الفصل الثالث عشر (أ)
أكملت نجلاء حديثها وهي تتصنع الجرأة ..
وتعرف ان ماستقولة سيكون له اثر سلبي اكثر من انه ابجابي ..
نجلاء : اي شخص عنده خلفية بالانجلش لو شوي يحرف أن حرف الحاء بالانجلش هو h مو a.. هل صاحبة حرف الاي هي اللي اهدتك هالجوال ..
وأبتسمت وهي تلعن نفسها الف مرة على ماقالته ..
نظر اليها سلطان بدهشة .. اولا متسغرب من جرئتها التي لم يعهدها ثانياَ
تدخلها في خصوياته .. ثالثاَ انه لايعرف ماذا يقول لها .. ولا كيف ستكون ردة فعله..
تناولت الكأس نجلاء بصمت وهي تنظر اليه بتوتر لم تظهره
فقال سلطان بعد أن رسم أبتسامة على وجهه
سلطان : ايه هي ..
وصمت وهوو يقطع التفاحة بيده ..
نظرت اليه نجلاء بأستغراب .. هل كانت تتوقع ان يسترسل سلطان في الحديث عنها واخبارها بكل حصل
وضعت نفسها في موقف لاتحسد عليه .. فقد كلمتان .. هذا جوابك ياسلطان ..
ابتسم سلطان وهو يكمل قائلاَ بعد أن رأى توتر نجلاء
سلطان : عذرا .. بس ماني حاب اتكلم عن شيء ماضي..
نجلاء : اسفة انا تدخلت بشيء مو من شغلي
واكملت وهي تنهض متعللة
نجلاء: بس مثل مقلت لي قبل .. أانت زي .. واخذت نفساَ عميقاَ وهي تكمل
نجلاء : مثل اخوي .. عشان كذا سئلت ..
وسارت مبتعدة.. والدموع في عينيها ..
.
.
نظر اليها سلطان صامتأ .. هل جرحها ..!
لكنه يعتقد أنه لم يفعل شيئاَ خاطئاَ حتى عدنان اقرب الناس اليه وفهد
لايعرفون عن امل شيئا َ.. لاأحد يعرف ..
وضع باقي التفاحة على الصحن ونهض متوجها الى دورة المياة والأفكار في رأسه
وهو مستاء لما في الأصل قال ان السلسال ملك لأمه ..
هذا ماوضع الشك لديها .. وتمتم وهي يعزي نفسه
هي لادخل لها في اموري الخاصة لما أنا مهتم ..
.
.
في الغد كان سلطان ينزل الدرجات وهو يتحدث مع زياد
وأنتبه بنجلاء تصعد متجهة للدور العلوي
ابتسم لها وانتبه بالنظرة التي قابلته فيها ..
وتمتم .. هل غضبت مما حصل بالامس ..
.
.
مرت الايام التي تلت ذلك اليوم سريعة ..
ونجلاء تتحاشى الجلوس مع سلطان ..
والعمة انشغلت بصديقاتها الاتي اتن اليها من أحد الدول الخليجية المجاورة لبعض
الاعمال وخالد انشغل ضعف انشغالة ..
وسلطان كان يشعر بالضجر غالب الايام ويحاول كتابة بضع
قصص قصيرة في غرفته دائماَ
عدنان انشغل بالخروج غالب اليوم..
والاستمتاع بالاموال الكثيرة التي اصبحت في متناول يده
وهو يحاول قدر استطاعته ان لا يكثر الجلوس في البيت فرؤيته لنجلاء يضايقة ..
رؤيا .. محاولاته كسب قلب عبدالله المتزوج كانت اسبوعية ..
والطريق كان جدها وجدتها ..
.
.
في أول يوم دراسي أرتدى سلطان الثوب الابيض الرسمي مستمتعاَ
فهو قد مل من الروتين الذي ارهقة في العطلة التي مضت ..
واعتبرها اسوء عطلة مرت عليه ..
ربما السبب لعدم راحته في السكن في الرياض وابتعادة عن اصدقائة
وايضا تغير الجو.. وعدة أمور متنوعة ..
