كاتب الموضوع :
شاذن
المنتدى :
سلاسل روايات احلام المكتوبة
14 – بداية الرحلة
تملّك ميتش إحساس بالرضا وهو يبتعد بالسيارة عن منزل أخته . همست له جيني وهو يعانقها مودعاً :" إنها جميلة يا ميتش ، وتلائمك تماماً"
وها هي كاثرين بجانبه الآن يحيط بها جوّ من الراحة والرضا . . . كما زالت من نفسه الشكوك التي كانت تسممه .لقد شعرت جيني والدا كاثرين بالسحر ،والسحابة التي تركها جيريمي في ذهن كاثرين تبّددت .وبدأ يشعر الآن بمزيد من الثقة في أنه سيظفر بالمرأة التي يريد .أمامه ثلاثة أشهر أخرى ليقوّي علاقتهما ،ثم . . . سيكون عليه أن يفعلها . . . عليه أن يأخذها إلى " غاندامورا"لقضاء عيد الميلاد .يرجو أن يساعدها وجودها هناك على فهم ،بعد أن تتعرف إلى باتريك ،كيف أن ذلك الرجل العجوز الحكيم صاحب الأرض الشاسعة ،وتلك البراري الفسيحة ،علّمه عبثية الاحتراق بنار الغضب .كما علّمه أنه من الأفضل أن تشقّ طاقته مجراها في هدف بنّاء . . منتديات ليلاس
. أن ينجز بدلاً من يدمّر،فيلاحق النتائج الإيجابية ،ولا يستسلم للسلبيات ،وقد فعل ذلك منذ ترك " غاندامورا". لكنه غضب من هاينز ، وطارت قبضته نحوه .هل ستربط كاثرين ذلك بتهجمه السابق على غاري تشابل فتقلق من قدرته على اللجوء إلى العنف ؟ هل ستتمكن من تبرير ذلك في ذهنها ،فتحبّه من دون تحفظ ؟
- أشكرك لأنك اصطحبتني للتعرف إلى جيني وأسرتها .
كانت تبتسم له وعيناها الخضراوان الجميلتان تتألقان بوميض ذهبي، فانتعش قلبه وحلّق به الأمل :" قالت جيني إنك جميلة".
- هي أيضاً ،وزوجها ،والولدان.
- يسرّني أنك أمضيت معهم وقتاً ممتعاً .
- كان ممتعاً جداً من نواحي كثيرة .
فقال هازلاً :" هل لك أن تسهبي في الشرح ذلك ؟ ".
عبست لكن عينيها ناشدتاه الصفح :" أدركت كم كنت حمقاء لأني قلقت من هذه العطلة الأسبوعية".
- الخطوات الجديدة تحمل معها الشكوك دوماً .
قال هذا لأنه يعرف الشعور جيداً .
- أتعلم ما أسوأ ما في هذه العطلة ؟
- لا . أخبريني عن الأسوأ .
- انك لم تكن معي طوال العطلة .
جعل كلامها عينيه تحيدان عن الطريق .كان وجهها متوهجاً ،وفي عينيها نظرة عاجزة ترجو أن يوافق ،وتخشى الفشل.
فقال :" أنا أيضاً افتقدتك ،يا كاثرين .وفي الواقع ،تملكني إغراء عنيف بأن أفرض نفسي على حفل عيد ميلاد أمك أمس".
- كنا لنرحّب بك كلنا .كان وجودك هناك سيسعدني.
قالت هذا بحرارة لم تدع مجالاً للشك ،فردّ وهو يمسك بيدها :" لا بأس .إننا معاً الآن".
أكثر مما كانا في بداية رحلتهما من سيدني ،وهذا ما خطر له ،وهو برهان قوي على أن كبحه غضبه من هاينز ،ومناقشته أمره حتى النهاية أكسبه النتيجة التي يريدها .
غطت بيدها الأخرة يده التي تمسك يدها موصلة رغبة في مزيد من الاحتكاك به ،ما أثار أحاسيسه على فور.
وصدرت عنها ضحكة متوترة مليئة بالسرور.
|