كاتب الموضوع :
شاذن
المنتدى :
سلاسل روايات احلام المكتوبة
10 – وعد وسحر
شعرت كاثرين وكأنها أرنب فاجأته أضواء سيارة وسط الطريق .لم تستطع أن تتحرك فقد ساقاها رخوتين ،وحده ظهرها تصلّب ،وهو رد فعل غريزي لشعورها بأنها مهدّدة .
كانت رائحة الغرفة خانقة لأن نوافذها مغلقة،ولكنها منظمة على الأقل .
- أخبريني لكي أتوقف إذا لم تشائي أن أعانقك يا كاثرين .
يتوقف ؟تردد صدى هذه الكلمات في إذنيها ،فاقدة أي معنى لها .
كانت بنيته قوية جبارة ،الكتفان العريضان والذراعان القويتان سرقت قلبها . . .ها هو الرجل الذي قاتل من أجل سلامتها ،الحامي الحقيقي ، الرجل الذي أراد أن يحميها من التسرّع ،فتقدم على عمل قد تندم عليه فيما بعد . راح يحدق إليها .إنها جميلة إلى حد معقول ،وإن لم تكن كهاربيت كما خطر لكاثرين بشراسة رافضة أن يثبط ذلك همّتها ،مقاومة شعورها المذعور بأنها قد لا تماثل النساء الأخريات اللاتي عرفهن .
- أنت سحر .
تمتم بذلك وهو يحتضنها ببطء ،هازاً رأسه وكأنه يحرّر ذهنه من حالة سحرية .
هزت كاثرين رأسها هي أيضاً ،وقد تشتت ذهنا بشكل لا يصدّق. كيف يقرنها بسحر ؟وماذا يعني بذلك ؟ولكن لا وقت للتفكير الآن فقد أحاط خصرها بذراعيه وشدها إلى أحضانه ليفجّر موجة من المشاعر داخلها . منتديات ليلاس
- أريدك أن تكوني سعيدة معي نيا كاثرين .
إنه يريدها سعيدة . . . لم تدرِ ما الذي جعلها تشعر بعد الراحة . . وشعرت بأنها تتسرع . . ما يجب أن يحدث هذا . . هذا خطأ . . وهي لن تحتمل أي غلط . . أحس بها تتراجع . . فردد :
- أنا لست على عجلة من أمري . . لا أريد منك أن تخافي .
اهتمامه بها فاق اهتمامه بنفسه ،ما عزّز كل ما تعرفه عنه ،مضيفاً تألقاً خاصاً إلى ما كانت تشعر به .إنه لا يريد استعجالاً . . بل يريدها أن تستجيب له متى كانت فعلاً مستعدة .
لمعت عيناه بخبث وهو يقول :" أيقظت في كياني رجل الكهف ،يا كاثرين ليدجر .ولكنني لن استسلم لمشاعر رجل الكهف البدائي . . بل سأنتظرك".
ضحكت والسعادة ترقص في عروقها وهي تفكر في ما لو كانا يعيشان في العصور البدائية الأولي ،حيث تشاركه كهفه ،لكان هذا أحسن مكان لهما من كافة النواحي .ولما كانت لترفضه . . كما تفعل الآن . .
ران عليهما صمت هادئ لم يترك مجالاً للتساؤل .استكانت بين ذراعيه ورأسها تحت ذقنه مباشرة ،بينما راح هو يلّمس بيده على شعرها .أخيراً ،وفيما كان ذهنها بفيض بسلسلة من الأفكار ابتسمت لإحداها وقالت :" قد تحتاج إلى أن تضربني على رأسي بالهراوة يا ميتش".
فسألها بذهول بالغ :" ولماذا أضربك بالهراوة على رأسك؟".
- كما يفعل رجل الكهف . . . ليسيطر على امرأته.
ضحك طويلاً ثم ابتسم لها وسأل:" أتريدين أن تخبريني أن عليّ أن أضربك على رأسك لتكوني مطيعة دوماً ؟".
- أشعر بأنني محظوظة جداً لأنك تتفهمني.
فقال ضاحكاً:" أما أنا فأشعر بأن قدرتي عليّ التحكم بنفسي تكاد تنسل من عقالها ".
أوشكت أن تقول له أن هاربيت لوويل مجنونة حتماً إذ خانته مع شخص آخر ،لكن غريزتها حذّرتها من هذه الملاحظة الخطيرة .إن تذكيره بعشيقته السابقة أمر فظيع أشبه بتذكيرها بخطيبها السابق ،فهذا بينهما فقط ما يجعله مختلفاً .وهو بالنسبة إليها ،أفضل ما دخل إلى حياتها يوماً . لقد جعلها تشعر بالثقة بنفسها ،لا بل أكثر من مجرد ثقة ،فهو لا يرى فيها جسداً فقط بل إنسانة ذا كيان وروح وها هو يحترم مشاعرها . . . غنها بحاجة إلى بعض الوقت حتى تستطيع تخطي كل ما يعكر صفوة حياتها ولا تعتقد أن الأمر سيكون بعيداً . . .
* * * * * * * *
انتهى الفصل العاشر
|