لاحظ تغير نجلاء عليه .. واستاء فهو لايريد ان يغضب منه احد
وابتسم وهو يتمتم .. مجرد طفلة بضع ايام وستنسى ..
وضع عطر لوكست الذي اشتراه قبل بضع ايام
وارتدى حذائة الاسود الرسمي
ووضع مفاتيح سيارته وبطاقاته المتعددة في جيب ثوبه وطوى
نظارته السوداء الصغيرة
في جيبه العلوي وتوجهه للخروج
انتبه لزياد يخرج من باب الجناح قبلة فناداه قائلاَ
سلطان : زياد ..
ادار رأسة زياد وهو يقول
زياد : سم
سلطان : تبيني اوصلك اليوم
سار زياد بجانبه وهو يقول
زياد : لا جبريل تحت .. تصدق اشتقت للدراسة ..
سلطان : ههههههههه جا يوم أنت ماشتقت لها
ابتسم زياد وهو يقول
زياد : هههههه.. تبي تنتقل عدوى تريقة عدنان لك ..
الا هالعادنان راح يبتل على هالنظام .!
عقد حاجبية سلطان وهو يضع قدمة في آخر درجة من درجات السلم قائلاَ
سلطان : والله مضيق صدري.. قبل شهر حسيت انه خفف طلعات ..
بس باخر العطلة شفته رججع لعادته .. مادري وش سالفته هالولد
دخلوا غرفة الطعام وجلسوا لوحدهم يتناولون الطعام ..
ثم خرج كل واحد منهم متوجهاَ لمدرسته ..
دخل سلطان إلى الفصل والابتسامة مرتسمة على وجهه
فأكثر مايشعره بالفرح هو ان يكون سبب من اسباب نجاح هؤلاء الاطفال في المجتمع
وضع دفتر التحضير والقى التحية عليهم بااللغة العربية الفصحى
كان الفصل الذي دخله هو الصف السادس ..حيث سيدرسهم مادة القواعد
وخصص اليوم الأول بالتعرف على الطلاب والتكلم عن محتويات الكتاب بشكل عام..
.
.
في الشركة دخل خالد ومحمد يجانبه وعمل جولة سريعة على غرف الموظفين
قال خالد لمحمد وهو يخلع شماغة بجانب المكتب
خالد : وش رايك مو محتاجين بعد ايدي عاملة .!
محمد : الا كنت بقولك ..
خالد : خلاص فيه مطالب معينة ..
جلس محمد امامه وأكملوا حديثهم ..
انتبه خالد لعدنان يدخل وهو يدندن بأحد الاغاني
رفع رأسة مبتسماَ وقال
خالد : هلا بو عزيز .. وش عندك منور الشركة اليوم
جلس عدنان امام محمد وهو يقول
عدنان : فاضي وقلت امرك ..
تابع اخيه خالد ومحمد بملل وهو يكملون حديثهم عن العمل ..
بعد ساعة خرج محمد من المكتب وقال عدنان فور خورجة
عدنان : كيف الشغل معاك .. متعب .!
تنهد خالد وهو يقول
خالد : كثير ماني عارف الحق على ايش ولا ايش .. بعدين فيه ربا كثير يدخل على الشركة
بحكم تعاملة مع شركات أجانب
عدنان : بالله .. وشلون راح تتصرف
خالد : قالي محمد انه الشيخ قالهم يتبرعون عن جزء عشان يكفر الربا وشي زي كذا ..
بأتصل على شيخ بنفسي عشان اتأكد
صمت عدنان قليلاَ ثم قال
عدنان : ابغى ميتين الف بحسابي
عقد حجابيه خالد وهو يقول
خالد : وليش
عدنان :مافي سبب بس حاب يكون بحسابي فلوس ..
خالد : بس راح تخربط فيهن على اشياء بايخة
نهض عدنان وهو يقول
عدنان : فلوسي ..
