الفصل الثامن (ج)
جـائت نجلاء من خلفها ووقفت بجانبها وهي تنظر للوحة بأبتسامة وتقول ..
نجلاء : ايه.. اللي على يمين ماما هذا خالد الكببير وهو الوصي على ثورة خالي واللي بجنب ماما مع اليسار هذا عدنان اصغر منو بسنة
والطويل الي واقف ورا عدنان هذا سلطان مدرس واصغر من عدنان بسنتين
واللي واقف قدام خالد هذا زياد راح لثالث ثانوي ..
ابتسمت سارة وهي تتأمل اللوحة
سارة : والله حلوين .. اللي جالس في الخلف بشبه خالك صالح صح
تأملت نجلاء وجه سلطان الباسم وهي تقول
نجلاء : ايه فيه منه كثير .. يقولون خالي عبدالعزيز كربون من خالو صالح.. وسلطان شبه ابوه ..
في نفس الوقت كان عدنان واقف عند مدخل الجناج الرجالي ويتأمل نجلاء بثوبها الاحمر القصير والذي يصل .. حد الركبة وابتسامتها الجميلة بانسجام تام ..
وهو يتمتم .. هل يعقل انه احبها .. نظر اليها متأملا تموجات شعرها وحركات عينيها
كل شيء فيها يصرخ بالانوثة وتمتم لما لاأحبها.. رقة وبرائة .. وتختلف عن الفتيات التي يقابلهن يومياَ
انب نفسه على تلك الأفكار التي تدور في رأسة وارتد للوراء قليلاَ .. وطرق الباب وهو ينادي على الخادمة
توجهت نجلاء نحو الصوت وتذكرت انها ترتدي فستاناَ قصير
فاتجهت لتناول عبائتها المعلقة عند الباب بسرعة و
لبستها على عجل وهي تضع الطرحة على شعرها
وتوجهت مرة أخرى نحو الصوت
نجلاء : مين .!؟
ابتسم عدنان لنجلاء وهو يقول
عدنان : انا عدنان .. عذرا بتعبك بس محتاجين ..
كم فنجال قهوة .. رمشت نجلاء وهي تبتسم هي الأخرى قائلة وهي تبتعد
نجلاء : دقايق ..
سارت نجلاء مسرعة الخطى متوجهة للمطبخ وطلبت من الخادمة
ان تعطي عدنان الواقف عند الباب بضع فناجين
من القهوة وخلعت عبايتها متجهة للسارة التي ظلت واقفة امام اللوحة
نجلاء : عفواَ تعالي ندخل نتقهوى داخل
ابتسمت سارة وهي تسير بجانبها قائلة ..
سارة : أنتي ماتتغطين من عيال خالك !
نجلاء : لا هم زي اخواني
سارة : بس مو انتي تتغطين من اولاد عمك .!
نجلاء : ايه اهل بابا مرة منغلقين ..
وابتسمت وهي تدخل الغرفة الممتلئة بالضيوف قائلة
نجلاء : حياك .. تفضلي وجلست جانبها وأكملت الحديث معها في امور شتى
في آخر الليل .. بعد ان تفرق الكل
قال زياد وهو يجلس في غرفة الضيوف
زياد : عمة قولي لي تكفين انه اليوم اخر يوم من هالرسميات
قالت العمة وهي تخلع الاقراط من أذنها ..
العمة : ههههههههه لاخلاص .. ضروري هالرسميات عشان يتعرفون عليكم ..
جلس سلطان بجانب عمته وقال وهو يمسك بيدها
سلطان : والله ياعمة كل شيء يهون بشوفتك
ابتسم عدنان وهو يجلس بجانبه ويقول ..
عدنان : عمى ترا سلطان متخصص لحس مخ لاياكل بعقلك .. ويسحرك بحلاوة لسانة ..
ابتسمت العمة لسلطان وهي تقول
العمة : والله ساحرني .. ومن غلاته احس ماحد يستاهله
سلطان : والله ياعمة انك غالية علي لو القى بنت تجي ربعك كان تشوفيني متزوج هالحين..
خالد : هههههههههههه سلطان مادري منين تجيب هالهرج الزين
عدنان : هههههههههه
قالت العمة وهي تسير نحو السلالم
العمة : فديتكم .. اخليكم بروح انام عندي موعد بكرا الصباح
قالوا كلهم بصوت واحد لها .. تصبحين على خير ..
