كاتب الموضوع :
شاذن
المنتدى :
سلاسل روايات احلام المكتوبة
وأخيراً ،شعرت بالارتباط والمحبة والمشاركة . . . عرفت لماذا أحضرها ميتش إلى هنا ،لماذا كان هذا مهماً بالنسبة إليه .وإلى حدا ما ،كان ذلك هبة أساسية من ذاته .لقد منحها البصيرة العميقة التي تجعل كل شيء مفهوماً ،إذا كان لديها عينان تريان .
العينان الذكيتان لهذا الرجل العجوز الذي رأي الكثير ،تبتسمان لها ،مانحاً إياها شعوراً بالرضى عن النفس ،بالرضا عن وجودها هنا بينهم ، مذكراً إياها بما قاله ميتش عن اسم هذا المكان الذي يعني بلغة السكان الأصليين يوماً جيداً .
وكان يومها كذلك فعلاً . . . يوماً جيداً جداً .
- شكراً ،يا باتريك . منتديات ليلاس
فأومأ ،ثم قال وهو يشير إلى أحجار الشطرنج :" أسود أم أبيض ؟".
في جلسة أغاني عيد الميلاد التقليدية ،التي جرت في الفناء بعد العشاء حجز ميتش لنفسه ولكاثرين مكاناً وسط الفناء. فجلسا على البساط والوسائد التي أعدها ،محاطين بكل من يعيشون ويعملون في مركز تربية الأغنام .فيما أشجار الفلفل القائمة في زوايا الفناء المربع تتلألأ الأضواء الملوّنة .وانتصبت على " الشرفة"المواجهة لهم شجرة عيد الميلاد المزينة بشكل رائع ،والتي تكوّم تحتها هدايا باتريك إلى العاملين عنده وأسرهم .
قادهم جوني في الغناء وهو يعزف على القيثارة بإبداعه المشهور . شاركه كل شخص ،حتى أنه جعل الأولاد يطوفون في الفناء وهم يغنون " ضارب الطبل الصغير".
وبين أغنية وأخرى ،كان الحضور يتمشون نحو " الشرفة"ليملأوا كؤوسهم بمختلف أنواع العصير ،أو ليأخذوا فطيرة لحم أو قطعة من كعكة العيد .كانت أمسيّة مرحة للغاية .
استمتعت كاثرين بوقتها كلياً ،وتبادلت الحديث مع الجميع من دون استثناء وكأنها شعرت أخيراً بأنها منسجمة معهم .وأدركت الآن لما يعتبر ميتش " غاندامورا" مكاناً استثنائياً .لم يعرف ما دار بينها وبين باتريك من حديث أثناء لعبهما الشطرنج بعد الظهر ،لكن عينيها الخضروان الرائعتين كانتا تتألقان منذ ذلك الحين ،وتصوّبان سحرهما عليه ،جاعلة قلبه يرقص من الفرح .
قلق في البداية ،من أن يكون قد أخطأ بإحضارها حيث . . . عليها أن تواجه الكثير هنا مع جوني وريك ،أيضاً .جوني بالذات ،بإمكانه أن يكون مرافقاً ساحراً .كما أن بنات باتريك لسن خجولات وهن صاحبات الأهداف الواضحة دوماً .
منتديات ليلاس
في الأيام الثلاثة الماضية ،التصقت كاثرين بلارا ،التي كانت تشعر نحوها بالعطف كما يبدو .لكن شيئاً ما تغير بعد ظهر هذا اليوم ،وأحس بأن ما خطر في ذهنها وفي قلبها من أسئلة ،وجدت أجوبتها ،وأنها كانت سعيدة بتلك الأجوبة .
وهذا يعني حتماً ،أن بإمكانه أن يسير قُدماً بكل ثقة .
يتطلب الأمر ببساطة اختيار اللحظة المناسبة .
قاطع باتريك الأغاني لكي يلقي كلمة العيد ثم يسلّم الهدايا إلى أصحابها .كان يعتمر قلنسوة بابا نويل وقال إنه سيلعب دوره لأن حيوانات الكنغر التي تسحب عربته ليست سريعة بما يكفي ولن تصل إلى
|