رفع كتفيه خالد وهو يقول
خالد : كيفك .. بس ترا كل ريـال يتسجل
ابتعد عدنان وهو يقول
عدنان : خابرك تسجل علي النص ريـال .. يعني مانت مسجل هالالاف
يالله عن اذنك
ابتعد عدنان وهو صامت .. لايعرف لما طلب كل ذلك المال ولكنه شعر بالفراغ
ويعتقد ان المال يسيد ذلك الفراغ .. لكن كيف..سيفكر بذلك ..
.
.
في ثالث يوم من بداية السنة الدراسية
دخلت نجلاء بصحبة باسمة الى احد مراكز التسوق
بعد خرجوا من الجامعة حيث انتهت محاضرتهم في الساعة 10
توجهت نجلاء إلى احد المحالات القريبة من المدخل وبدأت بتقليب الملابس بصمت
وقف بجانبها باسمة وهي تقول
باسمة : وش فيك نجلاء هالايام مانتي على بعضك
أبتسمت نحلاء مجاملة وهي تقلب بنطالاَ في يدها قائلة
نجلاء : مافيني شيء يهيئ لك .. وش رايك البلوفر الطويل ذاك .. جاي مع هالبنطلون
امسكت باسمة بقميص قطني بجانبه قائلة
باسمة : هذا أحلى
نجلاء : عارفة بس ابغى بلايز طوال عشان عيال خالي ماقدر البس شيء قصير
وضعت باسمة القميص بمكانه وهي تقول
باسمة : ليش امك تدقق على لبسك ..
ابتسمت نجلاء وهي تتجه الى قسم الملابس الداخلية قائلة
نجلاء : خليها تجلس بالبيت أول ثم تجي تدقق.. ماما منشغله بصديقاتها واجتماعاتها ..
وقفت أمام قميص يبدو أن سيصل لتحت ركبتيها قليلاَ وقالت
نجلاء : هذا كثير نعوم .. باخذ لي واحد ورؤيا واحد
تناولته ثم اخذت لفة سريعة وتوجهت الى المحاسب ..
.
.
بعد ساعة .. جلسوا نجلاء وباسمة في المطعم وهم يتحادثون
كانت باسمة تتحدث غالب الوقت ونجلاء ترد عليها بكلمات متقاطعة
باسمة : نجلاء من جد وش فيك مانتي على بعضك .. قولي لي انا بسوم
تنهدت نجلاء وهي تقول
نجلاء : بس أمانه ماتقولين لأحد
ارتسم الاهتمام على وجه باسمة وهي تقول
باسمة : اكيد ..
نجلاء : حاسة اني متعلقة بسلطان ..
باسمة : سلطان ولد خالك .!
نجلاء : ايه فيه غيرة .. متعلقة فيه كثير ..
باسمة : طيب عادي .. يعني ولد خالك وبحسبة اخوك
تجلاء : لا متعلقة به فوق انه ولد خالتي .. باسمة كل يوم بالنسبة لي عيد يوم اشوفه
ماني عارف الابتسامة ليش ترتسم على وجهي من يتكلم ..
اتغير كلياَ من اتكلم معاه ..
اخذت نفساَ عميقاَ وقالت وهي تكمل
نجلاء : المشكلة انه يحب وحدة ثانية وماهو مهتم فيني ابد ..
باسمة : كيف عرفتي انه يحبها
نجلاء : عرفت .. المهم .. هو ماهو مهتم فني ابد ..
باسمة : نجلاء دامه ماهو مهتم فيك ليش تتعلقين فيه
نجلاء : ماني قادرة اتصرف معاه عادي .. قبل شهر سئلته سؤال خاص واحرجت بعدها
صرت استحي اصتدم فيه .. مرة متضايقة من الوضع .. يعني حتى التصرف معه بطبيعي انحرمت منه
باسمة : ليش وش صار
حكت لها نجلاء القصة من أولها لاخرها وختمتها قائلة
نجلاء : انا غبية ليش اتلقف واسئلة
باسمة : وش هالجرائة نجلاء هههههههههههه واهم شيء جملة اي شخص عنده خلفيه وش كنتي تفكرين فيه
عقدت نجلاء حاجبيها وهي تضع أحدى حبات البطاطس المقلي في فمها قائلة
نجلاء : تكفين لاتضيقين صدري .. خلقة متفشلة من نفسي ..