في نفس الوقت في الدور العلوس
كانت رؤيا مستلقية على فراش نجلاء وهي تتأمل أختها تسرح شعرها
رؤيا : جواهر بنت عم مماما بس تناظرك اليوم .. شكلك راح تكونين من نصيب عبدالله ..
ابتسمت نجلاء وهي ترفع شعرها بربطة سوداء صغيرة
نجلاء : ياحلوة نسيتي انتي الكبيرة .. ماني متزوجة الا بعدك
رؤيا بابتسامة وشخص قد ارتسم في مخيلتها
رؤيا : انا طب .. الطريق قدامي طويل ..
جلست بجانبها نجلاء وهي تقول
نجلاء :عادي تزوجي وادرسي ..
رؤيا : مستحيل اتزوج هالفترة ..
واستلقت عى ظهرها تنظر الى السقف
رمشت نجلاء بعينيها وهي تنظر الى أختها التي تبتسم
نجلاء : رؤيا وش فيك تناظرين السقف وتضحكين ..
هههههههههههه انهبلت اختي
ادارت رأسها رؤيا وقالت فجأة وهي تنظر اليها بعينيها الحادتين
رؤيا : نجلاء حبيتي قبل كذا .؟
نظرت اليها نجلاء بدهشة من هذا السؤال المفاجئ وقالت وهي ترمش بسرعة
نجلاء: هاه .. وشلون حبيت
ابتسمت رؤيا وهي تنهض قائلة
رؤيا : جاني الجواب .. انا مادري وش مدخلك علم نفس ابدا مو
لايق عليك
سمعت نجلاء ضحكتها وهي تبتعد قائلة
رؤيا : حطي ببالك تراني باعرف كل شيء عنه بس
الحين تعبانه وبكرا لازم نطلع شوبينق نتقضى للسفر .. وضكت وهي تفتح باب الغرفة وتقول
رؤيا : حبيبتي نونو تحب ..
أغلقت رؤيا الباب خلفها وسط دهشة نجلاء والتي كانت تتمتم .. ماذا كانت أجابتي .!
في الجهة الأخرى في الدور السفلي
قال عدنان وهو ينهض من على الكنبة
عدنان : يالله بروح للجناح .. مانت جاي
كان سلطان يقلب في جواله بهدوء ولم يجاوب على عدنان ..
نظر عدنان الى زياد الواقف بجانبه باستغراب وقال
عدنان : يما .. مانتي رايحة تنامين
انتبهوا لسطان يرفع رأسة ويقول بهدوء
سلطان : باتبعكم بعد شوي ..
رفع كتفيه عدنان وسار نحو السلالم وتبعه زياد متجهين لجناحهم الخاص
عدنان : ولد ابو عمار وش هايط عليك اليوم
عقد زياد حاجبية وهو يضع قدمة في اول درجات السلالم قائلاَ
زياد : وه ياعددنان كئيب ومادري وراه حاط نفسه صديقي من يدخل يقعد جنبي .. فقع مرارتي
واستمرت الاحاديث...
في الدور السفلي كان سلطان يقلب جواله القديم الطراز والذي يحمله منذو اربع سنين..
والذ تلقاه هدية من أمل .. من كان يعتقد أنها أمل حياته ..
تامل الرسالة التي يقرأها للمرأة الالف والتي لم يستطع من قبل أن يمسحها
ضغط على خيارات ثم توقف عند كلمة حذف .. لايعرف لما كل المواقف الحلوة التي تجمعه معها ..
بدأت بالظهور في مخيلته .. كانها تقول له لاتحذفها .. اذا حذفت هذه الرسالة ..
ستكون أمل في مهب الريح ..
استمر على تلك الأفكار برهة من الزمن وفجأة سمع صوت فتاة تنادي أسمه
رفع رأسه ووجد نجلاء امامة مرتدية قميصا قطنيا يصل
نصف ساقاها وصورة دبدوب اصفر اللون يتوسطه
فور ان رفع سلطان رأسه نحو نجلاء أنتبهت انها نزلت بقميصها ومن دون حجابها ..
لكي تحضر جوالها
نسيت وجود اولاد خالتها في المنزل وعند رؤيتها وجه سلطان الحزين
لم تستطع ان تنظر اليه صامته وخرج اسمه من فمها تلقائياَ
ابتسم سلطان فور رؤيته نجلاء تقف امامه بقميصهاالقطني وتبدو كطفلة صغيرة شعر
أن هناك شيء خاطئ بها لكنه لم يعرف ماهو ..
