كاتب الموضوع :
زهورحسين
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
شكرآ الكم يااحلى ليلاسيات00الحقيقه عذروني لاني مااعلنت عنهاوشكرا عل التشجيع00000
الفصل الاول1-الجار الغجري
0فرحتي عظيمه بمجيئك ياعزيزتي00قالت العمه ماريا00ولك ان تمكثي قدرماتشائين0ارتسمت ابتسامة الحنان على ثغرهولي وقالت:-احب كثيرآ هذاالمكان0خاصه بعدموت امي00غص صوتهاونظرت من النافذه الى المطرالذي بدآينهمربعدنزولها من القطار00-اعلم ياابنتي ليس الامرسهلآ ووالدتك رحمهاالله لاترضى ببقائك حزينه بعداليوم0عليك ان تعيشي معي قدرمايحلو لك0وشكرآللعنايه التي دفعتني اليوم الى ان اتصل بك هاتفيافي الوقت المناسب00وتذكرت هولي المكالمه الهاتفيه التي كادت الاتجيب عليها بعدظهرالبارحه بسبب ارهاقها0لكنهاحين سمعت صوت العمه تلاشت كل همومها0لما ابدته العمه من لطف وحنان0واخبرتها كيف فصلت البارحه من عملهابعدان صدت ابن مديرالشركه وكيف خرجت من المكتب وهي تسمع من يقول:لاتكلفي نفسك بالعوده انسه تملبتون
اجابت:-انت لم تخبرني بحاجتي الى حزام في الجيدو كي اعمل هنا بامكانك ارسال بطاقتي بالبريد0ثم اغلقت الباب تاركه السيدان اندروز و ساندي يجمعان بقايا00الاناء المكسور0وسرعان ما تبدد شعورها بالارتياح0فما ان وصلت البيت حتى اخذت تبكي0اذ شعرت بالوحده من جديد0فقدماتت والدتها منذخمسة اشهروبيع المنزل ومعظم الاثاث وسوف تنتقل الى شقه اخرى مع صديقتين لها هما جين
وساره وربما تعرف معنى الاستقرار بعدان تنقلت مرارا في المده الاخيرة0
-كيف يمكن لاي انسان ان يكون غبيا بهذا المقدار!
قالت العمه مارغريت هذا الكلام وهي تجتاز شاحنه كادت تلامسها مما جعل النوافذالزجاجيه تمتلىء بالوحل0فاضطربت هولي واغمضت عيينيها جزعا0فقيادةالعمه مارغريت للسياره تثيرانتباه سائر السائقين كما تثير الاعصاب وتزعج رفاق الرحله0وبعدلحظات سآلت هولي متجاهله ما حدث:
-كيف حال الحيوانات؟
-ماذا؟الحيوانات؟اه0انها في حاله جيده بل ممتازه0وقدازدادعددهابعدان رآيتك المرة الماضيه0
وتوقفت فجآة لتنظر الى هولي والابتسامه على ثغرها0
-صحيح كم عددها؟منتديات ليلاس
وجهت هولي السؤال وهي تحاول ان تتحسس حزام الامان في السيارة0
-جاءتني بعض القطط0ولم اتمكن الاان احتفظ بها0انهارائعه0
-هل تعنين ان احدى القطط انجبت؟
اجابت مبتسمه:
-لا0لا0وجدتها في صندوق خشبي0بل غاريت هو الذي وجدها0
كانت منهمكه في تغيير سرعة السيارة وهي تقترب من حافة طريق ضيقه0وخطرت لهولي فكره وهي ان هواية العمه في جمع الحيوانات مماثله لهوايت جمع الطوابع عند بعض الناس0وهي معروفه على بعد الاميال"بسيدة الحيوانات"وبعضهم يضيف عبارة المجنونه الى هذا اللقب0ولكن ما علاقة غاريت بهذاالموضوع؟وهمت بالسؤال:
-من هو غاريت؟
-انت تعلمين بمنزلي الاخر!