باسمة : طيب حسيتي انه زعل
نجلاء : لا بالعكس ..ولاكأنه صار شيء .. بس انا غصبن عني صرت اتحاشاه .. اكيد يقول وش هالملقوفة ...
اوووف ليش انا أسئلة
باسمة : ههههههههههه خلاص وسعي صدرك .. بس نصيحة حاولي تنسيه لانه شكله مرة ماهو حاس بحبك .. وصعبة يكون الحب من طرف واحد..
صمتت نجلاء وهي تنظر الى الكأس الممتلئ في يدها والافكار المشوشة تدور في رأسها
وهي تتتم .. بحاول انساه ..
.
.
مر الاسبوع الأول سريعاَ على البعض وبطيئاَ على البعض الاخر..
في نهاية الأسبوع وتقريباَ في يوم جمعة
كان سلطان جالساَ بصحبة عدنان ورؤيا
أمام النار في غرفة صغيرة ... بدؤا باستعمالها فور دخول الشتاء
سلطان : واليوم الي بعده لقيته جايب لي معجون أسنان
ضحكت رؤيا قائلة ..
رؤيا : شكله يجيب لك اي شيء قدامة
عدنان : من جد انتبه من المبزرة .. لايجيب لك شيء من زبالتهم
سلطان : الله يستر المعجون فاضي نصه . ههههههههه بس والله احبهم .. هالاطفال فيهم برائة بشكل..
انتبه لنجلاء تجلس معهم بعد ان القت التحية بهدوء
قال سلطان محاولاَ ان يلطف الجو
سلطان : كيف الدوام معاك نجلاء
قالت نجلاء بابتسامة صغيرة
نجلاء : بخير ..
ونهضت وهي تقول ..
نجلاء : وين ماما
رؤيا : طالعة ..
ثم أدارت رؤيا رأسها نحو عدنان وهي تقول
رؤيا : ايه عدنان كمل قصة صديقك المصري .. امس قلت اولها ولا كملتها
انتبه سلطان لنجلاء وهي تبتعد صامته
ونهض وهو يقول
سلطان : يالله عن اذنكم
لم ينتبهوا لسلطان وهو يتبع نجلاء
فقد كانت رؤيا مستمتعة مع عدنان الذي بدأ يقص عن صديقة المصري بانسجام تام
فور ان وضعت نجلاء قدمها على أول درجات السلم
سمعت صوت سلطان يناديها
سلطان : نجلاء
ادارات نجلاء وجهها وهي تحاول أن تبدو طبيعية ..
فمنذو ذاك اليوم وهي تحاول ان تتجاهله .. خجلت من نفسها بسبب جرائتها..
وقررت ان تحاول نسيانه .. والابتعاد هو الوسيلة الوحيدة
سلطان : ماتبين نطلع برا نشرب شاي وندردش شوي
عقدت حاجبيها نجلاء من طلب سلطان الغريب وقالت
نجلاء : بس الجو برد
سلطان : مو مرة ..البسي شي ثقيل وماراح تحسين بشيء .. تعالي نطلع شوي ..
كان سلطان يريد ان ترجع نجلاء الطبيعية فموقفها منذو ذلك اليوم لم يعجبه ..
ابتسمت نجلاء وقالت وهي تصعد الدرجات
نجلاء : طيب دقايق بروح اجيب جاكيتي واجي ..
.
.
تقدم سلطان الى احد الهواتف
ضغط على رقم المطبخ وطلب ان يحضورا لهم في الخارج
شاي بسكر متوسط مع حليب وشيء يؤكل معه ..
دخل الى الغرفة التي كان جالساَ بها بصحبة عدنان وتناول جاكيته بصمت
وعدنان لازال يحكي قصة المصري.. ورؤيا تضحك بهدوء..