سلطان : هلا نجلاء ناديتيني
ابتسمت نجلاء بتوتر .. اتذهب ام تجلس كيف تتصرف .. كل تلك الاشياء كانت تدور في رأسها
لاحظت أن سلطان لم ينتبه لعدم ارتدائها للحجاب .. واثرت الجلوس ..
هو كأخيها .. هكذا كانت تعزي نفسها
قالت نجلاء وهي تقترب منه
نجلاء : وش فيك شكلك قبل شوي محزن ..
فور قولها لتلك الجملة شعرت انها متطفلة حد الجنون ..
ومادخلها .. مابالها اليوم .؟
ابتسم سلطان وهو ينهض
سلطان : لا بالعكس ماحزنت ولا شيء بس يمكن كنت داخل جو بالهواجيس ..
بطلع انام تامريني على شيء .؟
رمشت بعينيها نجلاء وهي تتذكر جوالها ..
نجلاء : هاه لا مشكور .. نازلة ادور جوالي بس
سلطان : كم رقمك أتصل عليه عشان تدورينه
نجلاء : هاه رقمي .. 0555
بضع دقائق وسمعت صوت رنين في غرفة الضيوف
توجهت نجلاء نحو الغرفة وهي تقول
نجلاء : خلاص هذا هو مشكورة
صعد سلطان درجات السلم وهو يقول
سلطان : يالله تصبحين على خير ..
وضع سلطان الجوال بجيبة .. ولازالت كل تلك الأفكار المشوشة تدور في رأسه
وتوجه نحو جناحهم الخاص
تبعته نجلاء بصمت وهي تفكر بسلطان .. منذو مجيئة لم ترى نظرة الحزن في عينه
الا مرة .. وتذكرت الموقف في السيارة عندما اخبرها بحبه لفيروز
هل حبه لفيروز مرتبط بما كان يقرأه في الجوال قبل قليل .!
اخذت نفساَ عميقا وادارت وجهها يميناَ ويسارا لكي نمحو كل تلك الأفكار من رأسها
وتقنع قلبها انه مجرد اخ .. اخ فقط .. لاشيء غير ذلك ..
.
.
دخل سلطان الغرفة صامتاَ وهو يشعر بالضيق
اليوم قد دخل السنة الرابعة منذو ان فارق أمل ..
هل حقا ستكون أمل له أم ستكون الم ..!
انتبه لعدنان يدخل فور خلعة لثوبة الرسمي
قال عدنان وهو يشرب من كوب القهوة التي في يده
عدنان : سلطان وش فيك .!
ابتسم سلطان ابتسامة باهته وهو يخرج اغراضة من جيبه ويضعهن على المنضدة وهو يقول
سلطان : مافيني شيء ..؟
جلس عدنان على التسريحة وقال
عدنان : مانت طبيعي لمن طلعوا الناس وانت قالب وجهك .. لاتقولي مافيك شيء .!
لم يرد عليه سلطان وخلع بلوزته الداخلية وارتدى قميصا قطنيا أزرق اللون ذا اكمام قصيرة
وخلع سروال السنة ليرتدي محله شورته الاسود المفضل ..
قال عدنان بعد عدة دقائق
عدنان : يما مانتي قايلة لي وش فيك .!
ابتسم سلطان وهو يستلقي على السرير ويقول
سلطان : عدنان صك الباب وراك تكفي ..
رفع كتفيه عدنان وخرج صامتاَ .. لايعرف ماذا حصل له
قبل ساعات كان يضحك ولايعاني من شيء ..
توجهه الى التلفاز وجلس امامه يقلب لعله يرى فلماَ
يتابعه فهو لايشعر بأي رغبة للنوم..
.
.
بعد مرور ساعة
جلس عدنان على السرير ووضع سماعات جواله الاسود الجديد في أذنه
وصوت اصالة ترن في أذنه
من يقول انك تحب ..
من يقول انك وفيت
كل هذا كان لنا
ياما اخذت ولا عطيت
اغلق عينيه محاولاَ النوم
وفجأة صورة نجلاء بثوبها الأحمر ارتسم في ميخلته
الابتسامة فور تخيلها تشق طريقها على فمه..
اخذ نفسا عميقا وهو يحاول ان يطردها
ولكن نظرات عينيها وتموجات شعرها كلها كانت ثابته في فكره ..
وتمتم في قلبه .. هل وقعت في حبها .. ام بسبب اني لااستطيع الحصول عليها تعلقت بها ..
لو أن سلطان لم يحذرني .. على الأقل تجرأت على الأقتراب منها ..
