كاتب الموضوع :
شاذن
المنتدى :
سلاسل روايات احلام المكتوبة
- لا تقلقي يا كاثرين .إنه لا يستحق المزيد من وقتك .
وكان صوته قوياً فعالاً ينضح بكل السلطة والحيوية اللتين تفيضان منه وتابع يقول :" قيمتك لم تنقص لأن صورته الذهبية أصبحت بالية مهلهلة . أنت امرأة مرغوبة جداً".
- أصحيح هذا ؟
نزلت عن الأريكة ووقفت بشكل عدواني تريده أن يتخلي عن المواساة وترغب في أن تواجه الحقيقة. فبسطت راحتيها ساخطة طالبة الصدق التام وسألته :" وهل أنا مرغوبة لديك؟"
انطلقت هذه الكلمات من شكوكها المعذبة .لم تكن تحدياً،لكنها حمّلته بشكل صارخ ومفاجئ المسؤولية فيما تملكتها من ارتباك مؤلم. رأت الذهول على وجهه ،ثم اندفع واقفاً بسرعة لم تكد تلحظها نوفي اللحظة التالية أخذها بين ذراعيه ليضمها إلى صدره بشدة أرهقت أعصابها إذ لم يترك لها مجالاً للتراجع .
- أتريدين أن تعرفي كم أراك مرغوبة ؟أكاد لا أستطيع التحكم في نفسي ، يا كاثرين .
كانت عيناه تلتهمان عينيها بطريقة جعلتها تحبس أنفاسها .
شعرت وكأنها انتظرت عناق ميتش هذا طوال حياتها وعندما أدركت فجأة انه كان يريدها طوال الوقت ،فقدت قدرتها على التفكير كلياً .
- ظننت انك تتصرف بشهامة معي بسبب صداقتك مع ريك وبسبب العمل لحساب لارا .نحن غير مرتبطين فظننت سلوكك نحوي مجرد شهامة .
- شهامة ؟ منتديات ليلاس
انطلقت هذه الكلمة من فمه بكراهية بالغة .وتسارعت أنفاسها وقطّب حاجبيه :" هل هذا ما تريدينه من ؟ الشهامة فقط ؟ حاجة الصديق إلى الصديق ؟".
- كلا، كلا.
دار رأسها بعنف وهي تدرك أن شعوره نحوها أكثر بكثير من مجرد مودة الأصدقاء .رفعت يديها عن كتفيه العريضتين لتعقدهما حول رقبته :" ليتك تعرف ما اشعر به عندما أكون معك !".
راح قلب ميتش ينبض في أذنيه .أتراه تخيّل ما يريد أن يسمع ؟
لم يستطع أن يتراجع . . . عانقها بكل المشاعر المحمومة التي أثارتها في نفسه منذ لحظة تعارفهما .
لم تصدق كاثرين قوة المشاعر العاصفة التي تملّكتها .كانت مستمتعة للغاية بعناقه المحموم ،ومتلهفة إلى أيّ شعور يثيره فيها .كان ذلك عنيفاً ،عنيفاً ورائعاً بشكل لا يصدق .
عشقت قوته وصلابته ،والطاقة التي تتدفق منه .شعرت بهذه الطاقة تصل إلى كيانها ، فتشحن طاقتها ،وتسرّع خفقات قلبها .لم يعد ثمة شك في مشاعر نحوها ،وتملكتها البهجة وهي ترى الدليل الذي لا ينكر على ما يشعر به .ابتعد عنها للحظة ،فتملّكها الخوف ظناً منها انه سيتركها .لكن هذا لم يحدث بل شدّها إليه مجدداً فجعلها تشعر بوخز خفيف يثير الشوق في كيانها .
شعر بالتوتر المتلهف يتراجع :" هل تجاوزت حدي"؟
كان يسأل نفسه أكثر مما يسألها .
اخذ نفساً سريعاً ،ومال برأسه إلى الخلف ،وعيناه تلمعان في عينيها حاملتين فبضاً من الأسئلة .أتراها ذكرته بوحشية جيريمي في هذه الغرفة ؟ أرادت أن تصرخ بأن هذا غير مهم .ولا يهم إلا ما جعلها هو تشعر به ،وإذا ما تركها الآن فستغرق في إهمال مخيف ،وفراغ تعيس ، وحرمان .
ولكي تمنعه من طرح المزيد من الأسئلة ،وقفت على أطراف أصابعها ورفعت يديها تجذب رأسه إليها وتعانقه بكل حرارة رغبتها في إبقائه معها .جاءت استجابته فورية ومُرضية بشكل رائع ،فأغدق عليها الحرارة المطلوبة لتبديد برودة الخوف من أن ينبذها .ورقص قلبها فرحاً .
- تعال معي يا ميتش ،تعال معي.
تمتمت بذلك على يده فتبعها إلى الأريكة حيث جلست ،ومدت يديها إليه في دعوة صريحة ،لكن يديه أمسكتا بذراعيها من دون أن يجلس . دنا منها على مهل ،وجلس قربها وضمّها إليه بحرارة :" هذا سباقاً يا كاثرين .أنا لا أريد استعجال الأمور".
وبعد صمت دام للحظات نتابع يقول :" أريدك أن تدركي ما تفعلين ،وأن تتصرفي بوعي تام وليس كنزوة طارئة سببها الصدمة ،كما لا أريدك أن تندمي".
فقالت بصوت أجش :" لن أندم".
- لا مانع إذن من أن أشعل الضوء ؟
الضوء ؟ وهاجمتها شكوك تدمر الأعصاب .ماذا لو أن ميتش لم يعد يراها مرغوبة في الضوء .فهي ليست جميلة جداً كهاربيت .إنها أقصر منها ، وبشرتها أكثر شحوباً ويعلوها النمش .
. . . ثم أضاء مصباح الغرفة !
* * * * * * * *
انتهى الفصل التاسع
|