فور خروجه وتوجهه الى الخارج كان سلطان يتسائل ..
لما لايشعر بالخوف على رؤيا بعكس خوفة على نجلاء ..
هل بسبب ان نظرات سلطان لنجلاء تختلف عنها في رؤيا..
ام انه يعرف ان رؤيا قوية وهذا يظهر في تعاملها وطريقة حديثها بعكس
نجلاء التي تبدو متذبذبة رقيقة تتأثر من اي كلمة ..
.
.
جلس على احد الكراسي الخشبية
وأخرج جواله القديم وهو يتأمله بصمت ..
اخذ نفساَ عميقاَ وعدل الشال الشتوي الذي يلف به وجهه
وابتسم وهو يرى نجلاء تأتي متوجهة اليه ..
جلست نجلاء أمامه هادئة ..
فطلب الخروج معه .. قد اقلقها .. ماذا يريد ..
لما لايساعدها ان تحاول نسيانه ..
لكن يانجلاء .. انتي وهي تعيشون تحت سقف واحد..
كيف ستننسينه وانتي ترينه في اليوم عدة مرات ..
بعد مرور دقيقة من الصمت
قال سلطان وهو يبتسم لها
سلطان : أسمها أمل ..
نظرت اليه نجلاء وعلامات الدهشة في وجهها
واكمل وهو ينظر خلفها
سلطان : تعرفت عليها قبل اربع سنين ..
كنت بثالث جامعة وابوي تعب ذيك الفترة كثير واظطر انه يجلس بالبيت ولايشتغل ..ميزانية البيت كانت في اوج افلاسها.. واظطريت اشتغل جرسون في دوام مسائي عشان نسد العجز ..
اثناء دوامي في المطعم كنت الاحظ وحدة معينة كل عصر تجي تطلب شيء خفيف قهوة وتطلع ..
كانت تجي لحالها وبصفة يومية .. كانت متحجبة ولذلك كنت اميزها كل مادخلت ..
طبعاَ اول أسبوع ماكان لي اي اتصال بها ثاني اسبوع تكلمت معها واستغربت اني سعودي وبدأت تسألتي اسئلة متقطعة .. بعد اسبوعين شفتها عطتني الرقم .. الصراحة اول الأمر كنت ماني مكلمها
بس تقدرين تقولين الفضول أو شيء فيها جذبني .. مادري خلاني اكون ضد مبادئي وكلمتها ..
بعد مرور اسبوع من اول مكالمة لي
كانت ومع كل نور صبح .. كنت اسمعها تقولي صباح الخير ..
وانا مستلقي بنام .. كنت اتصل عليها عشان اسمعها تقرا وردي علي ..
انا ماحبيتها ذيك الفترة بس تقدرين تقولين تعلقت فيها ... كانت رقيقة جميلة هادئة ..
صرنا نتقابل في المطعم اللي تعرفت عليها فيه في فترات متقطعة ..
كنت بس ابي اسمع كلامها الحلو واشوف حرصها علي ..
كنت مستمتع باني اشوف احد يهتم فيني
لاني من صغري انا اللي كنت اهتم بغيري.. امل بس اللي كانت تهتم فني ..
ذيك الفترة كان ابوي تعبان وكامل العبئ علي
وكانت امل متنفس زي متقولين .. اهرب من توتر البيت لها ..
صمت وهو يبتسم ووجه امل يرتسم في فكرة ..
نظرت اليه نجلاء بأستغراب .. ماباله يقول لها كل تلك الأمور ..
نعم هي كانت تريد ان تعرف لكن .. لا .. كانت تريد ان تسمع امراَ آخر
اكمل سلطان وهو لم يضع عينيه في عيني نجلاء ..
كان يشعر بالراحة وهو يتكلم .. لايعرف لما بدأ بالتكلم هل باعتقاده
انها لن تكون نجلاء القديمة الا لو عرفت بكل شيء .. ام بسبب انه اراد حقاَ التكلم ..
ابتسم وهو يكمل متأملا جواله القديم..