ادار رأسة وبدأ بالترديد مع الاغنية محاولا النوم
بكرا ماهو مثل امسي ..
قلبي وتغير مساره
غلطتي أرخصت نفسي
يوم اضويتك بشمسي
بكرا ماهو مثل امسي
قلبي وتغير مساره
.
.
بعد مرور ساعتين ..
نهض عدنان من النوم وهو يستغفر ربه والعرق ممتلئ على جبهت
وهو يتمتم لما لازال ذاك الكابوس يطارده
نهض من على سريرره وتوجه الى دورة المياة ..
بضع دقائق تناول حبه بنادول ثم حاول النوم ..
.
.
بعد مرور عدة ايام مرت سريعة
حيث انشغل الكل بالتخطيط للسفر والتسوق
وشراء مايلزم
وتقريباَ في ليلة السفر
خرج عدنان من غرفته وهو يقول لسلطان المستلقي على الكنبه الأمامية للتلفاز
عدنان : سلطان يابرودك ماشاء الله .. الله يشوفك يقول كل يوم مسافر برا موب اول مرة تطلع
سلطان : ههههههههه وش تبيني اسوي مافي شيء شنطتي وجهزتها
عدنان : انا مجهز كل شيء بس عجزت اروق .. متحمس كثير للسفر ..
وجلس بجانبه بعد أن ازاح قدمية وهو يقول
عدنان : ياخي اخوك الكبير لاقعد.. قم احترام له ..
سلطان : سم اسفين على الغلط .. والله تبي الصراحة ماني متحمس
واكمل حديثه وهو يررفع حاجبية بضجر
سلطان : مادري ماني مهتم .. فديته فهد ماشفته بزواجه زين ..
عدنان : تعرف بكرا السفر صعبة نجلس اليوم بعد بجدة حلو رحنا بنفس اليوم حضرنا وجينا
سلطان : هالمطيور خالد .. كنت مشتاق نقعد ببيتنا نعيش شوي حياتنا القديمة
نهض عدنان وهو عاقد بين جاجبية قائلاَ
عدنان : من زينه فكنا ياخي .. يالله بحاول انام اخاف بكرا يجيني النوم وتضيع وناستي عليه
وضع سلطان قدمية مكانه وهو يقول ضاحكا
سلطان : لاحق عشرين يوم تبي تقعد هناك تبي تمل ويطق راسك ..
وقلب بين قنوات التلفاز بملل .. وهو يشعر ان هناك شيء سيء سيحصل في السفر هناك ..
.
.
في الغد وفي مطار الملك خالد في القاعة الدولية كانوا ابناء عبدالعزيز
وعمتهم وبناتها جالسين في قاعة الأنتظار
يتنتظرون الطائرة رقم والمتوجهه الى دبي ومنها الى فيينا..
على الكراسي جلست العمة تراقب العامة بصمت وخالد بجانبها مرتديا بتطالاَ
اسود رسمياَ وقيمصاَ أبيض اللون ذا خطوط سوداء سخيفة
ونظارة شمسية اعطته هيبة واظهرت ملامح الجد على وجهه وجلس بجانبه عدنان
مرتديا بتطال جينز وقميصا قطنيا ابيض اللون ضيقاَ على جسمة وبعض من
رسومات العنكوبات باللون الأحمر منششرة على بعض من أجزاء القميص
والابتسامة مرتسمة على وجهه وهو يتحدث مع سلطان بانسجام
كان سلطان ممسكأ بكتاب صغير ويتكلم مع عدنان بضحكات متقطعة وهو مرتدي بنطالاَ
بيجي اللون وقميصاَ من الشاش اخضر اللون
بدا جميلا على بشرته المائلة للبياض .. وجلس زياد بجانبهم صامتاَ وهو واضع السماعات في أّذنه مستمعا َالى أحد الاغاني الأجنبية وهو مرتدي بنطالا اصفر اللون تحت ساقية قليلاَ
وقميصا قطنيا من دون اكمام صفراء اللون تحتوي على صور لأحد الممثلي الأجانب
عدنان : زياد ماتخاف تبرد هناك .. كان جبت على الأقل جيكيت
زياد : يكون الجو برد ولا يكون حر .. بعدين ماضن برد اطلعت على درجة الحرارة وكانت
عدنان : بدينا بالتفلسف ..
