كاتب الموضوع :
شاذن
المنتدى :
سلاسل روايات احلام المكتوبة
الغني ليفلت من العقاب بسبب نفوذ أسرته . لم يشعر ميتش بالندم لما فعله مهما كانت النتيجة رغم أنه شعر بالأسف لعدم وجوده في بيته طوال الأشهر الستة التالية للمساعدة .
أخذت الطائرة تتراجع إلى حيث وقف رجل ينتظر بجانب سيارة لاندروفر رباعية الدفع . كان رجلاً ضخماً ، عريض الكتفين ، بارز الصدر ، في وجهه الذي لوّحته الشمس خشونة ووعورة ، قد اختلط الشيب بشعره ما جعله يبدو وكأنه تجاوز الخمسين . لكنه ما زال يبدو صلباً متزناً ، حسب رأي ميتش ، رغم أن الحجم لم يستحق منه يوماً الاحترام بشكل تلقائي . قال ساخراً ليخفي عدم ارتياحه للوضع :" جون واين فارساً مرة أخرى".
فقال جوني بابتسامة عريضة :" ولكن من دون حصان". منتديات ليلاس
بالده ميتش الابتسام . بدا وكأن بإمكان جوني إليس أن يريحهم بروحه المرحة إذا ساءت الأمور . كان يبدو ذا طبيعة أنيسة فكهة يمكنها أن تتجنب العنف عند الشدة . ومع أنه في السادسة عشرة فقط ، إلا أنه من كبر الحجم والقوة بحيث يمكنه أن يتبارى مع أي شخص في الملاكمة إذا اضطره الأمر لذلك .
نشأ جوني وريك في الشوارع من دون أسرة . ولا شك في أنهما يعرفان الكثير عن كيفية رعاية الذات . وتصوّر ميتش أن جوني اعتاد أن يكون زميلاً لأي شخص .
كان يمتاز بعينين عسليتين ودودتين ، وابتسامة عريضة سريعة وشعر بنيّ لوّحته الشمس يميل إلى السقوط على جبهته . قُبض عليه وهو يحمل الماريجوانا ، لكنه أقسم أنها للموسيقيين الذين كانوا ليحصلوا عليها من أيّ شخص آخر على كل حال .
أما ريك دوناتو فورطته مختلفة تماماً .
إنّ حدة مشاعره يمكن أن تجعله خطيراً ، كما رأي ميتش . هل كان لصاً لأنه أراد الكثير ؟ يبدو أنه كان يهوى ، بعواطف مشبوبة ، الفتاة الثرية التي سرق سيارة " البورش"من اجلها ، فأراد أن يماثلها ثراء.
كان ميتش يتصور أن معظم الفتيات يتأثرن بريك ، فقد كان الفتى جذاباً بدرجة مفرطة . . إنه مجنون وسيء وخطير ، وهو متين البنية من دون ضخامة ، ووسيم بشكل غريب ، إيطالي المظهر بشعره الأسود المجعد ،وعينيه السوداوين وبشرته السمراء . كان وجهه مميزاً بوسامته الرجولة فيه . كان ميتش يشعر بالرضا عن نفسه . إنه غاضب لما حدث لأسرته ، لكنه راض عن نفسه كإنسان .
لم يكن يتمتع بوسامة ريك لكنه لائق المظهر بما يكفي . فهو يميل إلى النحافة ولكن من دون ضعف أو وهن ، كما عينيه الزرقاوين تجعله ذا حظوة لدي الفتيات . لكن ميتش كان يفضل أن يتأثرن بذكائه وذلك قبل أن يبدأ بتعلم الملاكمة في نادٍ محلي . ولم يفهم قط لما كان ذكاؤه يثير سخرية وازدراء بقية الفتيان .
على أيّ حال ، ما عادوا يلقبونه بالفتى الطويل الهزيل . ولعله لم يكن محبوباً ، لكنه واثق من انه صار محترماً .
توقفت الطائرة ، فطلب منهم الشرطي أن يحضروا أمتعتهم من تحت المقاعد الخلفية ، ثم قادهم في طريق بعيدة جداً عما عرفه الفتيان الثلاثة من قبل .
بداية التعارف أحدثت توتراً فورياً في جسم ميتش .
- هؤلاء هم فتيانك يا سيد ماغاير ، إنهم قادمون مباشرة من شوارع المدن لكي تقوّمهم بالسوط . ألقي الرجل الضخم نظرة فولاذية على الشرطي وردّ:" نحن لا نتّبع هذا الأسلوب هنا".
نطق بهذه الكلمات برقة ولكنها مشحونة بسلطة وثقة تزدري الطرق الاستبدادية .
ثم أحنى رأسه لكل من الفتيان الثلاثة باحترام وأضاف :" أنا باتريك ماغاير. أهلاً بكم في غاندامورا . وهذا الإسم يعني في لغة السكان الأصليين ( يوماً جيداً). أرجو أن تشعروا في نهاية أن اليوم الذي وضعتم فيه قدمكم لأول مرة في هذا المكان كان يوماً جيداً".
شعر ميتش بالاطمئنان بعد هذا الحديث القصير المرحب الذي لا يحتوي على أي نية للعقاب . ما داموا سيعاملونه بعدل ، فهو مستعد للتعاون معهم في كل ما سيكلفونه به .
وكان باتريك يمد إليه يداً ضخمة ، قائلاٍ :" وأنت . . . ؟" .
فأجاب ميتش وهو يصافح الرجل بتحدّ وتمرّد :" أنا ميتش تايلر".
- أنا سعيد بمعرفتك يا ميتش .
ومدّ جوني يده من دون تردد :" جوني إليس ، سعيد بمعرفتك سيد ماغاير" .
ومنح جوني الرجل ابتسامة تفيض ظرفاً .
ظهرت نظرة تقييم في العينين الفولاذيتين ن يخالطها شيء من التسلية . هذا الرجل ليس أحمق ، كما أخذ ميتش يفكر ، متأثراً بذكاء الرجل ودهائه . وراح يراقبه باهتمام وهو يتقدم من ريك ، المتحفّظ دوماً كحال ميتش .
|