نجلاء : بعد مرور شهرين .. حسيت بتأنيب الضمير كثير ..
كل الي اسوية خطا .. وقررت اني انفصل عنها
ذاك اليوم طلبت منها انها تقابلتي بالمطعم اللي تقعد فيه وانا نازل من سيارتي متوجهه للمطعم
وكنت موقفها في الجهة المقابلة للمطعم ..
عشان كان زحمة بالمواقف..
قطعت الشارع وفجأة انتبهت بدباب يصدم فيني ..
ماحسيت بروحي الا بالمستشفى وامل بجانبي
قالي الدكتور اني فقدت دم كثير من اثر الصدمة
وانهم كانوا مظطرين يخلوني بقائمة الأنتظار
مع ان ذلك خطر عليك واحتمال أفقد حياتي ..
وفاجهتم امل ان فصيلة دمها مناسبة وطلبت منهم ياخذون الكمية اللي يبون ..
ابتسم وهو يتذكر كلام الدكتور
الدكتور : خطيبتك والله وقفت معاك وقفة ماتنسهاش
ابتسم سلطان وهو يقول
سلطان : نجلاء قالت له انها خطيبتي عشان مايشك يالعلاقة
شفتي هالموقف كان له اثر كبيير علي ..
نظر للجوال وهو يكمل قائلاَ
سلطان : كان هالجوال هو هديتها الاولى .. فرحت به كثير..
مو بسبب انه جوال وانا كنت محتاج له .. لا لأنها فكرت فيني .. وأهدتني هديتين بظرف اسبوع ..
دمها وهالجوال ..
امل بعد الحادثة ماجت للمتشفى عشان اهلي مايشكون بس كانت تتصل كل ساعة عشان تتطمن علي
جلست في المشتفى كم يوم
وأستمرت علاقتي معها ست أشهر .. كانت كأنها ستة ايام ..
كل يوم تعليقي بأمل يزيد .. لاني كل يوم احسها غير امس كل يوم اكتشف فيها ميزة ..
السسلسال اللي شتفيه في الفندق .. كنت قد أشتريته بعد ان جمعت مكافئتين من مكافئات الجامعة
كنت اتخيل كيف ستكون ردة فعلها .. هي بتفرح بهديتي زي ماأنا فرحت بهديتها..
في ذلك اليوم ..
اخذ نفساَ عميقاَ وهي يكمل متأملاَ وجه نجلاء الذي يبدو الأهتمام قد أرستم عليه
سلطان: شفتها ذاك اليوم .. كنت عازم اني اعللن لها اني حاب ارتبط فيها .. اقل شيء للي سوته فيني اني ارتبط فيها ونصير زوجين ونتقابل بالحلال ..
لانه ابدا العلاقة ماكانت عاجبتني بذاك الشكل ..
كنت حاب اعطيها هديتي عربون محبة واطلب منها الأرتباط ..
في اليوم اللي حبيت اني اعلن ارتباطي فيها كانت تعلن انها راح تنفصل عني
كانت تقولي انها راح تتزوج..ابوهاعليه ديون كثيرة .. وزوجها الجديد هو من يبي يسدد ديونه..
طبعا ماقدرت اني اعارض واقولها لاتتزوجينه وتزوجين وانا ماني قد هالكلمة ..
انا ذاك الوقت كنت ماني قادر
ولا اعيشها بمطعم متوسط فمال بالك بسدد ديون متراكمة ..
كنت بطلب منها بس نرتبط والزواج يكون بعد ماتتحسن حالتنا ..
المال هو من فرقنا وكسر قلوبنا..
اخذ نفساَ عميقاَ وهو يكمل قائلاَ
سلطان : ماقدرت اتخلص من السلسال .. أنا حتى ماقدرت ولا اتخلص من ذكرى أمل .. اللي بالنسبة لي أصبحت الم
انا عارف انها تحبني زي مانا احبها .. وانا متفهم كثيراَ موقفها .. بس ..