ثم نظر الى سلطان الذي نظر الى الكتاب ليكمل قرائته .. وقال
عدنان : سلطان خل هالكتاب وسولف معي طفشت من الأنتظار
ابتسمت رؤيا وهي تسمع همهمات عدنان الذي لم يسكت منذو مجيئهم
وعدلت حجابها الأسود وهي تقول بصوت منخفض
رؤيا : عدنان مزعج لو أنا من سلطان كان سديت افمة
نجلاء : هههههههههههه انتي ملاحظة ماشاء الله سلطان وسيع صدر ..متحمسة للسفر هالسنة وانتي
رؤيا : عادي زي كل سنة ..
نجلاء : بس وجود عيال خالي راح يعطي جو
نظرت رؤيا عدنان الذي يتكلم على سلطان باندماج وسلطان مستمتع له وتجزم انه لم ينتبه لما يقول
وقالت بضحكة صغيرة
رؤيا : الله يعينا على الازعاج هههههههه
بعد مررور عدة ساعات ..
كانوا متجهين مع سائق خاص نحو الفندق الذي يسكنون فيه العمة كل سنة
قال العمة وهي جالسة في السيارة هي وبناتها وزياد والجهة المقابلة خالد وعدنان وسلطان
العمة : الحمد لله على سلامتنا
وعدلت حجابها وهي تكمل
العمة : خالد عندك مقابلة مع مندوب اجنبي هنا صح
خالد : ايه عمه اتفق محمد معه وراح اكلمه .. بس ترا خلفيتي الانجليزية لك عليها
زياد : تبيني اجي معك ..
سلطان : صج خالد زياد خلفيته حلوة
خالد : خلاص باخذك معي مترجم
العمة : فيه مترجم اعرفه .. او انا أجي معاك ..
خالد : لا ماعليه ياعمي جاية سياحة انتي .. مااراح تطول المقابلة وزياد راح ينفع
عدنان : هههههههه والله وراك نفع للمصري
ابتسم زياد ووضع السماعات في أذنه من دون ان يجيبه ..
ابتسمت رؤيا لردة فعل زياد .. ولم تتكلم
سلطان : زياد ماشاء الله من بعد المسابقة المعرفية الي شارك فيها قبل كم سنة وعطوه هدية دورة تعليم انجلش ست اشهر وهو ينمي خلفيته بالكتب والافلام
العمة : ماشاء الله حلو .. مهما كان اللغة الانجليزية ضرورية بعصرنا هذا ..
كانت نجلاء تختلس النظر بين الحين والاخر لسلطان الذي يجلس أمامها ..
شعور لاتعرف ماهولكنها تشعر به فور مشاهدتها له .. مايقليها
انها لاتشعر منه باي اهتمام بها ..
انتبهت لنظرات عدنان .. ووادارت رأسها وهي تبتسم له مجاملة ..
وهي تتمتم .. ليت تلك النظرات ينظر بها سلطان لها .. وليس عدنان ..
انتبهت رؤيا لتعكر كزاج نجلاء .. ارادت ان تسألها لكم آثرت الصمت ستسألها عند الوصول للفندق
فكرت نجلاء انه الشيء الجيد في هذه السفرة هي انها ستقضي اكبر وقت ممكن مع سلطان
واقنعت نفسها ..وهي تقول الذي بالنسبة لي أخ .. اخ فقط ..هذه الجملة التي اصبحت ترددها مؤخراَ كثيراَ
.
.
نزلوا الجميع من السيارة متوجهين الى جناحهم الخاص
قال عدنان وهو يدخل الى صالة كبيرة الحجم
عدنان : ماشاء الله الجناح كثير حلو
وضع الشاب الاجنبي الحقائب
وتوجهت رؤيا ونجلاء الى أحد الغرف
قالت العمة وهي تخلع حجابها
العمة : انقسموا على غرفتين وانا باخذ غرفة وبناتي غرفة
ارتاحوا شوي عشان نطلع نتعشى
دخل خالد وهو يتكلم في الهاتف
خالد : الله يجزاك خير محمد .. خلاص بعد اسبوع الحقنا عشان نشوف القطع انا وياك ..
ابتسمت العمة وهي تدخل الغرفة
وجلس خالد على أحد الكراسي وهو يفتح ازارير قميصة
خالد : والله تعبت .. وين غرفتي
عدنان : خذ هالغرفة انت وزياد وانا سلطان بناخذ هالغرفة
عقد زياد حاجبية وهويقول
زياد : خالد يبي يزعجني بمكالماته مافي غرفة لحالي
ابتسم سلطان وهو يقول
سلطان :خالد يبي يوعدنا انه يرتاح من الشغل هنا
ابتسم خالد وهو ينهض قائلاَ
خالد : ان شاءالله يما .. ولايهمك زياد لابغيت أكلم طلعت للصالة
تناول زياد حقيبته واتجه الى الغرفة خلف خالد
وتوجه كل من سلطان وعدنان لغرفهم هم ايضاَ..
