كاتب الموضوع :
شاذن
المنتدى :
سلاسل روايات احلام المكتوبة
هذا جنون .هذا تسرّع ،ولا شك أنها ستندم عليه غداً . كما أنّ السهرة مع ميتش لم تبدأ بعد .هذا الانجذاب الذي بدأ لتوّه ،سرعان ما سيتبدد .
عندما عادت كاثرين إلى المطبخ بدا الارتياح عليها ،والسعادة للجلوس على المقعد العالي في الجانب الآخر من الطاولة لتقطع الخضار التي أعدّها لها .كان ميتش قد عمل بسرعة أثناء وجودها بعيداً فجّهز المائدة وحضّر الصلصات ووضع قدراً من الماء على الموقد لتحضير المعكرونة . وها هو الآن مستعد لأن يسمع ما ستقوله عن نفسها وعن أسرتها .
لكنها سألته أولاً عما إذا كان قد صمم ديكور المنزل بنفسه فأجاب بأنه فعل ذلك بمساعدة مهندس .
- وهل الديكور من اختيارك أيضاً ؟
- نعم .
وكان في جوابه لمسة من التحدي . أومأت وكأنها تكهنت بأن هذا كله من عمله ،فما تساءل عما عسي أن يكون حكمها على ذلك .طراز قديم ؟ أرادت هاربيت أن تتخلص من غطاء السرير ولوحات القماش التي طرّزتها أمه . . . أرادت أن تعطيها لأخته ،لكنه لم يقبل . فساعات طويلة من حياة أمه امتزجت بهذا النسيج . . . الذكريات الحلوة تستحق أكثر من ديكور أنيق لا ينفك يُجدد من دون تغيير .
- ذلك الغطاء على السرير رائع الجمال .
فابتسم وقد ارتاح لتقدير كاثرين :" لقد صنعته أمي".
وصمت ثم أردف :" كانت تعشق ذلك العمل".
- أراهن على أنه كان يمنحها سروراً بالغاً ،مثل أمي حين تعمل بالخزف فهي تصنع أشكالاً جميلة بيديها .
وهكذا سنحت له فرصة طبيعية لسؤالها عن أسرتها .فتحدّثت عن أبويها بحب كبير .كان أبوها مدير مدرسة ابتدائية ،وأمها معلمة فنون ، وهما يعيشان في " غوسفورد"في " مكان قريب"من حيث تعيش جيني . وتابعت :" أبي خُلق معلماً ،وطاقاته تذهب سدى حقاً في إدارة الأعمال .لكنه يدير مدرسة جيدة ،وأظن أنّ هذا إنجاز جيد .فكل الأولاد يحبونه ويحترمونه".
- بإمكان المدير أن يبني أو يحطم المدرسة .
قال ميتش هذا وهو يتذكر مدرسة صباه ومديره :" أظن أنّ المدير الجيد يستحق وزنه ذهباً بالنسبة أيّ كل شخص تحت رعايته".
أشرق وجهها سروراً وردّت :" أوافقك على الرأي . يتلقي أبي الكثير من رسائل الشكر من تلامذة قدماء ومن آباء .لقد ساعد أناساً كثيرين".
كانا يتحدثان بمودة أثناء إعداد الطعام وأخذه إلى غرفة المائدة . كان ممتعاً أن يعلم أنها تعلمت الفنون التخطيطية وترقت من وظيفة إلى أخرى لتصل تدريجياً إلى أعلى السلم في الإدارة ،حيث عملت محاسبة في مجال الإعلانات قبل أن تستلم عملها مع ريك . بدا واضحاً أن ريك يثق في قراراتها ،وهذا يشهد لها بالكثير .
استمتع ميتش بصحبتها من كافة النواحي .أحب الاستماع إليها ،وتأملها فلم يجد ما يصدمه فيها . . .سوى ذلك الخاتم الماسي الذي يعني أنها مرتبطة برجل آخر .وشعر بأن هذا الأمر خطأ.
|