كانت نجلاء تريد ان تقول شيئاَ لكنها لم تستطتع استائت من نظرات الحزن التي ارتسمت على وجهه سلطان الذي
اكمل قائلاَ
سلطان : والله ماتعرفت على وحدة قبلها ولا بعدها .. من ذلك اليوم .. ذاك اليوم هو أخر اتصال
بيني وبينها وبيني وبين الحب .. يمكن الأتصال الوحيد بيننا
وتلمس يده وهو يقول
سلطان : ان دمها موجود داخلي انها سبب من اسباب حياتي ..
رمشت نجلاء وهي تقول
نجلاء : طيب وش سبب جلوسها بالمطعم بشكل يومي
ابتسم سلطان وهو يقول
سلطان : تقول مكان شغلي قريب منه وكنت امر للمطعم في فترات الراحة ..
نجلاء : طيب ماحاولت تبحث عنها وتثنيها عن الزواج
اخذ نفسأ سلطان وهو يقول
سلطان : بعد الافتراق بشهر حاولت ..
بكل مكان قريب من المطعم سئلت عن وحدة اسمها امل
مشكلتي ماكنت اعرف لاعائلتها ولا اي معلومات عنها لانها اعتذرت عن الشيء هذا وانا كنت متفهم
وشكل حتى اسمها ماكان امل ..
اسف لردة فعلي ذاك اليوم .. بس هالذكرى تحزني كثير .. وانتي اثرتي الماضي ..
ابتسمت نجلاء وهي تقول محاولة ان تخفف عنه ..
نجلاء : ماصار شيء .. انا اللي اسفة على لقافتي ..
انتبهت للخادمة تضع الشاي وباقي محتوياته امامهم
أرادت ان تخفف عنه لكن .. ماذاتقول .. وآثرت الصمت وهي تتألم في داخلها
تئن بصمت ..
تناول سلطان الابريق وقال
سلطان : كل شيء الحين مجرد ذكرى ..
وابتسم بحزن وهو يتامل الشاي بيده وهو يردد
سلطان :.. مجرد ذكرى ..
قالت نجلاء وهي تحاول ان تلطف الجو ..
نجلاء : على الأقل جربت الحب ..
وصمتت وهي تؤنب نفسها ماذا تقول
ابتسم سلطان وهو يقول
سلطان : صحيح .. على الاقل ذكرى حلوة احسن انه ماتصير عندي ولا ذكرى .. بس
تناولت نجلاء الملعقة لكي تتذوق الكعك الذي وضعته الخادمة في صحنها وهي تقول
نجلاء : تعلقك فيها ماراح يجيب نتيجة ..
وابتسمت وهي تكمل
نجلاء : خذ العلم من فتاة في السنة الثالثة من قسم علم النفس
اصدر سلطان ضحكة وهو يقول
سلطان : من جد تصدقين نسيت انك علم نفس.. هاه وش تفسيرك لحالي
قالت نجلاء وهي ترتشف الشاي وترسم علامات الجدية في وجهها
نجلاء : حالتك مرض مشهور بالطب النفسي ..
ويسمى بالطب النفسى التعلق الا معرفي .. وهو ينتج من تحملك اشياء فوق تحملك
انتبهت لسلطان ينظر اليها بنتباه واكملت وهي تبتسم
نجلاء : يعني الحين انت مصدق كلامي هههههههههههههه
ابتسم سلطان وهو يقول
سلطان : هههههههههه والله صدقت .. قلت اثرني مريض وانا ماني حاس
كانت نجلاء تتحدث وهي تشعر بشيء من الراحة ..
فمجرد ان امل اصبحت ذكرى .. هو بحد ذاته شيء يطمئنها ..
ابتسمت وهي تتأمل سلطان متمتمة في داخلها ..
عذرا عقلي ولكني سأستمر بالسير وراء قلبي ..
انتبهت لسلطان وهو يقول لها
سلطان : يالله الحين دامنا قالبينها صراحة وجلسة اخوية .. ذاك اليوم ليش تبكين ..
