، موعدها مع هال كان عملي تماماً وعندما تتم الصفقة ستحزم امتعة المالك استعداداً لشحنها الى كندا .
منتديات ليلاس
لم تأخذ فطورها ولكنها استعاضت عنه بكوب عصير الفاكهة ، ستأكل بشهية أكبر بعد انتهاء المقابلة لذا تركت مفتاحها على طاولة الاستقبال وخرجت من الفندق وقادت سيارتها باتجاه الفيلا وعندما وصلت شاهدت سيارة سيترون حمراء متوقفة في ساحة الفيلا وتساءلت اذا ما كانت تخص هال وفوجئت بهذه السيارة لان هال يشتري انواعاً جميلة جداً وذوقه ممتاز، ولكن لم يكن هذا ما تفكر فيه لانها ارادت الوصول الى الفيلا قبله كي تستعد نفسياً وتسترخي وتتنفس بعمق قبل ان تواجهه .

يت***بع

ولكنها لم تحقق مرادها لان هال كان واقفاً تحت شجرة الميموزا عندما وصلت الى البوابة، شعرت بدوخى خفيفة و بالألم في رأسها وتمنت لو أخذت فطورها، فنظرت اليه من تحت نظارتها وشاهدته يقترب منها كان يلبس بنطلوناً من الجينيز وقميصاً مناسباً لكنه سحرها برجولته الطاغية وحضورة القوي ، وحاولت ان تكرهه وتقنع نفسها بانه الرجل الذي قاست منه الأمرين وعذبها عندما رفضها وطردها من حياته ولكن قربه الشديد منها جعلها تشعر بشوق له وتذكرت بانه الرجل الذي احبته والتى تمتعت معه باجمل أيام عمرها والذي وهبته حبها ، ولم تنسي تأثير جسده عليها، آه كم يثيرها وجوده لدرجة تتمني بان ترمي بنفسها بين ذراعيه ولكنها قوية وستظهر له بأنها استطاعت الاستغناء عنه طوال هذه المدة .
منتديات ليلاس
ابتسمت بلطف ومصطنع وقالت: " صباح الخير هل تأخرت عليك؟ "
" لقد ابكر كلانا بالحضور "
توقف لبرهة ثم نظر اليها نظرة ساحرة وتابع: " مرحباً بك يا جوانا "
" كيف حالك يا هال؟ "
شكرت جوانا الظروف لانها لبست نظارتها كي لا يري الشوق المرتسم في عينيها وتابعت بلهجة واثقة: " من الطبيعي ان نلتقي هكذا ،ولكن كما قلت البارحة علينا ان نلغي هذه العداوة والآن هلا دخلنا في موضوع العمل ؟ "
منتديات ليلاس
كانت تصعد الدرج المؤدي الى الباب الامامي وأخرجت المفاتيح من حقيبتها وفتحت الباب وقالت له: " اظن انك تريد التجول في المكان بمفردك كما يفعل معظم الزبائن " رفع حاجبه استغراباً ورد بلهجة حالمة: " انا لست احد الزبائن يا جوانا وأريدك معي في هذه الجولة "
" كما تريد ".
ومرة اخري قاما بجولة حول الفيلا ولكن بهدوء وللمرة الثانية اخذت جوانا انطباعات بانه لا ينظر الى شيئ، فهو لا يتصرف كزبون ينوى شراء المنزل كما عرفت من خبرتها بانه ليس مهتماً بالفيلا أو بأثاثها فلم يشر الى ما يثير اهتمامه ولم يفتح معها حديثاً في اي موضوع وهذا ما جعلها تشعر بالغضب لكنها ابقت مسافة كبيرة بينها وبينه كي لا يلمسها ولو بطريقة عرضية ولم تبادر بالحديث عن الفيلا لانه يعرف كل شيئ عنها .
وبعد ان طال النظر الى محتواياتها لمدة كافية قال: " اريد ان القي نظرة على الحديقة الخارجية وخاصة الحوض "