اجابت العمه مارغريت لتزيد من فضول هولي0ثم تابعت:
-انه باق عندي لفترة0
-رجل؟
وتجاهلت العمه الامرمحاوله ان تحيط الموضوع بغموض متعمد فقالت:
-نعم!لكنه يساعدني كثيرآ في البيت ويهتم بالحيوانات0
ورفعت ذراعهاالايسر على نافذة السيارة لتبدو غير مكترثة بالحديث لكن هولي اردفت قائلة:
-رجل اخر يا عمتي!كيف جئت به؟
-وصل يومابسيارته اللاندروفروسآلني من يملك المنزل المجاور مااذاكان معروضآللبيع؟000بآختصار عادواستآجرمنزلي لبضعة اشهر0ثم ادارت الراديو لانهاء الحديث حول الموضوع0
واستحسنت هولي فكرة بقائهامع عمتهالفترة0هناك ستلتقي بعض الحيوانات التي اعتادت على دلال سيدة مسنة طيبة القلب وهي تسكن منزل ابيض اللون على بعد ميل تقريبآمن اقرب طريق ولاانيس لها سوى الحيوانات0واذا كان ثمة رجل يسكن المنزل الاخر فقدقررت هولي ان تلتقيه0
اشارت العمة مارغريت بيدها لترشد هولي الى مكان المنزل فيما السيارة تصعدتلك الطريق الجبلية الضيقه في منطقة كيشاردتحت رذاذالمطر وامام الفلاحين الذين اوماؤا برؤوسهم للتحيه0فالجميع يحبها ويعرفها جيدا اذتآتيهم مرتين في الاسبوع على دراجتها لابتياع حاجات المنزل0وقدسمعت هولي احدهم مرة يقول لسائح امريكي مشيرا اليها يلهجته المحليه:
-انها الانسه تمبلتون احدى اشهر النساء في هذه المنطقه0
ولآينسى احدمن اهل القرى المجاورة انهانظمت القصائجوكتبت قصصا للاولآد يوم كانت معلمه0
تابعت العمه مع هولي سيرهما نحو المنزل0وبعدان اجتازت القرى توقفت على بعد ميل تقريبا من الطريق العام حيث تسكن بعيدا عن الناس0وكعادتهافي كل مرة تشعر هولي كآتها تعود الى منزلها بعد غياب طويل0فالتفتت نحو العمة شاكرة ممتنه واجابت:
-يسعدني ان استقبلك هنا دائما ياابنتي0
وحاولت العمه ان تتجنب الكلب الالزاسي الضخم امام باب منزلها0اخذيعوي بشراسه لكنه لم يعمد الى ايذاء احد فهو يرآف بجميع ضيوف السيده كما يرآف بحيوانتها0اذيشعربمدى اهتمامهابهم0وقدجاءت العمة قبل ثلآث سنوات من ادنبره0
بعدنزولهما من السيارة الصغيرة البرتقلية اللون انتهرت العمه كلبهاقائله بحزم:
-ابتعدياكازان اياك ان تلوث هولي بوحلك0
وركض الكلب مغتبطا على الممر المبلل بالمطر امام المنزل0وفتحت هولي صندوق السيارهوانزلت حقائبها مختلسه النظرات الى المنزل المجاور الابيض اللون على بعد عدة امتار من منزل عمتها0ولآحظت الدخان المتصاعد من المدخنة والستائر الحمراء اللون خلف النوافذ0عضت على شفتها حين رآت عمتها سائرة باتجاه الباب0هي لن تتغيرابدا0اذ لم يكن غاريت فسيكون اي رجل اخر0لآبد من احد يطلب المساعدة0لابد مناحد بحاجه الى طعام او شراب0وهي لا تقوى على رفض مديد العون0وغمضت هولي عينيها للحظات وقالت:
ولماذااثيرالموضوع!الست اناهكذا ايضا؟
حملت حقائبهاودخلت المنزل لاحقه بعمتها0
لفتت انتباههاغرفة الجلوس بدفئهاوحرارتهاواحاطتها العمه بكل حفاوة وترحيب
-لقدسبقنا الى المنزل واوقد نار الموقد0الم يكن ذلك مفيدا0
وضعت هولي حقائبهاعلى السجاد الاحمر وسآلت:
-هل تعنين انه يآتي ويذهب كيفما يشاء؟