بعد مرور ساعتان التفت العائلة حول أحد طاولات الطعام
العمة : نجلاء صديقتك باسمة ماهي جايه هالسنة
قالت باسمة وهي تعدل خصلة سقطت على وجهها بابتسامة وتضعها داخل حجابها الابيض
نجلاء : لا ماما راحوا لندن هالسنة..
رؤيا : ماحب لندن مادري وشلون الناس يروحون لها
خالد :عمه السعر اللي يحدده المندوب اناقشه فيه ولا اوافق عليه على طول
سلطان : خالد ياخلفهم انت ارتاح من الشغل جايين سياحة
العمة : صادق سلطان .. وناقشة شوي .. لاتشد ولاترخي ..
زياد : ترا ان حسيت باي ازعاج ياعدنان أو ياسلطان ترا تبي تبدلون معاي ..
ابتسمت رؤيا وهي تراقبهم يتحادثون
وهي مستمتعة .. نجلاء محقة هذه السفرة ستكون متغيرة عن سفراتهم السنوية ..
تأملت خالد بشخصيته الجادة وحرصة على العمل وعدنان بروحه الحلوة وسلطان بهدوءه وطيبته
وزياد بصراحته وغموضة .. كل شخص يشكل نوع من المجتمع
ابتسمت وهي ترا نجلاء تتحادث مع عدنان بخجل ..
وتمتمت .. هل نجلاء تحب خالد ان سلطان ام عدنان .. هي متأكده انها تحب شخصا واحدا لكن من.؟
اخذت نفساَ عميقاَ وهي تتمنى ان لايكون حظ نجلاء في الحب كحظها وتمنت ان من ملك قلبها يكون معها هنا
لو حتى فقط تراه .. لاتطلب اكثر من ذلك ..
سلطان : هههههههههه عدنان بطني ..ياخي خلني اكل
عدنان : ياخي انت تضحك على اي شيء
ضحكت نجلاء بصوت عالي وقالت
نجلاء: ههههههههه لا جد اسمح لي أنت منتهي
العمة : نجلاء حبيبتي خفضي صوتك وش هالضحك العالية
رؤيا : نجلاء عاد عليها ضحكة ..
وادارت وجهها لتتحدث الى سلطان وهي تقول
رؤيا : الكتاب اللي معاك بالمطار من كتابات ديستوفيسكي .. وش رايك فيه
سلطان : ايه قصدك رواية الجريمة والعقاب .. رايق الصراحة .. بس الترجمة شوي حايسته..صديقي قراه باللغة الاصلية يمدح فيه كثير .. انا خلفيتي بالانجلش لك عليها ..
قالت نجلاء وهي تحاول ان تدخل معهم في الحديث
نجلاء : مافي احسن من ان الواحد يقرا الرواية بلغته الاصلية
عدنان : انا حدي
قصص ميكي وبعد اتفرج على الصور ماقرا
رؤيا : ههههههههههههه يوه ميكي ياقدمك
سلطان : والله لها معزة حتى انا .. قبل فترة ادورها احس اني اشتقت لها
قالت نجلاء وهي ترمش بسرعة
نجلاء : فيه بجرير شايفتها ..
رؤيا : صح بجرير وبجيان بعد اغلب ضني
زياد : ههههههههههههههه وش جاب الحين طاري ميكي لكتابات ديستوفيسكي
سلطان : رؤيا اسئلي زياد عن الكتاب الاجانب ..
عدنان : ماشاء الله مادري متى يلقى وقت يقرا
روايات ويقرا كتبه وياحرام ياخذ الثالث ..
زياد : ذاكرتي تبي تمسح من تنحبك ..
ضحكوا الكل وأكملوا أحاديثه
.
.
بعد مرور ساعتين توجه الكل الى غرفهم حتى ينامون وغدا يبدؤن رحلتهم السياحة منذو الصباح
اعتذر عدنان منهم انه لديه اتصال مهم وسيتبعهم
وجلس يتكلم مع احدى صديقاته ساعة من الزمن
بعد ان انتهى تمشى في بهو الفندق .. وابتسم وهو يدخل اللوبي ..
ويرى الأشخاص من الجنسيات المختلفه يتراقصون امامه
تقدم من الجرسون واستفسر عن ماذا يبيعون ومانوع الشراب الذي لديهم وغيرها من الأسئلة ..
