كاتب الموضوع :
شاذن
المنتدى :
سلاسل روايات احلام المكتوبة
ناوله عشرين دولاراً ونزل من السيارة عائداً بسرعة ،مصمماً على الركض ما دام ضرورياً للاحتفاظ بكاثرين وإبعاد هاينز عنها . كانت حواسه في أقصى حالات الاحتراس وهو يدخل ردهة المبني .
لم يسمع شيئاً من الطابق الأول ،ولم يسمع أيّ مشادة . . . لا شيء .الصمت زاد في حذره .صعد السلم ركضاً ،لكن جيريمي لم يكن أمام باب كاثرين . وقف عند قمة السلم يفكر في ما يعنيه هذا .هل أدخلته إلى شقتها ؟ ولكن لماذا تفعل هذا ما دامت لم تعد تريده في حياتها ؟
ما كانت هاربيت لتستطيع دخول منزله لو لم تكن تحمل المفتاح .ولكن على كاثرين أن تدخل هاينز بنفسها إذ ما من سبب يجعلها تعطيه المفتاح .
أرغم عقله على غربلة هذا الوضع المزعج .ما كان هاينز ليزور كاثرين بموافقة منها.إنها أعقل من أن تورط نفسها في مشاكل معه.إذن لا بد أن هذه زيارة مفاجئة حدثت على حين غفلة .
ولكن ،لماذا الآن . . .بعد ثلاثة أشهر ؟
هل حان الوقت لتشعر بالندم وتغير رأيها بالنسبة إلى تمضية عمرها معه ؟ منتديات ليلاس
لعل الحياة في شقة فخمة ربما أصبحت أكثر جاذبية الآن ،لكن ميتش نبذ هذه الفرضية فالمال لا يهزها . أي حجة استعملها هاينز إذن لترضي بإعادة التفكير والاعتبار ؟
ولماذا اختار هذه الليلة من بين كل الليالي لكي يقوم بالمصالحة ؟هل هي مجرد مصادفة ؟ كلا !
أدرك ميتش فجأة أن الخبر نفسه الذي استعمله هو ليصل إلى كاثرين قد يكون وراء زيارة هاينز أيضاً .موت غاري تشابل ،الذي لا بد أنه ذكره أذيع الآن في الراديو والتلفزيون .
لم تعد سلامة لارا تشابل هي الحدث الآن وبإمكان هاينز أن يصالحها إذ لم يعد هناك صراع بين المصالح . يمكنه أن يعتذر ويقول إنه كان مخطئاً ،ويعبر عن ندمه العميق لوقوفه إلى جانب غاري تشابل في تعقّبه لزوجته ،ويشرح لها قلقه على وظيفته ،ويذكرها بأنه يريد أحسن مستقبل لهما معاً .هل بإمكانه أن يقنعها بهذا المنطق ؟
وهل ستقبل هي ؟ هل (سترغب)في أن تتقبّل هذا المنطق ؟
شعر بالغثيان وهو يتصورها تستمع إلى ذلك النغل الذي لا يفكر بسوى مصلحته، تاركة إياه يقنعها .ولعلها اندفعت إلى عناقه كما فعلت آخر مرة رآهما فيها معاً .
اشتدت يداه .عليه ان يمنع هذا .
لن يستطيع أن يتحمل خسارة كاثرين الآن ؟ فقد شجّعته ،ولن يدع جيريمي هاينز يقف عائقاً بينهما .
سار بحزم إلى بابها وضغط على زر الجرس لكنه لم يسمع أيّ جواب .فوضع إبهامه على زر الإحباط والغضب يتصاعدان في نفسه .إنه يعلم أنها لم تخرج من شقتها ،فما هو عذرها لئلا تجيب ؟
.مرة أخرى ،لم يسمع أيّ جواب لكنه كان يسمع حركة داخل الشقة . ضغط على جرس مرة أخرى وإذا بصوت كاثرين يرتفع بذعر :" كفي .لا أريد ذلك .دعني أقف .دعني أقف".
صدرت عن هاينز شتيمة خافتة فيما صرخت كاثرين :" لا. . . ! لا!"
|