-نعم فهويعلم اني سآلتقي بك0
-ولكنك لآتعرفينه جيدأفبآمكانه ان000
ولمم تتمكن هولي منمتابعة الكلام فعلقت العمه0انا اعرف الناس جيدا0اجلسي الان ريثما احضر فنجان من الشاي0
لحقت هولي بعمتها الى المطبخ0وتذكرت بآن تحني رآسها امام الباب القصير0ولمم تتمكن من الجلوس لشدة اضطرابها0
بعدقليل وضعت يدها على رآسها وقالت:
-كان بامكانك ان تاتي الى المنزل دون ان تجدي
فيه شيئا00
-من اين ياتي هذا الرجل المدعوغاريت؟
-لآاعلم ولكن
ماذايهمني من هذا المر؟انه يدفع ايجاره باستمرارويقوم باعمال شاقه0وهونظيف ونبيه0
واومآت العمه برآسها ورمقت هولي بنظرات حاده لم تدرك معناهاالابعدلحظات0
-اسفه ياعمتي0لست ادري ما بي0كل ما في الامرانني اخاف عليك من اي مكروه0
-اعلم انك كنت مرهقه في الاشهر الماضيه0انظري الى هذه القطط اليست رائعه؟
ونظرت هولي الىالصندوق الكبير حيث تنام خمس قطط0عمرهالايتجاوزالاربعة اسابيع0حملت واحدة منهاواخذت تداعبهابرفق ودلآل00ثم قالت:
-مااجمل هذه القطط0كيف يمكن ان تترك هكذا؟
-لست ادري0ولكن جيء بها الى هذا المكان
ياللحيوانات المسكينه0اطعميها بعض الحليب ثم ضعيها في الممشى الخلفي لفترة0
وفيما هولي منهمكه باطعام القطط اذبواحدة منها تقفز الى كتفها وتلامش عنقها فلتفتت لترى انها السموكي السوداء الكبيرة0وهي القطه المفضله لدى هولي0وبعدلحظات اجتمعت سائر القطط وبينها بونتي وكتي0
وتذكرت هولي كم كانت تستيقظ في زياراتها السابقه لتجدنفسهابعدمنتصف الليل محاطه بالقطط بحيث يصعب عليها التحرك في فراشها0
-اشربي الشاي اولآ ثم عودي الى القطط لتطعميها0
واعطت هولي فنجانامن الشاي الساخن ثم طردت القطط خارجا واغلقت الباب0وفيما هما جالستان تشربان الشاي قرب الموقدقالت هولي لعمتها:
-لست ادري كيف تتدبرين امرك؟
-اه!ليس في المر مشكله حين تعتادين على هذه القطط0ثم ان غاريت يبني لها اكواخاخشبيه صغيرة في الحظيرة حيث ستنعم بالدفءفي قصل الشتاء0ثم ان المنزل لم يعد يتسع لكل هذه القطط0
وابتسمت هولي وتذكرت كيف ان عمتها مستعده لان تقدم سريرهالحيوانتها اذا علمت انها تقاسي من شدة البرد0ويبدوان غاريت يدرك تماما مايفعل0فكل من يشارك العمه في حب حيواناتهاوالعتناء بها فهو لايمس0ماذايريدغاريت من
وراءذلك؟يجب ان تعرف ذلك0فالعمه عجوزطيبة القلب ولاترى سوى حسنات الاخرين0لكن هولي ابنة الثمانية عشر عامالاتشاركهاحسن الظن هذا0وبدات تكون لنفسها صورة ذهنيه محددة عن ذاك الرجل الغريب0
بعدان تناولتاطعام العشاءقامتا بنزهة مع الكلاب قرب التاسعه مساء0وخطر لهولي ان تسال:
-الايزورك غاريت ابدآ؟
اجابت العمه:
-تريدين الاجتماع به؟اعتفد بآنه اليوم لن يآتي ليتركني استقبل ضيفتي0
-وهل اعلمته بمجيئي؟
-نعم لقداخبرته قبل ان ذهابي الى المحطه0فهو لايتردد علي باستمرار سوى في المساء0وهو كما قلت لك يقوم باعمال كثيرة يصعب علي ان اقوم بهابنفسي0
وسآلت هولي بشيء من الفضول:
-الايذهب غاريت الى عمله؟
ترددت عمتها في الجواب وتمنت لو لم تسآل هولي هذا السؤال:
ثم اجابت-لا ليس تماما0
