كاتب الموضوع :
شاذن
المنتدى :
سلاسل روايات احلام المكتوبة
إليها ساخراً وأجاب :" قضية تخاصم أسرة بارينغتن. إذا كنت تعتبرين الحصول على مساعدة من قلب من حجر انتصاراً".
كانت كاثرين تعرف ما يتحدث عنه ،فقضية تخاصم أسرة "بارينغتن"فضيحة كبرى كتبت عنها الصحف بإسهاب .الابن انتحر فلامت زوجته الأسرة وطلبت تعويضاً .فقالت :" فهمت أنك إلى جانب المظلوم ؟".
فأومأ قائلاً :" وهاربيت كانت موكّلة من قبل الأسرة".
شعرت كاثرين بتشتت ذهنها . لماذا أرادت هاربيت أن تحتفل بانتصاره إذا . . . ؟ وسألت :" ألم يهمها أن تخسر ؟".
فقال ساخراً :" هاربيت تكره أن تخسر أي شيء ،حتى أن تخسرني أنا". بل خاصة أنت ،كما خطر لكاثرين . من الواضح أن المحامية الجميلة تحاول جاهدة أن تستعيد موضع قدم في حياته :" أعلم أنك تشعر بالمسؤولية تجاهي بسبب ريك ،لكن لو لم أكن هنا . . . "
- ما كان ذلك ليشكّل فرقاً .كفى قلقاً بهذا الشأن .
لم تكن واثقة من ذلك ،فهو لم يطلب المفتاح من هاربيت قبل هذه الليلة . لماذا نسي ذلك إذا لم يشأ استئناف علاقته معها ؟ لقد اقتحمت بيته، وربما كانت لتنجح في فرض نفسها لو لم يكن ميتش مرتبطاً بهذا العمل الطارئ المستعجل مع ريك ، صديقه الذي التمس المساعدة منه وكأنما انتبه إلى منطقها ،فقال :" كانت تعلم جيداً أن استعمالها مفتاح بيتي اعتداء ،لكن هذه هي شخصيتها ،فهي تحب المجازفة . كان عليّ أن أسترجعه منها قبل الآن ،لولا . . . أننا لم نكن خصمين في هذه القضية .لم أشأ أن أدخل في صراع شخصي مع هاربيت أثناء مواجهتها المهنية ، فالمطالبة باستعادة المفتاح بدت غير مناسب".
لهجته الحازمة وكبرياؤه أنبآها بأن عليها أن تتراجع وتترك هذا الموضوع الحساس .كان غباء منها الخوض في هذا الموضوع منذ البداية . فكرامته مازالت مجروحة فيما هي تدير السكين في الجرح ،فقط لترضي فضولها بالنسبة إلى شعوره نحو امرأة أخري . ولأي هدف ؟ لم تكن تريده لنفسها . . . فلديها جيريمي . فلحقت به شاعرة بالارتياح لأنه أصبح بإمكانهما الجلوس الآن ولعب الشطرنج من دون حاجة إلى الحديث . سيكون الصمت طبيعياً وليس غريباً أو متوتراً .
لم يستطع ميتش أن يركّز اهتمامه على اللعب .فهو يشعر بأنه مشلول عن الحركة. هذا الوضع جعله يدرك بوضوح أن علاقته السابقة بهاربيت لوويل كان ينقصها القدرة على إثارته بالقوة نفسها التي تثيره هي بها . هل بإمكانه أن يكشف نفسه بهذه الصراحة ؟هل سيمس هذا وتراً حساساً منها أم سيربكها ؟
حركت يده أحجار الشطرنج بشكل آلي إزاء هجومها ،لكنها هزمته . تمتم يقول بعد أن أقر بالهزيمة :" كنت أعمى جانبياً".
فغمزت بعينيها الاثنتين سروراًَ لانتصارها ثم قالت تتحداه :" أظنك قللت من شأني".
قال وقد انتعش قلبه لعودة الاتصال بينهما :" لن أفعل ذلك مرة أخرى".
لا بدّ أنها تشعر بذلك هي أيضاً ،فلا يمكن لهذا أن يحدث من ناحية واحدة .لكنها أسبلت أهدابها وهي تعيد ترتيب قطع الشطرنج تحضيراً
|