وجد احد الشباب العرب يجلس بجانبه ويتحادث مع صديقه بلغة سعودية
ابتسم وهو يجلس بجانبه ويقول..
عدنان : الاخ سعودي
ابتسم الشاب وهو يقول مناولاَ اياه يده
الشاب : هلا بك .. معك عبدالله
صافحة عدنان واخبره باسمة هو الأخر ..
تحادث معه .. واندمج سريعاَ
فعدنان كان من الاشخاص الأجتماعيين
.
.
بعد مرور ساعة
اتصل عدنان على سلطان لكي يفتح له باب الجناح
استغرب سلطان نبرة عدنان
وفور ان فتح الباب انتبه سلطان لعدنان وهو يترنح ممسكا بكأسُ بيده
وقف مذهولاٌ سلطان وهو ينظر اليه .. شكله يوحي ان هناك شيء خاطئ
وقال بصرخة منخفضة
سلطان : عدنان وعمى انت شارب ..?!
الفصل التاسع ( د )
دخل عدنان وهو يسند رأسة على سلطان وهو يقول بعينين تتحركان بغير أستقرار
عدنان : امسكني حاس الدنيا تدور فيني
تناول سلطان كتفي عدنان وهو يتمتم بكلمات غضب
سلطان : عدنان من اول يوم طبينا تشرب .. هذا اللي متحمس له ..
من بكرا ان شاءالله راح نطلع على السعودية يوم واحد مانت جالس .. تشرب عدنان ..
انتبه سلطان لعدنان يضحك بشكل هسيري فأغلق سلطان فمه
بيده حتى لاينهضو باقي اخوته وعمته ويرو مافعل..
ثم أدخله الى غرفتهم واغلق الباب ..وقال له بعد ان وضعه على السرير
سلطان : ماني مصدق انك تشرب
انتبه سلطان لعدنان يغلق عينيه وهو يقول
عدنان : سلطان شكلي باموت ..
بدات دقات قلب سلطان بالأسراع وهو ينظر اليه بذهول .. وهو يسمع الكلمة التي تغض مضجعه الموت ..؟!
فجأة انتبه سلطان لتغير وجه عدنان من الوجه الذ لايعي لأبتسامة كبيرة على وجهه
عدنان : ههههههههههههههههههه هههههههههههههههههههههههههههههههه ماني قادر أكمل
رمش سلطان بعينيه وهو واقف ينظر الى عدنان الضاحك ويحاول ان يستوعب ماحدث
تقدم منه ولازال الذهول مرتسم على وجهه .. وعدنان قد دخل بنوبة ضحك قائلاَ
عدنان : هههههههههههههههههههههه لو تشوف وجهك ههههههههههه
قال سلطان وهو يصفق بيده على وجه عدنان بقوة عالية ..
سلطان : هالمرة مزحك ثقيل .. اطلع يالله من الغرفة
أنصدم عدنان من ردة فعل سلطان
ثم قال وهو يتملس مكان الصفقة ..
عدنان : افا تصفقني وش فيك اخذتها جد .. فضيت وقلت أونسك شوي..
عقد جابية سلطان وهو يجلس على السرير قائلاَ
سلطان : وش هالمزح ياعدنان وجعني قلبي يوم شفتك سكران ووجعني قلبي اكثر يوم شفتك تقول بموت
حسيت كنه انا اللي بموت .. تكفي لاتمزح بالاشياء هذا
ابتسم عدنان وهو يقترب منه
عدنان : خلاص يما وسعي صدرك .. ياشينك قالبها جد
نظر اليه سلطان وهو يأخذ نفسساَ عميقا ويقول بابتسامة باهته
سلطان : على قد مازعلت انه مزحة على قد مافرحت انها مزحة
عدنان : ههههههههههههه سكر الولد وش تقول انت
سلطان : هههههههههه لاتدقق من الخرعة.. ضابط الدور هههههه
ياحبي لك .. لو تدري بهالثانية اللي قلت انك راح تموت وش فكرت فيه
قال عدنان وهو يجلس على سريرة المجاور لسرير سلطان
عدنان : وش تبي تسوي بفلوسي ههههههههههه
سلطان: ههههههههههههه تخيل بس بفكر بفلوسك .. هههههههههه ياخي انت كل شيء تقلبه مزح
ابتسم عدنان وهو يتلمس مكان ضربة سلطان ويخلع قميصه بابتسامة
ويتمتم في داخله .. صدق من سماك يما ..