وازدادفضول هولي فاردفت بسؤال اخر فيما هما تقتربان من المنزل الثاني:
-هل هو متقدم في السن؟متقاعدربما؟
-اعوذبالله0لآ0ابدا0هو شاب في اوائل الثلاثينات من عمره0
توقفت هولي عند هذا الحد0فهي لاتريد ان تتدخل في شؤون عمتهافي امر تاجير المنزل ومن هو المستآجر0بات اهتمامها محصورا في ذلك الرجل0وفيما تقتربان من المنزل اختلست النظرات الى الداخل ولاحظت نورا ساطعا خلف النوافذ0ترى هل ينتظراحد الضيوف000
وجلستا تحيطهمهما كلاب وقطتان00وكانت ليله هادئه مقمرة بعدانقطاع المطر0تنفست هولي الصعداء وشعرت بشيء من الارتياح بعداشهر من الصعوبات اثر وفاة والدتهاواضطرارهالترك العمل بسبب تجروء ابن صاحب الشركه وها هي اليوم تلبي دعوة عمتها التي قطعت عليها حبل افكارها حين نادت احد الكلاب وعاد الجميع الى المنزل0
نامت هولي تلك الليله ملء جفونهابعدارهاق السفرالطويل0واستيقظت لترى الشمس مشرقه وبعض القطط على سريرها0فطردتها وقامت لتغتسل وترتدي ثيابها0كل شيء كان ساكنا حين هبطت هولي السلم0ولااثرللعمهخقام سموكي وكازان لاستقبال هولي التي خرجت الى الحديقه بحثا عن العمة مارغريت وفيما هي تنادي عليها كان الكلبان قدلحقا بها0خيم الصمت ولم تسمع وقع اقدام بعض الكلاب الاتيه نحوها0تقدمت هولي نحو فسحة اماميه لترى ما الذي فعله ذلك الرجل0منتديات ليلاس
فرأت مسطحاخشبيا مرتفعا نحو قدم عن الارض ومسيجا بحجارة من القرميدتفصلهااعمدة خشبيه تاركه اشكال هندسيه حجم واحدها اربعة اقدام تقريبا0ورغم كون المسطح الخشبي لم يكتمل بعدفقدتمكنت هولي من ان تلاحظ دقة العمل0فالخشب مقطوع بمهاره وكل واحدمن الكلاب اختارمكانه جعل منه سريراله0
وفيماهي تنحي لترى عن قرب ذلك المكان سمعت صوتا من جهة الباب يقول:
-انتبهي كي لايتمزق ثوبك فبعض هذاالخشب مايزال خشنا0
كان الصوت عميقاومغتبطاوفيه وقع مريح0نظرت هولي حولهاوراءت رجلاامام الباب والنورخلفه فلم تتمكن من مشاهدته بوضوح,لكنها لاحظت انه طويل القامه عريض المنكبين0بعدلحظاتقدم نحوهابهدوءالواثق من نفسه0بداوجهه مسمراوبنيته قويه وعيناه سوداوين تحت حاجبين كثيفين وفمه العريض دقيق الشكل0شعرت انها امام رجل غجري فلم تانس له0وكان هو اسوءكثيرا مماتصورت خاصه حين راح يقيسهابنظراته الواثقه من رأسها حتى اخمص قدميها0
-انا غاريت نيكولاس0وانت ابنة اخ الانسه تمبلتون؟
صافحهافوجدت هولي نفسهامضطرة لمصافحته0كانت يده خشنه وقوية0تراجعت بهدوءوسحبت يدهاببطءواحست بشعورخفي يعادل الانزعاج0
وقالت:
انا ابحث عن عمتي0اتعلم اين هي؟
-اليست في المنزل؟
قال ذلك بعدان لاحت حركه من عينيه0
-كلا0
لم تتابع هولي الكلام لتقول ان هذا السؤال سخيف0لكنه علق على كلامها:
-كلا,والا لماسالت السؤال00اليس كذلك؟
-ظننت انها جاءت تتفقدالكلاب0
-ربماذهبت الى القريه0
-ولكن سيارتها ما تزال هناك0
-على دراجتها0
وتابع بهدوء:
-كثيرا ماتفعل ذلك صباحا0لتذهب الى الحوانيت0
شيء ما يزعج هولي0لم تدرما هو0ربما طبعه الكسول والواثق من نفسه0ثم قالت بدون ان تفكربما تقول:
