كاتب الموضوع :
شاذن
المنتدى :
سلاسل روايات احلام المكتوبة
5 – المعركة الصعبة
إقفال الباب خلف هاربيت لم يمنحه الرضى ، فالأمر أشبه بإقفال الباب خلف حصان هرب فجأة . فقد حصل الضرر . . . والمودة التي نشأت بينه وبين كاثرين والجو السار المرتاح . . . تشتتا إلى غير رجعة ، بسبب افتراض هاربيت التغطرس أنّ بإمكانها أن تعيد علاقتهما السابقة إلى ما كانت عليه . رؤيته لكاثرين وهي تعبث بخاتمها ،بعد عودته إلى غرفة الجلوس ،أنبأته إلى أين وصل تفكيرها . . . إلى جيريمي هاينز مباشرة . . . وأدرك أن أمامه معركة صعبة لكي يسترجع أي أساس بنياه معاً .أراد أن يشغل ذهنها مجدداً بعناق يطرد به منافسه . لكنها ستقاومه ،وستفقد ثقتها به كلياً . إنها فكرة فاشلة تجعله بغيضاً في عينيها وتلغي أي فرصة أمامه لتحسين علاقته بها . منتديات ليلاس
قال محاولاً أن يمحو ما في صوته من خيبة أمل :" آسف لأنك اضطررت لمشاهدة ما كنت غير مضطرة لمشاهدته ،يا كاثرين"
تنفست بعمق واستقامت في جلستها ثم راحت تنظر إليه .لم يرَ في عينيها أي حيوية دافئة . . .
كانت عيناها بليدتين فاترتين ثم قالت وقد التوى فمها بعبوس ساخر:" ينبغي أساساً ألا أكون هنا".
فقال متعاطفاً :" أنت هنا لسبب وجيه .وأضيف أنني لم أقدمك إلى هاربيت لوويل للسبب نفسه .فمن الأفضل ألا تعرف اسمك ولا صلتك بغلري تشابل ".
فقالت وهي تومئ وكأنه أكّد لتوّه مكانها في حياته ،وأنه مجرد عمل :" طبعاً".
أراد أن يصرخ أن الأمر ليس كذلك فيما تابعت هي وقد توهج وجهها :" آسفة إذا كنت قد وقفت في . . . في طريق إمكانية حدوث مصالحة".
فقال والكلمات تتفجر منه بانزعاج واضح لأنها تتصور أنه يريد أن تعود هاربيت إلى حياته :" كاثرين إذا اكتشفت أن خطيبك خانك لاكتساب بعض الفائدة وللفت الانتباه إليه في مهنته ،فهل ستبقين راغبة في مشاركته الحياة ؟".
كان غاضباً للغاية ،ورآها تتمالك نفسها لتجيبه رغماً عنها :" لا .لن أفعل".
ورفعت إليه عينين متألمتين ،عينين متعاطفتين جعلتا قلبه يتلوّى ألماً . لم يكن يريد عطفها ،فقال بهدوء :" لا أظن أن للخيانة ما يبررها أبداً".لم يكن يريدها أن تخون جيريمي ،بل يريدها أن تنفصل عنه . لكنه لم يعد يرى الآن حظاً كبيراً في ذلك .وأضاف بلهجة حاسمة :" قضيتها انتهت.وهل لي أن أضيف أن صحبتك أفضل عندي مما لديها ؟".هذا الزعم جعلها تبتسم ابتسامة صغيرة جافة :" كنت حسن الضيافة وبالغ اللطف".
كان حذرها يزداد ،يبدو قوياً وحقيقياً .لم يعرف ميتش كيف يضع حداً له ،فقال بفتور:" لا مكان للطف هنا .الوجود معك بهجة".
هزت رأسها :" لقد تحدثت كثيراً عن نفسي ،كما أظن . . . عملك كمحامٍ يجعلك ماهراً جداً في جعل الآخرين يتكلمون".
|