عقدت حاجبيها نجلءا وهي تتمتم .. لما اهتمامه ببكائها بهذا الشكل
قالت نجلاء بسرعة وه تريد ان ترى تعابير وجهه
نجلاء : بسببك ..
نظر اليها سلطان بدهشة وقال بسرعة ..
سلطان : وش ..؟! وش سويت
ابتسمت نجلاء وهي تقول بسرعة
نجلاء: وش فيك انت تصدق على طول هههههههههه
سلطان : نجلاء تراني من جد ماتقبل المزح .. لاتضيعين السالفة
وضعت يدها يداخل مخابي سترتها وقالت وهي تبتسم وتبحث عن اجابة مناسبة
نجلاء : ولا شيء .. بس انا من فترة لفترة اشتاق لخالي .. وهذا اللي يخلين ابكي .. بعدين تراي دايماَ ابكي .. خطر اشوف فارة وابكي عشاني شفتها
ابتسمت وهي تقول تلك الحملة الاخيرة ...
وأبتسم سلطان وهو يرى ان نجلاء يبدو انها قد نسيت التوتر الذي حصل بينهم
سلطان : ههههههههههههه والله خطر ابكي انا لاشفت فارة .. برد الجو صح .. نكمل الشاهي داخل
نجلاء : يااالله بعد وراي بحث نسيت اكمله ..
نهض سلطان وقال وهو يسير بجانبها
سلطان : تبيني اساعدك .َ.
ابتسمت نجلاء وهب تصعد درجات مقدمة المنزل قائلة
نجلاء : ماتقصر .. ومشكور على هالجلسة الحلوة ,,
تبعها سلطان بصمت وهو يشعر بالراحة ..
الايام التي مضت شعر بالضيق الشديد من تغيرها ..
انتبه لعدنان جالساَ لوحده امام المشب وجلس بجانيه وهو يخلع سترته قائلاَ
سلطان : وش عندك جالس لوحدك
عدنان : ماعندي شي توها رؤيا راحت فوق تقول عندي دراسة وخالد ماجا
سلطان : غريبة ماشوفك طلعت اليوم
عدنان : مالي خلق طلعه .. وين كنت
سلطان : برا جالس مع نجلاء
انتبه سلطان لتعابير وجه عدنان المتغيرة وقال بسرعة
سلطان : فيه سوء تفاهم بيننا وحاولت اصلحة
ابتسم عدنان وتأمل النار التي امامه ولم يرد على اخيه
بعد مضي عدة دقائق قال عدنان فجأة
عدنان : سلطان انت تحب نجلاء
ابتسم سلطان وهو يقول بعد ان جلسة جلسة القرفصاء
سلطان : ايه بس مو زي مانت متخيل .. زي اختي بس ..
عدنان : عذرا سلطان .. بس انا حاس بمشاعر خاصة بها
عقد حاجبيه سلطان وقال محذرا
سلطان : عدنان انت وعدتني ..
قال عدنان بصوت غاضب
عدنان : ياخي وش فيك دايم تسيء الضن .. يعني ماكون صريح
احد قالك اني ناوي احجرها بزاوية او بسوي بها شي
حتى لو بسوي بها ماراح اشاورك انا اتكلم معك بصراحة
لأنك اخوي .. وابغى احد اتكلم معاه ..
قال سلطان وهو مستغرب من ردة فعل عدنان
سلطان : وش فيك عصبت روق .. !
بعدين شيء طبعي بخاف .. انت من كم سنة وانت غالب وقتك مع بنات
.. ماني حاب نسوي مشاكل مع عمتي وولحين الامور ماشية بهدوء
قاطعة عدنان وهو يشعر بالحنق قائلاَ
عدنان : سلطان احب اصححلك معلومة .. على كثر خروجي مع البنات
ماعمري نمت ولا مع واحدة منهم اذا كان هالجدار سوا لهن شيء فأنا سويت
ماكنت اتعدى المقابلات الرسمية ..
مو خوف من الله او خايف عليهم .. لا بسبب اني عاجز .. وماني قادر اقرب لأي وحدة ..
.