-اعتقدانها تتبضع لك ايضا؟
شعرت بشيء من الندم على ماقالته,لكن هذا الشعور جاءمتأخرا0التفت اليهابهدوءوالبريق يلمع في عينيه ثم قال:
-انا لست واحدامن كلابها الضائعه,ياانسه تمبلتون0انا قادر تماما على شراءطعامي بنفسي ساعة يحلولي ذلك وكيف يحلو لي0اما عمتك فيسرهاان تذهب الى القريه على الدراجه0لقدعرضت عليها مرارا ان اخذهابسيارتي حين يكون الطقس ماطرالكنها مثلي تفضل حريتها0
وانصرف منزعجا بعدان ادار بطرفه مؤكداتذمره0
-يوما سعيدا ياانسه تمبلتون0
وفكرت هولي في ذلك الرجل0كان مثلهاسريع التجهم 0لكنهاادركت ان حديثها معه ادى الى نوع من النفور بينهما0وفيما هي عائده الى المنزل كانت تفكر في الامر,وفجأءةخطرت ببالهافكرة مذهله0ماذالوكان في الحديقه مساء امس وسمع حديثهامع عمتها حين سألت هولي عن عمل ذلك الرجل؟ربماكان قدادرك حقيقة مشاعرها,وتصوركيف يمكن ان تبدوله0راودتها تلك الافكارالمضطربه ثم نفضت هولي يديهاوكآنهاتمحوبذلك اثر ملامسته0
علمت انهالم تستلطفه وان هذاالشعورمتبادل بينهما0
ومن يظن نفسه في كل حال؟التفتت هولي الى المرآة فلاحظت احمرارخديهاوسواد عينيهايعلوهما حاجبان كثيفان وفمها العريض الكثير الانوثه وغيرالمطلي بحمرة الشفاه0وتآكدت ان رجلاغريبا حملها على الشعوربانوثتهاوصباها0ربما كان مزعجالكنه لم يكن رجلا عادياعلى الاطلاق0
عادت العمه متذرعه بكل اسباب تآخرها0فاسكتتها هولي بعناق حارقائله:
-لابآس,لاباس,ياعمتي0لامبررلان تسرعي من اجلي0
خرجت الى الحديقه بحثاعنك وهناك اخبرني السيدنيكولاس اين ذهبت0
نظرت الى هولي قائله:
-اذن التقيت به؟والان ماذا تقولين عنه؟
ثم اوماءت براءسهاوادارت عينيها لتلقي نظرة على هولي التي ادركت ان عليهاان تاخذ حذرها,فاجابت:
-يبدو مختلف بعض الشيءعماكنت اتوقع0وهواصغرمما كنت اعتقد0
-انت لاتريدين ان تتورطي في كلامك0اما زلت تعتقدين انه رجل ينوي سرقة مجوهراتك؟
وضحكت هولي معلقه:
-ياالهي انا لم اقل ذلك ابدا!
وربتت العمه على كتفهاقائله:
-انا امازحك ياابنتي0
ثم اتت ببعض المساندووضعتها على كرسي قريب وتابعت كلامها:
-اعتقدانه دمث الاخلاق0قديكون حادالطبع لكنه دمث الاخلاق0
واتسعت حدقتا هولي,ايمكن ان يكون هذاالكلام صادرعن عمتها؟وكملت العمه قائله:
-كان بودي ان اقدمك له فقط لارى ردة فعله0انت جذابه جدا ياهولي0ولاحظت بعض الحياء يراودهولي فاردفت تقول:
-لامبرر للحياء0فانت فعلا جذابه0وهذا الشعر المسترسل الرائع الذي تتميز به عائلتنا0قدلا تصدقين ان قلت لك انني كنت نجمة الحفلات الراقصة في صباي,وانت تتمتعين بالشعرذاته والعينين السوداوين باهدابهما الطويله ايضا0لديك قوة اغراء يضعف امامها الرجال0
وابتسمت هولي قائله:
-ليس الان,وقدلايكون هو بين هؤلاء الرجال0
وادارت عمتها الطرف قائله:
-انت بحاجه الى بضعة ايام من الراحه والنوم الهنيء0هذا كل شيء0يا لهذا الرجل الحادالطباع0كان عليك انتكسري الاناء فوق راءسه0ايتها الصغيرة0لماذا لاتقولين قدلايكون هو بين هؤلاء الرجال ؟اواثقه انك لاتستهجنين شيئا في طباع غاريت ؟