سلطان : وش هالعجز تبي تنام ببنطلونك قم بدل على الاقل
استلقى عدنان على السرير وهو يقول ..
عدنان : مالي خلق .. كلها كم ساعة ونبي نطلع يالله تصبح على خير
اغمض عينيه سلطان وهو يقول له بهدوء
سلطان : وأنت من أهل الخير
.
.
بعد عدة ساعات على طاولة الأفطار
كانو جالسين جميعا بطاولة واحدة كبيرة
عدنان : ههههههههههههههههه لو تشوفون شكله يوم شافني اترنح مسوي روحي سكران
خالد : هههههههههههههههههه زين ماطب ساكت عليك
رؤيا : ههههههههههه حرام عليك عدنان خرعت الولد
كان سلطان صامتاَ ينظر اليهم
زياد : اكيد قالك
وارخى صوته مكملاَ حديثه
زياد : ليش ياعدنان ماتوقعتها منك
عدنان : هههههههههههههههههههههههه يالمصري والله قالي لي كذا هههههههههه
العمة : فديت قلبي سلطان تخرعت امس
سلطان : شوية ياعمة تخيلي اخر الليل دخل علي يترنح .. وضابط الدور مرة ماشكيت ولا واحد بالمية انه يمثل
نجلاء : ههههههههههه عدنان ادخل معهد للتمثيل شكل عندك موهبة
زياد : من جد عدنان يمكن هذي هوايتك الضايعة
الرؤيا : هههههههههههههههه حلوة هوايتك الضائعة
خالد : عدنان قبل كم سنة جته فترة يقول انا لازم لي هواية .. ويقلقنا ذيك الفترة كل شوي طايح بشيء
سلطان : هههههههههه اتذكر ذاك الوقت يوم طاح بالطبخ
رؤيا : ههههههههههه عاد يبي يلقى هوايته الطبخ
عدنان : ايه استلموني .. بالاخير اكتشفت ان هوايتي
انه ماله هواية
العمة : هههههههههههههههههههههههههه
كانت الأحاديث الصباحية لأول يوم من رحلتهم تدور حول مواضيع متعدددة ومتشعبة ..
مستمتعين بالجو الجميل والمناظر الغريبة بالنسبة لأبناء عبدالعزيز والمتكررة للعمة وأبنتيها
بعد الأفطار ذهب الكل الى ساحة ستيفنز حيث تمشوا في شوارعها واستمتعوا بما يحصل بها ..
وفي فترة الظهيرة توجهوا الى الفندق ليرتاحوا قليلاَ ولتقابل العمة صديقتها الأماراتية والتي رأتها في الصباح قبل خروجهم واتفقوا على المقابلة في فترة الظهر ..
في بهو الفندق كان زياد يسير بجانب رؤيا ويتقدمهم كل من خالد وسلطان وعدنان
ونجلاء تسير بصمت خلفهم بصحبة والدتها التي كانت تتكلم بالهاتف ..
زياد : خالد في محل كتب قريب ودي اروح اشوفه
ادار خالد رأسة وهو يقول
خالد : متى ماشفته
رؤيا : الا صادق زياد انا شفته .. تبي نروح انا وياك انا ابغى اشوف وش فيه ..
ابتسم زياد وهو يقول
زياد : خلاص خالد نبي نروح له انا ورؤيا ونجي
رؤيا : ماعليك انا اعرف هالمنطقة كم مرة جينا لمها .. تجين معنا نجلاء
ادارت رأسها نجلاء وهي تقول بأبتسامة
نجلاء : لا لا مالي خلق كتب .. براسي قهوة .. ماما ماتبين نشرب كوب قهوة .!
لم تتلقى اجابه فوالدتها كانت تتحدث بالهاتف بانسجام تام
سلطان : باطلع للجناح بغير ملابسي البلوزة مضايقتني شوي
وتوجهه الى الاسنصير ..
جلست نجلاء على أحد الكنبات وبدأت بتصفح بضع ورقات وجدتها امامها
كان عدنان واقف بالقرب منها ويتحدث مع خالد .. نظرات عينيه تختلس النظر اليها
وهي مندمجة بالتصفح .. وابتسامته التي ترتسم على شفتيه فور رؤيتها شقت طريقها
خالد : عدنان معي .!
انتبه عدنان لخالد وقال
عدنان : لا رحت وخليتك
خالد : مالي خلق اروح للجناج تعال نتعرف على الشارع ..
عدنان : مشينا..