المنتدى :
القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
اختلاف عميق
اختلاف عميق
بكل أمل وتفاؤل وجد في العالم بدأ يجمع أوراقه القديمة..
بدأ بجمعها من كل مكان من على المكتب من على الأرض من بين أرفف مكتبته العتيقة وحتى تلك التي أهداها لأصدقائه جمعها..
و أعاد ترتيبها في ملفات أخرى مختلفة عن سابقاتها في كل شيء في الحجم واللون والثمن..
وحالما انتهى من عمله حملها بين يديه كما لو أنه يحمل أعز أبنائه حملها كمن يحمل طفله الرضيع
فهي بالنسبة له أغلى ما يملك ..
اليوم قرر أخيرا أن ينشرها لا يهمه أن أعجبت أحدهم أو نالت رضاء الأخر كل ما يهمه الآن هو أن ترى النور ..
لا يهمه إن جاورها اسمه أو اسم مستعار فالمهم أن تنشر وبأي طريقة كانت وحتى إن لم تجد سوى زاوية صغيرةمن جريدة..
حملها بين يديه متأملا أن ينسى الألم الذي رافقه حال كاتبتها بمجرد رؤيتها وقد نشرت ..
ذهب بها إلى صديقه الجديد علي والذي كان هو من دفعه إلى الإقدام على هذه الخطوة ..
طرق باب مكتبه وبعد ثواني رآه
يجلس على كرسيه الأثير خلف مكتبه الفخم فعلت ابتسامة عذبة فمه لرؤيته علي
فبادله علي الابتسامة ذاتها وهو ينظر له
كان وسام شاب في مقتبل العمر أسود الشعر أسمر البشرة فارع الطول جميل الوجه
هتف
بالسلام عليكم
ثم جلس ونظر لصديقه الذي قد استلم اليوم منصب رئيس التحرير للجريدة
رد علي السلام عليه
أفصح وسام لعلي عن رغبته في نشر كتاباته فوعده علي أن ينظر في الأمر ويعمل قصار جهده على أن يتم
بعدها أستأذن وسام وقد ملئ قلبه بالإصرار على الاستمرار في الكتابة
بعدما ترك أوراقه بملفاتها لدى علي ليطلع عليها
تذكر صديقه القديم تميم ذلك الإنسان كان مغلفا بالسوداوية وكان من ذلك النوع من الأشخاص
الذين يستمتعون بإحباط الآخرين والتقليل من شأنهم .
تذكر تأثيره السيئ عليه وكم من مرة يعرض عليه كتاباته فيفاجئه الآخر بنقده الساخر وسخريته
البغيضة ..
حمد الله أنه ابتعد عن طريقه بالرغم من ذلك كان حزينا عليه وحمد الله على أنه وضع علي في طريقه بدل منه ..
قُرب الغروب ذهب إلى البحر كعادة اكتسبها منذ تركه لصديقه القديم تميم
كان يذهب إلى البحر وبيده ورقة وقلم وخلال ثواني فقط تبدأ تتقافز أمامه الأفكار فيجتذب منها ما يناسبه ويناسب حالته ..
كان موقنا بأنه ولد وولدت معه الكتابة وكان مؤمنا بأن ما يكتبه مختلف كان ما ينقصه هو التشجيع فقط ..
وأخيرا وجده في علي إن علي على خلاف تميم كان محاطا بالتفاؤل و يشعر من يجلس معه بالارتياح لما يمتلكه من حس الفكاهة وحسن الظن بالله ..
بعد أيام كان مستلقي على سريره ممسكا بالجريدة بأغلى وأثمن جريدة بتلك التي علقت على إحدى زواياه كلماته ابتسم ابتسامة صغيرة ونام نومته الأخيرة بسلام ورضا ..
|