اجابت هولي بانقباض:
- ماقصدت ذلك0
لا لم تستهجن شيئا في طباع ذلك الرجل,بل على العكس0شعرت لحظة لقائها بمعنى الرجوله,هذاالذي جعل حركة نبضها تسرع0لقدادركت انه رجل حقيقي0لكن تلك النظرات من عينيه السوداوين,ماذا؟ادركت هولي فجاءة ان لون عينيه كان بنيا قاتما معادلا للسواد وهوغير عادي0وفهمت الان لماذاتذكرت ذلك على غير عادتها0
-انت تحلميم حلمابعيدايابنتي0استيقضي اناذاهبه لاحضر الشاي0
دخلت العمه الى المطبخ ثم لحقت بها هولي وهي تحمل سله مليئه بالمعلبات0وحين عرضت هولي ان تساعدعمتها,اصرت هذه عليها بان ترتاح لبضعة ايام اخرى لتستعيد قواها0وسألتهاهولي بمرح:
-ماذا ستهيئن لي ليوم الاثنين المقبل؟لابدان اعمل اليس كذلك؟
-ربما,وهذا مايسرني منك0من الجميل ان استعيدشعوري بالرفقه من جديد0وانالم اعداعمل في البيت قدرماكنت اعمل سابقا0غاريت يقوم بكل ما اطلبه منه0لقدجاءونظف المنزل منذبضعة اسابيع حين اصيب كاحلي0ولم يقل عمله جوده عن عمل اي امراءة0ثم قام بشراء الحاجات المنزليه لمدة اسبوع0توقفت قليلا ثم اردفت قائله:
-انت لاتسلتطفينه,اليس كذلك؟منتديات ليلاس
لم يكن عادلا اوممكنا عندهولي ان تقول لعمتهاما هو اقل مل الحقيقه,لذلك اجابت:
-لا,لااستلطفه0
-ولماذاياهولي؟
سألت وعلامات الدهشه والاستغراب مرتسمه فوق وجههاالمدور0وترددت هولي في الاجابه ثم قالت:
-هذه من الامور التي تحدث عادة0يمكنك ان تلتقي رجلا لطيفا وعاديا,لكنه لم يكن لطيفا ولاعاديا0ثم ان كل ردات فعله خاطئه,ولايمكن لاحد ان يغيرها0
-كثيرأما يحدث ذلك0انا اعلم0
وانحنت بهدوء لسكب الشاي في الفنجان فلاحظت هولي ابتسامتها العابرة0
-ربما0
ولم تشأهولي ان تخبرعمتهاعن شعورهاالغريب بالحذرمن خطر محدق,حين صافحت ذلك الرجل,لان عمتهالن تصدقها0وفجأة لم تعدترغب في متابعة الحديث في هذاالموضوع0
ربماادركت العمه حقيقة الامرفغيرت هي الخرى الحديث ولم تعدترغب في متابعة الحديثهاولم تعدتذكراسم غاريت ذلك الصباح0
في مساءذلك اليوم قررت هولي ان تتمشى خارج المنزل برفقة سموكي الذي اسرع امامها مغتبطا لفكرة النزهة الاضافيه غيرالمتوقعه0كانت ليله صافيه دفعت بهولي
الى السير طويلابين التلال قبل ان تقرر العودة قرب الساعة الحادية عشرة0وحين مرت بجانب منزل غاريت لاحظت حركة ادت الى فتح الباب0ثم خرج رجل واتجه نحوالممرالمؤدي الى الطريق العام0وما كان نضرها خاطئا,حتى في ظل القمرالشاحب0هاهوبمنكبيه العريضين0ترى الى اين كان ذاهبا في تلك الساعه المتأخرة؟
وما ان وصلت هولي الى المنزل حتى وجهت هذا السؤال الى عمتها التي كانت ماتزال منهمكه بحياكة الصوف,فاجابت:
-لست ادري0انه يخرج ويعودكمايحلوله0لكن علي الاقراربان الساعه متأخرة الان0هل رأك؟
واومأت هولي برأسهامجيبه:
-لا0كنت اسير في الظل اخرالرصيف0وهولم ينظر ورأه في كل حال0
-غداسأثيرمعه هذا الموضوع0
ثم توقفت فجأة عن حياكة الصوف0
-لاارجوك!لااريده ان يظن بأنني كنت اتجسس عليه0
قالت ذلك فأحست بعيني عمتها تتركزان عليها0
-انامتأكدة انه لن يظن ذلك0
|