يت***بع

" بالطبع ".
وفكرت بانه اذا استمر بالتصرف هكذا فلن تبيعه المكان .
وللوصول الى الحوض كان عليهما نزول بضع درجات وبعد ان فعل هذا وقف هال على الرخام الذي يحيط بالحوض وحدق في المياة الزرقاء الصافية وسألها :" هل تعرفين اذا افرغت من مياهها ومتى تم ذلك ؟ "
بدا واضحاً ان البركة افرغت ونظفت قبل الشتاء وهو امر معروف لكن هال كان يفتح باب للمناقشة وفكرت جوانا بانه مضطرب لكن على الاقل قام بمحاولة لتغيير الأجواء ومع ذلك لم ترد عليه بكلمة .
وبعد برهة ردت عليه بهدوء: " اذا اردت استطيع ان استعلم الامر من المالكين القدامي اذ تركوا المكان بسرعة لان مقضيات العمل جعلتهم يستقرون في كندا ولك يكن بمقدورهم ان ينظفوا شيئاً فتركوا الامور لنا ".
هز رأسه وقال:" فهمت"
ومرت لحظة صمت ثقيلة ثم قال فجأة: " اجلسي يا جوانا، اريد التحدث اليك " امسك بذراعها وقادها الى الكرسي الابيض قرب الحوض، تأثرت للمسته السحرية على ذراعها لكنها ابتعدت عنه بقدر ما تسمح الكرسي وبدأت تفتح حقيبتها الكبيرة فصرخ وامسك يدها وقال: " لا تفتحيها ".
عادت بالذاكرة الى لمساته السحرية ومدي تأثيرها عليها وتذكرت هال القديم وحبها العميق له فاحتضنت يده يدها الناعمة وشعرت بالدفئ يسري في أوصالها ولكنها لا تستطيع ان تحتمل هذا فعضت على شفتها كي تضغط على احساسها وتبرهن لنفسها بانها قادرة على نسيانه ولكنها لم تستطع وبعد ان تتمالك اعصابها قالت بصوت بدا طبيعياً: " ماذا تريد مني يا هال ؟ انا مستعدة للتحدث معك في امور العمل ولكني لست مستعدة للتحدث معك عن اموري الشخصية "
منتديات ليلاس
حاولت الوقوف لكنه امسك بيدها ومنعها من ذلك فعادت الى مكانها مكرهة ، نسيت كم هو قوي اذ كانت تداعبه وتقول بانه لا يستطيع السيطرة على قوته .
رد عليها بسرعة: " يجب ان اتحدث اليك في موضوعنا ".
توقف للحظة ثم تابع: " انا جاد بصدد شراء الفيلا لكن عندما سمعت بوجودك هنا استغنمت الفرصة وجئت لرؤيتك واريد ان أوضح لك ما حصل بيننا منذ سنتين "
" لا " وأبعدت نفسها عنه وتابعت " لقد انتهي كل شيئ ولا اريد ان اسمع ".
وبدأت تصعد الدرجات المؤدية الى الفيلا لكنه لحق بها وقال: " يجب ان تسمعيني يا جوانا اعرف باني تصرفت معك بسوء ولكنك في ضميري منذ ذلك الحين "
توقفت واستدارت لتواجهه ثم تساءلت هل يمكن ان يشعر بالاسف ؟ مستحيل، اجابت بسرعة: " لن اشكل عائقاً في حياتك الجنسية ".
اتسعت عيناه من الدهشة وقال: " هذا كلام رخيص ولا يليق بك دعيني اشرح لك الوضع ".

يت***بع

وعادت بالذاكرة حين رأت الفتاة ذات الشعر الاحمر تعانقه فلم تدعه يكمل.
" فات الأوان للشرح يقولون حين يفشل الزواج الطرفان المسؤولية، اظن بأني اخطأت ايضاً لذا يمكنك ان تبدأ حياتك من دوني، وبصراحة اقول لك ان هذا الوضع يساعدني كثيراً، فكرت كثيراً، وقررت انه من الأفضل ان ننفصل وهكذا نحصل كلانا على فرصة ثانية مع شخص آخر ".
وصلت الى غرفة الجلوس فاغلقت النافذة الطويلة ومشت بسرعة الى الباب الامامي تبعها هال وسألها: " من هو ؟ "
" ماذا ؟ "
" الفرصة الثانية التى تتحدثين عنها من هو ؟ "
" وهل هذا يهم ؟ "
" نعم هذا يهم "
" ولكن بالتأكيد لا يمكنك بان تفكر بان ما كان بيننا لان الوضع تغير و ... "
قاطعها هال وسألها وقد بدت القسوة في صوته: " من هو ؟ "
" حسناً، اذا اردت معرفة اسمه فهو غيلز بوتر، يعمل في شركتي وحالياً يعيش في نيس حيث من المفترض ان اعود الآن ".
وتمنت في اعماقها بانه لو عرف بما قالته ان لا يستغل هذا ويشجعه على التقرب منها اكثر فأكثر .

يت***بع

-10-

وقف هال بالقرب من الباب وفكرت جوانا بان المقابلة انتهت لكنها شعرت بالمرض والدوخة حيث وقف يحدق بها فاستجمعت شجاعتها وتابعت: " أظن بان كل شيء انتهي والآن يمكنك الاتصال بريتشارد كيلبورن في لندن اذا ما اردت شراء الفيلا، لقد اعطيتك رقم الهاتف ،كما تستطيع القاء نظرة اخيرة على الفيلا لكن اغلق الباب جيداً عندما تخرج علي ان اذهب الآن الوداع يا هال وأظن ان من الأفضل ان لا نلتقي ثانية" منتديات ليلاس
" انتظري يا جوا ".
حاول امساكها لكنها أسرعت خطاها وركضت كما يركض الحيوان الصغير من وحش مفترس.
وعندما نزلت الدرجة الثالة انزلقت قدمها بجذع شجرة الميموزا الصغير الذي مازال عالقاً فيها مغلق كعب صندلها فشعرت بنفسها تطير في الهواء وتسقط على الارض بقوة.

يت***بع